لكقضانت ته ناكل يكال ة ير عر نيه يو يرك ارك را 0 3 ١ 1 ا‎ 1 د سكير نر 000 ون ظ 1 0 0 رت تر داركنوزإشبيليا للنشر والتوزيع الرياض 417اه فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الشثري؛ سعد بن ناصر شرح متون العقيدة / سعد بن ناصر الشثري. الرياض 1179 اه. 767 صفحة 111؟ ردمك: اا ول تدراو .١‏ التوحيد *".العقيدةالإسلامية 1 -العنوان ديوي ١11/7 ١1١‏ رقم الإيداع: ١172/951اه‏ ردمكت: 11-1 رتم1 الطبعة الأولى 1 اه - 17١5م‏ ه ورك 2 6ه داركنوز إشبيليا للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية ص.ب 77771 الرياض ١١41١7‏ هاتف 2190/57 15384151-4451- فاكس: 110707١7‏ 013171 واأعططوع :اأقاو-ع 00 جل ١ض‏ لجري (ساس <دين عزو مس 0 . أه ان عاو لرامايايالا ا أصول] لسن لاما مدن حَبْبلٍ يَلِْمَه عسل حر 1 5 »‏ سم إوس ‏ إراريته القواع را لأزيع شيج دن عبيالوشّا بف شَحَحٌ وسبعرلة نامرع اروب رامق 00 1 ا 7 لس يله ١‏ ووو لان -سسروا ا قم جى اي ١‏ | 3 (شكس ١ن‏ (دزومصى 4 5 121-71 بدك هو حا . ببيبورييا قح حي «يرس. ١جر‏ ئّ اح دمن (رو ئيس المقدمة ج21 المقدمن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد: فإن مباحث المعتقد مباحث مهمة؛ وذلك لأدلة عديدة» ولأسباب كثيرة ومن ذلك: أولاً: أن أساس هذه الملة هو الاعتقاد. فلو وجد من التزم بأحكام فروع هذه الشريعة لكنه لم يلتزم بعقيدتها لم ينفعه ذلك عند الله جل وعلاء ومن هنا كانت الأسئلة على العبد يوم القيامة» والأسئلة على العبد في القبر متعلقة بمعتقده» من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ثانياً: أن السؤال الذي يترتب عليه النجاة يوم القيامة يتوجه إلى أمور المعتقد. ثالثاً: أن البي منت لبث في مكة عشر سنين لا يدعو إلا إلى التوحيد. ولم يخاطب بالصلاة إلا قبل الحجرة بثلاث سنوات. وما ذاك إلا لأن التوحيد هو الأساس الذي ينطلق منه الخلق في عبادة الله . رابعاً: ارتكاز دعوة الأنبياء عليهم السلام على هذا الأساس وانطلاقهم من التوحيد» فكل ني يقول لقومه: أن اعبدوا الله ألا تعبدوا إلا اللّهء قال تعالى: دوَلَقَدَ بَعََْا فى كل أَمَةَ رَسُولاً أرب أَعَبُدُوا آله وَآجَتَبُوا آلطّشُوتَ4. [النحل:17]. وبدلك على أهمية الاعتناء بجانب المعتقد أنه هو الفطرة التى فطر الله عز وجل الناس عليها؛ ولذلك ورد في الحديث: (وَإِي لفت عِبَاِي حَتفَاء كله 2 م الاين فاجثالقةم ع ينوم ووس هل مَلَيْهُمْ ما مَا أحَلَلت لَهُم وَأَمَرَ أ أن يُشثركوا بي ما لم أئز زل به سُلْطًانا)!". ا مسلم(0 0145 من -حديث عِياض بن حِمَار الْمُجَاشبِعِي» أن رَسُول الله 0-3 قَالَ ذَاتَ في خطْبَيهِ: (الا إن بي أمرتي أن لمكم ما جَهك: يما علْمنِي يَوْمِي هَذاء كل مَالِ 0 لال َي َلَفْت حِبَادِي حَُئْفَاءٌ. .) الحديث. سخ همه ملسب تصرح متَون العقيدة وني الحديث الآخر: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلا يُولَدُ عَلَى الفِطرق فَأبَوَاه يُهَوْدَانِد جَدعَاً). شم يَقُولُ أبُو مُرَئِرة 429 : <فِطرَت الله الى فَطَرٌ لاس عَلَيا" لا تبدِيلٌ ِحَلقٍ لَه ذَلِلك الدريرث الْقَيِمُه [الروم:0*]”". ولم يذكر الإسلام؛ لأنه هو الفطرة؛ وأصل الإسلام الانقياد لله بالتوحيد . وقد كان الناس يكتفون بالآيات القرآنية الى تتلى عليهم فيأتي الداعية يدعو إلى الله فيتلو على الناس آيات من القرآن فيما يتعلق بتقرير إفراد الله بالعبادة فتكون مشتملة على الحجة الشرعية والدليل العقلي الذي تذعن له العقول السليمة؛ وقد تكررت هذه الحجج في القرآن بصيغ متعددة وبأساليب متنوعة. والشياطين تحرص على طمس قلوب العباد لثلا يفقهوا هذا الكتاب كما قال تعالى:«وَقَالُوا قُلُوبُتَا ىّ أكئة يما تَدَعُوكآ َم وََ َاذَانِنا وَقَرُ وَمِنْ بَيينَا وَبَيِيِكَ حِجَاب4 [الأنعام:15]. وقال تعالى: (وَجَعَلئا عَلَ قُلُويِمْ أكِنَة أن يَفَقَهُوهُ و دَاذَاهِمْ وَقر> [الأنعام:75]. ومن هنا حرص أهل العلم على التأليف في أمور المعتقد لعدد من الأمور: الأمر الأول: مخاطبة الناس بأساليبهم المعتادة في كلامهم؛ ليكون ذلك أدعى لجعلهم يفهمون الحجة والدليل. الأمر الثاني: جمع ما يتعلق بالموضوع الواحد في محل واحد بعد أن كان في القرآن والسنة متفرقاً بحسب أسباب النزول وسياق التنزيل؛ ليكون بعضه معيناً على فهم بعضه الآخر. وينبغي أن يعلم أن من أكبر أسباب الضلال عدم جمع النصوص التى تتكلم عن أمر معين؛ بحيث يأتي للإنسان نص فينزله على غير منزلته » ولا يلتفت إلى . من حديث أبي هِرَيِرَة قلق‎ )١508( أخرجه البخاري(7*094١) ومسلم‎ )١( المقدمه لل 001 غيره من النصوص التى وردت في هذا الأمرء فتأتي الآية للعبد فلا يفهمها وتشتبه معانيها عليه فينزها على غير مراد الله منهاء ومن ذلك مثلاً عندما يستدل الوعيدية بمثل قوله تعالى:وِيَمْحَقُ آلَهُ ليوا وى ألصّدَقَتٍ وَألَهُ لا يُحِبُ كل كفار أثم» [البقرة:777] وبمثل قوله سبحانه وتعالى: «وَمَن يَقَثُلَ مُؤْمِئًا حُتَعَمِدًا فَجَرَآؤْهُ جَهَكَمٌ حَلِدًا فِييا4 [النساء:*4] فعندما ينظرون إلى مثل هذا الدليل قد ترد عليهم الشبهة بتكفير أهل الكبائر؛ لكن إذا ضمت هذه الآية إلى غيرها من الآبات التي تتكلم عن مثل هذا الأمر انجلت الشبهة؛ في مثل قوله سبحانه: دقَمَنْ عُنىَ لَهُد مِنْ أَحيهِ سَىْءٌ فَأَيْبَاغ يالْمَعَرُوفٍ وَأَدَآهٌ إلَيّه بإِحَسَن» [البقسرة: 174] فسماه أخاأ مع كونه قاتلاً ومن مشل قوله سبحانه: «وَإن طَآِقَتَانِ مِنَ الْمُؤْييينَ آفَْتَلُوا فَأْصَلحُوا بَيَثِمَاهِ [الحجرات:9]. إلى قوله:«إِنْمَا آلْمُؤْيئُونَ [خَوَةٌ فَأَصْلِْحُوا بَْنَ أَحَوَيك» [الحجرات:١٠]‏ فانظر مع وجود الاقتتال إلا أنه حكم هم بالإيمان. الأمر الثالث: وجود الشبهات والضلالات في العصور التى بعد عصرالنبوة فاحتاج علماء الشريعة إلى رد هذه الضلالات»؛ والرد على الضلالات في الأمور الشرعية من فروض الكفايات. وقد نفع الله جل وعلا بعلماء أهل السنة والجماعة في رد البدع والضلالات نفع عظيماً؛ وذلك لعدد من الأمور: الأمر الأول: أنهم ينطلقون في معتقدهم وفي ردودهم من الكتاب والسنة. والكتاب والسنة تذعن لما النفوس المؤمنة» وفيهما الحجج العقلية المقنعة. والبراهين النقلية الواضحة؛ مخلاف غيرهم من أهل البدع فإنهم ينطلقون في ردودهم من مصادر أخرى, فبعضهم بينطلق مما يسمونه بالمعقولات» يقولون: أمور المعتقد تبنى على العقل؛ لأن العقل أصل النقل» وبعضهم ينطلق مما يزعمه 0 شرح متون العقيدة من الكشف والإخام؛ وبعضهم ينطلق من الذوق إلى غير ذلك من المصادر الي تبعد الناس عن الوحي من الكتاب والسنة. والكتاب والسئة يجب اتباعهما في جميع الأمور حتى في أمور المعتقد, ولعله يأتي في ذلك زيادة بحث. الأمر الثاني: إنهم يردون البدعة بالسنة» بخلاف غيرهم فإنهم يردون البدعة ببدعة» ومن المعلوم أن البدعة قد يحصل التلبيس بها ولذا ذكر الله جل وعلا عن أهل الديانات الأخرى أنهم يلبسون الحق بالباطل» فهم يدخلون الحق ويدخلون معه الباطل؛ ليروجوه على النفوس. الأمر الثالث من مميزات كتابة أهل السئة والجماعة: أنهم يجتنبون المتشابه من القول فالألفاظ والأقوال والجمل التى تحتمل معاني متعددة يتوقفون عن إطلاقها إثباتاً ونفياً ويكتفون بما ورد في النصوص الشرعية. . ومن العلماء الذين كان لهم أثثر في مباحث المعتقد وحمى الله بهم جناب التوحيد وأنقذ الله بهم جماعات من العباد الأثمة الثلاثة : . إمام أهل السئة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل‎ )١ ؟) شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية . و الإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب . ولذا حرصت على نشر رسالة لكل واحد منهم فللإمام أحمد (أصول السسنة)» ولشيخ الإسلام ابن تيمية كتاب (العقيدة الواسطية)؛ وللإمام المجدد الشيخ محمد ابن عبدالوهاب كتاب (القواعد الأربع)» وقد شرحت كل واحد منها بشرح مغتصر ليتم إخراج ذلك في المجموعة الأولى من متون العقيدة» وأسأل الله التوفيق لأولئئك الذين اهتموا بتفريغ هذه الدروس» وهم سعود دغريري؛ وعبدالناصر البشبيشي. وماجد المطرود. وأسأل الله أن ينفع بهذا المجموع» وأن يجعله سببا من أسباب صحة المعتقدات . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. - ع رسع 0 هري .21 2 اماكا0 مدا اماماي 5-5-0 2-0 2 شرح للإمام أحمد بن حتبل ماله ججع معوكصطت) كك ل جلاضيي لجَرَيَ (سكس ادي (دزوئمسى 017 .1ه ات براك 11١0‏ . بارواييا و مع _رَئعم جى (دضجي (اجرئّ شكس ادن (دزوميسى 0 لاهنت ناك 170 ب يسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين» الرحمن الرحيم » مالك يوم الدين . وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين » وحجة على العباد أجمعين . نبينا تحمد الصادق الأمين. وقائد الغرٌ المحجلين » وعلى آله وصحبه والتابعين » ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد: فإن من نعم الله سبحانه على عباده توفيقهم إلى تعلم العلم . وتيسير طرق الحصول على هذا العلم الشريف . ومن ذلك ما وفقنا الله سبحانه إليه في صيف عام ١47١‏ ه »ء حيث قام المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بأحد المسارحة بالقيام برحلة علمية لطلابه إلى مدينة الطائف . وكنت أحد هؤلاء الطلاب والحمد لله . ش وهناك في مدينة الطائف ازدادت مِنّةُ الله سبحانه علي حيث أنخنا مطايانا عند ركب العلماء الكبار » فاستقينا من معينهم » وارتوينا من سقيهمء واستفدنا مسن نيهم . وكان من هؤلاء العلماء فضيلة شيخنا الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري ٠‏ أمدّ الله في حياته بخير الإسلام والمسلمين » ونفعنا الله بعلمه » وجزاه الله عنًا خير ما جزى به شيخاً عن طلابه » فاكتحلت أعيننا برؤيته والاستماع إليه . ومن لقاءاتنا معه حفظه الله » كنا نقرأ عليه في كتاب ( أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل ) » فأتمه في أربعة مجالس . حل فيه ألفاظه , ويسر لنا فهمه ومعرفة المراد مئه» نسأل الله أن ييسر له بذلك طريقاً إلى الجنة . وبعد بُرْهَةٍ من الزمن رغبت في القيام بتفريغ محتوى هذه الدروس ., ليسهل مراجعتهاء ولِيَعْظُمْ النفع بها بحول الله وقوته» ويتيسر الرجوع إليها ومطالعتها. لسع عرض مدلل ل لل شسرح متون العقيدة وقد قمت بذلك حسب المستطاع . مع تخريج الأحاديث حسب الإمكان , والإشارة بما يناسب من تراث العلم الذي خلفه لنا الجيل الأول . نسأل الله أن ينفع شيخنا بهذا العمل؛ وأن يجعله في ميزان حسناته؛ وأن يغفر لنا وله» وأن يجعل العمل خالصاً لوجهه الكريم سبحانه؛ وأن يثيبنا به يوم لقا ورحم الله القائل : لي مطلب من كل قارئ قرا أن يستر العيب الذي فيه يرى من حمطا في السبك والتعبير فكلا مش ة التق صير وليس يفلو أحد من عيب ثمالدعاء لي بظلهر الغيب اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ومن له حق علينا وللمسلمين والمسلمات . برحتك يا أرحم الراحمين ؛ آمين . سعود عبده رديش د غريري ها عم 0 حبىللاضري. جلي جم د كويب شرح أصول السنة للإمام احمد بالك سج جه سس مقد مي الشارح الحمد لله رب العالمين ؛ نمحمده جل وعلا أن هدانا لدين الإسلام ؛ وجعل هذا الدين مبنياً على كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله ظَنهِ؛ نحمده سبحانه ونثني عليه؛ وأشهد الآ إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين . وبعد: فإن الله بعث نبيه محمد مقي داعا إلى دين الإسلام؛ والإسلام يُبَتَى على معتقد أساسه الشهادتان؛ شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ فهاتان الكلمتان هما مبدأ هذا الدين وهما عاصمة الدم ؛ وهاتان الكلمتان لهما شروط من لم توجد فيه تلك الشروط لم تصح منه تلك الكلمة . دعا البي تيه إلى هذا الدين آمن به من آمن ؛ وهناك طوائف أصبحت ُشكك في شيء من دينه فكانت الآيات القرآئية تنزل بكشف تلك الشبه وبيان الجواب عنها ؛ ثم بعد ذلك كان البي ؤي يرسل أصحابه للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس معالم هذا الدين ثم هكذا صحابة رسول الله طفق ساروا على طريقته ومنهاجه في هذا . فلما تطاول على الناس الزمان ونسي بعض العلم عند كثير من أبناء الأمة وكانت هناك تداخلات بين أهل الإسلام وغيرهم من أصحاب العقائد الأخرى وُحِدَتْ بعض الانحرافات في بعض أبناء هذه الأمة. وهذه الا نحرافات نتجت عن أمور : الأول: نسيان العلم؛ فإن الجيل الجديد لا يكون محيطاً بما أحاط به الجيل الأول وبالتالي قد يدخل في عقائدهم شيء ليس من عقيدة الإسلام » ويكون 2101 شرح متون العقيدة عندهم جهل ببعض القواعد العقدية » كما في حديث عبادة قوم نوح للأصنام فإنهم إنما عبدوها لما نسي العله'". الثاني : الصدود عن الكتاب والسنة ؟ فإن أهل الزمان الأول كانوا يحرصون على الارتباط بكتاب الله وبسئة رسوله 882 ولذلك فهم يرجعون إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله متكي في كل ما يُشْكِلٌ عليهم » لكن لما تطاول الزمان أصبح عند الناس مشكلات من أمور الدنيا وغيرها ولذلك ضعفت مراجعتهم لذين الأصلين » فدخل في الناس من العقائد المخالفة لدين الإسلام شيء ليس باليسير . الثالث : احتكاك هذه الأمة بأمم أخرى عندها عقائد مخالفة لدين الاسلام ؛ فيأخذ بعض أبناء هذه الأمة من عقائدهم » ولا يعرفون مدى مخالفتها للشريعة » وقد يكون هناك من لا يكون محيطاً بأصول الشريعة ومن ثم تنطلي عليه مشل هذه المنقولات من الأمم الأخرى . ظ الرابع : دخول العْجْمةٍ على الناس بحيث لا يتمكنون من فهم الكتاب والسئة . نتيجة لذلك وُجِدَ في الأمة من يجمل النصوص الشرعية محكوماً عليها بواسطة غيرها من عقل أو تصورات أو أدلة منطقية أو نحو ذلك » ومن هنا وقع في الأمة من الخطأ في المعتقد ما وقع . )١(‏ كما أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس ظْقتُها في قوله تعالى: «قالوا لا َدَرْنَ َلمَمَكْرْوك تَذْدْنَوَدَاوَلَا سُوَاءًا وَلَا يُفُورك وَيَمُوقَ وَْرٌاه [نوح: 7؟] قال: (أسماء رجال صالحين من قوم نوح ؛ لما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً وسموها بأسمائهم ففعلوا » فلم تُعْبّدء حتى إذا هلك أولئك وتستخ العلم عبدّت) انتهى. شرح اصول السنة للإمام احمد للج )4لا ومن فضل الله عز وجل على الأمة أن يوجد فيها علماء يذبون عن عقيدة الإسلام ويشرحون هذا الدين ويبيّنون المعتقد الصحيح؛ فكانوا في الزمان الأول يبينونه بالقول ولما رأوا الحاجة إلى الكتابة بينوه بالكتابة » فألفوا مؤلفات في شرح معتقد الإسلام الذي جاء به الكتاب والسنة. والذي سار عليه سلف الأمة» وكان عليه أهل السنة والجماعة» ومن هؤلاء الأئمة: إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل حيث ألف هذا الكتاب «أصول السنة». والإمام أحمد بن حنبل من قاسى ما قاسى مع المبتدعة حيث دعوه إلى تغغيير معتقده وحاولوا إلزامه بذلك وعرّضوه للعقوبات الشنيعة جلداً وحبساً وتوبيخاً وإقصاءً » ومع ذلك لم يُجبهم ورضي بما عند الله عز وجل » ومن هنا كان إماماً لأهل السنة والجماعة”". والإمام أحمد ألّف مؤلفات عديدة في مباحث المعتقد ؛ منها: الرد على الجهمية؛ ومنها هذه الرسالة: «أصول السنة»؛ وهي كتاب مختصر ووجيز؛ ومع ذلك هو أسس وقواعد لمعتقد أهل السنة والجماعة . ولعلنا إن شاء الله تعالى في الأيام الآتية نأاخذ هذه المباحث واحداً واحداً ونقرأها إن شاء الله من هذا الكتاب » وهو كتاب جامع كالأساس لما بعده وهو كتاب أيضاً مختصر بحيث يتمكن الإنسان من حفظه وضبطه. )١(‏ كما قال الله عز وجل: «وَجَعَلنَا ممح أِمَةيْدُورت بأترئا لَمّا صَبَرُواَ وَحكَانُوأ بنَايَجِا يُوقنُونَ» 2 [السجدة: 77]؛ قال شيخ الإسلام: «بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين». لت عل رشع جب اوري لجَرَيَ (سكس (دْن (لزومسصى 21-7 ات براك 1170 . لماراراييا جر دي <تجَريَ «نكس دهن «مروئيسى شرح أصول السنة للإمام أحمد ااا جج ل بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ أبو عبد الله يحبى بن أبي الحسن بن البناء قال أخبرنا والدي أبوعلي الحسن بن أحمد أبي عبدالله بن البناء قال أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ابن عبدالله بن بشران المعدل » قال أخبرنا عثمان بن أحمد بن السماك » قال حدثنا أبومحمد الحسن بن عبد الوهاب ابن أبي العنبر قراءة عليه من كتابه في شهر ربيسع الأول من سنة ثلاث وتسعين وماثتين » قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان للقري البصري - بااتشيس) - قسال حلئثي عبندوس بن مالك العطارء قال سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل 5ه يقول: أصول السنة عندنا*, * «قال الإمام رحمه الله تعالى أصول السئة عندنا»: الأصول جمع أصل ؛ والمراد به في اللغة الأساس الذي يبّى عليه غيره ؛ فيقال أصل الشجرة أي أساسها وأصل الإنسان أي آباؤه وأجداده الذين هم أساسه . والمراد بالأصل هنا القواعد الكلية ؛ لأن الأصل مرة يطلق على الدليل ومرة يطلق على القواعد الكلية. * وقوله: أصول السنة: ومعنى السنة في اللغة: الطريقة » ومئه قول الشاعر: فلا تجزعن سيرة أنت سرتها فأاولراض سنةهفنيسيرها" وكلمة السنة تطلق ويراد مها معان متعددة باختلاف الفنون: )١‏ فتُطلق السنة ويراد بها ما أثر عن النبي مي من الأفعال والأقوال والتقريرات ؛ فهي تقابل الكتاب والإجماع . وهذا هو اصطلاح علماء الأصول . 1) ومرة تطلق ويراد بها ما نقل عن النبي متي من الأقوال والأفعال والتقريرات والصفات الخْلْقِيّة والحُقِيّة ؛ ىما هو مصطلح أهل الحديث. - . وأول من قال ذلك هو خالد ابن أخت ذؤيب‎ )١( ع شرح متون العقيدة التمسسك بما كان عليه أصحاب رسول الله يق والاققداء بهي'*, -"”) ومرة تطلق السنة ويراد بها المندوب الذي طلب الشارع فعله طلباً غير جازم ؛ مثل السئن الرواتب . 4) ومرة يطلق لفظ السنة في مقابلة البدعة ؛ فيقال: أهل السنة وأهل الأهواء والبدع؛ ويقال: هذا طلاق سنيء وهذا طلاق بدعيء فتكون السنة هي الطريقة المعهودة في الشارع» بخلاف البدعة فهي التعبد لله بطريقة غير مأثورة عن الشرع . ولفظ السنة في كلام الإمام أحمد هنا يريد به: الاصطلاح الأخير وهو المقابل للبدعة . فكأنه قال: القواعد الكلية في الاعتقاد هي ما يل . * ذكر المؤلف هنا قاعدة مهمة وهي: التمسك با كان عليه أصحاب رسول الله وف والاقتداء بهم وهذا يتضمن عدداً من الأمور: الأول: أننا نحفظ لصحابة رسول الله يه مكانتهم ومنزلتهم ونعتقد فضيلتهم؛ ومن معتقد أهل السنة والجماعة أن الصحابة كلهم عدول . الثاني: المراد بالصحابي هو: من رأى النبي متي مؤمناً به ومات على ذلك ؛ وبعضهم يزيد قيد (لازمه مدة)؛ وهو خلاف أصولي معروف . ويقول بعض العلماء في تعريف الصحابي: إنه من لقي النبي يك فهل الصحبة هنا مقصورة على اللقيا؟ الجواب: كثير من أهل العلم يقول بأن الأفضل أن نقول في تعريف الصحابي: من لقي النبي 486 ليدخل في ذلك الأعمىء ومن أثبت لفظ الرؤية انطلق من حديث في الصحيح أنه (يغزو فئام من هذه الأمة فيقال هم: هل فيكم من رأى النبي طَتقية؟) وني لفظ: (هل فيكم من صحب النبي َتقه؟) قالوا فدلّ هذا على ترادف اللفظين. شرح أصول السنة للإمام احمد وله -الثالث: أن إجماع الصحابة واتفاقهم حجة شرعية يجب على المؤمنين العمل به واعتقاد حجيته » وقد جاءت النصوص بذلك كا في قوله تعالى: «وَالسَبقُو الأولون مِنَ الْمْهَدجِرِينَ وَآلأنصَارٍ وَلذِينَ أنْبَعُوهم بإحسسن رْضِىَ آله عَنيِمْ وَرَضُوأ عَنْهُ وَأَعَدٌ ف جَنّسِتجَرى غَتها آله حطِرينَ بآ أبَدّ!4 [التوبة: »6٠٠١‏ فأثنى الله جل وعلا على من اتبع الصحابة . والصحابة جاءت النصوص بالثناء عليهم في مثل قوله تعالى: «لْفَدَ رض أله الْمُؤْيِيت إِذ يُبَايعُوتلك تحت الشجَرَة4 [الفتح: ومثل قوله تعالى: : نحم آس وَآلّذِينَ مَعَهَدَ أَشِدٌآ ؛ عَلَى الكفار يُحَمَآه بَيَْبُمْ4 [الفعم: 6 وإجماع الصحابة قد يكون إجماعاً قولياً بأن يتكلموا في شيء بحكم . فحيتىيٍ نأخذ با تكلموا به ؛ وقد يكون إجماعاً فعلياً بفعلهم لأمر من الأمور ؛ وقد يكون إجماعاً سكوتياً بأن يتكلم بعضهم ويسكت البقية مع اشتهار القول ؛ فإن النبي #2 قد بيّن أن الحق لابد أن يكون ظاهراً في الأمة » فإذا انتشر قول بعض الصحابة ولم ينكره البقية كان ذلك القول المنتشر حجة وإجماعاً يجب العمل به. وهذه القواعد المتعلقة بالصحابة يخالف فيها كثير من أهل البدع ؛ فطائفة ترى الطعن -: عع في الصحابة والتكلم فيهم ؛ وطائفة أخرى يستئنون عدداً من الصحابة على عدد أصابع اليد» وطوائف أخرى يقيد يقيدون فيقولون: نفرق بين من أسلم من قبل الفتح؛ ومن أسلم بعده» أو يستئنون من شارك في الحروب التي وقعت بين علي ومعاوية فقت أو نحو ذلك. - شرح متون العقيدة -وأما أهل السنة والجماعة فالصحابة كلهم عندهم عدول لعموم النصوص الواردة في فضيلة الصحابة » وأما من أسلم بعد الفتح فإن الله قد أثنى عليهم بخصوصهم كا في سورة الحديد”"؛ ولأن النصوص تشملهم . وهكذا من قاتل في تلك المعارك يشمله عموم النصوص ؛ ثم إن المقاتلين على أنواع: - منهم من هو مصيب . - ومنهم من هو مخطئ لكنه معذور في خطئه ؛ لأمهم يظنون أن هذا هو الشرع وأن هذا الصواب وقد أخطؤوا فيه . ومن قواعد أهل السنة والجماعة: أن من بذل وسعه في مسألة فأخطأ خطأ لا يعارض أصل دين الإسلام فإنه معذور ؛ لأنه قد بذل ما في وسعه » لقول الله تعالى: «لا يكل آله نَفْسًا إلا وَسَعَهَا4 [البقرة: 747]» ولقوله سبحانه: < وَلَيِسَ عَلَيِكمْ جُتاحٌ فِيمَآ أخطائُم به وَلَيكن ما تَعَمْدَت فُلُوبْكُم» [الأحزاب: 5]؛ ويستدلون على ذلك بوقائع كثيرة وقع الخطأ فيها فيا بعد في العقائد ومع ذلك ل يبين النبي مق إثم ذلك المخطئ لكونه قد بذل مافي وسعه . فأصحاب عيسى قالوا: « هَل يَسْتَطِيعٌ ريلك أن يُزْلَ عَلَيْنا مَآِدَةٌ مِنَ آَلصَمَاء»ه [المائدة: 117] مع أن هذا يتضمن نوع شك في قدرة الله ؟ فلم يكمّزهم وم يؤثمهم وإنا بين خطأهم بإظهار قدرة الله. وهكذا في قصة الرجل الذي كان يسرف على نفسه فللا حضره الموت قال لبنيه: إذا أنا مت فأحرقونيء ثم اطحنونيء ثم ذروني في الريح؛ فوالله لئن قدر عل ربي ليعذبني- (1) يشير الشيخ إلى قوله تعسال: ( لا يَشتوى يدك من أدققَ ين قبل الفح وقَمل"أوليكأَغطمْدرَجَهُيَنَ لسن أنقَقُوا ِنْبَعْدُ وَقَسلُوا ولا وَعَدَ مه آلحُسَي» [الحجرات: 017] ؛ قال ابن كثير في تفسيره: «يعني المنفقين قبل الفتح وبعده كلهم لهم ثواب على ما عملواء وإن كان بينهم تفاوت في تفاضل الجزاء» انتهى. شرح أصول السنة للإمام احمد دنه - عذاباً ما عذبه أحداًء فل) مات فعل به ذلك. فأمر الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منه ففعلت. فإذا هو قائم» فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: يا رب خشيتك؛ فغفر له)”", مع كونه قد أخطأ في مسألة قدرة الله جل وعلاء لكن لما كان مؤمناً بالله معتقداً أن الله منفرد بالعبادة » وكان معظاً لله خاشياً منه خائفاً منه » غفر الله له ما حصل منه من الخطأ في مسألة قدرة الله تعالى . وأصحاب رسول الله يك قد عصمهم الله إذا اجتمعوا ؛ فقد عصمهم الله من الخطأ حينئنٍ» ولا يمكن أن يقع منهم إجماع على باطل أو خطأ » وصحابة رسول الله هم أفضل الأمة بعد نبيها يق ى) ورد في الحديث أن النبي مقي قال: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلوعهم)”". - إذن امتاز أهل السنة بتقديم الصحابة ؛ وامتازوا كذلك بأنهم يسيرون على طريقتهم. فإن قال قائل: ما الدليل على تقليد طريقتهم ؟ قلنا: الآيات السابقة ومنها قوله: قورت الأولُونَ مِنَ الْمهَدجِرِينَ وَالأنصار وَالِينَ أنبَعُوهُم بِإِحْس نٍ رض ألْهُ عَهُمْ وَرَضُوأ عَنْهُ وَأَعَدَ هُمْ جسم تَجْرِى خََتَهَا الأهرٌ حَِدِينَ فِيرآ أَبَد41 [التوبة: ١٠٠]؛‏ وجاء في الحديث أن النبي يِتتقق قال: (تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ؛ قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)”" ٍ- )١(‏ الحديث رواه البخاري في صحيحه في كتاب أحاديث الأنبياء باب حديث الغار برقم (8191©)؛ ورواه مسلم في كتاب: التوبة» باب: في سعة رحمة الله تعالى وأنبا سبقت غضبه. برقم (/7181)!؛ كلاهما عن أبي هريرة ف . (؟) الحديث رواء البخاري ومسلم ؛ من حديث عمران بن حصين فلك . (") رواه الترمذي في ستنه والحاكم في المستدرك عن عبدالله بن عمروء والحديث قد حسنه الشيخ الألباني كا في تحقيقه لجامع الترمذي . شرح متون العقيدة -وأهل السنة مع كونهم يقولون بفضيلة الصحابة إلا أنهم لا يروم على درجة واحدة في الفضيلة ؛ بل بعضهم أعلى من بعض انطلاقاً من النصوض الشرعية التي فضلت بعضهم على بعض . ٠‏ وأهل السنة موافقة لصحابة رسول الله يتك يسيرون على مقتضى النصوص الشرعية كتاباً وسنة » وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة ألا وهو تحكيم النصوص الشرعية والعمل بها سار عليه الصحابة » ولذلك يقسمون المسائل إلى ثلاثة أقسام: -قسم أثبتته النصوص ؛ فهم يثبتونه . -وقسم نفته النتصوص ؛ فهم ينفونه . -وقسم سكتت عنه النصوص ؛ فهم يسكتون عنه . ولا يُقَدّمون على النصوص أدلة أخرى » بخلاف الطوائف الأخرى فإنهم يقدمون على النصوص أموراً أخرىء وإذا رأوا تعارضاً بين النص وبين أدلتهم حاولوا أن يؤولوا النصوص وأن يصرفوها عن معانيها إلى معانٍ أخرى بما يسمى التأويل وهو تحريف للنصوص في دلالتهاء وآخرون يقولون بالتفويض فيقولون: نؤمن بالنص وتَكِلٌ معناه إلى الله فلا ندري ما معناه» وهذا أيضاً حلاف الصواب » فكلٌ من المنهجين: منهج التحريف الذي يسمى: بالتأويل ومنهج التفويض كلاهما منهج خاطئ؛ لأن النصوص قد أمرتنا بالإيمان بالكتاب والسنة وأمرتنا بفهم الكتاب والسنة على مقتضى لغة العرب ؛ فحينئي من قال بأن هذه الألفاظ لا معنى لما فكأنه يقول: قد خاطبنا الله به| لا نفهم » وكأنه يقول بأن الله قد أورد في كتابه ما يضل الناس بسببه» وكأنه يقول: إن النصوص الشرعية قد أنتجت الاضطراب عند الخلق » وأنه لولم تنزل هذه الننصوص لكان ذلك أوفق للخلق وأحسن لحاهم؛ لأن الناس يطالبون بعدم الإيهان بمعناهاء وهذه كلها لوازم باطلة تَدُلّْكَ على بطلان مذاهب هذه الفرق جميعاً. 55 شرح أصول السنة للإمام أحمد ههه رربي للك -أما أهل السنة والجماعة فيقولون: نفهم الكتاب والسنة على مقتضى لغة العرب ؟ ومن هنا نعرف طريقة أهل السنة والجماعة ومميزات طريقتهم: - فأول المميزات: تحكيم الكتاب والسنة في كل شيء ؛ وعدم تقديم أي منهج أو طريقة أو أدلة على الكتاب والسئة . - ومن منهج أهل السنة والجماعة أيضاً: إثبات ما أثبته الكتاب والسئة ونفي ما نفياه والسكوت ع) سكتا عنه . - ومن منهج أهل السنة والجماعة: الرجوع في فهم هذه النصوص إلى مقتفى لغة العرب .وإلى إجماع السلف في فهم دلالة هذه النصوص . مسألة: هل قول الصحابي وحده يُعد حجة أو لا؟ والجواب: قول الصحاب على ثلاثة أنواع: النوع الأول: عند اختلاف الصحابة ؛ فإذا اختلف الصحابة فلا يعتبر قول بعضهم حجة على بعضهم الآخر إذ لا مزية لقول بعضهم على بعضهم الآخر . النوع الثاني: إذا قال صحابي بول ولم يوجد له محالف وانتشر في الأمة وذاع ذلك القول وم ينكره منكر من الصحابة ؛ فهذا يكون إجماعا سكوتياً وهو حجة . النوع الثالث: قول الصحابي الذي لا يوجد له مخالف من الصحابة ولم ينتشر في الأمة؛ فهذا قد اختلف فيه علماء الشريعة هل هو حجة أو ليس بحجة والأظهر من أقوال أهل العلم حجيته » وما زال الناس يحتجون بأقوال الصحابة » ويدل على هذا قوله تعالى: دواع سَبلٌ مَنْأكَابإِلّ4 [لتهان: .]١‏ شرح متون العقيدة مثال ذلك: قول ابن عباس بإيجاب البدنة على من جامع في الإحرام قبل التحلل الأول مع الحكم بفساد حجه. أما قول ابن عباس فَأكْتًُا في قوله تعالى: «وَلَا يُتدبرت زيئتَهُنٌ إلا مَا ظَهْرَّ مِنْهَاه [النور: ١‏ 7]؟ هل هو حجة في ذلك أم لا1»؟ الجواب: أن الصحابة إذا اختلفوا لم يكن قول بعضهم حجة على بععضهم الآخر ؛ وبالتالي لا يصح الاستدلال ببذا القول» هذا من جهة . الجهة الأخرى أن طائفة كبيرة من أهل العلم يقولون: ليس هذا هو رأي هذا الصحابي» وإنا هو يرى وجوب تغطية المرأة لوجههاء ولكنه يقول: إن الآية نزلت قبل الحجاب وهذا هو المراد بها » لكنه يرى وجوب أن تغطي المرأة وجههاء وينقلون عنه أقوالاً كثيرة في هذا. ففرق بين كون الصحابي يَُسْر الآية بحكم ؛ وبين كونه يتبنى ذلك الحكم » فكون الصحابي فسر الآية بهذا المعنى لا يعني أنه يرى هذا الحكم » لأن الآية قد تكون منسوخة عنده أو يرى أن هذا الحكم قد رفع بدليل آخر . مسألة: هل من ارتد من الصحابة ثم عاد للإسلام يعد من الصحابة ؟ الجواب: جمهور أهل العلم على أنه من الصحابة ؛ فإن قال قائل: هذا يدل على القدح فيهم ! نقول: لا هذا يدل على تفضيلهم » لأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له » وقد بين الله جل وعلا أنه يمحو ذنب التائب قال تعالى: 9 وَمَن يَعَمَلَ سُوَءًا أَوْ يَظْلِحَ نَفْسَهء كر ا * 00 سير - 53 سا »ري ه» 2 - 7 يسَتَغفِر أله يَجِدٍ أله عُفُورًا رَحِيمَا» [النساء: »]1١١‏ وقال: « وَإِقٍ لَغَفَارٌ لَمَن تَابٌ وَءَامَنَ -ث ا م - ل وَعَمِلَ صَلِحًا تم آهْتَدَئ4 [طه: 41]» والنصوص في هذا كثيرة . )١(‏ لفظ أثر ابن عباس في قوله تعالى: « وَلَا يُبَدِيرت زِينتَهْنٌ إلا ما ظَهّرَ ينْهَا قال: (الكف والوجه) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 387) . شرح اصول السنة للإمام احمد الله ج462 ا وترك البدع**؛ وكل بدعة ضلالة*» وترك الخصومات*, * ذكر المؤلف ما يتعلق بالبدع ومشروعيّة تركها؛ والمراد بالبدع: الطرائق المخترعة في الدين» أو هو التقرب لله بأمر لم يرد به دليلٌ عن رسول الله يظتة. والبدع : منها بدع في الاعتقاد» كمن تقرّب لله بنفي الصفات, أو تقرب لله باعتقاد جواز الخروج على الأئمة فهذه بدع عقدية. وبدع في العمل» كمن تقرب لله بصلاة سادسة؛ أو باحتفال بالمولد» أو تقرب لله بعبادة في مكان يعبد فيه غير الله. والبدع كلها مذمومة سواء كانت في الاعتقاد أو كانت بدعًا عملية. * قال الإمام: «وكل بدعة ضلالة»: يعني أن كل طريقة مخترعة في الدين لم ترد عن رسول الله ميف فهي نوع من أنواع الضلال» ومن ثم تكون من المحرمات»؛ وهذا هو رأي سلف الأمة» وَوْحِدَّ من المتأخرين من يقول البدع تنقسم إلى أقسام منها: ما هو حسنء ومنها: ما هو قبيح» ومنهم من يقسمها إلى الأقسام التكليفية الخمسة'"'» وكل هذا كلام باطل لمخالفته ظواهر النصوص مثل قوله تعالى: « أمْ لَهُرْ شُرَكَتوَا شَرَعُوا لَهُم من الزير ب ما لَمْ يَأَذَنْ به لنّه>ه [الشورى: »]7١‏ ومثل قول النبي 1 (وكل بدعة ضلالة)7", ومن هنا نعلم أن كل عبادة لم ترد عن رسول الله يتيك فهي مردودة غير مقبولة. * قال المؤلف: «وترك الخصومات»: أهل السنة والجماعة ينطلقون من النصوص الشرعية» ومن ثم فإن من يجادل في مدلول النصوص الشرعية يريد إبطالها فإننا لا نرتفي طريقته؛ بل الواجب تحكيم النصوص الشرعية كتاباً وسنة كما قال الله تعالى: «وَمًا كانَ- )١(‏ وقد فتّد هذا الشاطبي في كتابه الاعتصام ؛ فليراجع لمريد بسط حول هذا. (؟) الحديث رواه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والنطبة ؛ من حديث جابر بن عبدالله فنها. للعخ هوي مل ل ل للسسححححبب شرح تون العقيدة لِمُؤْينِ وَكَا مُؤْيَةٍ إذَا قَصَى لَه وَرَسُولَهُ أمرًا أن يَكُونَ لَهُمْ لَه ين أمْرِهِحْ» [الاحزاب: "» وجاء عن عدد من الأثئمة تفسير هذه اللفظة بأن المراد النهي عن ترك النصوص للآراء والأهواء المبنية على غير دلالة الكتاب والسنة. ٠‏ وأضرب لذلك أمثلة : جاء في الحديث أن النبي مت دخل على أصحابه فإذا هم يتحاجون في القدر”" فتغير وجه النبي يت وصار كأنه حب الرمان» وأرشد أصحابه إلى ترك المراء والجدل في مثل هذاء وأرشدهم إلى أن يقولوا: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدي لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. وجاء في الحديث الآخر أن النبي م قال: (أنا ضمين ببيت في ربض البئة لمن ترك المراء ولو كان محقاً)”". | أما المناقشة في مسألة عقدية بناء على الدليل الشرعي فهذا ليس مما يدخل في كلام المؤلف. ومن أمثلة هذا : مناقشة عائشة للنبي تق في عدد من المسائل ؛ فإن النبي يقي قال مرة: (من حوسب عذب)؛ فقالت: إن الله تعالى يقول: « فَأمًا مَنْ أوقح كِتَبَهُه بِيَمِينِهء - 1) قال ابن كثير في تفسيره: «فهذه الآية عامة في جميع الأمورءوذلك أنه إذا حكم الله ورسوله بشىء فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هاهنا ولا رأي ولا قول» كيا قال تعالى: لقلا وَََكَ لا يُؤينُوت حَقْ يُحَكمُوكَ فيمَا شَجَرَبَيَهُرْ ته لاحجِدُواق أُنفْسِيم حَرَجَا يِما قَصَيْتَوَيُسلِمُونَلِيماك [النساء: 11]168.ه. )١(‏ الحديث أخرجه ابن ماجة في سننه والإمام أحمد في المسند من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله يلي على أصحابه وهم يختصمون في القدر؛ فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب ؛ فقال: (بهذا أمرتم أو لهذا خلقتم ؟! تضربون القرآن بعضه ببعض ؛ بهذا هلكت الأمم قبلكم) واللفظ لابن ماجة. والحديث حسنه الشيخ الألباني. (7) الحديث رواه أبو داود في سننه من حديث أب أمامة فَإقْه؛ وحسنه الشيخ الألباني. شرح أصول السنة للإمام احمد بََئَه -©) فَسَوْفََُاسَبُ حِسَابًا يَسيرًاه [الانشقاق: 8-0]؟ فقال النبي متي: (ليس ذاك: ولكن هذا العرض...) الحديث0". وكذلك ما تقرءونه في صحيح مسلم من احتجاج بعض التابعين بحديث السبعين ألفأء وحديث الرقية الذي فيه : انطلق نفر من أصحاب النبي يقي في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء»؛ فأتوهم فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله إني لأرقي ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاء فصالحوهم على قطيع من الغنم؛ فانطلق يتفل عليه ويقرأً: «آلْحَمَدُ نري الْعَلَمِرت»4. فكأنم| نشط من عقال فانطلق يمشي وما به قلبة: قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه؛ فقال بعضهم: اقسمواء فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي تيه فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرناء فقدموا على رسول الله فذكروا له فقال: (وما يدريك أنها رقية). ثم قال: (قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهما). فضحك رسول الله :822" . فهنا كلّ منهم احتج بدليل شرعي فلا يدخل في الخصومة. وقد يكون مراد الإمام هنا بترك الخصومة: ترك التنازع» والاقتتال» والافتراق. (1) الحديث رواه البخاري ومسلم ؛ وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: «وفي الحديث ما كان عند عائشة من احرص على تفهم معاني الحديث وأن النبي مق لم يكن يتضجر من المراجعة في العلم ؛ وفيه جواز المناظرة ومقابلة السنة بالكتاب.وتفاوت الناس في الحساب. وفيه أن السؤال عن مثل هذا لم يدخل فيها ثُبِيَ الصحابة عنه» انتهى. (0) رواه البخاري برقم )7١161(‏ من حديث أبي سعيد الخدري فلك . شرح متون العقيدة والجلوس مع أمهطلل الأمواء*, وترك المراء*, * «والجلوس مع أصحاب الأهواء»: يعني وترك الجلوس مع أهل الأهواء. والأهواء جمع هوى ؛ ومراد الأئمة بهذا اللفظ : مخالفة مدلول النصوصءفمن ترك دلالة النص جعلوه من أهل الأهواء» وقد جاءت النصوص بالنهي عن اتباع الهموى قال تعالى: « وَلَا تنيع ألْهُوَئ َيُضِلُكَ عَن سَِيلٍ آله [ص: 7؟] ؛ والناس في هذا على نوعين: النوع الأول : متبع هواه ؛ وهذا على ضلالة وخطأ. النوع الثاني : من اتخذ إلهه هواه ؛ فهذا ليس كمثل الأول لأن الأول اتبع ال هوى في مسألة ونحوها بين)ا هذا جعل الهوى إِهاً يطيعه ويمتثل أمره ويقدمه على أمر الله وأمر رسوله يت قال تعالل: « أَقرَءَيتَ من تخد إلَهَهُْه هَوَهُ وَأضَلَهُألَهُ عل عِلْمِ وَحَمَّ عل سمعو َكَل وَجَعَلَ عَلىْ بَصَّرِوء غِشَلوَة4 [الشورى: 7]77", والسبب في القول بمشروعيّة ترك مجالسةٍ أهلٍ الأهواء وعدم الاستماع لم هو: حذر الإنسان من التأثر بهم وخحشية اغترار الناس بهم وظن” صلاحيتهم لأن ُتلق منهم؛ ولعلّ ذلك يكون سبباً في رجوع أهل الأهواء إلى الحق والسنة. قال المؤلف: «وترك المراء»: المراد بالمراء المجادلة فيا لا فائدة فيه ولا يُوصِلٌ إلى تحقيق حكم شرعي ؛ سواء كان في المعتقد أو في غيره. ومنه المناقشات التي تكون لإظهار صفات النفس ولإعلاء الإنسان لنفسه على غيره» وقد ورد في النصوص النهي عن المراء كما تقدم» والمؤمن مطالب بإبراز الحق وإظهاره. وأما المناقشة العقيمة فيه فليست من شأن المؤمن. )١(‏ قال الشيخ صالح الفوزان في شرحه على كتاب التوحيد: «فالذي لا يأخذ من الشرع إلا ما يوافق هواه ويترك ما خالف هواه ورغبته ؛ إِنَّ) يتبع هواه وقد اتّْذ هواه إهاً يطيعٌه فيا يريد وفيها يكره:أما الذي يتَخذ الله جل وعلا إها فإنه يتبع ما جاء عن الله سواءً وافق رغبته أو خالف رغبته» انتهى. شرح أصول السنة للإمام أحمد يوادنه واللخصطومات في الديه*, والسنة عندنا©» -وأما الجدال فيشمل المراء ويشمل غيره ؛ ومن الجدال ما هو محمود كما قال تعالى: «أذع إل سمل رَبك بلفِكُمَةٍ والْمَوعِطَة َخسََةٍ وج دهم بأّى هي أُحْسَسُ» [النحل: ٠؟1]»‏ وكا قال سبحانه: « وَلَا جحَدُِوَا أهل الْحكحَ سب إلا يأتى هئ أَحْسَنٌُ» [العنكبوت: 17]. فالجدال منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود ؛ والمذموم أنواع منها : . جدال في مقابلة النصوص ومعارضتها ؛ فهذا مذموم‎ - ١ 7- جدال لم يَسِرْ فيه الإنسان على مقتضى الأدب والخلق الحسن ؛ وهذا أيضاً مذموم. * «والخصومات في الدين»: يعني وترك النصومات في الدين ؛ لأن النصوص قد جاءت بالنهي عن اخختلاف أهل الإبهان» والنهي عن تفرق المؤمنين قال تعالى: «إِنّ الْنينَ َرقُوأدِيتهِم وكاتُوأ شِيَعًا لَسَْتٌ مِتّهِمْ فى شَىْء4 [الأنعام: 19]» وقال تعالى: ١‏ وَلَا تَكُونُوأ كَلْذِينَ تَقَرّهُوأ وَآخْتَلَُوأ مِنْ بَعْدِ مَا جَآءَهُ اليتس [آل عمران: »]٠١6‏ وقال سبحانه: ووَآَعْمَصِمُوا يبل أله جَمِيعًا ولا تَفرُوا وَآذْكرُوأ يعْمَ تله عَليْكُمْ إِذْ كنم أغدآء فَالْفَبَينَ قُلُوبِكمَ فَأْصْبَّحَم بِيعَمَتِه إِحْوَانا4 [آل عمران: .]٠١7‏ #* قول المؤلف: «والسنة»: يحتمل أن يراد بها ثلاثة أمور: الأمر الأول : أن يكون مقصوده الطريقة المتبعة في الدين ؛وهي آثار رسول الله ي#قة. الأمر الثاني : يحتمل أن يكون مراده أن مصطلح السنة إذا أَطْلِقٌ فإنه يراد به ما أثر عن النبي سق من الأقوال والأفعال والتقريرات على ما تقدم. الأمر الثالث : يحتمل أن يكون المراد بالسنة هنا المعتقد, يعني أن عقيدتنا نبنيها على ما ورد عن النبي جك. وكل هذه الثلاثة المعاني حق وصواب» وكلها صحيحة تدل عليها نصوص شرعية كثيرة» وتدل عليها طريقة أهل العلم سلفاً وخلفاً. حك دن جوييب مم . يي بيد 4 شرح متون العقيدة آثار رسول الله 9226 . * «آثار رسول الله ؤت »: يعني ما أَيْرَ عن البي يط فإنه يفسر القرآن ؛ فإن في القرآن ألفاظاً محملة جاءت السنة توضحها وتبيّنها؛ ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ووَأقِيمُوأ آلصّلَرة» [البقرة: 149 فهذا اللفظ يحتاج إلى توضيح وبيانٍ من جهة كيفية الصلاة» فجاءت سنة النبي يتك توضح كيفية الصلاة» سواء السنة القولية ى) في حديث المسبىء صلاته. أو الفعلية حيث نقل جماعة من أصحاب النبى 00 صلاته وقال: (صلوا كما رأيتموني أصلي)'". ومن الأمثلة أيضاً الحج؛ فإن الله تعالى قال: ونه عَلَى لئاس حِجُ آلْبَيتٍ مَنِ أَسْتَطَاعَ يه سَهيلاً4 [آل عمران: 97]» ثم جاءت السنة تبين كيفية الحج» ولذا قال النبي يظق: (لتأخذوا عني مناسككم)!". والدليل على أن القرآن يفسر بالسنة قوله تعالى: « وَأنرَلََآ لي كَلدكْرٌَلِتبَيْنَ لئاس ما َل إِلَهِح4 [وَآثْرَلنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِيْنَ لئاس ما تُزْلَ إِلَيْهِنْ]'"؛ فالسنة سميت هنا الذكرء وهي التي تفسر ما نزل من القرآن. )١(‏ الحديث رواه البخاري كتاب الأذان باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة والإقامة وكذلك بعرفة وجمع وقول المؤذن الصلاة في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة من حديث مالك بن الحويرث (1) الحديث مخرّجٍ عند مسلم من حديث جابر (للقه. () قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى: َلِتْبَنَ لئاس مَامْرْل لَه [لمبئنَ نس مَا نزل إلَيْهِمْ] قال: العلمك بمعنى ما أنزل عليك».وحرصك عليه واتباعك له.ولعلمنا بأنك أفضل الخلائق وسيد ولد آدم فصل هم ما أجل وثبينَ هم ما أشكل» انتهى. شرح أصول السنة للإمام أحمد م5 آله سج سس والسنة تفسر القرآن» وهي دلائل القرآن”*؛ وليس في السنة قياس”*. * قال: اوهي دلائل القرآن»: يعني أن سنة النبي متك تكون دالّة على معاني كتاب الله جل وعلا ؛ موضحة للمراد منه ؛ وكم من آية في كتاب الله جاءت السنة بتوضيحها وبيان المراد بها ؛ ومن ذلك مثلاً قوله تعالى: (لِلنينَ أحْسَتُوا أحُسْىَ وَزِيَادَة» [يونس: 11 فإن النبي يي قد فسر الزيادة بأنها رؤية الله جل وعلا يوم القيامة ؛ فسنة النبي يلي تفسر القرآن. #* قال المؤلف: «وليس في السنة قياس»: المراد بلفظ السنة هنا المعتقد ؛ سواء فيا يتعلق بصفات الله تعالى أو ما ثبت له أو يجوز عليه أو يمتنع من الاتصاف به. وقوله قياس : المراد بالقياس المساواة بين محل وآخمر لتماثلهما في العلة ؛ ومن أمثلة هذا أن نقيس اليوم المُخدِّرات على الخمر التي كانت موجودة سابقاً في إثبات وجوب الحد بها. - والقياس على ثلاثة أنواع : الأول: القياس الشمولي ؛ بحيث يكون هناك قاعدة تشمل أفراداً كثيرين» وعلماء الأصول يسمون هذا القياس: العموم؛ ومن أمثلته قول النبي مَقهه: (كل مسكر حرام)'!' فهذا يسميه بعض الناس قياساً وأما أهل الأصول فيسمونه العموم. الثاني: القياس التمثيل الذي يتهاثل فيه الفرع مع الأصلء وهذا لا يجوز في حق الله بالنسبة للمخلوقات» فإن الله جل وعلا مُتزّهُ عن مشابهة المخلوق كما قال تعالى: للَيسَ كمِكْله- ننّىتن 4 [الشورى: ]١١‏ فلا يصح أن يقاس به الخالق على المخلوق. الثالث: القياس الأولوي ؛ ويدخل فيه ما يسمى عند الأصوليين التنبيه ومفهوم الموافقة الأولوي وهذا يجوز في ح الله تعالى» ومن أمثئلة ذلك قولنا: كل كمال ثبت للمخلوق لا يتطرق إليه النتقص بحال فالخالق أولى أن يتصف به ؛ ومثله قولنا :كل نقص تنزه عنه المخلوق فالخ الت أولى أن يتنزه عنه» وهكذاء وقد قُسِّمَ قوله تعالى: وله )١1(‏ الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الاشعري #لقه. ع شرح متون العقيدة ولاتضرب لهاللأمتئال”*. ولا تدرك بالعقول*, لْمَعَلُ الْأَعَلَْ4 [النحل: ]٠0‏ بمثل هذاء فإنه جل وعلا له المثل الأعلى7". * قوله: «ولا تضرب ا الأمثال»: يعني أن العقائد لا تثئبت بواسطة مجرد التمثيل؛ وأما بالنسبة للمباحث الأخرى غير المتعلقة بالله عز وجل فلا بأس بإثباتها بواسطة القياس» ومن أمثلة هذا : إثبات البعث ؛ فإن الله تعالى قد استدل على البعث يوم القيامة بقياسه على إيجاد النشأة الأول» وأثبت الله جل وعلا البعث بقياسه على إخراج النبات وإحياء الأرض الموات بعد نزول المطر» والإمام أحمد نفسه قد استعمل القياس فللا قبل له: إن إثبات الصفات يلزم منه التعدد قال : إن الله بصفاته شيء واحدء ولا يقال عنه: متعدد, ثم ضرب لذلك مثلاً بالنخلة لحا جما ولها جذع وها ساق ولها... ولها... ومع ذلك هي شبيء واحد. * قال المؤلف «ولاتدْرَكُ بالعقول»: يعني أن القضايا العقدية لا تستقل العقول بإدراكها. والعقل: قد يراد به الآلة التي تفهم بها الأشياء ؛ فإن هذا العقل شرطٌ في جميع المعلومات» ولا يمكن أن نفهم شيئاً إلا بعد عقله. ولذلك قال تعالى: «أقَلا تَعَِلُونَ4 [البقرة: 44]. وقد يراد بالعقل المعلومات والخبرات السابقة التي يحصلها الإنسان ؛ فمثل هذا النوع لا يحل أن نُنْبِتَ العقائد بناء عليه وذلك لأن هذه المعقولات الْبَنَتْ على أمور مشاهدة فلا يصح )١(‏ قال شيخ الإسلام يَفْلقه: «إن الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء» فلا يجوز أن يمشل بغيره» ولا يجوز أن يدخل هو وغيره تحست قضية كلية تستوي أفرادها ولهذالما سلك طوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الأقيسة في المطالب الإلية لم يصلوا بها إلى يقين بل تناقضت أدلتهم؛ وغلب عليهم بعد التناهي الحيرة» والاضطراب؛ لما يرونه من فساد أدلتهم أو تكافثها. ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى سواء كان تمثيلاً أو شمولاً كما قال تعالى: « وَبنّهِآلْمَلُ الأغلن»1.ه. شرح أصول السنة للإمام احمد يله ولا الأهواء”*. إنما هو الاتباع وترك الحوى”*. ومن السنة اللازمة التي مسن ترك منها خصلة لم يقبلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خخيره وشره”*"» والتصديق -لنا أن نقيس عليها الأمور الغائبة لاحتمال وجود الفرق بينهماء ومن أمثلة ذلك: لو قال قائل: المخلوق لا يسمع إلا بأذن أو لا يتكلم إلا بلسان ؛ فحيتذٍ إذا أثبتنا الكلام لله أو السمع فلا بد أن نثبت له اللسان أو الأذن ؛ نقول : هذا فهم خاطئ» لأنك قست الغائب على معقولاتك أنت» وقد يكون أشياء لا تعقلها تسمع بلا أذن وتتكلم بلا لسان ؛ فمثلاً الحصى الذي سبح بين يدي النبي مق ليس له لسان ومع ذلك تكلم وسمعه النبي متكي فحينعيٍ لا يصح أن نثبت شيئاً لله بناء على ما لدينا من المعقولات. * «ولا الأهواء»: أي : أن العقائد لا نثبتها بالأهواء» سواء كان المراد بالأهواء : الرغبات أو كان المراد بالأهواء: البدع» فإن اسم الأهواء مرة يطل على ما يرغبه الإنسان ويشتهيه؛ ومرة يطلق ويراد به البدع» ولذلك نقول أهل السنة ويقابلهم أهل الأهواء. : «إنها هو الاتباع وترك الهوى»: يعني أن الطريقة في) يتعلق بباب المعتقد السير على مقتضى النصوص الشرعية ؛ لأن المعقولات لا يمكن أن تكون دليلاً مجرَّدًا على أمور المعتقد الغائبة» وحينئذٍ لا نسير في معتقداتنا إلا على دليل من كتاب الله أو سنة رسوله 282ك. * ذكر المؤلف بعد ذلك أن من خصال أهل السنة: التسليم لما ورد في النتصوص الشرعية؟ فها جاء في الشرع الأمر بالإيهان به وامتثاله وجب علينا الإيمان به وحَرّمَ علينا أن نجادل فيه من أجل نفيه أو عدم التصديق به. ومن أمثلة ذلك : الإيهان بالقدر خيره وشره ؛ فنؤمن بأن الله قد علم بالكائنات قبل كونها ووقوعهاء ونؤمن أن الله جل وعلا قد كتب ماهو كائن إلى يوم القيامة ؛ ونؤمن أن الله قد - :6 شرح متون العقيدة بالأحاديث فيه؛ والإيمان بهاء لا يُقال لِمّ ولا كيف”*». إنما هو التصديق والإيمان - شاء وقوع هذه الكائنات وخخلقها'". ومن هنا فإن الآيات والأحاديث الواردة في القدر نؤمن بها قال تعالى: «إنا كل شَىْءٍ خَلَقَمَهُ بِقَدَرِ»ه [القمر: 549]» وجاء في حديث عمر أنه من أركان الإيهان قال متقق: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره)!". * ١لا‏ يقال 4»: يعني لا يصح لك أن تقول على جهة الاعتراض: لم قدر الله ذلك؟! أما إذا كان على جهة الاستفهام والاستفسار فلا حرج عليك لأن الله تعالى قد علل خلقه وعلل أحكامه؛ ومن هنا فإذا كان هذا على جهة الاستفسار ومعرفة حقيقة الأمر فلا بأس به» أما إذا كان على جهة الاعتراض فإنه لا يجوز ولايحل» وذلك لان القدر قد تغفل عنه بعض القلوب ولا تتمكن من تمييزه ومعرفته» ومن شم قد تناقش فيه وقد تحاول أن تشكك في حقيقته» ولذلك يحذر الإنسان من مثل هذا. وقد خرج النبي مت يوماً على أصحابه وهم يتناقشون في القدر ويكذب بعضهم بعضاً فيه فغضب النبي يي حتى كأنما كان حبٌ اران يتفقاً في وجهه”". (1) وهذه هي مراتب القدر الأربع التي يعتقدها أهل السنة والجماعة : .١‏ العلم. ”. الكتابة. *. المشيئة . 4.الإيجاد والتكوين. ٍْ (١؟)‏ أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان باب بيان الإسلام والإيهان والإحسان. (؟) تقدم تخريج الحديث قريبًا. شرح أصول السنة للإمام احمد بَيَمَائََه -وذلك أن الشريعة قد جاءت بالإيهان بالقضاء والقدر ؟ فحينئذٍ مثل هذه المجادلات لا ُعمِرٌ شيئاً ولا تزيد يقينًء وإنما هي تزيد المرتاب ريبة وتجعل من لم يكن موقنا يزداد في وإنما الواجب علينا أن نحكم النصوص ؛ فما جاءنا من النصوص سمعنا له وآمنا به وأيقنا بصحته؛ فا فهمته عقولنا ولم يكن مشكلاً عندها فذاك» والحمد لله. وماعجزت عقولنا عن درك وفهمه فلا يجوز لنا أن نكذبه, لأن الشريعة قد تأتي بأمور تعجز العقول عن فهمها. ٠‏ ثم إننا مع ذلك نؤمن أنه لا يمكن أن يكون هناك في أمور الشريعة ما هو معارض للعقل الصحيح الصريح. لكن قد تخفى بعض الوجوه عن بعض الئاس فلا يعرف وجه ما ورد في النص» فلا يعني أن ما ورد في النص يكون تخالفاً لمدلول العقل بل عجز العقل عنه. مثال هذا : جاءت الشريعة بإثبات عذاب القبر» وقد لا يدرك بعض من يدعي العقل كيفية العذاب؛ أو قد تجده يجادل: لم يعذب ؟ أو كيف يعذب ؟ على جهة الاعتراض» ومثل هذا لا يصح أن يكون من مؤمنء إنم) شأن المؤمن أن يسلّم ويؤمن ويعلم أن ما ورد في النص لا يمكن أن يخالف العقل» لكن عقله ععجز عنه”"". فإن قال قائل : كيف تقولون بإثبات عذاب القبر وهو يخالف العقل؟ 5 وهناك مُوَلّت في هذا الباب لشيخ الاسلام ابن تيمية واسمه (درء تعارض العقل والنقل)»؛ وضّح فيه الشيخ أنه لا يمكن أن يوجد تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح؛ شريطة أن يكون هذا العقل سليياً من الشبهات والشهوات. يقول ابن القيم في نونيته مثنياً على هذا الكتاب : واقرأكتاب العقل والنقلالذي مانفيالوجودلهنظيرئانِ بها ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكيِم له”*, -قلنا: لا يخالف العقل ؛ ولو سرنا على طريقتكم لقلنا ما المانع من هذا ؟ وكيف يمشع العقل؟ أليس العقل يُسَلَّم بأن النائم يتألم ويتعذب بسبب رؤيا منامية يراها في المنام ؟! بل تجده قد يفزع بعد أن كان قلبه مضطرباً وجسمه متحركاً وهو نائم على الفراش» وبجواره من ينعم في رؤياه» ولذا نقول عن الفزع في النوم: هذا نوع من أنواع التعذيب لم تدركوا حقيقته فلا يصح لكم أن تنفوه ؛ وهكذا في عذاب القبر. فكونكم لا تدركون حقيقته وعجزت عقولكم عنه ؛ لا يعني عدم وجوده. * قوله: «وبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكم له)»» هذا ى| تقدم من أن النصوص قد تأي بأمور تعجز العقول عن دَرْكِها وفهمهاء وهذا لا يعني أن ما وردت به النصوص باطل وليس بصحيح. لأن هذا النصّ عَجِرْ العقل عن فهمه؛ ولم يدل العقل على عدم وقوعه. ولم يدل على عدم صحته. ومن أمثئلة هذا : ما يتعلق بجسر جهنم وصفته وكيفية الكلام فيه ؛ فهذا قد تعجز بعض العقول عن إدراكه أو فهمه؛ لكن لا يعني هذا عدم صحة ما ورد فيه. ومثله أيضاً : إثبات نطق الجوارح ؛ فالأصابع تتكلم يوم القيامة» والجلود تتكلم والأسماع والأبصار تتكلم» فإن قال قائل : كيف تتكلم ؟! على جهة الاعتراض ؛ قيل له : هذا لا يفهمه عقلك وكون عقلك لا يفهمه لا يعني نفي هذه الصفات» وهكذا بقيّة الأمور التي جاءت في النصوص وعجزت بعض العقول عن إدراكها. فعدم العلم بالثيء ليس علبماً بالعدم ؛ وكونك لا تعلم هل زيد هو خالد أو ليس بخالد» فهنا عندك عدم علم؛ ولا يعني أنك تعلم أن زيداً ليس بخالد. فهكذا أيضاً كون عقلك لا يفهم كيفية نطق الجوارح لا يدل على نفي نطق الجوارح ؛ لأنها قد تتكلم بأمور فوق قدرتك العقلية» وإذا كان هناك أمور في الدنيا واقعة لا يدركها- شرج أصول السنة للإمام احمد الله سج ج7ج)4ل دا -الإنسان اليوم وفي الغد يتمكن من إدراكها ؛ دلّنا على أن عدم إدراك العقل للشيء لا مثال هذا : قبل سنوات لو قيل للإنسان إنك ستحمل هاتفك ولن يكون هناك أسلاك للاتصالء فإنه لن يصدق! لأن هذا فوق عقله ولم يمر عليه مثال له» فعدم فهمه وعدم إحاطة عقله به لا يدلنا على عدم صحته بدلالة أننا اليوم وجدنا ذلك حقيقة مائلة. أضرب مثالا آخر : لو قيل لكم قبل سنوات بأن الإنسان يتمكن من الحديث مع شخص في الخارج على بُعْدٍ آلاف الأكيال ويرى صورته؛ لنأت أسماعكم من هذاء أو ظننتم أن العقول تدل على بطلانه» لكن العقول لا تدل على بطلانه» وإنما كانت عقولكم لاتدركه. 1 ْ ْ وأضرب مثلاً : رجل يتكلم مع أخيه في بلد من البلدان الأوربية» قال له رائحة الطعام عندنا جيدة» شمّهُ ! فأخذ الجهاز ووضعه عند الطعام فدخلت الرائحة فشم رائحته؛ فعقولنا اليوم لا تدرك هذا وتستبعده؛ لكن عدم إدراك عقولنا له لا يعني عدم وقوعه فبالتالي عدم إدراك العقل للشيء لا يعني أن العقل يدل على عدم صحته؛ وهكذا أيضاً فيا يتعلق بالأحاديث ؛ فإن طوائف كثيرة -سواء فيها يتعلق بصفات الله أو ما يتعلق بأمور الغيبيات أو أمور المعمادأو نحو ذلك- كذبوا بعضها بدعوى أن العقل يدل على بطلانهاء وهم يريدون بالعقل ليس الآلة وإنما المعقولات والمعلومات التي استفادوها بعقوهم. لج مج ب شرح متون العقيدة فعليهالإهان ب «ولتسليم له*.مشل حديث المصسادق المص دوق”*. ومثفل ماكان مثلهفي القدر". ونقول هم: إن عدم إدراك عقولكم لذلك لا يعني أن العقل يدل على إبطاها ؛ وبالتالي فطريقتكم مخالفة للمعقول وللعقل الصحيح» وهي في نفس الوقت مخالفة للشرع. * «أي يكفيه التسليم»؛ أي: يجب الإيهان بها ورد به النص» ولا يشترط أن يكون عقله قد بلغ فهمه. لكنه يجب عليه أن يؤمن أن ما جاءت به النصوص لا يمكن أن يخالف عقلاً صحيحاًء فحينئذٍ يجب عليه أن يوقن وأن يسلَّم وأن يذعن بمقتضى هذه النصوص. * «مثل المؤلف لذلك بحديث الصادق المصدوق»؛ وهو حديث ابن مسعود قال: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماًء ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك. ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد)؛ ثم ذكر النبي متي مثالاً فقال: (إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلهاء وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)”''؛ فهذا الحديث فيه أمور لا تدركها العقولء لكننا يجب علينا أن نسلّم بها وعدم إدراك عقولنا لها لا يدل على أن العقل يمنعها. | * قال: «ومثل ما كان مثله في القدر»: فإن أحاديث القدر لا تبلغ بعض العقول معرفة كنههاء كيف يعلم الله ويقدر الله ويخلق الله فعل العبد ثم يعاقبه عليه» وبعض الناس عقله لايميز ولا يدرك ذلك ؛ فحينئذٍ نقول كون عقلك لا يدركه ولا يحيط به لا يعني عدم صحته أو بطلانه ولا يدل على عدم إدراك عمل غيرك له. )١(‏ الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهها عن عبدالله بن مسعود تلق قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: ومن هنا كان الصحابة ومّن بعدهم من السّلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق ويشتد قلقهم وجرَّعَهم منهءفالمؤمن يخاف على نفسه النفاقٌ الأصغرٌء ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر»كما تقدم أنَّ دسائس السوء امنفية تُوحِبُ سُوءَ الخائقة» انتهى. شرح أصول السنة للإمام أحمد ل ست جر كك ومثل أحاديث الرؤية كلها'*. وإن نأت عن الأسماع؛ واستوحش منها المستمع”*,. * ومئل ذلك أيضاً أحاديث الرؤية التي فيها إثبات رؤية المؤمنين لله سبحانه وتعالى يوم القيامة؛ ومن ذلك ما ورد في الحديث أن النبي ميتي قال: (سترون ربكم عياناً كما ترون القمر ليلة البدر. فإن استطعتم ألا تُْلّبوا على صلاتين صلاة الفجر وصلاة العصر)”", فمثل هذا يجب الإيان به» وكون عقول بعض الناس لا تدركه ولا تعرف معناه؛ لا يعني نفي مقتضى هذه النصوصء فإن النصوص قد تأتي بها تحار فيه العقول وتعجز عن فهمه؛ لكن لا يمكن أن تأت الشريعة بأمر يخالف مدلول العقل. قال المؤلف: «وإن نأت عن الأسماع»: يعني نحن نثبت هذه الأخبار» وإن جاءنا من قال بأن هذه الأخبار تنوء عن الأسماع وتترفع» ولا تصدق ببا أساعنا » فنقول : نحن مطالبون بالإيهان والتصديق با ورد في هذه النصوص فسمعاً وطاعة » ولو استوحش منها بعض المستمعين » فأنت لا تنظر إلى استيحاش نفسك ., وإلما تنظر إلى أن الواجب عليك الإيهان لدلالة هذه النصوص والتصديق بها مع عدم رد حرف واحد منها . - وحينئذٍ نقول: إن الآيات القرآنية التي ورد فيها شىء من المعتقدات أو المغييات يجب الإيمان بها والتسليم بمضموما وبمقتضاها » وهكذا الأخبار الواردة عن النبي يقي بإسناد صحيح سواء كان إسناداً متواتراً أو كان إسناداً آحادياً صحيحاً. ولنضرب لذلك مثالاً : جاء في الحديث الصحيح أن النبي مَك قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا في كل ليلة فيقول ...) الحديث”" » قد يقول قائل : كيف ينزل )١(‏ الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهم| عن جرير بن عبد الله فقت فال : كنا عند النبي فق فنظر إلى القمر ليلة - يعني البدر - فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته» فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلواء ثم قرأ: «وَسَيْحْ تعد رَيََقْبَلَ طُلوع ألشْمسٍ وَقبَل الْفُرُوبٍ 4). (1) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة وللكه . لللعم ‏ للل ‏ للببببببب ل ثرح متونالعقيدة إنما عليه الإيمان بها وأن لا يرد منها حرفاً واحداً”*'» وغيرها من الأحاديث -ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير والثلث الأخير يختلف ما بين بلد وآخر؟! نقول عقلك لم يحط معرفة ومدلولاً بمدلول هذا الحديث » وكون عقلك عجز عن فهمه لا ينبغي أن يكون صاداً لك عن الإيهان به » آمن وأيقن واتهم عقلك . قل عقلي عجز عن فهم مثل هذا ء لكن مادام أنه قد ثبت فسمعاً وطاعة . وأيقن بأن مدلول الحديث لا يمكن أن يخالف مدلول العقل » لكن كون عقلك لم يدرك وجه الصواب في هذا لا يعني أن الشرع أو النص ورد با يدل على مضادة العقل . والجواب في مثل هذا سهل ويسير » ومنشأ الشبهة عند من يقول هذا الكلام أنه قاس لله عن وجلٌ على الآدميين» فكم أن المخلوق لا يكون في مكان حتى يخلو منه المكان الآخر؛ ظنّ ذلك الظانْ أن الله تعالى مثل ذلك » فقد يلزم من إثبات النزول خخلوٌ العرش على حسب ظنهم الفاسد, لأنه ظن أن الله العظيم يواثل المخلوق ». فإذا وُجَِدَّ في مكان خلت منه الأمكنة الأخرى . والله جل وعلا لا يصح أن يقاس على المخلوق قياساً تمثيلياً ىا تقدم فالله سبحانه وتعالى متصف بصفة العلو» ومن ينفي العلرٌ يظن أن العلو هو من جهته فقط! ولا يعلم أن العلو محيط بالمخلوقات. * هذه هي الطريقة السلفية المشروعة » أن العباد في مباحث المعتقد يجب أن يؤمنوا بالنصوص » ولا يصح لمم اتباع الفرق الأخرى التي نبذتها » إذ لا يصح للمؤمن أن يقدّم على النصوص غيرها » ومن قدَّم شيئًا على النصوص فإنه يصبح ممن يكم معقولاته» وممن يحكم طرائق الأمم الأخرى من اليونان ونحوهم » ولايحكم نصوص الكتاب والسنة» لكن لو جاء إنسان ليجادل لإثبات المدلول الوارد في الأحاديث أو الآيات ؛ شرح أصول السنة للإمام أحمد ولك ا لج جهبيعه المأثورات عن الثقاة وأن لا يخاصم أحدا ولا يناظره* ولا يتعلم الجدالء -مثال ذلك : لو جاءنا إنسان وقال بأن الله جل وعلا لا يمكن أن يوصف بالغضب ؛ لأن الغضب غليان القلب والله متنزه عن هذاء فهذا جدال ومخاصمة في مقابلة النصوص لهذا يجب طرحه. ولا يجوز التعويل عليه؛ لأنه قد بنى كلامه على أن الغضب هو غليان القلب » وهذا من أين أخذه؟! هل أخذه من الشرع؟! فالشرع لا يقول بذلك » هل أخذه من اللغة؟! أهل اللغة لا يَقَضُرُونَ الغضب على هذا المعنى » فحينئلٍ يكون قد أخذه من التشبيه » فرأى أن الغضب عند الآدميين هو غليان القلب » فشبه الله عز وجل بالمخلوق » ومن ثم نفى هذه الصفة . فنقول الغضب ليس من مدلوله في لغة العرب غليان القلب » ولهذا نجد أن الغضب يختلف ما بين مخلوق ومخلوق آآخر» فحينئذٍ لا يلزم من إثبات معنى الغضب إثبات هذه الصفة التي ذكروها وهي غليان القلب . لكن لو جاءنا إنسان وقال الغضب قد دلت عليه النصوص كا في الحديث: (قد غضب ربدا غضباً لم يغضب قبله ولن يغضب بعده مثله)'"' ونحو هذا الدليل من النصوص ء فجاءنا مستدلاً وقال الغضب من الله جل وعلا لا يستلزم غليان القلب ولا يستلزم أن يكون مشابهاً للمخلوق ولا يستلزم أن يكون مؤثراً يترتب عليه نفي معرفة الله بعواقب الأمور كما يكون من الآدمي » فحينئذٍ نقول هذه المخاصمة التي جاءت من أجل إثبات ماني الدليل والنص مقبولة وليست كمثل المخاصمة الأولى . 0 * قوله: «وأن لا يخاصم أحداً ولا يناظره»: يعني أن المؤمن إذا جاءه النص سلّم » وإذا جاء يناظر فهو يناظر بالنصوص ويستدل بالأقيسة العقلية لإثبات ما ني النصوص. لكنه لا يعارض ما في النصوص با لديه من الأقيسة العقلية . )١(‏ كما ورد في أحاديث الشفاعة؛ وستأت في باها إن شاء الله. اذه شرح مون العضياة فإن الكلام . في ؛ القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه”*. لا يكون صاحبه - و إن أصاب بكلامه السئة - من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلّم ويؤمن بالآثار. والقرآن كلام الله وليس بمخلوق”*» ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوقء فإن * ثم قال: «إن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه»: يعني الاحتجاج بالأمور العقلية في مضادة النصوص في هذه القضايا منهي عنه ومكروه» وحيتئفٍ لا يكون من أهل السنة لأنه قدّم غير الكتاب والسنة عليهما في الاستدلال للمعتقد . ش وتقدم معنا أن ادال إن كان لإثبات الدليل أو كان الججدال للدعوة إلى الله بأسلوب مشروع ولم يكن فيه شيء من الظلم فإنه يكون مشروعا . * تكلم المؤلف هنا عن إثبات صفة الكلام لله عز وجل؛ وأهل السنة يثبتون صفة الكلام وأن الله تعالى يتكلم بها شاء متى شاء » قال تعالى: « يَوْمٌ تَقُولُ لِجَهُمْ هَلٍ أَمْتَلَأتٍ وَتَقُولٌ هَلَ مِن م4 [ق: »]١‏ وهذا لا يكون إلا يوم القيامة » فدل هذا على أن الله متى شاء تكلم » ويدل على إثبات صفة الكلام قول الله عز وجل: «وَإن أَحَدٌ مِّنَالْمُذْركرت َسْعَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَمَْ يَسْمَعْ كلم أل [التوبة: 3]؛ فدل هذا على أن المسموع هو عين كلام الله جل وعلا » وقال تعالى: « أَقْعَطْمَعُونَ أن يُؤْمنُوا لَكُمْ وَكَدَ كان فَرِيقٌ مِنَهُمْ يَسْمَعُونَ كلم آله نرْرَفُونَهُه مِنْ بَعَدِ مَا عَفَلُوهُ» [البقرة: 410 فلم يقل يسمعون ما هو عبارة عن كلام الله . - وكلام الله صفة من صفاته ؛ فإن قال قائل : أيمكن أن يكون كلام الله تحلوقاً مثل ما أن بيت الله مخلوق؟ شْ - شرح أصول السنة للإمام احمد لله لج 42 لس -فنقول : ما يضاف إلى الله على نوعين: النوع الأول : الصفات والمعاني ؛ فهذه لا تكون مخلوقة ؛ مثشل علم الله وكلام الله . النوع الثاني : ما يضاف إلى الله من الأعيان المنفصلة عنه ؛ فهذه مخلوقة وليست صفة من صفاته ؛ ومن أمثلة ذلك أن تقول: ناقة الله» وأن تقول: بيت الله » فهنا الناقة والبيت أعيان منفصلة عن ذاته فتكون مخلوقة بخلاف المعاني . والمعتزلة يثبتون كلام الله؛ ويقولون: هذا القرآن الموجود بين أيدينا كلام الله » لكنه ليس صفة من صفاته وإنما هو تلوق . وهذا كلام باطل فالله تعالى يقول: لوَقَالَ أَلّهُ ل تَكَخِدُوَا إِلَْهَيْنٍ أَنْيْنِ4 [النحل: »10١‏ (وَقَالَ رَبُكُم أدْعُونَ أَسْتَجِب لكيه [غافر: ١1]؛‏ فدل هذا على أنها صفة من صفاته . والأشاعرة ومن ماثلهم يقولون: القرآن كلام الله ؛ لكن القرآن هو المعاني النفسية » وأماما في المصحف بين أييدينا فليس كلام الله بعينه وإنما هو مثال لكلام الله أو عبارة لكلام الله أو حكاية عن كلام الله ؛ ويقولون بأن الله قد تكلم في الأَرّلِء ثم بعد ذلك لم يعد يتكلم - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - لماذا ؟! قالوا لأننا لو قلنا بأنه يتكلم لقلنا بأن الحوادث تجوز عليه ! فيقال لهم : كيف نفيتم شيئاً قد دلت عليه النصوص في إثبات الكلام وأنه يتكلم إذا شاء؟! من أجل احتجاج من كلامكم ليس عليه دليل من كتاب ولا سنة ؟! فإن قوهم لا تجوز عليه الحوادث هذه مقالة لهم ينازعهم فيها غيرهم. كك شرح متون العقيدة كلام الله ليس ببائن مثهه» وليس منه شيء عمغخلوقء» وإياك ومناظرة من أحدث يول ومن قال باللفظ وغيرءا*ل قول المؤلف والقرآن كلام الله: يعني هذا الموجود بين دفتي المصحف هو بعينه كلام الله وليس بمخلوق؛ لأن كلام الله صفة من صفاته والله جل وعلا وصفاته ليست بعض الناس يقول أنا أقول كلام الله لكن لا أستطيع أن أقول ليس بمخلوق » فنقول هذا كلام خاطئ باطل ومعتقد فاسد؛ لأن كلام الله صفة من صفاته وصفاته ليست بمخلوقة. فكلام الله منه بدأ !ا ورد في بعض الآثار » وليس ببائن منه بل هو صفة من صفاته » ومن هنا فليس منه شيء يعتبر مخلوقاً . * قوله: «وإياك ومناظرة من أحدث فبه»: يعني قال بالأقوال الجديدة المحدثة التي لم تكن معروفة في وقت النبوة وفي وقت الصحابة . * قوله: اومن قال باللفظ وغيره»: فهذا صاحب بدعة . مسألة: لفظي بالقرآن هل هو مخلوق أو هو كلام الله ؟ والجواب: لو قلنا لفظي بالقرآن هو كلام الله لكان خطأ؛ ولو قلنا ليس بكلام الله لكان خطأً؛ لأنه قد اجتمع فيه أمران: الأمر الأول: الملفوظ؛ وهذا كلام الله . الأمر الثاني: الفعل الذي فعله المكلف وهو التلفظ؛ وهذا محلوق. ٍ- شرح أصول السنة للإمام أحمد بَوَكْلالَه -فإذا اجتمع فيه أمران حَرّمَ علينا حينئذٍ أن نقول هو مخلوق أو ليس بمخلوق”" . ومئله أيضاً المصاحف المكتوبة؛ هل هي مخلوقة أو ليست بمخلوقة ؟ نقول هذا فيه شيئان: . المكتوب وهو كلام الله؛ وهذا صفة لله ليس بمخلوق‎ )١ ؟) الكتابة والحبر والورق؛؟ فهذه مخلوقة . ولذلك لا يجوز لنا أن نحلف بالمصحف على الصحيح لاجتماع الأمرين فيه؛ المخلوق وغير المخلوق . فبالتالي في مسألة اللفظ نقول: الحكم أن نتوقف؛ لأمرين: أولاً: أنه لم يرد في اللننصوص الشرعية لا النفي ولا الإثبات في مغل هذا اللفظ؛ فنتوقف. 1) وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة في مسألة اللفظ؛ وهي التوقف فيها ء سداً للباب واحتياطاً للاعتقاد الصحيح فلا نقول لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق؛ لأن قول لفظي بالقرآن يحتمل معنيين: أحدهما: الملفوظ؛ وهو المقروء وهو كلام الله جل وعلا » وهذا ليس بمخلوق . ثانيها: التلفظ؛ وهذا فعل العبد ١‏ وأفعال العباد مخلوقة كما قال تعالى: ١‏ وََنَّهُ حَلَفَمرَ وَمَا تَمْمَلُونَّ [الصفات: 985]. يقول شيخنا حافظ الحكمي ب##اشَنْه في معارج القبول: #اشتهر عن السلف الصالح كأحمد بن حنبل وهارون الفروي وجماعة أئمة الحديث أن اللفظية جهمية , واللفظية هم من قال لفظي بالقرآن تلوق » قال أئمة السئة رحمهم الله تعالى: ومن قال لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو مبتدع » يعنون غير بدعية الجهمية؛ وذلك لأن اللفظ يطلق على معنيين: أحدهما: الملفوظ به وهو القرآن وهو كلام الله ليس فعلاً للعبد ولا مقدوراً له . والثاني: التلفظ وهو فعل العبد وكسبه وسعيه . فإذا أطلق لفظ الخلق على المعنى الثاني شمل الأول وهو قول الجهمية » وإذا عكس الأمر بأن قال لفظي بالقرآن غير تلوق شمل المعنى الشاني وهي بدعة أخرى من بدع الاتحادية» |.ه . للعجبمٌم _ ل شرح متون العقيدة ومن وقف فيه فقال: لا أدري محلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة”*' مثل من قال هو مخلوق؛ وإنما هو كلام الله وليس بمخلوق. حثانياً: أن هذا يشتمل على شيئين أحدهما تلوق والآخر ليس بمخلوق؛ فعندما تجمعهما وتصفههما بأحد الوصفين تكون مخطثاً . * قال المؤلف: «ومن وقف فيه فقال: لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق. وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة»: لأن النصوص قد دلت على أن الكلام صفة الله » وصفة الله ليست بمخلوقة بيقين وإنما هو كلام الله » هذا الواقف صاحب بدعة مثل من قال: هو 6 س6 محلوق 2 . (1) فمن وقف في القرآن ول يجزم ول يعتقد يقيناً أنه كلام الله وليس بمخلوق فهذا مبتدع وصاحب ضلال؛ وهؤلاء هم الواقفة؛ وقد ذكرهم الشيخ حافظ الحكمي في كتابه أعلام السنة المدشورة لاعتقاد الطائفة المنصورة فقال: «الواقفة هم الذين يقولون في القرآن: لا نقول هو كلام الله ولا نقول: لمخلوق؛ قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: " من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ؛ ومن كان لايحسنه بل كان جاهلاً جهلاً بسيطاً فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان » فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق , وإلا فهو شر من الجهمية"' ا.ه . ٠‏ فائدة: يقول ابن القيم رحمه الله في تقريره لعقيدة أهل السنة والجماعة في باب كلام الله في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية: #وأن القرآن كلام الله رب العالمين؛ نزل به الروحٌ الأمين؛ على قلب محمد خاتم النبيين لقي؛ أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ؛ وكفى بالله شهيداً » وأنه غير تلوق ؛ وأن السور والآيات والحروف المسموعات والكلمات التامات التي أعجزت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ليس بمخلوق كا قال المعتزلي » ولا عبارة كما قال اللي وأنه المتلو بالألسنة المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف المسموع لفظه المفهوم معناه؛ لا يتعدد بتعدد الصدور والمصاحف والآيات . لا يختلف باختلاف الحئاجر والنغهات » أنزله إذا شاء؛ وهذا معنى قول السلف: منه بدأ وإليه يعود» |.ه . والإيمان بالرؤية©» يوم القيامة كما روي عن الني من الأحاديث الصحاح. وأن الي يي قد رأى ربه. فإنه مأثور عن رسول الله ف صحيح» رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس؛ ورواه الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس؛ ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباسء والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن الني ظَقُك والكلام فيه بدعة» ولكن نؤمن كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحداً. * انتقل المؤلف إلى مسألة الرؤية؛ هل يُرَّى الله أو لا يرى ؟ فأهل السنة يثبتون لله صفة العلو ويثبتون أنه يُرى”"''؛ والمعتزلة ينفون الأمرين؛ والأشاعرة يثبتون الرؤية وينفون العلو . والصواب في هذا هو مذهب أهل السئة والجماعة لدلالة النصوص الكثيرة عليه؛ قال تعالى: «كلة بم عَن ريم يوم لَحَجُوبُونَ» [المطففين: 6 فحكم على الصنف الثاني بأنهم لا يرون الله فدل هذا على أن الصنف الأول يرون الله؛ وقال تعالى: و وُجُوه يَوْملرنَضِرَةٌ © إل 9 0 [القيامة: 77-177]» فأثبت نظر الوجوه إلى الله تعالى؟ ويدل عليه قوله تعالى: (لَلَذِينَ حَسَكُوا آحُسْ وَزِيَادَة» [يونس: 17] حيث فسره النبي يق بالرؤية”") وأنهي رىبلاإتكار فيحب ةالف سروس بالأبب صار (1) ورد ذلك من حديث صهيب» أخرجه مسلم (381)» قال القرطبي في تفسيره ما نصه: «رّوِيَ من حديث أنس قال: سئِلَ رسول الله يت عن قوله تعالى: ؤِرَزيَادَةُ»؟ قال: (لِنَّذِينَ أَخْسَنُوا العمل في الدنيا لهم الحُشنى وهي الجبنة؛ والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم)» وهو قول أب بكر الصديق وعلي ابن أبي طالب في رواية وحذيفة وعبادة بن الصامت وكعب بن عجرة وأبي موسى وصهيب وابن عباس في رواية » وهو قول جماعة من التابعين» وهو الصحيح في الباب» انتهى. وحديث أنس الذي ذكره القرطبي أخرجه ابن مردويه بسنده من طريق نوح ابن أي مريم وهو منسوب إلى الكذب . وغيره مما صم يغني عنه . والله أعلم . شرح متون العقيدة وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي متو تثبت أن المؤمنين يوم القيامة يرون ريم جل وعلا؛ فحينئل يجب علينا أن نسلّم بمقتفى هذه النصوص . فإن قال قائل: إن الله تعالى يقول: (لا تَدَرِكه آلأْتِصرُ4 [الأنعام: ١٠]؟‏ قلنا: النفي هنا ليس للرؤية وإنا النفي للإحاطة والإدراك؛ ونحن نسلّم معكم أن الله لا يمكن أن يحيط به بَصَرٌ ناظر؛ ومن ثم لا يدل نفي الإحاطة والإدراك على نفي أصل الرؤية"" . فإن قال قائل: إن الله تعالى قال لموسى: قال أن تَرَئنى4 [الأعراف: 187١]؟‏ والنفي ب<لن» يدل على التأبيد؟ فنقول: لن للنفي لكنها لا تدل على التأبيد؛ فإن الله تعالى ذكر عن اليهود بأنهم لن يتمنوا الموت”" » ومع ذلك أخبر أن أهل النار يوم القيامة يطلبون من مالك أن يُقغَى عليهم . فقولهم: لن للنفي المؤيد هذا باطل » ولذلك أهل اللغة يسلّمون بأن لن لا تدل على نفي التأبيد » قال ابن مالك: ومن رأى النفي بلن مؤيدا فقولدارددوسوهفاعضدا ومن هنا يتبين لنا رجحان مذهب أهل السنة في إثبات رؤية المؤمنين لرمهم جل وعلا يوم القيامة . - فإن قال قائل: هل رأى النبي يق ربه في الدنيا ؟ (1) يقول النووي في شرحه على مسلم عن هذه الآية: افإن الإدراك هو الإحاطة » والله تعالى لا يحاط به وإذا ورد النص بنفي الإحاطة لا يلزم منه نفي الرؤية بغير إحاطة» انتهى؛ ويقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري: «نفي الإدراك لا يستلزم نفي الرؤية؛ لإمكان رؤية الشيء من غير إحاطة بحقيقته) انتهى. (؟) يقول تعالى: «وَلن يَتَمَكرْهُ بدا بم قَدّمتْأيَدِيِمْ وَآلْهُ عل بلظهِينَ» [البقرة: 86] . شرح أصول السنة للإمام أحمد مَيَكَلندهُ 67 والإيمان بالميزان يوم القيامة”*؛ كما جاء: يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة:» وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر والإيمان به والتصديق به والإعراض عن من ردٌ ذلك وتركُ مجادلته. -قلنا: قد اختلف الصحابة في هذا؛ فطائفة رأت أنه قد رأى ربه وهذا هو الذي أثر عن ابن عباس”'' » وقال آخرون بأنه لم ير ربه في الدنيا فإنه كما مع موسى من رؤيته كذلك يمنع محمداً يق من ذلك » وهذا هو قول عائشة وطائفة من صحابة النبي لقا ولكل من القولين دليله؛ لكن الأظهر هو قول عائشة كك بنفي رؤية النبي ني لربه في الدنيا”". * ذكر المؤلف أمراً من أمور معتقد أهل السنة؛ وهو الإيمان بالميزان يوم القيامة » فإن الله جل وعلا ومن كمال عدله يضع ميزاناً يوم القيامة ليفرق بين الناجين وغيرهم » ويزن كل إنسان عمله بنفسه ويجبٍ نتيجة هذا الوزن أمامه . - والميان يكون لثلاثة أمور: أوها: وزن العباد؛ فكل عبد قد يتعرض للوزن كما قال النبي يَتق لابن مسعود لما ضحك بعض الصحابة من ضعف جسمه وقلة وزنه ثم ذكروا كبيراً من كبار المشركين قد وقع عليه فقال ل في وصف ساق ابن مسعود بأنما أَنَْلُ في الميرَانِ من أحِ”"'» وقال- (1) أخرجه البخاري في صحيحه في تفسير سورة بني إسرائيل عند قوله تعالى: وما جَعَلَا ليا الب أَرَيْتَكَ إِلَا فته لَكّاسي» [الإسراء: .]7١‏ (؟) ظاهر النصين التعارض؛ ووفْق بينهما العلماء بإثبات رؤية النبي عت لربه بقلبه, يحمل على هذا المعنى حديث ابن عباس ضَيطا. ويحمل حديث عائشة فك على نفي الرؤية في الدنيا بعين البصرء وأنه لم ير ربه بعيني بصره » فتجتمع الأقوال بهذا الجمع. (") رواه أحمد عن ابن مسعود. عث شرح متون العقيدة وأن الله يكلم العباد يوم القيامة”*' ليس بينهم وبينه ترجمانء والإيمان به والتصديق به. -النبي ييي: (يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة)"'؛ فهذا وزن الأجساد. ثانيها: وزن الأعمال؛ سواء كانت أقوالاً أو كانت أفعالاً كه قال يَقكه: (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)"" . ثالثها: وزن الأوراق والسجلات والكتب التي تسجل فيها أعمال العباد؛ وقد ورد في الحديث أن رجلاً جاء بتسعة وتسعين يسجلاً فيها أعمال سيئة» وجاء ببطاقة فيها لا إله إلا الله فطاشت البطاقة بتلك الشجلات27, وحينئذٍ إذا دلت النصوص عل إثبات الميزان نقول سمعاً وطاعة » نوقن بمقتضى ذلك ولا نناقش ولا نعارض بمعقول ولا بغيره؛ فمن جاءنا يريد منا أن نجادله بواسطة المعقولات لنقوم بإبطال مدلولات النصوص فحيتئذٍ لن نلتفت له . * «من الصفات الواردة تكليم الله للعباد يوم القيامة»» وقد ورد ني الحديث أن النبي ييه قال: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ريه ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدمء وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر تلقاء وجهه فلا يرى إلا النار, فاتقوا النار ولو بشق تمرة) . 5 (1) روى البخاري ومسلم عن أب هريرة تق عن رسول الله يلكي قال: (إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة). (1) الحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث أب هريرة ولك . (*) الحديث رواه الترمذي وأحمد في المسند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ضيُ؛ والحديث صححه الشيخ الألبان . (4) الحديث رواه البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم قله . قال الحافظ في الفتح: «ويحتمل أن يكون سبب الالتفات أنه يترجى أن يجد طريقاً يذهب فيها ليحصل له النجاة من النار فلا يرى إلا ما يفضي به إلى النار؛ كما وقع في رواية محل بن خليفة» انتهى. شرح اصول السنة للإمام احمد ب##أللته------- ح جه والإيمان بالحوض”*"؛ وأن لرسول الله يق حوضا يوم القيامة ئردُ عليه أمنه عرضه مثل طوله مسيرة شهرء آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه. - فإن قال قائل: هذا يخالف العقل؛ الناس كثير! وهم أمم متعددة » كيف يخاطب الله الناس يوم القيامة؟! فهذا يحماج إلى أزمان طويلة » فاليوم مثلاً العالم مليارات عديدة» وهذا في هذا الزمان فكم من مضى؟ وكم سبقنا من الناس؟ وكم سيأتي من الناس فيا يأقي؟! قيل: الله أكبر ! قاس قدرة رب العالمين على قدرة المخلوق فنفى صفة ال رحمن » فإذن منشأ الضلال عنده من التشبيه؛ شبّه فلما شبه عطّل 9", فنقول له: قدرة الله أعظم من قدرة المخلوق » فالمخلوق لا يتمكن إلا من مخاطبة الواحد وقد يخاطب الاثنين في الزمان الواحد ء لكن رب العزة والجلال قادر؛ ولذلك يصلي في الحرم مئات الألوف يخاطبون الحي القيوم يسمع كلامهم جميعاً » فيسمع كلام كل واحد منهم على انفراد » إذا سجدوا ودعوا سمع الله كلامهم جميعاً واستجاب لم متى وُحِدَّ شرط الإجابة؛ فهكذا في يوم القيامة » ما المانع أن يخاطب كل واحد منهم في نفس الوقت؟! وقد ورد ذلك في بعض الآثار أن الله يكلّم الناس جميعاً في وقت واحد لا يظن أحد منهم أنه سبحانه يحاسب أحداً سواه في ذلك الزمان . * ذكر المؤلف الإيمان بالحوض: وهو أن النبي 82 له حوض .ء له صفات طوله وعرضه مسيرة شهرء ويرد الناس عليه أظمأ ما كانوا » وله آنية » ولمائه صفات » كما وردت بذلك النصوص. فهذه الأحاديث التي وردت نثبتها ونقول سمعاً وطاعة فنقول: لنبينا حوض. (١)كها‏ سبق تقرير ذلك من أنَّ أهل التعطيل ما وصلوا لنفي الصفات إلا بعد أن مرّوا بمرحلة التشبيه. -قال يِتت: (ليردنَ على حوضي رجال فيذادون عنه فأقول: يا رب أصحابي. فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)”". - ذكر المؤلف شيئاً من صفات الحوض فقال: عرضه مثل طوله آنيته كعدد نجوم السماء على ما صحت به الأخبار من غير وجه . فإن قال قائل: هذا الباب في إثيات الحوض لم يرد فيه إلا أخبار احاد؛ فكيف تثبتون العقائد مبا ؟ فنقول: هذه الأخبار تعاضدت وقَوّى بعضها بعضاً حنى وصلت إلى درجة التواتر» وعلى فرض أنها آحاد فهي أخبار صحيحة . وأخبار الآحاد الصحيحة الثابتة عن رسول الله يلي نوقن بها ونؤمن با فيها لأنه لا يمكن أن يقع كذب في أحاديث الرسول يقي. ثم لا يكتشفها علماء الحديث » فلابد أن يوجد في الأمة من ينبه إلى ذلك . - ومن هنا فالصواب أن أخبار الآحاد الواردة في الحديث النبوي التي ليس لها معارض ول يتكلم فيها أحد من الأثمة بشيء أنها تفيد القطع واليقين؛ لأمور: أوها: أن الله تعالى أكرم من أن يدخل في شريعته شيء ثم لا يبه الأمة عليه » ولا يمكّن علماء الحديث من اكتشافه . ثانيها: أن الله تعالى قد تعهّد وتكفل بحفظ هذه الشريعة » ومن حفظها حفظ سنة النبي يني قال تعالى: < إِنا مح تلا لكر وَإِنَا لَه لحَفِطُُونَ» [الحجر: 9]» ومما يدخل فيه تفسير كتاب الله الذي يكون بالسنة. )١(‏ قال شارح الطحاوية: «الأحاديث الواردة في ذكر الحوض تبلغ حد التواتر» رواها من الصحابة بضع وثلائون صحابياً» ولقد استقصى طرقها شيخنا الشيخ عماد الدين بن كثير تغمده الله برحمده في آخر تاريخه الكبير» المسمى ب: البداية والنهاية» .هب . َعَم فرت جم اديس ارد فى 5 شرح أصول السنة للإمام أحمد ل ري اك والإيمان بعذاب القبر*'» وأن هذه الأمة تُفئَنُ في قبورهاء وتسال عن الإيمان والإسلام» ومن ربه؟ ومن نبيه؟ - ثالئها: أن لكلام رسول الله لتييط من البهاء والوضوح والنور ما ليس لغيره ‏ تما يجعل كلامه لا يمكن أن يلتبس بكلام غيره » ثم إن الأمة قد اجتهدت في تمحيص الأخبار النبوية والتمييز بين صحيحها وضعيفها » فلا يمكن أن يخفى كذب في الحديث على هذه الأمة المعصومة التي لا تجتمع على ضلالة. ثم إن عادة الله في الخلق أن الكاذب يفتضح في حياته أو بعد ماته » ومن افتضاحه أن يتبين كذبه وأعظم ذلك في سنة النبي ##؛ ولذلك تجد علماء السنة يقطعون بأخبار الصحيحين ويجزمون بأن النبي مي قد قالحاء فهذا هو القطع واليقين. فقوله: «إن هذه الأمة»: لقب واللقب لا مفهوم له وبالتالي لاا يدل عل نفي العذاب والعقوبة عن الأمم السابقة» وهل الفتنة في القبر خاصة بهذه الأمة أم أنها لكل الأمم؟ الجواب: إذا علق الحكم باسم؛ فهذا الاسم على نوعين: .١‏ إما أن يكون لقباً وهو الاسم الذي يكون للذات » فحيتئٍ لا نعمل بمفهوم المخالفة منه . ”. إذا عُلْقَ الحكم بوصفي » فحينيلٍ نقصر الحكم على ذلك الوصف . * «ذكر المؤلف ما يتعلق بعذاب القبر»: فإن الناس إذا وضعوا في قبورهم فإنهم إما أن ينعمّوا وإما أن يعذبوا؛ كما قال تعالى عن فرعون: « آلَارُ يُعَرَضُورت عَلَيَا عُدُوا وَعَنييا وَيَوْمَّ تَقُومُ آلسَاعَةٌ أَدِْلُوَأ َال فِرَعَوْ أَسّدّ آلْعَذَابِ) [غائر: 14١‏ ففارق بين يوم تقوم الساعة وبين السذاب الذي تبله وهو عذاب القبرء وجاء في الحديث أن البى ع - شرح متونا لعقيدة ويأتيه منكر ونكير كيف شاء الله عرّ وجل وكيف أراد*. والإيمان به والتصديق به -قال: (استعيذوا بالله في الصلاة من أربع؛ وذكر منها عذاب القبر)''' » وجاء في الحديث أن النبي يي قال: (لولا ألا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم أصوات أهل القبور)'''» وجاء في الحديث الآخر أن النبي لتك مر بقبرين وقال: (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير: أمَا أحدهما فيمشي بالنميمة , وأا الآخر فكان لا يستبرئ من البول)”" والنصوص في ذلك كثيرة . * «وكذلك نُدْبِتٌ منكراً ونكيراً»؛ وأنها يأتيان إلى العبد فيسألانه المسائل الثلاث: ما دينك؟ من نبيك؟ من ربك؟ كما ورد ذلك في عدد من الأحاديث في الصحيحين وغيرهما. والموفق المؤمن يُوَهَقُ للصواب » وغيره يقول: هاه هاه لا أدري؛ سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته . ومن هذا المنطلق في هذه القضايا الثلاث » وفق الله جل وعلا الإمام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب إلى تذكير الناس بالأصول الثلاثة: معرفة العبد لربه » ولدينه ٠‏ ولنبيه )١(‏ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة له قال: كان رسول الله مت يدعو ويقول: (اللهم إن أعوذ بك من عذاب القبر» ومن عذاب النارء ومن فتئة المحيا والممات؛ ومن فتنة المسبح الدجال). (1) الحديث رواه الحاكم في المستدرك عن أنس 9ق وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة. (1) رواه البخاري ومسلم؛ عن ابن عباس ظقتُةا. فائدة: قال شارح الطحاوية: «وقد تواترت الأخبار عن رسول الله مق في ثيوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلء وسؤال الملكين» فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به ولا تتكلم في كيفيته» إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لاعهد له به في هذه الدار» |.ه. شرح أصول السنة للإمام أحمد بَيَبالَه عى والإيمان بشفاعة البي كه”*'. وبقوم يُخْرجون من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحماأ فيؤمر بهم إلى نهر على باب الجنة كما جاء في الأثر؛ كيف شاء الله وكما شاء؛ إنما هو الإيمان به والتصديق به. * «من عقائد أهل السنة الجماعة الإيمان بالشفاعة»» فنؤمن أن النبي يقظة يكلم ربه جل وعلا في يعض العباد ؛ أو فيا يتضايقون منه فيم| يتعلق بوقفتهم يوم القيامة. والشفاعة المراد مها أن يكون المرء مع غيره لتحقيق أمر لذلك الغير » مأخوذ من الشفع وهو الذي يكون بعد الوتر» فالوتر: واحد والشفع: اثنان فلما جاء الشافع والمشفوع له قيل: شفع » والشفاعة قد جاءت النصوص بها وبإثباتها وببيان أمها على أنواع ؛ لكن لها شرطان: الشرط الأول: إذن الله للشافع؛ فلا يشفع أحد كائناً من كان حتى يأذن الله للشافع”" , فإذا لم يأذن الله للشافع فإنه لا يتمكن من الشفاعة عند الله عز وجل » ولا تقبل شفاعته عئده سبحائه . الشرط الثاني: رضا رب العالمين عن المشفوع له”"'؛ فإذا لم يرض عن المشفوع له لم تحصل هناك شفاعة . - والشفاعة على أنواع: النوع الأول: الشفاعة العظمى وهي للنبي ييه خاصة ؛ وذلك أن الناس في الموقف يوم القيامة يقفون في الموقف العظيم . وتقرب الشمس منهم » ويلجمهم العرق إجاما- )١(‏ ويدل لهذا قوله تعالى: 9 مُنَدَا الى يَْفَعٌ عِندَهد إلا بِإذْنِِ» [البقرة: 88؟] .. (1) ويدل هذا قوله تعاال: 9 وَلَا يَمْمَعُو رت إلا لِمَ نِآَرْتَضَئْ» [الأنبياء: 14] . وقد اجتمعت الشرطان في قوله تعال: ‏ يَوْمََ ولا تَسفَعآلشْفسعَة إلا مَنْ أن لَه آلْحمَنُ وَرَضِىَ لَه قَولاً» .] ٠١9 [طه:‎ شرح متون العقيدة -ويكونون في كرب عظيم ولا يدرون هل يكونون من أهل الجنة أو من أهل النارء فيأتون للأنبياء عليهم السلام فيستشفعون بهم عند الله؛ يأتون لنوح ثم يأتون إلى إبراهيم ثم يأتون إلى موسى ثم يأتون إلى عيسى وكل منهم يعتذر من الشفاعة عند الله يقول لهم الأقوام: ألا ترون ما نحن فيه ؟ ألا ترون ما حل بنا ؟ فكل واحد منهم يعتذر بعذر ويذكر ذنباً إلا من شاء الله . ثم يأتون إلى النبي ؤت فيقول: (أنالهاء أنالها)» فذلك المقام الذي تحمده عليه الأمم كلهاء ثم بعد ذلك يأ حتى يقوم بين يدي الله ويسجد » ويحمد الله جل وعلا بمحامد كثيرة يفتحها الله عليه في ذلك الوقت » ثم يقال له: يا محمد قم » سل تُعط واشفغ تُسَفّعْ هفيشفع حينئذ في ذلك المقام من أجل أن يحاسب العباد”'' » وهذه الشفاعة موطن اتفاق في الجملة عند أكثر أهل الإسلام . النوع الثاني: أن يشفع في أناس في النار من أجل أن يخفف عنهم من عذابها . النوع الثالث: أن يشفع في أناس من أهل الجنة أن ترفع درجاتهم . النوع الرابع: أن يشفع لأناس دخلوا النار من أجل أن ينتقلوا من النار فيصبحوا في الجئة؛ وهذه الأنواع الأربعة من الشفاعة أثبتها أهل السنة والجماعة واستدلوا على ذلك بأحاديث كثيرة ثبتت عن النبي ظأيي؛ منها حديث أبي سعيد وأبي هريرة في الصحيحين (أن أناساًأُِرَ هم فأدخلوا النار » ثم إن الله جل وعلا يخرجهم بعد ذلك من النار بعد ما احترقوا وصاروا فحماً » فيأمر بهم إلى نهر على باب الجنة فينبتون كما ينبت الحميل على مجرى السيل » ثم بعد ذلك يدخلون الحنة)”"2» وجاء في حديث في السئن أن النبي 2- 1) الحديث رواه البخاري في كتاب التوحيد باب كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنيياء وغيرهم؛ ورواه مسلم في كتاب الإيهان» باب أدنى أهل الحئة متزلة؛ كلهم من حديث أنس بن مالك ف . (1) رواه أبوداود والترمذي وابن ماجة عن أنس ##ق؛ وصححه الشميخ الألباني كما في مشكاة المصابيح. شرح أصول السنة للإمام احمد يوَمْلنَنه -قال: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)”". - إذا تقرر هذا فإن المعتزلة والخوارج نفوا هذا النوع من الشفاعة؛ وقالوا لأنه لا يثبت أن يدخل أحد النار ثم يخرج منها مرة أخرى » لماذا قالوا بذلك ؟ لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة كافر أو بمنزلة بين المنزلتين بين الإيمان والكفر » ومن ثم فإن مصيره إلى النار خالداً مخلداً فيها . والخوارج يقولون: هو كافرء والمعتزلة يقولون: هو في منزلة بين المدزلتين » ومرجع القولين إلى شىء واحد وهو التخليد في نار جهنم » ولذلك نفوا أن يكون بعض العباد- (1) فتبيّن لنا أن هناك في ياب الشفاعة من فرّط في إثباته حتى نفوا ما دلت عليه الننصوص؛ وهناك قوم غلوا في الإثبات حتى أثبتوا شفاعة لم تثبتها النصوص فأثبتوا شفاعة الموتى من أصحاب القبور لهم عند الله؛ ووقق الله سبحانه وتعالى أهل السئة للوسطية في هذا الباب كغيره من الأيواب فأئبتوا ما أببتته النصوص ونفوا ما نفته النتصوص . يقول شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم: «هذا الموضع افترق الناس فيه ثلاث فرق: طرفان ووسط؛ فالمشركون ومن وافقهم من مبتدعة أهل الكتاب كالنصارى ومبتدعة هذه الأمة أثبتوا الشفاعة التي نفاها القرآن؛ والخوارج والمعتزلة أنكروا شفاعة نبينا يي في أهل الكبائر من أمته» بل أنكر طائفة من أهل البدع انتفاع الإنسان بشفاعة غيره ودعائه. كما أنكروا انتفاعه بصدقة غيره وصيامه عنهء وأنكروا الشفاعة بقوله تعالى: <يّن قَبَلٍ أن يَأن يَوْمُ لا بَيْمُ فيد ولا حْلٌ وَلَا سَفْسَته [البقرة: 4 6 1] وبقوله تعالى: ما لِلطْلِمِسَ من حب رولا فَفعٍيُطاعٌ» [غافر: 14] ونحو ذلك . وأما سلف الأمة وأئمتها ومن تبعهم من أهل السنة والجماعة فأثبتوا ما جاءت به السنة عن النبي ليف من شفاعته لأهل الكبائر من أمته وغير ذلك من أنواع شفاعاته وشفاعة غيره من النبيين والملائكة » وقالوا إنه لا يخلد ني النار من أهل التوحيد أحدء وأقروا بها جاءت به السنة من انتفاع الإنسان بدعاء غيره وشفاعته والصدقة عنه بل والصوم عنه في أصح قولي العلماء كه! ثبتت به السنة الصحيحة الصريحة وما كان ني معنى الصوم ؛ وقالوا إن الشفيع يطلب من الله ويسأل ولا تنفع الشفاعة عنده إلا بإذله»!.ه. / شرح متون العقيدة والإيمان أن المسيح الدجال خارج؛ مكتوب بين عينيه كافر '* والأحاديث التي -يخرج من الجنة بسبب هذه الشفاعة » لأن هذا يناقض عقيدتهم وما يرونه؛ ومنشأ هذا أخهم يقررون القول؛ ثم بعد ذلك يصنفون النصوص بناء عليه؛ فما وافق أقواهم قبلوه. ومالم يوافقها أولوه أو جحدوه وأنكروه . ويجب الإيمان بذلك ما دام أنه قد ثبت هذا المعنى في أحاديث كثيرة بل هو في القرآن قال تعالى: «مَن ذَا الى يَشْفَعٌ عِندَهُد إلا بإذْئِِ) [البقرة: ه78]» وقال: (ِوَلَا تَمقَمُ الشفَعَةٌ عِندَهُة إلا لِمَنْ أؤرت لَهُ» [سبا: 6 ]؛ فدل هذا على إثبات الشفاعة. * «التحذير من المسبح الدجال» اتفق الأنبياء عليهم السلام على التحذير منه؛ يقول البي يقيه: (ما من نبي إلا وقد حذر أمته المسيح الدجال)”''» وجاءت الأحاديث بشيء من صفته؛ فمن صفاته أن معه جنة و ناراً » وأنه يدعو الناس إلى تأليهه . وأنه يأتي ويدور على البلدان في زمن متقارب ٠‏ وأنه إذا خرج علم الناس بخروجه بوقت قصيرء وأنه يدعو الناس إلى الإيهان به وأنه يدخل جميع البلدان إلا مكة والمديئة » وأنه إذا جاء إلى المدينة جاءها على نقب من نقابها فخرج من المدينة كل كافر ومنافق''' حتى يؤمن به ويخرج رجل من أهل السنة والإسلام فيجادله ويناقشه فيقول الدجال للناس ألا أريكم؟ : ثم يأمر بشقه نصفين فيمر من بينهما ثم يعيده مرة أخرى! فيقول ذلك الرجل: الآن ازددت إياناً ويقيناً أنك الكذاب الذي أخبر عنك رسول الله متي ثم لا يمكن منه بعد ذلك . )١(‏ الحديث رواه البخاري والإمام أحمد في المسند؛ من حديث ابن عمر فَلتعًا. (؟")روى البخاري عن أنس بن مالك 495 عن النبي مقت قال: (ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة؛ ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها , ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق) . شرح اصول السنة للإمام احمد بَوَدلَنَه 2 جاءت فيه والإيما بأن ذلك كاه ع؛ وأن عيسسى ابن مريم د ينزل فيقتله بياب لك والإبمان قول وعمل*, -وقيل له المسيح لأنه يدور على البلدان ويسيح فيها ء والدجال لأنه كاذب ليس بصادقء وقد جاء في الأحاديث وصفه بأنه أعور وأن الله جل وعلا ليس بأعور » وعنده جنة ونار؛ من دخل في جنته وجد النار ومن دخل في ناره وجد عيشة هنيئة . ويدلّك هذا على عدم الإسراع في تصديق كل من ادعى خيراً أو ادعى دعوى ولو كان معه مايظهر أنه كرامة أو أنه معجزة حتى يتحقق الإنسان من حاله ويعرضه على النصوص الشرعية . وقد كذبت بعض الطوائف بالمسيح الدجال؛ قالوا لأنه لم يرد في كتاب الله عز وجل » والسنة دليل مستقل يجب علينا الإيهان بها وتحكيمها والعمل با فيها من النصوص . # قال المؤلف: «الإيهان قول وعمل»: هذا هو معتقد أهل السئة والجماعة أن الإيهان له أركان؛ منها: الأقوال» ومنها: الاعتقادات» ومنها: الأعهال » ويدلٌ على هذا النصوص التي وصفت العديد من الأقوال والأفعال والأعمال بأنها إيمان » ومن ذلك قول النبي يَيي: (الإيهان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة؛ أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيهان) فجعل قول لا إله إلا الله من الإيمان » وجعل الحياء وهو من أعمال القلوب من الإيهان » وجعل إماطة الأذى عن الطريق وهو من الأعمال من الإيهان » وقد قال الله تعالى: <وَمَا كان أله لُِضِيعٌ [ِيمَسَكُم4 [البقرة: 47 31]» يعني صلاتكم التي صليتموها إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة » فسمى الصلاة وهي من الأعمال إيهاناً » والنصوص في هذا كثيرة. - إذا تقرر هذا فإن الأقوال ركن في الإيهان » والأعمال ركن في الإيهان » والاعتقادات ركن في الويمان. ع. ل شرح متون العقيدة يزيد وينقص”** كما جاء في الخبر (أكمل المؤمنين إهاناً أحسنهم خلقاً). فإن قال قائل: هل الأعمال شرط لصحة الإيهان أو شرط لكماله ؟ نقول: الأعمال ركن في الإييان وليست شرط صحة ولا شرط كمال » فمن قال: العمل شرط في الإيمان» قلنا: هذا خطأء لأن الأعمال جزء من الإيهان » أما الشرط فيكون قبل الشيء ولا يكون من أجزائه . فالطهارة شرط للصلاة » فهل هي جزء من الصلاة ؟ أو هي أمر مستقلٌ سابق لها؟ فحينئذ الشرط يكون سابقاً أو مقارناً » ويكون فعلاً مستقلاً » بينا الركن جزء من الماهية» فالركوع ركن للصلاة لأنه جزء منها . وهكذا الأقوال والاعتقادات والأعمال ركن من أركان الإيهان . - وهذا الإيمان بمثابة الشجرة؛ منها ما هو من الأوراق » ومنها ما هو من الأغصان» ومنها ما هو من الجذور » ولكل حُكْمُهُ؛ فمثلاً السئن الرواتب » هذه من الإيمان لكنها ركن مكمّل ولا يزول الإيهان بذهابها لكن الإيهان ينقص » كما أن الشجرة تنقص بذهاب بعض أوراقها ولا ننفي اسم الشجرة عنها بنقص بعض الورق. * قال المؤلف: «يزيد وينقص»: يعني أن الإيمان يزيد إذا فعل العباد الطاعة » يدل على ذلك قوله تعالى: 9لِيَرَدَادُوأ إِيمَدا مْمَ إِيمَِمَ» [الفتح: 4]: والنصوص في هذا كثيرة » ولأنه إذا كان يزداد فمعناه أنه ينقص من باب دلالة التلازه”" . )1١(‏ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الإيهان: «ولهذا كان أهل السنة والحديث على أنه يتفاضل » وجمهورهم يقولون: يزيد وينقصء ومنهم من يقول: يزيد» ولا يقول ينقصء كا روي عن مالك في إحدى الروايتين » ومنهم من يقول: يتفاضل» كعبد الله بن المبارك » وقد ثبت لفظ الزيادة والنقصان منه عن الصحابة ول يَعْرّف فيه مخالف من الصحابة» إلى أن قال: «وهذا أمر يجده المؤمن إذا تليت عليه الآيات زاد في قلبه » بفهم القرآن ومعرفة معانيه من علم الإيهان مالم يكن , حتى كأنه لم يسمع الآية إلا حينئذٍ » ويحصل في قلبه من الرغبة في الخير والرهبة من الشر مالم يكن » فزاد علمه بالله ومحبته لطاعته » وهذا زيادة الإيهان» انتهى. شرح أصول السنة للإمام أحمد تله -وإثبات كون الإيهان يزيد وينتقص هو مذهب أهل السنة والجماعة» خلافاً للمرجئة الذين يرون أن الأعمال لا تدخل في مسمى الإيان» ويقولون بأن الإيان لا يزيد ولا ينقص» وقد تركوا ظواهر هذه النصوص السابقة التي تدل على دخول الأعمال في مسمى الإيمان وتدل على أن الإيمان يزيد. فمن ثم هل القول بأن الإيمان يزيد وينقص يعد إجماعاً ؟ وإن كان كذلك فكيف نجمع بينه وبين قول الإمام مالك الإيان يزيد فقط ؟ الجواب: إثبات الزيادة تواترت به الننصوص كتاباً وسنة » وإثبات النقص من لازم الأول » والإمام مالك أو بعض من نفى النقصان نفى اللفظ”'" فقال: أنا لا أقول: ينقص لكنه لا يزيد أو تقل زيادته أو تذهب زيادته » ومن هنا فالسلف متفقون على أن الإيمان يزيد وينقص والخلاف بينهم في اللفظ فقط . * واستدل المؤلف على كون الإيهان يزيد وينقص بقوله لتقّكه: (أكمل المؤمنين إيهاناً أحسنهم خلقاً)”'"؛ والنصوص ف هذا عديدة . ومثل هذا أيضاً الكفر؛ فإنه قد يكون أقوالاً وقد يكون أفعالاً وقديكون اعتقاداً, فالظن أن الكفر لا يكون إلا بالاعتقاد ظن خاطئ » وهو طريقة المرجئة الذين يقولون: لا يكون الكفر إلا بالاعتقاد . 1) يقول شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى: «وكان بعض الفقهاء من أنباع التابعين لم يواققوا في إطلاق النقصان عليه؛ لأ:هم وجدوا ذكر الزيادة في القرآن ول يجدوا ذكر النقص» وهذا إحدى الروايتين عن مالك؟ ١.ه.‏ (") رواه أبو داود والترمذي من حديث أب هريرة فلقَهُ؛ وصححه الشيخ الألباني. ساسج جل لب ب بلس قيرح متونالعقيدة ومن ترك الصلاة فقد كفر*» وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة» من تركها فهو كافر وقد أحل الله قتله. وقد جاءت النصوص بتكفير من قال قولاً أو فعل فعلاً؛ كما في قوله جل وعلا: ول تَعْتَذِرُوأ قَنْ كفرَتم بَعْدَ إِيمَِدِكُمْ4 [التوبة: 75] وهم إنما تكلمواء فحكم عليهم بمجرد كلامهم. وكذلك الكفر يزيد وينقص وليس على رتبة واحدة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى: 9إنّ لَذِينَ #امتوأ م كقرُوأ تي ءَامَنُوأ قُمركفَرُوأ قَُآرْدَادُوأكُفرَا4 [النساء: 107]» ويدل عليه أيضاً قوله تعالى: «إِنّمَا آل زيَادةى لكف يُصَلُ به اليرت عَقرُو» [التوبة: 59]. إذا تقرر هذا فبعض الأعمال تكون كفراً » ومن أمثلة ذلك من استهان بالقرآن فوضعه في القاذورات فيكفر بذلك ولولم يعتقد جواز هذا » فلا يشترط في الكفر الاقتران ' بالاعتقاد بل يكفي إذا كفر بفعله . * «ترك الصلاة كفر على الصحيح من أتوال أهل العلم كما قرره المؤلف هنا»؛ خلافاً لجماعة كبيرة من أهل العلم الذين يرون أن تركها لا يعد كفراً » وقد جاء في الحديث أن النبي يق قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة» فمن تركها فقد كفر)''' » وقال: (بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة)”" , ومن هنا فإن ظواهر النصوص تدل على هذا القول . ويدل عليه قوله تعالى: «ما سَلَكَكْر فى سَقَرَج) قَالُوأ لزئك يرح الْمُصَلَينَ» [المدثر: )]47-4١‏ ويدل عليه قوله تعالى: ١ط‏ فإن تَابُوأ وَأقَامُوا آلصّلَوة وَءَائواآلرَكَوة فَإِحْوَانُكُمْ فى آلددين» [التوبة: »]١١‏ ويدل عليه أيضاً نصوص عديدة. : (1)الحديث رواء الترمذي والنسائي وابن ماجة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ؛ وصححه الألباني. . الحديث رواه الإمام مسلم من حديث جابر بن عبد الله لقت‎ )١( شرح أصول السنة للإمام احمد كله >وهذا القول هو قول الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم؛ وجمهور أهل العلم على خلاف هذا القول » ولكن ظواهر النصوص السابقة تدل على مذهب أحمد . وإن كان يتركها في وقتٍ ويفعلها في وقتٍ آخر» فإن تركها حجودًا لوجوبها كفر بالاتفاق , وإن تركها تهاونًا وكسلاً فهو عندنا على الراجح من الأقوال وبحسب مدلول الدليل يكفر أيضًاء فيكون على هذا الحال إذا تركها في وقتٍ كفر » وإذا فعلها في الوقت الذي يليه عاد إلى دين الإسلام. ٠‏ فإن قال قائل: إنه قد ورد في الحديث أن رجلاً يدخل الجنة وهو لم يعمل خيراً قط ؟ فنقول: الأحاديث في هذا على صنفين: الصنف الأول: من آمن ودخل في الإسلام ثم بعد ذلك جاءته الوفاة قبل أن يدخل وقت الصلاة » كمن آمن ثم دخل في جهاد فهات بسبب ذلك . الصنف الثاني: أناس هال لا يعرفون وجوب الصلاة » فقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنهم يدخلون الجنة ما ورد ذلك في سئن ابن ماجة » فمثئل هذا لا يدل على عدم تكفير تارك الصلاة » وذلك لأن هؤلاء كانوا جاهلين بوجوبا . إذا تقرر هذا؛ فإن القول بتكفير تارك الصلاة ليس من الأقوال الشديدة ولا من الأقوال الغليظة » بل هو في الحقيقة أسهل من القول بعدم تكفيره؛ وذلك لأننا إذا قلنا: تارك الصلاة كافر» يعني أنه إذا أسلم وعاد للصلاة فإننا لا نطالبه بإعادة ما مضى من الصلوات. فالقول بتكفير تارك الصلاة أسهل من جهة أنه لا يطالب التائب بإعادة ما مفى من صلواته » ولا يطالب التائب بإعادة صيامه . ولا يطالب بإعادة ما مضى من عباداته » وإذا قلنا بعدم تكفيره فإننا حينئ نقول بأنه يجب عليه أن يعيد ما مضى من الصلوات . شرح منون العقيدة كرك وخير هذه الأمة بعد نبيها: أبوبكر الصديق» ثم عمر بن الخطاب؛ ثم عثمان بن عفان 3 - تقدم معنا فضل صحابة رسول الله 8# وعِظَّمُ منزلتهم » ورفعة درجتهم , والآن يريد المؤلف أن يقرر من هو الأفضل من الصحابة. * فقال: #خير الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق»؛ وقد أثنى النبي يقي على أب بكر في مواطن عديدة » وقال: (سدوا كل خلة في المسجد إلا خلة أبي بكر)» وقال: (إن صاحبكم خليل الرحمن » ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر » ولكن صاحبكم خليل الرحمن)”, وفيه نصوص كثيرة تدل على فضل أب بكر الصديق قت وقد قدّم النبي يك أبا بكر في أداء الصلاة إماماً فنوقش في ذلك فأصر على ذلك ول يرتض بإمامة غيره. - وأبو بكر الصديق قد وصفه الله بالصحبة في قوله جل وعلا: «إلا تَنصَرَوهُ فَقَدٌ تَصَرَهُ للّهُ إذْ ١‏ أَحْرَجَهُ الْذِينَ كَفرُوأ نانح أنَْيْن ن إذْ هما فى ألْفَار د يَقولُ لِصَحِيِي لا تََرَنْ رن أللَّهَ مَعَنَا» [التوبة: ]4٠‏ وأكرمه الله بهاء ثم إن أبا بكر الصديق 85 يبه كان ينفق ماله لسر السام وأل :وقد قال الال ل ؤَوَمَا لِأَخَدِ عِندَهُد مِن يَعْمَةٍ جَرَئْ © إلا بتعا وَحَهِ رَبِهِ آلأغاَى» [الليل: 0-15؟] يعني إنه ليس لأحد من الناس عليه نعمة يطلب من الله وفاءها أو مقابلتها إلا أن يفعل ذلك لوجه الله تعال. (1) روى البخاري عن ابن عباس لبقتا قال: خرج رسول الله ميقي في مرضه الذي مات فيه عاصب رأسه بخرقة» فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه » ثم قال: (إنه ليس من الناس أحد أَمَنُّ عل في نفسه وماله من أب بكر بن أبي قحافة» ولو كنت متخذاً من الناس خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن خلة الإسلام أفضل؛ سدوا عني كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبي بكر)؛ قال الحافظ ابن حجر في الفتح: «والمعنى لا تبقوا باباً غير مسدود إلا باب أب بكر فاتركوه بغير سدء قال الخطابي وابن بطال وغيرهما: في هذا الحديث اختصاص ظاهر لأبي بكرء وفيه إشارة قوية إلى استتحقاقه للخلافة؛ ولا سيما وقد ثبت أن ذلك كان في آخر حياة النبي مَل في الوقت الذي أمرهم فيه أن لا يؤمهم إلا أبو بكر» انتهى شرح أصول السنة للإمام أحمد مده -إذا تقرر هذا؛ فإن أبا بكر الصديق قد أجمع الصحابة على تقديمه بعد النبي 2ق ولذلك كان خليفة رسول الله ينك . ثم يليه في المرتبة عمر بن الخطاب وق وقد أعطاه الله جل وعللا خخلافة أبي بكر قرابة عشر سنين أو أكثر من ذلك » ثم إن عمر قد جاءت نصوص عديدة في فضيلته والثناء عليه » يقول النبي 8: (لو سلك عمر فجاً لسلكت الشباطين فجاً غيره)”"' » ويقول النبي نيه : (كان فيما سبقكم محدّئون ملهمون فإن يكن ني أمتي فعمر بن المخطاب)” وقد جاءت منه موافقات عديدة وافق فيها الحكم الشرعي قبل نزوله » وقد أثنى عليه النبي مو في مواطن عديدة » وأجمع الصحابة على تقديمه على غيره في الخلافة بعد أبي قلق ؛ الذي يقول فيه النبي ليقة: (ليس على عثمان بعد اليوم شيء)”" ؛ وقال: (من يشتري بثر رومة فيكون له مثلها في الجنة)”''؛ وجهّمز جيش العسرة بسبع مثة من الإبل'؟©. وقال فيه النبي يقهه: (ألا أستحبي من رجل تستحبي منه الملائكة)”* » والنصوص في ذلك كثيرة . (1) الحديث رواء البخاري ومسلم عن سعد بن أبي وقاص 29 . (1) الحديث رواه البخاري عن أبي هريرة فلك ورواه مسلم عن عائشة َي . قال النووي: «قال البخاري: يجري الصواب على السنتهم؟. (؟) رواء الترمذي من حديث عبد الرحمن بن سمرة #ق؛ وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه». (4) بوب البخاري في صحيحه: اباب مناقب عثمان بن عفان أبي عمرو القرشي وَل وفال النبي ين: (من يحفر بثر رومة فله الجنة)؛ فحفرها عثمان . وقال: (من جهز جيش العسرة قله الجنة) فجهزه عثهان». (6) أخرجه مسلم في صحيحه حديث (5159). وأخرج مسلم أيضاً مرفوعاً: (إن عثان رجلٌ حبيٌ) حديث (51550). نه شرح متون العقيدة نُقدّم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم اصحاب رسول الله 826. لم يختلفوا في ذلك”*» ثم بعد هؤلاء الثلائة أصحاب الشورى الخمسة: علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عورف وسعد”*؛ كلهم يصلح للخلافة» وكلهم إمام*» ونذهب في ذلك إلى حمديث ابن عمر: (كنا نعُدٌ ورسول الله حي وأصحابه متوافرون: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان» ثم نسكت). * قال المؤلف: «تُقدّم هؤلاء الثلائة كما قدمهم أصحاب رسول الله يتك م يختلفوا في ذلك»: ول يقع امتلاف بين الصحابة في ذلك » وإنما وقع الاختلاف في التفضيل بين عثمان وعلي بعد وقت الصحابة . ثم نقدم بعد عثان علياً لكل ولم يذكر المؤلف علياً في السياق الأول لرغبة المؤلف في موافقة حديث ابن عمر: (كنا نعُدٌّ ورسول الله حي وأصحابه متوافرون: أبو بكر ثم عمر ثم عثهان» ثم نسكت)»؛ وقد ورد في فضل علي أحاديث كثيرة » وقد قال النبي لقيع: (من . كان على مولاه كنت مولاه)”''» وقال عنه النبي :8 : (رجل يحب الله ورسوله » ويحبه الله ورسوله)» وقال له: (لأن ببسدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)”" والأحاديث في فضل أمير المؤمنين علي فته كثيرة. * ثم بعد ذلك أصحاب الشورى؛ وقد ذكر منهم المؤلف علياً فييقى طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص » وقد جاءت نصوص في بيان فضيلتهم ومزيتهم . * قال المؤلف: «وكلهم إمام»: يعني كلهم صالح لأن يُقَتّدى به في الخير» وأن يكون . الحديث رواه ابن ماجه والإمام أحمد» وصححه الألباني‎ )١( . رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد ونه في قصة غزوة خيبر‎ )١( شرح اصول السنة للإمام احمد بوالللهُ- سج 427لا ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين”*'؛ ثم أهل بدر من * قال المؤلف ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين: فإن الله تعالى قد أثنى عليهم في كتابه في مواطن » ثم إن جبريل أتى النبي َتقهه فقال: (ما تعدون أهلّ بدر فيكم؟) قال: من أفضل المسلمين » قال: (كذلك من شهد بدراً من الملائكة)''' وقال النبي بيه : (ما يدريك لعل الله قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم) 7" . وأهل بدر ليسوا على رتبة واحدة؛ بل بعضهم أميز من بعض لصفات أخرى؛ إما لقدم الإسلام أو لقدم المجرة أو لكثرة الأعمال الصا حة التي أداها العبد في نصرة دين الله جل وعلا. ثم بعد هذا بقية الصحابة الذين صحبوا النبي ملق كما قال يَتق: (خي ركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلوعهم)”" . وصحبة النبي صل الله عليه وسلم عند أهل الحديث تحصل بصحبته ولو لساعة واحدة » فمن رآه وصحبه فهو من أصحابه » ويستدلون على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم [ ذكر طائفة من أمته يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب رسو الله صل الله عليه وسلم ؟ - وفي لفظ - هل فيكم من رأى النبي صل الله عليه وسلم ؟ ] قالوا فدل هذا على أن من المستقر عندهم أن الصحبة والرؤية مترادفة » يطلق أحدهما ويراد به الآخرء ولذلك أبدل الراوي هذا اللفظ في الحديث. (1) أخرجه البخاري عن معاذ بن رافع بن رفاعة الزرقي عن أبيه. (؟) الحديث رؤاه البخاري ومسلم؛ وقوله: (لعل الله) كما يقول أهل العلم إن «لعل» من الله واجبة. (6)لحديث رواه البخاري في كتاب المناقب » باب فضائل أصحاب النبي مه ومن صحب النبي يي أو رآه من ا مسلمين فهو من أصحابه؛ وزواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة » باب فضل الصحابة رضي الله تعالى عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله مَل القرن الذي بُعِثَ فيهم. وكل من صحبه سئة أو شهراً أو يومأ أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه؛ له من الصحبة على قدر ما صحبه*» وكانت سابقته معه» وسمع منه ونظر إليه نظرة» فأدناهم صحبة هو أفضل من القرن الذين لم يروه ولو لقوا الله بمجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا الني 222 ورأوه وسمعوا منه ومن رآه بعينه وآمن به ولو ساعة أفضل - لصحبتهم - من التابعين» ولو عملوا كل أعمال الخير. والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البّرٌ والفاجر””*. #* قال المؤلف: «وفضيلة الصحابة على مقدار مدة الصحبة»: فكلما طالت الصحبة دلت على فضيلة صاحبها . ثم بعد ذلك من كان في ذلك القرن الذي بعت النبي لق فيه ولو لم يأت إلى النبي يق ولم يصحبه وهؤلاء من التابعين؛ فمن كان في عهد النبوة فلم ير النبي تق ولم يلقه فإنه يُعَدّ من التابعين . والصحابة أفضل من التابعين؛ لقول النبي 22: (لا تسبوا أصحابي », فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه)"" . * «قرر المؤلف هنا ما يتعلق بمعتقد أهل السنة والجماعة في باب الولاية»؛ وهذا الباب تحكمه قواعد, منها: أوهها: وجوب السمع والطاعة للأثمة » وقد جاء في هذا نصوص كثيرة قال الله تعالى: ١‏ يناجا لذبن !ْوَأ أطِيعُو الله وَأطِيِعُوأ آلوْسُول وَأؤْى الأضي مِدَكُمر» [النساء: 10]» ويقول- شرح أصول السنة للإمام احمد مِوَمَنََه -النبي يتق: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيها أحب وكره مالم يؤمر بمعصية» فإذا مر بمعصية فلا سمع ولاطاعة)”" . ثانيها: أن الطاعة للولاة تجب ولو كانوا فجاراً مالم يأمروا بمعصية؛ فإنهم يطاعون في غير تلك المعصية؛ ويدل على هذا قول النبي 3: (من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر » فمن خرج عن الطاعة قيد شبر فهات فميتته جاهلية)”'' . فإن قالوا: بأنهم قد أفسدوا وحصل منهم أمور ومعاص لا تحمد؟ قيل: النصوص تدل على وجوب السمع والطاعة لهم في هذه الحال؛ فإن النبي َنق8 أمر بالسمع والطاعة للولاة» فذَّكِرٌ له أن بعضهم يؤخر الصلاة ؟ وقالوا ألا ننابذهم بالسيف ؟ قال لا ما أقاموا الصلاة””. وجاء في الحديث الآخر أن النبي مِيق: (ذكر أن ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم؛ وذكر منهم رجلاً بايع إماماً من أجل الدنياء فإن أعطاه وفى وإن لم يعطه لم يَفِيِ)”''» فدل هذا على وجوب الطاعة للأئمة ولو كان لدمهم معاصي » ولو كانوا فجاراً . (1) رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر فتها. (1) رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس فَ. (6) رواه مسلم من حديث عوف بن مالك ظَأك . (4) روى البخاري في صحيحه عن أب هربرة لله قال: قال رسول الله مق : (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابن السبيل » ورجل بايع رجلاً لا ببايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلالم يف له ء ورجل ساوم رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا فأخذها) . ) 70 شرح متون العقيدة ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به * ومن عَلِيّهم بالسيف حتى صار -خليفة وسمي أمير المؤمنين -وجاء في الحديث أن النبي متي قال: (اسمع وأطع لأميرك وإن أخذ مالك وضرب ظهرك)''' . فدل هذا على أن من ولي أمر المسلمين وجبت طاعته ولو كان فاجراً» إلا أن يأمر بمعصية فحينئذ لا يطاع في ترك ذلك الواجب أو في عمل تلك المعصية » لقول النبي ييه : (لاطاعة لمخلوق في معصي الله)" . * ذكر المؤلف جزءا ثالثاً متعلقاً بمن تثبت له الخلافة والولاية؛ فقال: «ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به؛: فإنه إمام تجب طاعته وحينئذ تثبت الولاية له . أما من لم يكن له ولاية ولم تكن له سلطة؛ فهذا ليس من أهل الولاية في شيء وإن بايعه من بايعه » فإن هذه البيعة لا قيمة لما خحصوصاً إذا كان هناك إمام قد استقرت الأمور عليه» فإن النبي متك قال: (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما كائناً من كان)"" . * مسألة: من استولى على بلد؟ فإن كان هذا البلد ليس له ولاية ولا إمام قبل ذلك » فتغلّب عليه فحينئذ لا يقال هذا التغلب من الأمور المحرمة» بل تجب طاعة ذلك الإمام وتثبت له أحكام الإمامة » وأما إذا كان هناك ولاية فلا يجوز للإنسان أن يخرج عن الولاية ؛ والنصوص قد وردت في ذلك؛ يقول النبي جَتق: (لا يمحل دم امرئ مسلم إلا - . رواه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة بن اليهان فل‎ )١( (1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود قلقّه؛ وورد عند البخاري: (إذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة). (؟) رواه مسلم عن أب سعيد الخدري قلق . شرح أصول السنة للإمام احمد #اللك_ ج477 دا والفزوماض” “#مسلعلأمسراء إلى يوم القيامة - بإحصدى ثلاث: الثيب الزاني» النفس بالنفس . والتارك لدينه المفارق للجماعة)”'2 واي مفارقة للجاعة يَمْنَعٌ منها مثل: اعتقاد عدم صحة إمامة الولاة . وجاء في الحديث الآخر أن النبي مقي قال: (اسمعوا وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم؛ ومن رأى من أميره شيئاً يكرهه فليأت الذي هو خير وليترك ما يكرهه فإنه من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) " فمن ثم لا تعطي البيعة لأي أحد؛ لأن البيعة إنم| تكون للولاة؛ بيعة السمع والطاعة واعتقاد الولاية لا تكون إلا لمن ثبتت له الولاية بأحد الطرق الشرعية: . إما بالاستخلاف من الإمام السابق‎ .١ ؟. وإما باختيار أهل الحل والعقد . . وإما بالغلبة‎ .٠“ 4. وإما بالنص. وأما أن يأتي إنسان ليس له ولاية ولا سلطة ولا مكانة فيبايع بأنه إمام المسلمين » وبأن له السمع والطاعة» فهذه البيعة لم تنعقد ولا يلزم الإنسان آثارها ء» ولا صحةلها : * قال المؤلف: «والغزو ماض»: يعني أن الجهاد للعدو من غير المسلمين ما زال وسيبقى مشروعاً إلى قيام الساعة » لكن لهذا الغزو شروط من لم يكن قد امتشل هذه الشروط فإن قتاله وغزوه لا يكون قتالاً شرعياً , بمثابة من أدّى الصلاة ولم يتوضاً أو م يستقبل القبلة هل تصح صلاته ؟! نقول:إن صلاته ليست بصحيحة » فهكذا في الجهاد. (1) رواه البخاري من حديث عبد الله بن مسعود 9 . (1) تقدم نحوه من حديث ابن عباس . دقفة شرح متون العقيدة - فإن الله تعاللى قد أمر بقتال المشركين والكفار فقال سبحانه: طقَنِنُوا اليرت ل ال يؤمنورت لله وَل أليَوْمٍ الآ ر» [التوبة: 4؟]» وقال جل وعلا: «وَاقُلُوهُمْ حَيتُ به رمقو تَقَفْتُمُوهُمْ عجوم يّنْ حَيْتُ أَحْرّجُوكُ» [البقرة: »]١45١‏ وقال تعالى: « كيب عَلَيِكُمْ لْقعَالَوَمُو زه لَك وَعَسَى أن تَكرَهُوأ شيك وَهوَ حبرلَكُمْ وَءَ عَسَىّ أن تُحِبُوأ سينا وَهِوَ سر لْكُدْ4 [البقرة: 117]» والنصوص في هذا كثيرة . - لكن هذا القتال لابد أن يكون معه شروط وإلالم يكن جهاداً شرعياً؛ ومن أمثلة هذه الشروط: » أن يكون مع إمام » فلا يصح للناس أن يقاتلوا العدوٌ بدون أن يكون معهم إمام‎ )١ لأنم إذا قاتلوا العدو بدون إمام كان فعلهم مؤديًا إلى مفسدة أعظم من مفسدة ترك‎ القتال » وذلك أن الناس إذا كانوا فوضى لا يقوم بتنظيم أمورهم أحد فإنهم لن ينتظم‎ جهادهم ولن يتمكنوا من عدوهم؛ يدل لذلك قول الله تعالى: (إِنْمَا آلْمُؤْيئُورت الْذِينَ‎ »]44 َامنُوأ بالله وَرَ نشو قلا صكائ ومع حل أ جاع ليذ خيوا حا عه يَسْتَذِتُوه [النور:‎ ويقول النبي َ: (الإمام جنة يتقى به ويقائل من ورائه)”'' . والناس قد يخفى عليهم‎ شي من أحوال المعارك وأحوال العدو فإذا لم يكن لهم إمام ينظم أحوال المسلمين ويرتبها‎ . فإنهم سيكونون فوضى ولن يتمكنوا من مرادهم‎ ؟) أن يكون هناك قدرة على العدو بها يغلب على الظن أنهم سيتمكنون من العدو . (1) رواء البخاري ومسلم عن أبي هريرة فاه قال ابن حجر في الفتح: الأنه يمنع العدو سن أذى المسلمين » ويكف أذى بعضهم عن بعض» انتهى . شرح أصول السنة للإمام احمد ونه الير والفاجر لا يترك*. وقفسمة الفيء*, وإقامة الجدرد» -- والجهاد ليس المراد به إرغام الآخرين على دخول الإسلام فإن الله تعالى قال: <له إِكرَاهَ فى آلذيين» (البقرة: 2206767 والنبي َت# لم يلزم اليهود والنصارى والمجوس بالدخول في الإسلام؛ وإنما أخذ منهم الجزية » وإنا المراد بالجهاد: إبعاد تلك السلطة الكافرة التي تمنع الناس من الدخول في دين الله أو تحارب الله ورسوله وتحارب أولياء الله المؤمنين. * قال المؤلف: «البر والفاجر»: يعني أن الحقوق التي تجب للولاة ومنها الجهاد معهم تثبت سواءً كانوا أهل تقوى أو كانوا فجاراً . وهناك جهاد النفس بإلزامها بطاعة الله؛ وجهاد أهل البدع بالرد عليهم وعدم تمكينهم من إضلال الخلق؛ وجهاد المنافقين بكشف شبهاتهم والتحذير من الاستجابة لهم. * «الفيء هو المال الراجع من الكفار إلى المسلمين»؛ والمراد به ما يدفعه أهل الشرك ليفتدوا بلادهم أو أنفسهم من أن يكونوا تحت ولاية المسلمين ويُمْطّى للإمام أو نائبه؛ ليصرفه في مصالح المسلمين. * يعني أنه لا يقيم الحدود إلا الأئمة والولاة» ومن ثم فإنَ الأئمة يعينون القضاة الذين ينظرون في مثل مسائل النزاع والحدود لئلا يكون منهم غلط في إثبات حكم القطع على أحد أو يكون منهم عدم إتقان للحكم الشرعي . وهذا يظهر في القصاص فيا دون النفس؛ فإنه إذا لم يكن القصاص فيها منوطاً بالأئمة ونواءهم فإن المنفذ قد يؤدي قصاصاً لا يوقِفٌ دمَ الجرح ويستمر حتى يعطب من اقتص منه. (1) قال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية: أي لا تكرهوا أحدًا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يجتاج إلى أن يُكْرَهَ أحد على الدخول فيه بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة» ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه ويصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسوراً» |.ه. للسعصسىم ب ب شرح متون العقيدة إلى الأثمة ماض» ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهه”*. * «الكلام في الأئمة والولاة حرام لا يجوز للإنسان أن يفعله»'' . لأن الكلام فيهم غيبة إن كان صدقاً » وبهتاناً إن كان كذباً » وكلاهما حرام ممنوع في الشرع . وقد جاءت الشريعة بتحريم البهتان والكذب قال النبي َنكْي: (وإياكم والكذب فإنه هدي للفجور وإن الفجور يبدي إلى النار)'''» وقال: (الصدق طمأنينة والكذب ريبسة)'"» وقال الله تعالى: (يَتأيا الذزيرت اموا تقو آله وَكُوبُوأ مَعْ آلصّدقِرتَ» [التوبة: ]١19‏ . وأما إن كان ذلك الفعل الذي تكلمت به ما يوجد فيهم حقيقة فإن حديئك عنهم بتلك المعايب من الغيبة التي يقول فيها تعالى: إلا يعم بُعْضُكُم بَعْضّأً لحب أحَدُ كر أن يَأكُل لَحمَ أيه ميا فَكرِهَتمُوهُ» [الحجرات: 17]» كما أن فيها أيضاً تقليلاً من هيبة الولاة في قلوب الناس» ومن ثم لا يهابون الولاية فيقدمون على معصية الولاة وهذا معصية لله جل وعلا. ثم إن الطعن فيهم ليس فيه مصلحة شرعية ولا ثمرة فيه أبداً » ومن هنا جاءت الشريعة بالمنع من الكلام فيهم . وأصحاب الولاية لهم اختصاصات . فمن جاءهم ينازعهم في اختصاصاتهم قيل له لا يصح لك ذلك . ومن أراد أن يكون لشيء من الجمعيات أو لأحدٍ من الأشخاص أو- (1) يقول الإمام ابن دفيق العيد في ذلك: «أعراض المسلمين حفرة من حفر النار» وقف على شفيرها العلياء والحكام». (1) رواء مسلم عن ابن مسعود ظيقُة. () رواه الترمذي وأحمد من حديث الحسن بن علي فنعا وصحح إسناده الألباني . شرح أصول السنة للإمام أحمد ولك ا هجههعبلعه ودفع الصدقات إليهم جائزة ناف ذة. من دفعها إليهم أجزات عنه ب كان أو فالجر#©*, وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه ججائزة باقية تامة ركعتين”*؛ من أعادهما فهو مبتدع” -غيرهم من أمور الولاية شيء بأي اسم فإنه يخالف المقتضى الشرعي ومن أمثلة ذلك: العقوبات والتعزيرات والتعيبنات في الأمور العامة فإنها للولاة ولا يجوز أن ينازعهم فيها أحد» سواءً كانت المنازعة باسم الولاية أو كانت باسم المصلحة أو بأي اسم.ء فإنه يمنع من ذلك ويُحَدُ افتياتاً على الولاية, ويُعدٌ منازعةً لولٌ الأمرء ونزعاً من يد الطاعة في ذلك الأمر. * «الزكاة يؤمر الإمام بأخذها من أفراد الناس»» لقوله تعالى: «حُذ مِنْ أَمَوَهِمْ صَدَقَةُ4 [التوبة: »]٠١‏ فإذا أخذ الزكاة من الناس أجزأت » ولو قُدّرَ أن هذا الوالي يمكن أنه سيصرفها في حرام أو أنه سيطعمها الكلاب أو كان على غالب ظنه حصول مثل هذا فهذا الاحتمال لا يُعَوّلْ عليه» ولا يجوز أن يكون سبباً لعدم إعطاء هذه الجهات الرسمية نواب ولاة الأمر الصدقة الواجبة. * يعني أنه يشرع للناس أن يصلوا صلاة الجمعة مع الإمام الأعظم . ويرون أن ذلك من القربات» وإن كان المرء لا يتمكن من الصلاة معهم فإنه يعتقد صحة الصلاة خلفهم. * «بعض الناس إذا صلى صلاة الجمعة قال سأصلٍ صلاة الظهر»؛ خشية من بطلان صلاة الجمعة وخشية من أن يكون قد سبقنا بعض الناس بأداء صلاة الجمعة ونحو ذلك من الأعذار؛ وهذا الكلام ليس فيه مسوّغ لإعادة صلاة الجمعة والإتيان بها مرة أخرى؛ إذ لو كان في ذلك خير لفعله النبي تأيه وكل عبادة لم يفعلها النبي ِب مع وجود الداعي لفعلها ني وقته فإنها حينئذٍ تكون بدعة» مثل بدعة صيام يوم الخامس عشر من شعبان لذاته أو تخصيص ليلته يقيام بين الليالي. 0 شرح متون العقيدة تارك للآثار غخالف للسنة”*» ليس له من فضل الجمعة شيء**'؛ إذا لم ير الصلاة خلف الأثمة - من كانوا - برهم وفاجرهم. فالسنة: أن يصلي معهم ركعتين ويدين بأنها تامة لا يكن في صدرك من ذلك شك". ومن خرجح”'عللى إهمامهن أئم ةلمسلمين * «إذا صلٌّ الإنسان الجمعة ركعتين أجزأته ولا يجب عليه أداؤها أربعاً»» ومن أعادها فقد خالف هدي النبي مت فيكون مبتدعاً ويكون تاركاً للسنة تاركاً للآثار تخالفاً للهدي النبوي الكريم * يعني أن من صلى الجمعة ثم أعاد الظهر فإنه حينئذ ليس له أجر على صلاة الظهر ولايحصل على حسنةٍ واحدة لأا بدعة » وكوننا نصلي الجمعة ركعتين لا يعني أنها ظهر مقصورة بل هي صلاة مستقلة على الراجح» ولذلك جاز أن تفعل قبل الزوال بخلاف صلاة الظهر فإنها لا تفعل إلا بعد الزوال. * ثم ذكر المؤلف «أن من البدع ترك الصلاة خلف الأئمة». أو أن يصلي الناس خلف الإمام ثم يعيدون الصلاة"'. * ذكر المؤلف: «حكم الخخروج على الولاة وأنه من المحرمات»»؛ فمن كان له إمام وسلطة وولاية وخرج عليه خارج فإنه يجب كنف ذلك الخارج بم| نستطيعه لنكون أمة واحدة» ولو حصل من الإمام الأول ما حصل من نقص ومعصية فإن هذا لايجيز الخروج عليه؛ فإن النبي يَوته قال: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فلا ينزعن يدأ من- (1) قال ابن أي العز في شرحه على الطحاوية: «ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر فهو مبتدع عند أكثر العلماء » والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها ؛ فإن الصحابة ف كانوا يصلون الجمعة والجماعة خلف الأئمة الفجار ولا يعيدون؛ كا كان عبد الله بن عمر يصلي خلف الحجاج بن يوسف. وكذلك عبد الله بن مسعود فلتَّهُ وغيره يصلون خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط؛ انتهى قم جر اق <جَرَيَ لح لاحي «روعيس مهل وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين'*"» وخالف الآثار عن رسول الله يتق. فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية. ولا يحل قتال السلطان”*» ولا الخروج عليه لأحد من الناس . فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريق. شرح أصول السنة للإمام أحمد الله -طاعة؛ فإن من نزع يداً من طاعة لقي الله وهو عليه غضبان)!" . * «من ترج على إمام من الأئمة وقد كان الناس اجتمعوا وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة » فإنه يكون هذا الخارج قد شق عصا المسلمين»»فالخروج على الأئمة والولاة بدعة ومعصية؛ وهوفي نفس الوقت ليس على هدي الشريعة » فأولئك الذين يخرجون على الولاة ويسفكون الدماء ويستبيحونها ليسوا على شيء من الشريعة البتة ؛ فلو قُدَّرَ أن هذا الشخص حال خروجه مات فإنا نقول حيتئذ بأنه قد مات ميتة جاهلية”. * قال المؤلف: «ولا يحل قتال السلطان»: بل الواجب نصرة السلطان وإعانته فلا يجوز لأحد أن يخرج عن هذه الولاية» فلو قُدّرَ أن إنساناً خرج عليها فهو مبتدع على غير السنة والطريقة» وقد خالف مقصود الشارع في تحقيق الأمن بالسلطان؛ لأن قتاله قد يكون سببًا للإفساد في الأرض وقتل الناس» وذلك أن يقابل السلطان القتال بالقتال وبهذا تحصل الفوضى والإفساد في الأرضء والله تعالى يقول: «وَلَا تُفْسِدُوأ فى الأرض بَعْدَ ِصْلَحِهَا4 [الأعراف: 07]» ويقول سبحانه: (وتَعَاويُوا َل لير ََلتفْوَ ولا تَعَاوَنُواعَلى إن وَالْعْدُوَنِ» [المائدة: ؟]. فالصبر على أذاهم أولى من المخروج عليهم ومقاتلتهم » وهذا من باب ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما » وهي قاعدة عند أهل السئة والجماعة. .429 تقدم نحوه من حديث عوف بن مالك‎ )١( (؟) قال النووي في شرحه على مسلم: «أي على صفة موتهم من حيث هم فوضى لا إمام لهم»؛ وقال ابن حجر‎ في الفتح: «والمراد بالميتة الجاهلية وهي بكسر الميم حالة المت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له‎ إمام مطاع لأغهم كانوا لا يعرفون ذلكء وليس المراد أنه يموت كافراً بل يموت عاصياًه ا.ه. 0 شرح متون العقيدة وقتقتال اللمصوص والح ورج جام :0 * «بعض الناس توقف في قتال الخوارج وظن أن النصوص الشرعية التي جاءت بتحريم قتال ا مسلمين تشمل هذه المسألة»» من مثل قول النبي مِتق: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)"" » وقد يتنزه بعضهم عن هذا انطلاقاً من قول النبي ضق: (إذا التقى المسللان بسيفيهم| فالقاتل والمقتول في النار)”'"» لكن وردت نصوص تدل على تخصيص بعض المسائل من هذه القاعدة بحيث يشرع قتاله » من ذلك إذا صال إنسان على مسلم ليأخذ ماله أو ليعتدي على عرضه أو ليسفك دمه جاز له دفعه بما يستطيع . فإن لم يندفع إلا بالقتال قاتله » فإن لم يندفع إلا بالقتل جاز له القتل» ولا قصاص في هذه الحال ‏ ويدل على ذلك ما ورد في حديث سعيد بن زيد أن النبي يهط قال: (من قل دون ماله فهو شهيد؛ ومن قتل دون عرضه فهو شهيد)”"» وجاء في الحديث الآخر: (أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: (لا تعطه مالك)» قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: (قاتله)» قال: أرأيت إن قتلني؟قال: (أنت شهيد)» قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار)”''» وهذا المعنى يدل عليه نصوص كثيرة . . 2# روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود‎ )١( (؟) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي بكرة فلة.‎ . رواه أبو داود والترمذي ؛ وصحح إسناده الشيخ الألباني في إرواء الغليل‎ )31( . رواه مسلم من حديث أي هريرة 9ك‎ )5( فائدة : قال النووي في شرحه على مسلم: « واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام:‎ أحدها: المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال ؛ فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة » وفي‎ والثاني: شهيد ني الثواب دون أحكام الدنيا ؛ وهو المبطون والمطعون وصاحب الهدم ومن قتل دون‎ ماله وغيرهم من جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيداً » فهذا يفسل ويصل عليه وله ني‎ الآخرة ثواب الشهداء . ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول . والثالث: من غلّ من الغنيمة وذ شِبْهُةُ من وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً إذا قدل في حرب الكفار ؛ فهذا له حكم الشهداء في الدنيا » فلا يغسل ولا يصلى عليه » وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة ٠‏ والله أعلم ». انتهى . شرح أصول السنة للإمام أحمد سس لي لكك -وهكذا أيضاً فيا يتعلق بالخوارج ؛ فإن الدوارج يخرجون على الولاة ويكقّرون المسلمين ويستبيحون أمواهم ويستجيزون قتل المسلم بزعم أنه كافر » وقد أجاز النبي يف قتالهم؛ بل أمر بذلك فقال يَتققة: (يخرج من ضئضئ هذا جماعة يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وقراءته مع قراءتهم » أينما لقيتموهم فاقتلوهم قتل عاد)”''» وفي رواية: (لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وهرقل). والفرقٌ بين الخوارج وبين البغاة: أن البغاة هم الذين يخرجون على الولاية والإمام من أجل أمور الدنيا » فهؤلاء بغاة » والبغاة يقاتلهم الإمام . النوع الثاني الخوارج وهم الذين يستبيحون الدماء » ويرون أن الخروج على الولاة واجب شرعاً » وبالتالي فهم ينطلقون من منطلق شرعي ديني » بخلاف القسم الأول فإنهم ينطلقون من منطلق دنيوي. - وقد أمر النبي أي بقتال الخوارج ؛ وقتال الخوارج على صنفين: الصنف الأول : أفراد الناس ؛ فإذا جاء المخوارج إلى رد من أفراد الناس فإنه. لايبتدأهم بالقنال» فإن قاتلوه فإنه يدفعهم عن نفسه فإن لم يندفعوا إلا بالقعال قاتلهم فإن قتلهم فحينئٍ يكون دمهم هدراً . الصنف الثاني : قتال الإمام لهم ؛ فالإمام هو الذي يشرع له أن يقاتلهم ابتداء وأما أفراد الناس فإنهم لا يقاتلونهم ابتداء حتى يقوم الخوارج بالاعتداء عليهم واستباحة دمائهم . )0غ( رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري فلقة. ع.مو ب 0 ل لل ل شرح متون العقيدة إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله*» فله أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر. وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم ولا يتبع آثارهم» ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين”*2» إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك » وينوي بجهده أن * قول المؤلف: «إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله»: هذا هو القسم الأول ؛ وقد أوردنا في الحديث السابق: قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال: (لا تعطه مالك). قال أرأيت إن قاتلني؟ قال: (قاتله). قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: (أنت شهيد)» قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار)» فحيتئفٍ يجوز له أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر عليه . أما إذا لم يقاتلوه فإنه لا يجوز له أن يقاتلهم ابتداء » وليس له إذا فارقه الخنوارج أو اللصوص أو تركوه أن يطلبهم ليقاتلهم » ولا يتبع آثارهم » ليس ذلك لأحد من أفراد الناس » لأن هذا يدخل في عموم النصوص الناهية عن مقاتلة المسلمين . * قال المؤلف إلا الإمام : فإن الإمام الأعظم يشرع له أن يخاطب الخوارج ويراسلهم لينظر ما لديهم , ولعلهم أن تصلح حالهم وتذهب عنهم بدعتهم وتستقيم أمورهم ؛ فإن كان عندهم شبهة كشفها لهم وبيّن لهم أخهم على غير الجادة » فإن لم يستجيبوا بعد ذلك جاز له قتاههم ولو ابتداءً » لأن النبي م قال عن الخنوارج: (أينما لقيتموهم فقاتلوهم فإن في قتلهم أجراً). وذلك أن أمر الجهاد والقتال مرتبط بالإمام الأعظم . لقول الله جل وعلا: « إِنْمَا لْمُؤيئُوت آلذيبنَ 6امثوا امه وَرَسُوهِ- ذا كَائُوأ معَدْد َل ضر جَامِعٍ لز يَذْهَبُوا حَى َسْتَْذِنُوم» [النور: 4177 وقال النبي لطق: (إنا الإمام جنة يتقَى به ويقاتل من ورائه).- شرح اصول السنة للإمام احمد اللله -- سج ج42 ا لا يقتل أحدأء فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فابعد الله المقتول» وإن قُتِل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة كما -فدل هذا على أن أمر القتال والجهاد خاص بالإمام» ولذلك فالإمام هو الذي يعقد العقود ويقوم بالاتفاق مع أعداء المسلمين على ترك القتال مدة معينة » وليس ذلك لأحد من أفراد الناس » وأما الحكم الذاتي للأفراد فهو الدفع عن أنفسهم إذا صال عليهم صائل سواء كان من اللصوص أو الخوارج ؛ وحينئبٍ الواحد من الناس يدفع عن نفسه في مقابل ذلك ويحاول جهده ألا يقتل أحداً ؛ فإن أتى عليه - يعني قتله - في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول» وإن قُيِلَ هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله قال: رجوت له الشهادة ىا جاء في الحديث . وهنا قاعدة مهمة: وهي التفريق بين القتال والقتل ؛ فإنه في بعض المواطن يجوز قتال المسلم لكنه لا يجوز قتله. ومن هنا فلا يلزم من جواز مقاتلة إنسان جواز قتله » ولذلك جاء في الحديث أن النبي يقي ذكر أنه إن أراد أحد أن يمر من أمامك وأنت تصلي فادفعه فإن لم يندفع فقاتله » وليس المراد قتله وإنما المراد المخاصمة والمشاجرة » ولذلك جاء في الحديث الآخر أن النبي يتك قال عن الصائم: (فإن قاتله أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم)؛ فليس المراد بقوله: (قاتله) القتل المعروف. فالمقصود أنه لابد من التفريق بين الأمرين: القتال والقتل » فقد يستجاز قتال اللصوص مثلاً الذين يسطون على الناس ويخرجون على الإمام ويرون استباحة أخذ الأموال » وكذلك اللصوص الذين يقطعون الطريق فهؤلاء يجوز قتالهم , فإذا ُيضوا فقد لا يستحقون القتل » بل قد يستحقون النفي فقط أو القطع فقط بدون قتل . جاء في الأحاديث؛ وجميع الآثار في هذا إنما أَمِرَ بقتاله ولم يُوْمّر بقتله ولا اتباعه* ولا يُجْهِرُ عليه إن صّرِع أو كان جريحا ٠‏ وإن أخذه أسيراً فليس له أن ٠‏ يقتله ولا يقيم عليه الحد. ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فيحكم فيه”*. ولا نشهد على أحد من أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار*» نرجو * وهكذا أيضاً «الفرق بين الإمام فإنه يجوز له اتباع المدبر من ا مشوارج»» وبين الفرد من الناس حيث لا يجوز له أن يتبعهم إذا انصرفوا عنه » ولا يُجْهز عليهم إذا صّرِعٌ ولو كان جريحاً ؛ وإذا أخذ أسيراً فليس له أن يقتله وإنما يسلمه للإمام أو نوابه. * وهكذا أيضاً «أفراد الناس لا يقيمون الحدود». إن) الذي يقيم الحدود هم الأئمة أو نوابهم ؛ ومن قُبِضَّ عليه وكان لصاً أو قبض عليه وكان من الخوارج » فإنه يرفع أمره إلى ولاة الأمر فيحكمون فيه بها يتوصل إليه اجتهادهم. * هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة» وهي: «أن أمر الجنة والنار إلى الله». فلا نحكم لأحد بجنة ولانار إلا إذا ورد دليل بإثبات ذلك . مثال هذا : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة جاء في النصوص أنهم من أهل الجنة فنثبت ذلك ونقر به » وكذلك جاءنا فيهما يتعلق بأبي لهب وفرعون وغيرهما أنهم من أهل النار فتثبت ذلك اتباعاً للنصوص . وأما من عداهم فإننا لا نحكم هم بجنة ولا نار ؛ فنقول أمرهم إلى الله عز وجل » ولو كان قد قاتل المسلمين » ولو كان قد صدّ عن دين الله » وإن كنا نخاف عليه ونظن أنه من أهل النار لكن لا نجزم بذلك» وهذا هو قول جمهور أهل السنة والجماعة. فإن قال قائل : ذلك المؤمن المتقي المطيع كيف لا تحكمون له بالجنة وهو قد عبد الله مئة سنة » ينشز العلم ويبث الدين ويصلي ليله ويصوم نهاره ويصل الأرحام وهو حسن الأخلاق وطيب المقال ونحو ذلك؟ 5 شرح أصول السنة للإمام احمد بولك -نقول: هذا نرجو له الخير والجنة » ولا نعلم ما مصيره حقيقةٌ » لأننا لا نعلم ما حم له. وهكذا أيضاً من عمل الأعمال القبيحة السيئة » لا نحكم عليه بنار ولو كان من أهل الكفر وقد فعل الأفاعيل وتكلٌ أمره إلى الله . وإن كنا في أحكام الدنيا نحكم بأن الأول مسلم له أحكام أهل الإسلام » والثاني كافر له أحكام أهل الكفر » لكن لا يعني إذا حكمنا على إنسان بأنه كافر أن نحكم عليه بأنه من أهل النار لأن الإنسان لا يُدْرَى ما يخْتَمُ له به » وقد جاء في الحديث: (إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيد خلها). مسألة: بعض أهل العلم قال نثبت لأهل الطاعة الجئة ؛ واستدل بحديث: (تلكم أثنيتم عليها خيراً فوجبت لها الجنة » وتلكم أثنيتم عليها شراً فوجبت ها النار)'"»؟ لكن هذا في قضية عين » والقواعد العامة تدل على خلاف هذا والقاعدة أنه لا يَحْسُنُ أن نترك الحكم العام الثابت بنصوص كثيرة من أجل نص واحدٍ في قضية عين . فإن قال قائل: إنه قد ورد في الحديث عن معاذ أن النبي متي قال: (إذا مررتم بقبر كافر فبشروه بالنار)”2؟ فنقول: الصواب أن هذا الخبر ليس مرفوعاً إلى النبي َي وقد ورد هذا الحديث من أربعة طرق ثلاثة منها موقوفة وواحد موصول . والموقوف أرجح من الموصول؛ ولذلك فإن الرفع وَهُْمّ من هذا الراوي الذي انفرد بروايته كذلك؛ ولذلك فإن الأظهر هو قول الجمهور في هذه المسألة. (1) رواه البخاري ومسلم من حديث أنس فق . (1) رواه ابن ماجه في سننه من حديث سالم عن أبيه وصححه الألباني . فعل الذنوب والمعاصي ومخالفة النصوص أمر قد يقع فيه العبد”*. # وقوله: «ونرجو له رحمة الله»: يعني أن صاحب المعصية يُرّجى أن يغفر الله له ذنبه» لأن الله تعالى يقول: «إنّ اله لا يَعْفِرُ أن يُشْرَكَ به وَيَعْفِرٌ ما دُونَ ذَّلِكَ لِمَن يَسَاءُ)4 [النساء: 18]» فنرجو للمسيء أن يغفر الله له ذنبه وأن يدخل تحت المشيئة هنا . * قوله: «فعل الذنوب والمعاصي وتخالفة النصوص أمر قد يقع فيه العبد»» العباد على أقسام بالنسبة لما فعلوه من الذنوب والمعاصي: القسم الأول : من تاب من الذنب ؛ فهذا يتوب الله عليه ويمحو الله ذنبه بل قد يبدل الله سيئاته حسنات » وهذا من رحمة العزيز الرحيم قال تعالى: ١‏ وَإنَ لَعَفارٌ لَمّن تَاب وَمَامَنَ وَعَيِلَ صَلِحًا م آهْتَدَى4 [طه: 87]» وقال جل وعلا: < وَالذِينَ ا يَدَعُورت مَعَْ آله لها حر ولا يَقتلُونَ لض الى حَرَمَ الله إلا بالْحَي وَلَايَريُوت وَمَن يَفْعَلَ ذَلِكَ ينانا © يُضعَف لَهُ الْعَذََابُ يَوَمَ لْقيدمَةٍ وَكَادْ فيد مُهَانَا © إِلَّا من تَاب وَدَامَرَتَ وَعَمِلَ عَمَادٌ صَلِحًا فَأولبلك يُبَوّلُ الله سَيْقَاتِهِمْ حَسَتستٍ وَكان آلَهُ غَفُورًا رَحِيمَا4 [الفعم: 1170-4 , ويقول النبي ي#ك: (ويتوب الله على من تاب)”' . القسم الثاني : من عمل ذنوباً ومعاصيَ فكانت تلك الذنوب والمعاصي تستوجب عقوبات في الدنيا من الحدود والتعزيرات فأقيمت عليه تلك الحدود ءفإن إقامة هذا الحد يكفر ذنبه كما ورد ذلك في حديث عبادة فق أن رسول الله ليه قال: (بايعوني على أن لاتشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولانزنوا ولاتقتلوا أولادكم ولاتأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ولاتعصوا ني معروف, فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب من- . أخرجه البخاري من حديث ابن عباس لقي ومسلم من حديث قتادة عن أنس ف‎ )١( شرح أصول السئة للإمام أحمد ات اك -ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له)7". القسم الثالث : من كان يعمل معاصيّ وذنوباً وأنزل الله عليه من العقوبات ما يكون مكفراً لسيئاته وذنوبه » فهذا قد يت عنه آثار ذلك الذنب » كما قال النبي طق: (ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا وصب إلا كان كفارة لذنوبه)”") القسم الرابع : من عمل ذنوباً ومعاصيّ ولكن يسّر الله تعالى من يدعو له وينصدق عنه» وحينئلٍ قد يمحو الله جل وعلا عنه تلك الذنوب والمعاصي بسبب دعاء من يدعو له من أبنائه أو غيرهم . القسم الخامس : من عمل الذنوب والمعاصي من غير الكبائر ثم عمل أعمالاً صا حة تكفر عنه ما مضى من سيئاته » فإن الله جل وعلا يكفر عنه تلك الذنوب والمعاصي » كما قال تعالى: «إِنّ آَخُسَكت يُذْمِيْنَ آلحَيّقاتٍ» [هود: »]1١4‏ وكما قال تعالى: «إن حَتَنِبُوا كبَايرَ ما تُنَْوْنَ عَنْهُ تُكَفِرٌ عَدَكُم ل سَيَقَاَكُمَ و تُدَخِلَكُم مُدَحخَلدٌ كريما4 [النساء: .]1١‏ القسم السادس : من عمل ذنوباً يستحق صاحبها دخول النار ثم لم يتب منها وم يأت ما يكفرها ؛ فهؤلاء يقعون تحت المشيئة» إن شاء الله عذبهم وإن شاء رحمهم وغفر لهم ذنومهم » وعلى كلا الاحتمالين فإن الله جل وعلا سيجعل آخر مصيرهم إلى جنة الخلد لأنهم من المسلمين والمسلمون هم أهل الجحنة . ومن أمثلة ذلك : قطيعة الرحم ؛ كما قال النبي مَتقي: (لا يدخل الجنة قاطع)"" » قال ميق في النميمة: (لا يدخل الجحنة قنّات)”''» ونحو ذلك. (1) رواه مالك في الموطأ ومسلم في صحيحه ؛ من حديث عائشة لاله . () أخرجه البخاري ومسلم من حديث جبير بن مطعم فكُه؛ قال النووي في شرحه على مسلم: «معناه ولا يدخلها في أول الأمر مع السابقين » بل يعاقب بتأخر اَذ الذي يريده اله تعالى؟. (4) رواه البخاري ومسلم من حديث حذيفة فل . ع0 شرح متون العقيدة ومن لقي الله بذنب* يجب له به النار”*" تائباً غير مُّصرٌ عليه فإن الله يتوب علي ه**» ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات”*, - فمعنى قوله: (لا يدخل الجئة) يعني لا يدخل الجنة ابتداء » وإلا فإن مصيره أنه ودودس , * 2 سيدخل الجنة » ويدل لهذا قوله تعالى: «إِنَاللهُ لا يعْفِرأن يُشْرَكَ به- وَيَغْفِرَ مَادُونَذَلِكَلِمَن يَشَآم [النساء: 48]» وقد مر معنا في الحديث: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)!" . * قوله «وصن لقي الله بذنئب»: يعني من وافى يوم القيامة بمعصية » والذنب هو المعصية. * قوله: «تجب له به النار»: يعني بالكبائر » لأن الصغائر يمحوها الله باجتناب الكبائر» كا قال تعالى: «(إن مَجَِْبُوا كبَآبرَمَا تُيَوْنَ عَنْهُتكَيْر عَدَكُمْ سَيْقَاتَكُمْ وَكُدْخِلكُم مُدْخَلاُ كريمَا» [النساء: 1١‏ » وقال النبي ع#ي: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة ا بينهنٌ إذا اجتنبت الكبائر)”" » وأما الكبائر فلا بد فيها من التوبة . قال المؤلف: «تجب له به النار»: يعني توعد الله فاعله بعقوبة النار» فهذا هو الكبيرة. فإن تاب ولم يصرّ عليها فإن الله جل وعلا يعفو عنه قال تعالى: < وَآلَذِي إذَا فَعَلُوا أجمقّة أو ظَلمُوا أَْسَُمَ كرو أله دَاسْتَغْفرُوا لويم ومن يفير دوست إلا لولم يُصِرُوا عَلَ ما فَعَلُوأْوَهُمْ يَعلَمُورت © وليك جَرْاوْهُم مَفْفِرَةمن يهم وَجَنسُجَرى من يها الأجبرٌ حيتت ما وَنعْمَ أَج رالحمِينَ» [آل عمران: 1775-176] والنصوص في هذا كثيرة . * قال المؤلف: «فإن الله يتوب عليه»: يعني يحمو ذنبه السابق ويقبل التوبة عن عباده؛ والتوبة هي الرجوع عن الذب. * «ويعفو عن السيئات»: يعني يتجاوز عن المعاصي والزلات. . تقدّم تخريجه‎ )١( . (؟) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة فلك‎ شرح أصول السنة للإمام احمد الله سج 2# ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته”*» كما جاء في الخبر عن رسول الله يت ومن لَقِيّها*' مُصيرأ غير تائب من الذنوب الي استوجب بها العقوبة فأمره إلى الله» إن شاء عدّبه وإن شاء غفر له. ومن لَقِيَه وهو كافر عذّبه ولم يغفر له*. والرج م حق على من زنا وقد أخصي. © * قال المؤلف: ومن لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته : فإن الحدود كفارات » يكفر الله بها عن العبد ما فعله من المعصية . * ومن لقيه : يعني لقي الله . * مصراً غير تائب من الذنوب : التي تكون من أسباب العقوبة فأمره إلى الله إن شاء عذبه ثم مصيره إلى الجنة وإن شاء غفر له وأدخله ابتداء الجنة . ا الْجَندَ وم ما لِلظُلِييرَتَ يِنْ أنصّارٍ» [المائدة: ؟/ا]» وقال سبحانه: «إِنّ ألَنِينَ كفروأ م بن أل اقب وَلْمُفْرِكنَ فى ثَارٍ جَهَكَمَ حَلدينَ فبآ' أؤلتيك هم كر الْبريَتِه [البينة: 7]؛ لكن قد يعفو الله عن بعض ذنوبهم فيخفف عنهم العقاب بسبب أعمال صا حة أدذُوها كها قيل للنبي ظتق: إن عمك أبا طالب كان يذود عنك فما نفعته؟ قال: (إنه في ضحضاحة من النار تحت قدمه جمرتان يغلي منهم| دماغه)”'' . ايجبٌ رجم الزاني المحصن». والمراد بالمحصن الذي سبق له الزواج » فالمحصن من وطئ بعد أن عقد عقداً صحيحاً على امرأة و*ما مسلمان حران عاقلان » فإذا عقد الرجل على امرأة كذلك أصبح محصناً ؛ فإذا زنى وجب عليه الرجم كبا رجم النبي 86 ماعزاً الأسلمي» ورجم اليهوديين » ورجم المرأة الغامدية والجهنية ونحو ذلك. . رواه بنحوه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري ف‎ )١( 253 شرح متون العقيدة إذا اعترف أو قامت عليه بِيّنة» فقد رجم رسول الله متي والأئمة الراشدون*. ومن انتقص أحداً من أصحاب رسول الله 2 أو أبغضه بحدث كان منه؛ أو ذكر مساوثه؛ كان مبتدعاًء حتى يترحم عليهم جميعاً ويكون قلبه لهم سليم". * «والزنا لا يثبت إلا بواسطة الاعتراف أو البيئة»؛ بأن يقر أنه قد زنى وأنه قد أدخل ذكره في فرجها حتى غيّب حشفته » أو شهد عليه أربعة شهود أنه قد فعل ذلك ويصرحون به » فمتى قامت البينة أو حصل الاعتراف فإنه حينئفٍ يثبت الرجم . * «والرجم قد فعله النبي قكه»؛ وقد خالفت الخوارج فقالوا إن الرجم ليس بثابت؛ لأن الذي ني الكتاب هو الجلد وليس فيه رجم لقوله تعالى: لزاني وَلرَانٍ فَأَجْلِدوا كل وحار مِنْبَمًا مِأَنَةَ جَلدَ وَل َأَحُدٌَ جما رَأَقَكفى دين الله [النور: 7]؛ لكن هذا الاستدلال استدلال غير صحيح لأن اللفظ العام في الكتاب يمكن تخصيصه بواسطة السنة » فإن السنة تبن الكتاب وتوضح المراد به » ولذلك فكما أن الكتاب يبخصص بعضه بعضاً فكذلك السنة تبن الكتاب وتخصصه ء فالآية لغير المحصن » أما المحصن فقد جاء في الحديث أن البي قي قال: (خذوا عني » قد جعل الله هن سبيلاً. البكر بالبكر جلد مئة وتغريب عام والثيب بالثيب الجلد والرجم)''"؛ وقد تواتر أن النبي متك رجم ورجم أصحابه . * ذكر المؤلف هاهنا ما يتعلق «بمكانة أصحاب رسول الله لتق »؛ وأنه علينا أن نقدرهم ونعرف منزلتهم » وقد ورد في الحديث أن النبي يتنه سُبّ عنده بعض أصحابه- (1) رواه مسلم من حديث عبادة بن الصامت 9. قال النووي في شرحه على مسلم: «وأجمع العلماء على وجوب جلد الزاني البكر مائة » ورجم المحصن وهو الثيب » ولم يخالف ني هذا أحد من أهل القبلة إلا ما حكى القاضي عياض وغيره عن الخوارج وبعض المعتزلة كالنظام وأصحابه فإنهم لم يقولوا بالرجم» |.ه. شرح اصول السنة للإمام احمد لَه 07 والنفاق هو الكفر”*» أن يكفر بالله ويعبد غيره » ويُظهر الإسلام في العلانية» مثل المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله يقلي وقوله يقي: (ثلاث من كن فيه فهو منافق) هذا على التغليظ . نرويها كما جاءت ولا نفسرها. -فغضب لذلك وقال: (لا تسبوا أصحاب ؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ما بلغ مُدٌ أحدهم ولانصيفه)"" . وقد جاءت النصوص ف الثناء على صحابة رسول الله يَت قال الله تعالى: < مُحَمَهُ رَسُو لاله وَالَذِينَ مَعَهُد أَشِدَآءٌ على الكفار رُحْمَآٌ َيْتَجُمَ» [الفتح: 79]» ولذلك لا يجوز لأحد أن ينتقص أحداً من الصحابة . وما وقع من الصحابة فهو اجتهاد منهم للمصيب منهم أجران وللمخطئ منهم أجر واحد » على ما مضى وتقدم معنا الرد على الرافضة ومن سلك طريقتهم الذين يقدحون في صحابة رسول الله يفقيية. * النفاق على نوعين : النوع الأول : النفاق الأكبر المخرج من ملة الإسلام ؛ وهذا هو المراد بقول الله عز وجل: ١‏ إن الْتَشِقِينَ فى ألدَرْكٍآلأسْفَلٍ مِنَ أَلئَارِه [النساء: »]١0‏ وصفة هذا النفاق الأكبر أن يظهر الإنسان نفسه للناس أنه مسلم ويعمل أعمال المسلم في الظاهر لكن في الباطن يكون كافرا سواء كان كافراً بأمر يعلمه أو كان كافراً بأمر يظن أنه لا يؤدي للكفر » فإن بعض العباد يؤدي أعمالاً يظنها لا تؤدي به للكفر فيكون ذلك الذنب مكفراً . ومن أمثلة هذا قوله تعالى: وَبن سَألتَهُرْ لَيَقُوأْ إِنْمَا كنا محُوضٌ وَتَلَعَثُ قل آله وَءَايَتِدء وَرَسُولِهء كُشْر َستبْرئورت © لا تَعَمَذِرُوأ قَدَ كفرتم يَعْدَ [ِيمَبِكُمْ» [التوبة: 1575-6 فيكون مظهراً للناس شعائر الإسلام فيصلل مع الناس ويؤدي زكاة مالهع- (1) أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد الخدري #لهُ ومسلم من حديث أبي هريرة 2# . لجيج لل ليبيهيبييببب ب تصرح متو نالعقيدة -ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ويعتمر ويؤدي أعمالاً صا حة » لكن عنده أمر كفري يجعله يخرج من دين الإسلام » فهذا هو النفاق الأكبر. وقد ذكر الله في أوائل سورة البقرة شيئاً من أحوالهم منها قوله تعالى: < وَمِنَآَلَنَاسِ من يَقُولُ امنا بألَهِ وبِالْيَوَرِ الآجر وَمَا هم يِمُؤْمِينَ © مدعو أله والذِينَ اموا وما عَنْدَعُو رت إِلَآأَنفْسَهُمَ وَمَايَشْعُرُونَ» [البقرة: 4-4]» وبيّن أن في قلومهم مرضاً » ثم ذكر أنهم ينقسمون قسمين : )١‏ قسم قد انطمس قلبه بالكلية ؛ بحيث لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً » ولا يكون معه من الإيهان شيء . ؟) وقسم يكون مرة عنده إيمان يجعله يعرف الطريق ويعرف ما يسير فيه بمثابة البرق الذي يضيء له ثم بعد ذلك تظلم عليه » وهكذا أهل النفاق فمنهم من يكون كالأعمى الذي لا يشاهد طريقه ويتخبّط فيه» ومنهم من يكون كالسائر في الظلمة إن أضاء له شيء سار قليلاً وإلا عاد إلى ظلمته الأولى؛ ولا شك أن القسم الأول أشدٌ حالاً من القسم الثاني وكلاهما واقع في النفاق الأكبر . النوع الثاني : النفاق الأصغر وهو الذي يكون في العبد صفة من صفات النفاق تجعله يظهر شيئاً من أصل الإسلام خلاف ما يبطنه ؛ وهذا معصية وذنب وقد يكون كبيرة لكنها لا تخرج من دين الإسلام؛ فمن خصاله الكذب لأن الكاذب يظهر شيئاً بلسانه ويبطن خلافه » ومن أمثلته أيضاً إخلاف الوعد فإن مخلف الوعد يظهر شيئاً ويببطن خلافه » ومن أمثلته الخيانة في الأمانة فإنه يظهر أنه أمين وهو - في حقيقة الأمر - خائن. قال المؤلف والنفاق هو الكفر : هذا هو النوع الأول من أنواع النفاق وهو النفاق الأكبر ؛ أن يكفر بالله أو يعبد غيره لكن في الظاهر يظهر الإسلام في العلانية » مثل المنافقين الذين كانوا في عهد النبوة. شرح أصول السنة للإمام أحمد ##الله -------- بج جه وقوله 22: (لا ترجعوا بعدي كفاراً ضُلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض». ومثل: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار). ومثل: (سباب المسلم فسوق ٠‏ وقتاله كفر)؛ ومثل: (من قال لآخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)؛ ومثل: (كفرٌ بالله تبّرؤُ من سبو وإن دَقَ)) ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحُفِظء فإنا نُسَّلَُّم له وإن لم نعلم تفسيرهاء ولا نتكلم فيهاء ولا نجادل فيهاء ولا نفسّر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت, لا نردها إلا بأحق منها. * ذكر المؤلف هاهنا شيئًا من نصوص الوعيد من أجل توضيح موقفنا منها ؛ ماذا نفعل بها؟ وما هو الموقف الشرعي تجاهها؟ - والناس في نصوص الوعيد على أربعة أصناف : الصنف الأول: الخنوارج والمعتزلة وكافة الوعيدية » الذين يقولون بالأخحذ بهذه النصوص وإعمال ظاهرها مع عدم تقييدها بالننصوص الأخرى الواردة في هذا الباب . ورتبوا على ذلك تكفير من عمل مثل هذه الأعمال مطلقًا . الصنف الثاني: المرجثة؛ الذين يقولون إن الإيمان لا ينقص بسبب هذه الأفعال ولا يكون العبد ناقص الإيمان بسبب فعله هذه المعاصي الكبار » ومن فعل هذه الأمور من المسلمين فإيوانه مثل إيهان أبي بكر وعمر . الصئف الثالث : يقولون نقف عند هذه النتصوص ولا نفسرها ولا نعرف معناها. الصنف الرابع : يقول إن هذه النصوص مطلقة غير مقيدة وجاءت نصوص أخرى مقيدة » فنقيّد نصوص الوعيد بغيرها من النصوص. - شرح متون العقيدة -مثال ذلك : جاء في حديث أبي ذر أن النبي قي قال: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجهنة)''» وفي الحديث الآخر: (لا يدخل الجنة قاطع) ”"» فلو قُدّرَ أن رجلاً كان قاطعاً وقال هذه الكلمة: (لا إله إلا الله) خالصاً من قلبه وكانت هي آخر كلمة له في الدنيا فتقول حينئذٍ قوله: (لا يدخل الجنة قاطع) لابد أن نجمع بينه وبين الحديث الآخر لقوله: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) فنقيّد أحدهما بالآخر ؛ فنقول إن قوله: (لا يدخل الجنة) يعني: ابتداء وأما قوله: (دخل الجنة) يعني أنه قد يدخلها بعد ذلك فإنه قد يدخل النار لكن مصيره إلى الجنة . وبذلك يكونون قد أعملوا جميع النصوص .» وفسروا بعضها ببعض »؛ وم يكونوا كذي العين العوراء رأى بعض النصوص ول ير بعضها الآخر. * إذا تقرر هذا فعند النظر إلى النصوص الشرعية التي ورد فيها لفظ الكفر ؛ لابد أن نلاحظ عددًا من الأمور : الأمر الأول : لفظ الكفر مرة يأتي بالتدكير ومرة يأتي بالتعريف , فالذي أتى بلفظ التدكير يحمل على الكفر الأصغر الذي هو الذنب الكبير والمعصية الكبيرة لكنها لا تخرج من دين الإسلام » وأما لفظة الكفر المعرف فيراد به الكفر الأكبر . (1)روى نحوه البخاري ومسلم ؛ قال الشيخ حافظ الحكمي في أعلام السنة المنشورة: «فهذا يدل على أنه ل ينف عن الزاني والسارق والشارب والقاتل مطلق الإيان بالكلية مع التوحيدء فإنه لموأراد ذلك ل يخبر بأن من مات على لا إله إلا الله دحل الجنة وإن فعل تلك المعاصي » فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ‏ وإنما أراد بذلك نقص الإيعان ونفي كاله » وإنما يكفر العبد بتلك المعاصي مع استتحلاله إياها المستلزم لتكذيب الكتاب والرسول في تحريمهاء بل يكفر باعتقاد حلها وإن ل يفعلهاء والله سبحانه وتعالى أعلم» انتهى . (1) رواه البخاري ومسلم من حديث جبير بن مطعم فلت . شرح اصول السنة للإمام أحمد لله -- لل سبج جه فحينئذٍ إذا جاءك نص فيه لفظ كفر بدون تعريف فليس المراد به الكفر الأكبر ؛ ومن أمثلة ذلك قوله ظق: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)”", وقوله: (قنال المسلم كفر)» ويدلّك على هذا أن هناك نصوصاً دلت على أن المقتتلين يعتبرون من أهل الإيمان كقوله تعالى: « إن طَآِمَئَانِ يِنَاْمُؤْمِونَ آفتمُواََصْلِحُوأ كما إنْ بَعَتْ إِحَدَهُمًا عَلى الأحرّئ فَفَدُِوا البى تَبنى حَق يى: إن أمر آله" قن فَآءَتْ تَأصْلِحُوأ بَتُِّمًا بالْعذل وَأَفْسِطُوَأ إِنّ لَه الْمَُسِطِيرت 9ه إِنمَا ألْمُؤْيبُونَ إذوة فَأَصَلِحُوأ بَيْنَ أَحْوَيكرْ» [الحجرات: .]١١-4‏ الأمر الثاني : أننا لابد أن نجمع بين الأدلة الواردة في الباب كلها ؛ فإن جاءنا نص يدلنا على أن فاعل هذا الذنب لا يكفر ولا يزول عنه الإيهان فإننا نبقي ذلك اللفظ . مثال هذا : قال المعتزلة والخوارج الزاني ليس بمسلم لأنه قد فعل كبيرة الحديث: (لا بزني الزاني حين يز وهو مؤمن؟). قيل : إن النبي يليه قد جعل عقوبة للزاني » فإن الله جل وعلا جعل حدّ الزاني مئة جلدة » فلو كان كافراً لحُكِمَ عليه بالردة » ومن ثم وجب قتله » فلما لم يجب قتله دل هذا على عدم كفره . الأمر الثالث : أنه يُمَرّق بين التكفير بالأوصاف والتكفير بالأعيان ؛ فإنك قد تقول الذنب الفلاني كفر والمعصية الفلانية كفر » ولكنك لا تقول فلان الذي فعل ذلك الذنب كافر. مثال هذا : ترك الصلاة كفر أكبر » لكن زيداً هذا الذي ترك الصلاة قد لا نحكم عليه بالكفر لأنه قد يكون جاهلاً . - )١(‏ رواء البخاري من حديث ابن عمر ومسلم من حديث جرير فَاتهًا. والحنة والثار مخلوقتان» كما جاء عن رسول الله و : (دخلت الجنة فرأيت قصرأ)؛ و(رأيت الكوثر)؛ و(واطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها ..كذا). و(واطلعت في النار فرأيت .. كذا وكذا)؛ فمن زعم أنهما لم خلقا فهو مكدب بالقرآن وأحاديث رسول الله 826؛ ولا أحسبه يؤمن بالجنة والنار. -مثال ذلك: من عمل عملية فكان الدم في ثيابه لمدة أسبوع» فظن أنه لا تصح صلاته بذلك» فترك الصلاة » فلا نقول: هو كافرء لأننا وإن كمّرنا بالوصف فلا نكفر بالعين » إذ قد يوجد موانع تمنع من إجراء حكم التكفير عليه. مثال آخر : المرأة تترك الصلاة لمدة أسبوع زمن حيضها ء فهل نقول: هي كافرة؛ لكونها تركت الصلاة ؟ الجواب : لاء لأننا نفرق بين الحكم بالعين والحكم بالوصف. لأن المكلف الواحد بالعين هنا وهو الحائض قد جرى عليه مائع يمنع من إيجاب الصلاة وإجراء حكم الكفر عليه؛ لأن تركها للصلاة كان لعذر الخيض. الأمر الرابع : أن الحكم بالتكفير على الأعيان يكون للقضاة وأهل العلم من المجتهدين الذين يحق لهم أن يجتهدوا في مثل هذه المسائل العامة » وأما أفراد الناس فإنهم لا يحق لهم ولوج هذا الباب . الأمر الخامس : الحكم على فعل بأنه في النار لا يقتضي تكفير صاحبه » وإن| يقتضي أنه يستحق دخول النار؛ ولكنه يكون آخخر أمره إلى الجنة » بل إن الله قد يعفو عنه ابتداء ويدخله الجنة ابتداءً » كقوله: (القاتل والمقتول في النار)”" . * وجود الجنة والنار الآن: هذه مسألة يخالف فيها المعتزلة ومن ماثلهم ؛ يقولون: الجنة والنار لا داعي لما الآن ما دام الناس في الدنياء وإنما الحاجة إليهما تكون في الآخرة » 'ولذلك فإنهها ليستا موجودتين الآن » وإنم| توجد يوم القيامة لعدم الحاجة إليها الآن . )١(‏ رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر #قُه. شرح أصول السنة للإمام أحمد شه لخ هو -وهذا قول باطل خاطئ » ويدل على بطلانه أمور: الأمر الأول : النصوص الشرعية الدالة على أن الجئة و النار الآن موجودتان» وقد مثل المؤلف لهذه الأدلة بأمثلة . الأمر الثاني : أن الجنة والنار لما حاجة الآن ؛ فإن المقبور في قبره تفتح له نافذة في قبره إلى الجنة أو إلى النار لما جاء في الحديث: (إذا مات الرجل عرض عليه مقعده بالغداة والعشيٌ » إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة)!". ثم إن من مات يُصْعَدٌ بروحه فيرى مكانه من الجنة والنار» والأنبياء تتصعد أرواحهم فتكون في الجنة » والشهداء تكون في حواصل في الجنة » ونحو ذلك مما ورد في النصوص . فأهل القبور في قبورهم يتنعمون في الجنة أو يعذبون في النار. فإن قال قائل : كيف يعذبون ني قبورهم وهي تحت الأرض ؟ وكيف يدخلون الجنة ويأتيهم من نعيمها وهم في القبور ؟ فنقول : هذا إذا لم يدركه عقلك فلا يصح أن ترد به النصوص .» فإنه إذا ثبت شيء عن الله أو رسوله فالسمع والطاعة والتصديق » وإذا عجز عقلك عن فهمه فلا يدل على أن العقول الصحيحة تنكره » فقد يثبت ذلك وإن عجزت عقولنا عن إدراكه » فالعقل قد يعجز عن أشياء وعن إدراكها لكن ذلك لا يدل على إبطالهها » وقد ذكرنا نماذج من أمور كان يظن الناس بعقوهم أنها مستحيلة وأنها لاايمكن أن تحصل ؛ فلو قلت لجدك : إن حديدة ستطير في الهواء ويركب الناس فيها لقال ذلك من المحالات والعقل يرده » فكيف وقد ركبت فيها في يومك هذا ؟! ولو قيل لمن في عصرك بأمور لن يكتشفها الناس إلا- 15ل شرح متون العقيدة ومن مات من أهل القبلة مُوَحِدأً يُصِلَى عليه ويُستغفر لف ولا يحجب عنه الاستغفار» ولا تترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيراً كان أو كبيرأًء أمسرهُ إلى الله تعالى* . -بعد زمان لكان ذلك داعياً إلى تكذيبه وتقول: إن العقل يرد ذلك”"'. * الموتى على أنواع : النوع الأول : من لا ينتسب إلى الإسلام ويقر بانتسابه إلى غيره ؛ فمثل هذا لا يجوز أن يُصَلَ عليه و لا يجوز أن يدعى له قال تعالى: 9ما كارت لِلئبِيَ وأأذديرت َامَعُوَاْ أن يسْتَغْهِرُوا ِلْصُفْرِكينَ وَلَرْ كَائُوأ أؤلى قُرن4 [التوبة: *11] . النوع الثاني : من كان يظهر الإسلام ولكنه يبطن الكفر ؛؟ فمن علم من حاله إيطان الكفر لم يصلّ عليه لقوله تعالى في المنافقين: «وَلَا تُصَلِّ عَلََ أَحَدٍ متهم مات أَبَدَا» [التوبة: 186]) وأما من جهل حال باطنه فإنه يصلى عليه . النوع الغالث : من كان يظهر الإسلام ويبطئه وكان من المتقين وكان من أصحاب العمل الصالح ؛ فهذا يصلى عليه » وفي الصلاة عليه أجر عظيم » وقد ورد في الحديث أن من صلى على جنازة كان له قيراط ومن تبعها حتى تدفن كان له قيراطان”" , النوع الرابع : من مات وهو ينتسب إلى الإسلام ولم يوجد منه مناف للإسلام » وكان قد فعل كبائر من الذنوب والمعاصي ؛ فهذا يصل عليه » ويدل على هذا أن النبي يي قد صل على جماعة من العصاة في عصره ولا زال الناس يفعلون ذلك . )١(‏ قال الطحاوي في عقيدته: «والجنة والنار محلوقتان » لا تفنيان أبداً ولا تيدان » فإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق» وخلق ما أهلاً» فمن شاء منهم إلى الجنة فضلاً منه» ومن شاء منهم إلى النار عدلاً منهه وكلٌ يعمل لما قد قُِعَّ له» وصائر إلى ما لق له». قال الشارح: «اتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن» وم يزل على ذلك أهل السنة» حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية فأنككرت ذلك؟ انتهى . (؟) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة فلك . ءار شرح اصول السنة للإمام أحمد جوزالنه م00ظ آخر الرسالة'': والحمد ننه وحده. وصلواته على محمد وآله وسلم تسليماً. النوع الخامس : من كان ينتسب إلى دين الإسلام لكن عنده أمر يناقض أصل دين الإسلام . مثال هذا : من كان يدعو غير الله ويظن أن الإسلام لا يتنا مع هذاء أو كان ينكر رسالة محمد يي فحينئذٍ هذا ضادّ أصل دين الإسلام وهو الشهادتان ؛ وبالتالي فإنه لا يصلى عليه ويحكم بكفره في أحكام الدنيا؛ لأنه قد ناقض أصل دين الإسلام » لكننا لا نحكم عليه بجنة ولا نار » وإنما نترك الصلاة عليه في الدنيا ونترك الاستغفار له ونعامله معاملة غير المسلمين من الكفار » لكننا لا نحكم عليه بالنار . فإن قال قائل: ما حال أولئك الذين لم يعرفوا حقيقة دين الإسلام ؟ نقول: لا نحكم عليهم بأنهم من أهل النارء وإنما يقال: إنهم يوم القيامة يمتحنون ويختبرون في عرصات القيامة» فمن أجاب منهم أدخل الجنة ومن لم يجب دخل النار . * هذا آخر هذه الرسالة الطيبة لإمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل. - ومن هنا فإننا نشير إلى أهم ما جاء في هذه القاعدة العظيمة من قواعد أهل السنة والحخاعة : أولاً: تحكيم النصوص الشرعية كتاباً وسنة » وتقديمها على المعقولات وعلى الأهواء. ثانياً : إثبات العقائد بأخبار الآحاد الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وعدم الاعتراض على شيء من المعتقدات بمخالفة ذلك . ثالثاً : أننا لا نضرب لله قياساً تمثيلياً يستوي فيه الله مع خلقه » فإن هذا من مساواة غير الله بالله وهو من الشرك بالله » لأنك عدلت الله بشى من خلقه , والله تعالى يقول: ١‏ وَلَمْ يكن لَهُ كفُرًا أَحَذ4 [الإخلاص: 1] . إذا تقرر هذا ؛ فإن ما جاء في النصوص من إثبات الإيمان بالقدر » ومن إثبات كلام الله جل وعلا وأنه غير تخلوق » ومن إثبات الإيهان بالميزان والحدوض وشفاعة النبي عي - مسي )مسمس سرح تون العتضب #ورؤية المؤمنين لرمهم» والمسيح الدجال » ونحو ذلك من العقائد نثبته لأنه قد ثبت النص بإلباته . رابعاً : أننا نعمل بالنتصوص على ظواهرها ولا نؤول النص ولا نحرفه عن معناه . خامساً : آنا إذا أردنا أن نحكم في قضية عقدية أو غيرها ء فإنه لا يصح أن ننظر إلى دليل واحد ونترك بقبة الأدلة ‏ بل لابد أن ننظر إلى جميع الأدلة كلها . سادساً : محبة أججتاع المؤمنين وتآلفهم , والسمع والطاعة لأثمتهم . لأنه لا يمكن أن يتنظم الناس ويكونوا جماعة واحدة إلا بالولاية , ومن ثم نرى كثرةً النصوص في تحريم الخروج على الولاة ؛ وثما يتعلق بهذا أن نحفظ ألسنتنا عن الكلام في الخلق» فلا نتكلم في أحد من الناس مهما استطعنا إلى ذلك سبيلاً ؟ والكلام في الآخرين قدحاً وسباً إنما يكون عند الحاجة الشرعية والمقشضي الشرعي لمشل ذلك؛ ومتى تمكنا من عدم ذكر أولئك الأشخاص الذين يكون عليهم ملحوظات فهو أولى وأحسن » لأننا إذا تمكنا من رد الباطل بدون أن ننسبه لأصحابه فهذا هو المطلوب الشرعي؛ لثلا ثُقيم لأصحاب الباطل وزناً ونجعل الناس يرددون أسماءهم » وقد يتعصب لهم بعض الناس ؛ فإنك إذا رددت الباطل ونسبته إلى أصحابه فقد يتعصب بعض الناس لأولشك الأثسخاص فيككون سبباً في ضلاهم , وأما إذا رددت الباطل ول تذكر أصحابه فإنك حيتئذٍ لا تقيم لهم وزناً ولا اعتباراً » وفي نفس الوقت لا يَنْفَرٌّ الناس مهم » ولا ينخدعون بكلامهم » ولا يكون الولاء والبراء على أسماء الأشسخاص » وإنما يكون الولاء والبراء على المعتقد الصحيح الثابت في كتاب الله وفي سنة رسوله غققة. أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم ديري الدنيا والآخحرة . وأن يجعلنا من الحداة المهتدين؛ اللهم أصلح أحوال الأمة ؛ ورُدّهم إلى دينك رداً جميلاًء ووفقهم إلى تحكيم كتابك والعمل بسئة نبيك , اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لكل خمير» اللهم اجعلهم أسباب هدى وتقى وصلاح وسعادة لئاس أجمعين؛ اللهم يا حي يا قيوم أصلح قلوبنا. هذا والله أعلم وصلى الله على ثبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. َف ع لي ضري كم 2 («روميسى أهات براك 110 بمعفحييم سراح - 2-6 0 شرح العقيدة الواسطين لشيخ الاسلام ابن تيميم #ناشنه عترا رات معطت الكقدجى قم جل يي لا ضري (ستس ادن (لزومسصى 1ت 1ت لاك 1710| . برارامارالا ص حي هديري ١‏ جلي هه هن (زوئسسى 00 شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بجَعَلْنَنَه مقد مي الشارح إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسناء ومن سيئات أعمالناء من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيراً. أما بعل: فإن مباحث المعتقد مباحث مهمة» وذلك لأدلة عديدة» ولأسباب كثيرة» منها: أولاً: أن أساس هذه الملة هو الاعتقاد. فلو وجد من التزم بأحكام فروع هذه الشريعة لكنه لم يلتزم بعقيدتها لم ينفعه ذلك عند الله جل وعلاء ومن هنا كانت الأسئلة على العبد يوم القيامة» والأسئلة على العبد في القبر متعلقة بمعتقده» من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ ثانياً: أن السؤال الذي يترتب عليه النجاة يوم القيامة يتوجه إلى أمور المعتقد. ثالثاً: أن البي متي لبث في مكة عشر سنين لا يدعو إلا إلى التوحيد. ولم يخاطب بالصلاة إلا قبل ال هجرة بثلاث سنوات» وما ذاك إلا لأن التوحيد هو الأساس الذي ينطلق منه الخلق في عبادة الله. رابعاً: ارتكاز دعوة الأنبياء عليهم السلام على أساس التوحيد وانطلاتهم منهء فكل ني يقول لقومه: أن أعبدوا الله ألا تعبدوا إلا الله قال تعالى: «وَلَقَدَ يَعَنْتَافى كُلِ أَمَوَرَسُولا أن أعَبدُوأ ا لله وَآَجِيَنبُوأ لطْنعُوتَ» [النحل:؟١].‏ ويدلك على أهمية الاعتناء مجانب المعتقد أنه هو الفطرة الت فطر الله عز وجل الناس عليها؛ ولذلك ورد في الحديث: (وَإِئي خَلَقَتْ عِبّاوِي حُتفَاء ء كلهي 0 الشيّاطِين فَاجتالتهُمْ عن وينهم؛ وَحَرمت عَليِهِمْ ما أخللت لَه وَآمَركْهُمْ لعججسم للب للب شرج متو نالعقيدة كوا بي َال ألر زل يه سلطانا)”". وفي ليث الآخر: (مَا مِنْ مَوْلُودٍ إلا يُولَدُ عَلَى الفطرق فَأبَوَاُ يُهَوَدَانْقِ وَينصرَانه أن يُسَجسَانِِ كما تلج البَهيمَةُ تَهيمة جَمْعَاء هَل نُحِسُو فا من جَدْعَاء). ثم يَقُولَ أبو مُرَيْرة قله : «يِطرَت أله الى فَطْرٌَ الئاس عَلَيْنا لا تَبَدِيلَ ِحَلقٍ م" 1 الديرك. الْقَيَمُ» [الروم:0] ” لم يذكر الإسلام؛ ؛لأنهدهو الفطرة» وأصل الإسلام الانقياد لله بالتوحيد. وقد كان الناس يكتفون بالآيات القرآنية التى تتلى عليهم فيأتي الداعية يدعو إلى الله فيتلو على الناس آيات من القرآن فيما يتعلق بتقرير إفراد الله بالعبادة فتكون مشتملة على الحجة الشرعية والدليل العقلي الذي تذعن له العقول السليمة» وقد تكررت هذه الحجج في القرآن بصيغ متعددة وبأساليب متنوعة. والشياطين تحرص على طمس قلوب العباد لثئلا يفقهوا هذا الكتاب كما قال تعالى: (وَقَالُوأ ُلُوبُنَا ىّ أَحِكَوٍ يما تَدْعُوئا إِلَِهِ وى ءَاذَايِنَا وف وَمنْ بَِْنا وَبيِيِكَ حتاث» [الأنعام:76]. وقال تعالى: «وَجَعَلئَا عَلَ لوي كته أن يَفْقَهُوهُ وف مَاذَّاهِمْ و4 [الأنعام:16]. ومن هنا حرص أهل العلم على التأليف في أمور المعتقد لعدد.من الأمور: الأمر الأول: مخاطبة الناس بأساليبهم المعتادة في كلامهم؛ ليكون ذلك أدعى لجعلهم يفهمون الحجة والدليل. الأمر الثاني: جمع ما يتعلق بالموضوع الواحد في محل واحد بعد أن كان في القرآن والسئة متفرقاً بحسب أسباب النزول وسياق التنزيل؛ ليكون بعضه معيئاً على فهم بعضه الآخر. )غ0( أخرجه مسلم(5856) من حديث عياض بْن جِمَارٍ الْمُجَايِعِي» أن رَسُول الله بق قَالَ ذَات م في لطت : لا إن ري أترني أن أعلَكُمْ مَا جهكم؛ يما عَلْمَنِي يَوْبِي هَذاء كل مَال عَبْدًَا حَلال» َي خَلْفت عِبَاوِي حُتقاء. ...) الحديث. ٠‏ (1) أخرجه البخاري(17594) ومسلم(15204) من حديث أبي هُرَيِة إل شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مله وينبغي أن يعلم أن من أكبر أسباب الضلال عدم جمع النصوص التى تتكلم عن أمر معين» بحيث يأتي للإنسان نص فينزله على غير منزلته » ولا يلتفت إلى غيره من النصوص التى وردت في هذا الأمرء فتأتي الآية للعبد فلا يفهمها وتشتبه معانيها عليه فينزهها على غير مراد الله منهاء ومن ذلك مثلاً عندما يستدل الوعيدية بمثل قوله تعالى: (ِيَمْحَ قله ليوأ ويريِى آلصّدَقَبِ وَآَلَهُ لا يُحِبُ كل كفار أثم» [البقرة:777] وبمثل قوله سبحانه وتعالى: «وَمَن يَقَثْل مُؤْيِنًا مُتَعَيِدًا فَجَرَآاؤُهُء جَهَئْمٌ حَدِدًا فِييَا4 [النساء:97] فعندما ينظرون إلى مثل هذا الدليل قد ترد عليهم الشبهة بتكفير أهل الكبائر؛ لكن إذا ضمت هذه الآية إلى غيرها من الآيات التى تتكلم عن مثل هذا الأمر انجلت الشبهة؛ في مشل قوله مسبحانه: لفَمَنْ عفى لَهُ مِنْ نْ أيه سَنْء فَآيَبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآء لَه يإخْسَن» [اللتقرة:178] فسماه أخأ مع كونه قاتلاً ومن مشل قوله سبحانه: «وإن طَأيمَمَانِ مِنَ آلْمُؤْينينَ آقَْتَلُوا فَأَصَلِحُو بَيِْمَاهِ [الحجرات:4]. إلى قوله: (ِإِنْمَا آلْمُؤْيِئُونَ إِخْوَةٌ فَأْصَلحُوا بيْنَ أَحْوَيكْرْه [الحجرات:١٠]‏ فانظر مع وجود الاقتتال إلا أنه حكم لحم بالإيمان. الأمر الثالث: وجود الشبهات والضلالات في العصور التى بعد عصرالئبوة فاحتاج علماء الشريعة إلى رد هذه الضلالات» والرد على الضلالات في الأمور الشرعية من فروض الكفايات. وقد نفع الله جل وعلا بعلماء أهل السنة والجماعة في رد البدع والضلاللات نفعاً عظيماً؛ وذلك لعدد من الأمور: الأمر الأول: أنهم ينطلقون في معتقدهم وفي ردودهم من الكتاب والسنة والكتاب والسنة تذعن هما النفوس المؤمنة؛ وفيهما الحجج العقلية المقنعة, والبراهين النقلية الواضحة. بخلاف غيرهم من أهل البدع فإنهم ينطلقون في ردودهم من مصادر أخرىء» فبعضهم ينطلق مما يسمونه بالمعقولات» يقولون: أمور المعتقد تبنى على العقل؛ لأن العقل أصل النقل» وبعضهم ينطلق ما يزعمه ع4 ب شرح متون العقيدة من الكشف والإلمام؛ وبعضهم ينطلق من الذوق إلى غير ذلك من المصادر التي تبعد الناس عن الوحي من كتاب وسنة. والكتاب والسئة يجب اتباعهما في جميع الأمور حتى في أمور المعتقد. الأمر الثاني: إنهم يردون البدعة بالسنة: بخلاف غيرهم فإنهم يردون البدعة ببدعة» ومن المعلوم أن البدعة حق مخلوط بباطل إذ لو كانت ضلالاً وباطلاً من كل جهة لنفرت منها النفوس”'". ولذا ذكر الله جل وعلا عن أهل الديانات الأخرى أنهم يلبسون الحق بالباطل» فهم يدخلون الحق ويدخلون معه الباطل؛ ليروجوه على النفوس. الأمر الثالث من مميزات ردود أهل السنة والجماعة: أنهم يجتنبون المتشابه من القول» فالألفاظ والأقوال» والجملء التى تحتمل معاني متعددة يتوقفون عن إطلاقها إثباتاً ونفياً ويكتفون بما ورد في النتصوص الشرعية. ومن المسائل المتعلقة بالردود: مسألة: هل الأنسب أن يذكر المردود عليه؟ أو أن الأنسب أن يبين الحسق وبوضح وبدمغ الباطل وترد شبهاته بدون ذكر أصحابه؟ هذه من المسائل التي وجدت من العصور الأولى؛ وللعلماء فيها منهجان أظهرهما وأحسنهما: إغفال المخالف وعدم ذكره؛ وذلك لعدد من الأمور: الأمر الأول: أن طريقة الكتاب والسنة في رد البدع إقامة الدليل على الحسق وإيراد الشبهة والجواب عن تلك الشبهة بدون ذكر قائلها , إل في مواطن قليلةٍ الأمر الثاني: أن في ذكر اسم المردود عليه رفعاً لشأنه وإعلاء لمنزلتسه وإبقساء لذكره» فإن الله عز وجل يبقي ذكر أهل السنة ويجعل الناس على مدى القرون )١(‏ ليس في ذلك ما يضاد قول الني يقية: (وكل بدعة ضلالة)؛ لأن مراد شيخنا ليس كل بدعة ضلالة كاملة من حيث التكوين والمستند؛ أما من حيث الحكم فكل بدعة ضلالة. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ونه ع0 يستفيدون من علمهم» وهذا بركة من الله بسبب التزامهم بالسنة» فعند ذكر أهل السنة لأسماء المبتدعة تبقى أسماؤهم؛ ولذلك لو نظرت إلى أسماء المبتدعة الذين كانوا في العصور الأولى وجدت أنهم لم يخلد ذكرهم إلا لأن الأئمة من أهل السنة ذكروهم؛ ولو بجئت عن تراجم حقيقية لنياتهم لم تجد ذلك؛ فمثلاً: لو بحشت عن ترجمة حفص الفرد لن تجد له ترجمة» ولم يبق ذكره إلا لآن الإمام الشافعي قد ذكره في أثناء كلامه» ومثله ابن أبي دؤاد» والجعد بن درهم» وغير هؤلاء من المبتدعة. الأمر الثالث: أن الناس يجتاجون إلى إيضاح الحق, ولا يجتاجون إلى ذكر أسماء أهل الباطل» فيحتاجون إلى بيان الحق وإيضاحه. والرد على الباطل وهذه هي حاجتنا. الأمر الرابع: أن ذكر أسماء أهل الباطل المردود عليهم قد يكون عائقاً في وجوههم ووجوه أتباعهم من ترك باطلهم؛ فإنه متى اشتهر شخص بأنه صاحب بدعة فإنه قد يصعب عليه ترك تلك البدعة؛ لأنه يعد ذلك انهزاماً ويأتيه الشيطان من مداخل مختلفة متعددة» فعندما يغفل اسمه نوجد له ولأتباعه مجالاً للرجوع إلى الحق واتباعه. الأمر الخامس: نفي التعصب مع ذلك الشخص له أو ضده فعند إغفال اسم المبتدعة نغلق باب التعصب؛ لأنه عندما يشتهر عن شخص أنه صاحب بدعة فحينئذ يوجد التعصب فهناك أناس يتعصبون معه ويتركون الحق اتباعاً له وهناك أناس يتعصبون ضده. فيكون الولاء والبراء ليس على أساس التوحيد والإيمان والسنة» وإنما يكون على أساس موالاة هذا الشخص ومعاداته. ومن العلماء الذين كان لهم أثر عظيم في مباحث المعتقد شيخ الإسلام اسن تيمية رحمه الله تعالى» وقد ألف مؤلفات عديدة في مسائل المعتقد منها ماهو مطولء ومنها ما هو مختصرء فالف الكتب الكبار من مثل: ١‏ 0 "درء تعارض العقل والنقل" و"منهاج السنة النبوية"؛ وهي كتب عظيمة» وألف مختصرات في أمور المعتقد تسهل المعتقد للناس» ومن أعظم ما يحتاج إليه للعوس“مللل بل تمرح متو نالعقيدة الناس تسهيل أمور العقائد على الخلق وتوضيحهاء فإن التعمق في الكلام؛ والولوج في المباحث العقدية التى تصعب الفاظها وتقل فائدتهاء وإن ادعى بعضهم أنه شأن المثقفين إلا أن هذا ليس من العلم النافع لأن نفعه قليل؛ إِذٍ التقعر في الكلام ليس شأن علماء أهل السنة والجماعة» وليس هو الذي سارت عليه النصوص الشرعية كتاباً وسنة. وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رسالة: "الواسطية"؛ لأن بعض أهل واسط قدم عليه» وطلب منه أن يكتب مختصراً في العقائد التى يدين الله به فكتب هذا المختصر”''. وفي وقت شيخ الإسلام كانت العقائد المنحرفة كثيرة وأتباعها كثر وكانت لهم مناهجهم وطرائقهم المتنوعة؛ ولم يبق على طريقة السلف الأول الصحابة والتابعين والأئمة إلا نوادر» وقد صرح بعضهم بأن الكتاب والسنة لا يستفاد منها يقين» ولا يؤخذ منها عقيدة: وأن المعتقد يؤخذ من العقولء ولم يلحظوا أن العقول متفاوتة وأن العقل تخفى عليه بعض أوجه الحق. فإنه وإن نظر إلى جانب لكنه يخفى عليه جوانب أخرء كما أنهم لم ينتبهوا إلى أن العقول يقع في طرق الاستدلال بها أنواع من أنواع الخداع في التفكيرء فإذا كان هناك خداع في البصر كما يرى الإنسان السراب ويظنه ماء. ويرى القضيب والنشب عندما يجعل في الماء كانه منكسر لخداع النظرء هذا أيضاً يكون في العقول. ثم إن الناس تختلف مداركهم في العقل» ولذلك تجد الإنسان الواحد يجزم صباحاً بشيء ويظن أنه مما يقطع به العقل» ثم يجزم بضده في آخر يومه. ومصداق هذا )0)غ0( قال شيخ الإسلام في مجموع. الفتاوى(7/ 114١):كان‏ سبب كتابتها أنه قدم علي من أرض واسط بعض قضاة نواحيها ‏ شيخ يقال له "رضي الدين الواسطي” من أصحاب الشافعي - قدم علينا حاجاً وكان من أهل الخير والدين وشكا ما الناس فيه بتلك البلاد وفي دولة الثتر من غلبة الجهل والظلم ودروس الدين والعلم» وسألني أن أكتب له عقيدة تكون عمدة له ولأهل بيته» فاستعفيت من ذلك وقلت: قد كتب الناس عقائد متعددة؟ فخذ بعض عقائد أئمة السنة: فالح في السؤال وقال: ما أحب إلا عقيدة تكتبها أنت؛ فكتبت له هذه العقيدة وأنا قاعد بعد العصر. وقال في موضع آخر من الفتاوى(7/17١1١):‏ ولكن هذا الجواب كتب وصاحبه مستوفز في قعدة واحدة. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ##للله -- ج 7ج ل في كتاب الله لأن الله عز وجل يقول: <أثَلا يَتَدَبرُونَ الْرْءَانَ وَلَوْكانَ مِنْ عند غَيْرِ للَّهِ لَوَجَدُوأ فيه آخْيَلَفًا كَثيرا» [النساء: 8] يعني تناقضاً وتضاداًء فما كان من عند الله فلا تناقض فيه؛ وما كان من عند غيره فلابد أن يقع فيه التناقض0ء فبقدر سير الإنسان على الكتاب والسنة يقل التناقض والتضاد عنده. وبقدر ابتعاده عن هذين الأصلين يكثر التناقض والتضاد عند فالشيخ '#مْلَتَه عاش في ذلك الزمان» وقد انتشرت فيه خرافات وشركيات وبدع سواء فيما يتعلق بالعبادة» أو فيما يتعلق بالصفات ومن هنا ألف الشيخ مؤلفات عديدة لتصحيح عقائد الناس» فبعضها كان بطلب وبعضها كان ابتداء» ورسالة: "العقيدة الواسطية" رسالة تهتم بتصحيح عقائد الناس في توحيد الأسماء والصفات لتكون على مقتضى الكتاب والسنة ولبيان منهج أهل السنة والجماعة» ومن هنا تنقسم هذه الرسالة المؤلفة في العقيدة إلى قسمين: القسم الأول: في إيراد النصوص الشرعية الواردة في قضايا المعتقد سواء كانت نصوصاً من الكتاب أو من السنة. القسم الثاني: ني بيان حمل عقيدة أهل السنة والجماعة التي أخذوها من النصوص الشرعية كتاباً وسنة؛ ولا نرغب التطويل والتوسسع بذكر تفاصيل المعتقدات التى ذكرها الشيخ ولكننا سنورد نموذج أو نماذج بحيث ينطلق الإنسان منها إلى معرفة غيرها؛ لأن القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر» فمتى عرفنا المنهج والطريق في بعض الصفات تمكنا بإذن الله عز وجل من اللسير على طريقة يقة صحيحة في بقية الصفات» فشيخ الإسلام ابن تيمية من أئمة الإسلام الكبار» ولد سنة إحدى وستين وست مائة وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة» وشيخ الإسلام قد وقعت بينه وبين مخالفيه مناظرات في مسائل متعددة منها مسائل العقائد حيث طعن بعض أهل زمانه في عقيدته؛ فتكلموا به عند ملوك زمانه ‏ عند الناصر وغيره ‏ فأحضر من دمشق إلى القاهرة» وعقدت له مجالس مناظرة فسألوه أن يذكر هم معتقده. فقال: إن أمليت لكم معتقدي قد 3 تقولون بأنك داهنت فيه. ع شرح متون العقيدة لكن في بيتق عقيدة مكتوبة فاحضروها واقرأوهاء فجاءوا بهذا امآن و قرأوه وسائوا عن مواطن منه فأوضحها لهم, فاكتفوا منه بأن يقول: هذا معتقد الإمام أحمد, فقال: بل هذا هو معتقد الصحابة والتابعين والأئمة جميعاً ولا يوجد له لمحالف, وتحداهم أن يأتوا بمن يخالنهم من أهل القرون الثلاثة» وأمهلهم في ذلك ثلاث سنين. فتكلموا به عند الوالي وقدحوا فيه بل طالب بعض الالكية في ذلك المجلس بأن يجرى عليه أعلى أنواع التعزير؛ وأعلى أنواع التعزير عند المالكية القتل؛ فنرأى الوالي أن يسجن الشيخ فأدخل سجن القاهرة فاصبح طلبة العلم يفعلون أسباباً تجعلهم يدخلون السجن ليتعلموا من الشيخ؛ فلما رأوا ازدحام الناس على السجن بسبب الشيخ نقل إلى الإسكندرية؛ لآن في ذلك الزمن لم يكن بها عمران كثير فأرادوا أن يبعدوه عن الناسء؛ فكان الواحد من الناس في القاهرة إذا أراد أن يتعلم تخاصم مع زميله وتغالب وأوقع بينهما خصومة فأدخل السجن. أو يقول لزميله: ادع أن لك دين علي وسأقر وطالب بجبسيء فيحبس مع الشيخ ويتعلم منه» ثم بعد أسبوع أو أسبوعين يأتي ويبرئه من دينه. فلما نقل الشيخ إلى الإسكندرية بة تغلب بيبرس الجاشنكير على الناصر بعد أن حرج إلى إحدى القلاع في الشام فجممع الفتهاء في زمانه وكتبوا كتاباً بخلع الناصر وعدم صلاحيته للولاية» وبعد سنين قليلة عاد الناصر وأخخذ الولاية من الجاشنكير» فجمع الفقهاء الذين كتبوا الكتابة السابقة في عزله؛ وأحضر شيخ الإسلام ابن تيمية يريد منه فتوى فيهم لعله أن يفت بقتلهم أو عقوبتهم؛ فلما حضر عنده أثنى عليهم ثناء كثيراً وقال: هؤلاء علماء الإسلام؛ وهؤلاء حماته وأثنى عليهم ثناء عظيماً عند الناصرء حتى قال قائلهم: ما رأيت مثل ابن تيمية سعينا في سفك دمه وسعى في حقن دمائناء فانظر كيف نصر الله هذا الإمام رحمه الله حتى كان أمر هؤلاء المضادين له في يده؛ فهذه العقيدة التي قرئت في تلك الجالس هي هذه العقيدة التى بين أيدينا. عض جى ديري ١اجرَيّ‏ م ددن (دزوئيى شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية كك بج كك يسم الله الرْحْمَن الرّحيم'* * قوله: بشم الله الرحْمَنِ الرّحيم: ابتدأ المؤلف هذه الرسالة بالبسملة» وذلك لأن الرسائل يشرع أن تبدأ بالبسملة؛ وقد كان النبي يي في رسائله الني يرسلها لملوك زمانه ولغيرهم يبتدئها بالبسملة بدون أن يكون فيها حمد, فالمشروع في الرسائل أن تبدأ بالبسملة”"» والمشروع في الخطب أن تبدأ ببحمد الله تعالى» ى| كان النبي يتك يبدأ خطبه'"» وهذا المؤلف فيه شبه بالرسالة» وفيه شبه بالخطبة» ولذلك بدأها المؤلف بالأمرين معاً. - قوله: بسم الله: هنا جار ومجرور تعلق بكلمة محذوفة؛ وبعضهم يقدر المحذوف فعلاً» وبعضهم يقدره اسمأء فمن قدره فعلاً قدره بالأفعال المناسبة من الاستعانة بالله كأنه قال: أستعين باسم الله؛ وأستمد العلم من الله جل وعلاء وأطلب منه جل وعلا الوصول للحق ونحو ذلك؛ ومن قدره اسم كأنه يقول: البداءة تكون ببسم الله» ونحو ذلك. وهذه تُسمَّى عند الأصوليين: (دلالة الاقتضاء) والمراد بالاقتضاء: أن يكون في الكلام حذف يحتاج معه الكلام إلى تقدير؛ وللأصوليين منهجان في تقديره منهم من يقول: نقسدر فعلاً مناسباً واحداً. ومنهم من يقول: نقدر جميع الأفعال المناسبة إلا ما استثناه دليل. والأظهر هو القول الثاني» فإن الحذف لم يحصل إلا لفائدة ومن ذلك تعميم المعنى» وصءع ومن أمثلة هذا قوله عز وجل: وِحْرْمَت عَلَيكمْ آلْمَيَْةُ4 [المائدة . فأهل التفسير على طريقتين في تفسير هذه الآية وما ماثلهاء فبعضهم يقول: أي حرم عليكم أكل الميتة» فحصروه في تحريم الأكل» وبعضهم يقول: نقدر جميع الأفعال التي لم يرد دليل باستثنائهاء ومن ثم يحرم بيع الميتة» ويحرم الأكل؛ ويحرم سائر أوجه الانتفاع بهاء إلا ما ورد دليل باستثنائه. - )١(‏ كما في كتابه لت إلى هرقل عند البخاري (4007) ومسلم(17717) من حديث ابن عباس وف )١(‏ كا في حديث خطية الحاجة» حيث كان النبي متو يفنتح خطبه بقوله: إن الحمد لل..... ينظر: رسالة: خطبة الحاجة للشيخ الألباني #6 لثته. الحمدلل ارد الذي أَرْسَل رَسُوله بِالْمْدَى ودين الخو -- قوله: الله: علم على رب العزة والجلال. - قوله: الرحمن الرحيم: هذه من أساء الله جل وعلا تدل على صفة الرحمة» وقد قيل بأن الرحمن يكون للمؤمنين وللكافرين؛ والرحيم يكون للمؤمنين لقوله تعالى: (وَحَانَ بِالْمُؤْمِيِينَ رَحِيمًا» [الأحزاب:17]. وقيل: الرحمن» صيعغة مبالغة في الرحمة؛ والرحيم؛ اسم صفة في الرحمة تدل على تكرارهاء وعلى كل فصفة الرحمة من الصذات التي ثبتت لله جل وعلاء فهو أرحم بالخلق من أنفسهم لأنفسهم. * قوله: «الحمد لله»: الألف واللام هنا للدلالة على أن الحمد الكامل الذي لا يعتريه نقص ثابت لله وحده. وليس المراد به منع صرف الحمد لغير الله بل يجوز للناس أن يحمد بعضهم بعضاء فقد أثنى النبي #8 على بعض أوصاف أصحابه كما قال لأشسج عبدالقيس: : (إنَّ فيك حَصْلَتيْنٍ بها الله: الجلم وَالأنَاةُ)0» فهذا حمد لكنه ليس الحمد الكامل إن) هو حمد نسبي من جهة واحدة: أما بالنسبة لله عز وجل فإننا نثبت له الحمد الكامل الذي لا يعتريه نقص من جهة من جهاته. والمراد بالحمد: الوصف بالأسماء والأفعال الحسنة التي لم تقع اضطراراً وإنها وقعت اختياراً؛ لآن بعض الناس يقول: صفات الكمال تثبت لله اضطراراً» وهذا غلط؛ لأن فيه نسبة للعجز لله عز وجلء فيقولون: الله عادل لأنه لا يقدر على الظلم. وهذا خطأء فهو سبحانه عادل ول يظلم أحداً من الناس لكمال عدله. * قوله: «الّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ باهُدَى وَدِينِ الحُنُّ»: من فضل الله جل وعلا على الناس ورحمته بهم أنه أرسل الرسل ليخرجوهم من الضلالة إلى الهدى ومن الشقاء إلى السعادة . ومن ذلك إرسال نبينا محمد يِه فقال سبحانه: «هوَالْذِ ف أَرْسَلَ رَسُولَهُ: الْمُدَى شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية اكه سج جل وَدِينٍ لْحَقَ لِمُظْهرَهء عَلى آلدِينٍ 53 وَكفى بِاللَّهِ شَهِيدَ!4 [الفتح:78]. - قوله: أرسل رسوله: أي نبأ هذا النبي وأرسله لدعوة الناس إلى دين الله. - قوله: بالهدى: المراد بالهدى العلم النافع» فإذا كان عند الإنسان جهالة فليست هذه من ال هدى؛ وإذا كان عنده علم لكنه لم ينتفع به فليس من أصحاب اطداية. - قوله: ودين الحق: الدين هو الطاعة: والمراد به العمل الصالح؛ والطاعة الصحيحة التي تكون لله. - قوله: ودين الحق: الدين هو الطاعة:؛ والمراد به العمل الصالح» والطاعة الصحيحة التي تكون لله. متى يكون العلم هدى؟ يكون العلم هدى إذا اتصف بعدد من الصفات: الصفة الأولى: أن يكون عل مطابقاًء فأما إذا كان اعتقاداً تخالفاً للواقع فهو ضلالة؛ وهو جهل. الصفة الثانية: أن يكون عن دليل» فأما إذا ل تكن المعرفة عن دليل فإنه لا يجزم المرء بصحته؛ وقد يكون هذا الدليل بتقليد المرء بمن يثق به في علمه ودينه » وإذا كان المقلد أقل عقل فإنه يعتمد على فهم غيره وحجة غيره؛ وهذا مبحث في علم الأصول نترك بحثه هناك. الصفة الثالثة: أن يكون جازماً فإذا كان المرء متردداً في اعتقاده فليس هذا هدى بل هذا شك وريب. فإن قال قائل: كيف نستجلب الهدى؟ قلنا: هذه مسألة مهمة, وكثير من الناس غفل عنها فوقع في أنواع الضلالات؛ فاستجللاب ال همدى يكون بعدد من الطرق» منها: - -الطريق الأول: الاستعانة بالله عز وجل» ولذلك ينبغي للعبد أن يشدبر ويستحضر معاني قوله عز وجل: <آهْدنًا آلضصِرّط أاَلْمَْسَتَقَمٌ» [الفاتحة:5]: هذه الآية التي يقرأها المسلم في صلاته أو في قراءته فإن الصراط هو الطريق الواضح المعالم والصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه» وهو أخصر الطرق وأوصلها للمقنصود؛ ولذلك كان من دعاء النبي مَتقي: (اللهمّ رَبّ جَبْرَائيلَ وَمكَائِيلَ» وَإِسْرَافِبِلَ» فَاطِرَ السّمَاوَاتٍ وَالأَرْضٍ عَااٍ المَيبٍ وَالشَّهَادَقِ أنْتَّ تَحَكُمْ بَْنَ عِبَادِكَ فيا كَانُوا فيه يختَِمُونَ مين يا احتيِفَ فيه مِنَّ الح بإِذْنِكَه عدي مَنْ تَشَاءُ إل صِرَاطٍ مُسْتقِيمٍ)''" ولذلك يحسن بنا جميعاً أن نكر من هذا الدعاء وأن نقوله خصوصاً في صلاة الليل. الطريق الثاني: استجلاب الهدى بالرجوع إلى الكتاب والسنة والاستعانة على ذلك بقواعد الفهم الصحيح؛ وهذا يتطلب منا عددًا من الأمور: الأمر الأول: ترك هجر الكتابء فلا بد أن يقرأ المسلم هذا الكتاب ولا بد أن يتدبر الأمر الثاني: ملازمة السنة وقراءتها وقهمها. الطريق الثالسث: ربط جميع معلوماتنا سذين المصدرين وكل معلومة شرعية فإنك تربطها بدليل من الكتاب والسنة. الطريق الرابع: وهو طريق تابع» النظر في أقوال السلف الصالح؛ لأن الله عز وجل قد أعطاهم من الفهم للكتاب والسنة مالم يصل إليه من بعدهم» وهم أهل اللغة الذين يفهمون هذين المصدرين بمقتضى لغة العرب التي نزل بها الكتاب والسنة. .)97( أخرجه مسلم‎ )١( شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية انيه -الطريق الخنامس: مراجعة علاء الشريعة الموثوقين والمأمونين من أهل السنئة والجماعة الذين يرتبطون بالكتاب والسنة ويحكمونما في القليل والكثير. وأما القسم الثاني وهو دين الحق» وهو الطاعة لله عز وجل على وفق ما جاء عن النبي ين ويتمكن العبد من استجلاب دين الحق بعدد من الأمور, منها: الأمر الأول: العلم النافع والهدى. فإن العلم يورث امنشية. الأمر الثاني: فعل الطاعة؛ فإن الطاعات يجر بعضها بعضاً وهدي بعضها إلى بعضها الآخره قال تعالى: 9ِوَآلَذِينَآهْتَدَوَا زَادَهُرْ هذى وَدَاننِهُم تَفْوَلهُمْه [عمد:7١].‏ الأمر الثالث: مشاهدة الآيات الكونية العظيمة» فإنها تورث العبد ديانة وخوفاً من الله. الأمر الرابع: معرفة العواقبء أين أبوك؟ وأين جدك؟ وأين جد جدك؟ فما وصل إلسيهم سيصل إليك؛ وستحاسب عبن أعمالك قليلها وكثيرها وستقف بين يدي الرحمن فتسأل عن كل شيء؛ كما ورد في الحديث: (مَامِنْكُمْ مِنْأَحَدٍ إلا سَيْكَلُّهُ الل لَيْسَ بَبنَهُ وَببْنَهُ تُرْجحَانٌ َبنْظْرٌ أَنِمَنَ هِنْهُ كَلايَرَى إلاما كَدَّمَ وَيَنْظرٌ أَنْآَمَمِنْهُ قَلايَرَى إلا مَا قَدّم وَيَنظُرٌبَيْنَ َدَيْهِ قَلايَرَى إلا النَارَتْمَاء وَجْهِو فَانَقُوا الَارَوَلَو بشِقٌّ شِقٌّ تمرة)". الأمر الخامس: ألا يستحقر الإنسان قليل العمل ولا يستكثر كثيره. فإن الإعجاب بالعمل يحبطه؛ واحتقار العمل يزهد المرء فيه فيحبط أجره. )١(‏ أخرجه البخاري(76179) ومسلم(71١١٠)‏ من حديث عدي بن حاتم؛ واللفظ لمسلم. خخ آي شرح متون العقيدة 8 7 22 1 لا يم 5 7 7 لِيَظهِرَهُ عَلَى الديه 0 كله وكفى بالله شَهِيدا". * قوله: الِيظْهرَهُ عَلَ الدّينِ كُلّوه: أي أن هذا الدين لا بد أن يكون ظاهراً لتقوم الحجة به على الخلق أجمعين. وفيه جواز تسمية الأديان الأخرى بهذا الاسم اسم (الدين)» فإن بعض أهل العلم قال بأن اسم الدين لا يطلق إلا على الإسلام لقوله تعالى: «إنْ اليرت عند [آل عمران:9١]‏ والصوابٍ جواز إطلاق اسم الدين على غير الإسلام؛ لقوله تعالى: - 00 الله 0 لإنلننه لِمُظهرَهْء على آلدِين كو وَلْوْ كر هالْمْشْرِكُورت؟ [التوبة:77]» ولقوله: «لكر ويككز وَإىَّ دِين4 [الكافرون:1] وأما قوله تعالى: إن اليرت عند الله آلإِسْلّمٌ4 [آل عمران: ]١9‏ فليس المراد به أن لا يسمى ديناً إلا الإسلام؛ وإنما المراد أن الدين المقبول عند الله هو الإسلام. * قوله: وَكمَى بالله شَهِيدًا: أي أنه سبحانه شاهد على ظهور هذا الدين من جهة؛ وشاهد على كون هذا الرسول قد أرسل بالهدى ودين الحق» ففي هذا وعد صادق من الله عز وجل بإظهار أهل المعتقد الصحيح؛ وقد دل على هذا نصوص كثيرة كما في قوله تعالى: (إن تَصُرُوا شه يَصْرَكُمَ وَيقَيَتْأَقَدَامٌَ:4 [عمد:7] وكما في قوله: «إِنا لَتَمصُرٌَرُسُلَنَا وَالْذِيرت ءَامَكُوأ فى ألحيّؤة آَلدَّنْيًا وَيَوْمَ يَقُومُآلأَشْهَددُ4 [غافر:01] وكا في قوله جل وعلا: جبلِ اللَهُمَولدكُْ وَهْرَ حر ْرآلئْصِرِينَ» [آل عمران:١6١]‏ ومن كان الله مولاه فإنه سينصره. ومن ينصره الله فلا غالب له ومن يخذله الله فلا يستطيع أن ينصره أحد من بعذه. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بوَوالنه 601 وأتهذ أن لا إل إلاالله وندهلا ‏ يريك الث رايله ور ير راك إقفررارَا به وتوا حي د"». وأشله د أن مُحَمََدا عَبِذه وَرَسو 2*0 * قوله: وَأَشْهَدُ أن لذَإله إلا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَّهُ: يعني أنني أقرٌ وأعترفٌ كأنني أشاهد ذلك بعيني أن لا معبود بحق إلا الله» وهذا يتضمن أمرين: الأمر الأول: إقراري بالشهادة لله بالألوهية وحده دون من سواه. الأمر الثاني: عملي فلا أصرف شيثًا من العبادات لغير الله. وفيها إثبات ونفيء نفي الألوهية عن غير الله وإثبات الألوهية الحقة لله وحده. * قوله: إِْرَارًا به وََوْحِيِدًا: هذه إشارة إلى الأمرين السابقين في التوحيد الإقراري والعملي. * قوله: وَأَشْهَدٌ آنَّ تحَمَّدَا عَبْدُهُ: في هذا مخالفة لمن أنكر رسالة هذا النبي الكريم يف وغالفة لمن نفى العبودية عنه 32ة. - قوله: عَبْدَهُ: العبودية لله شرف وعز ورفعة؛ ولذلك ذكر الله جل وعلا نبيه محمدًا يي بوصف العبودية ني أعلى المقامات» فقال سبحانه: «سُبَحن النرى أسترَئ بده يلا [الإسراء: »]١‏ وقال تعالى: ابد ينَّهِالذِى أَنرَلَ عَلَْ عَبَدِه الكتب وَلَ مغل لَهُء عِوّجا» [الكهف:١],.‏ -قوله: وَرَسُولُهُ: أي أن هذا العبد مرسل من الله ومكلف بالرسالة من قبل الله عر وجل؛ ومكلّفُ بتبليغ شريعة من شرائع الله تكون منطلقاً من هذا النبي فإن الرسول يأتيه وحي من الله بشريعة جديدة فيبلغها للناس» وقد تنسب إلى الله فيقال: شريعة الله باعتبار أن الله هو السذي شرعهاء كما قال تعالى: (تْرَعَلَكُم من اين مَا وَضَّىْ ب توح وَأ أَوْحَيّكَآ إِلَيلكَ..4 [الشورى:7١])‏ وقال تعالى: «أم لَهُرْ سُرَكَتوٌا سْرَعُوأ لَهُم مِّنَ آللير:ي ما لَميأَدْنُ به آللّه» [الشورى:١7].‏ وتنسب إلى النبي مت باعتبار أنه المختص بتنفيذها وتبليغها دون سائر الأنبياء. ‏ - وَصَلَى لى اذ حلي وى لو صنيو وس لين مَزِيدًا"”. -ومن مقتضى الشهادة بالعبودية إثبات أنه بشر» ومن مقتضى الشهادة له بالرسالة إثبات أنه يتميز عن بقية البشر بأنه يوحى إليه؛ ويترتب على هذا أن نصدق هذا النبي» وأن ايع وان ل نيد لغ لابه جاء من طريق» وأ نوقره ونحبه عبة أعفلم من حبق لأنفسنا وأهلنا ووالدينا والناس أجمعين * قوله: «صَلٌ الله عَلَْهِ وَعَلَ آلِهِ إِهِ َصَحْيو وَل تسلها مر زِيدّا»: الصلاة على النبي خب يراد مها أصالة الثناء والذكر الجميل» هذا الأظهر. #* قوله: «وَعَلَ آلِهِ»: المراد بالآل فيه قولان للعلماء: الأول: أنه كل تابع تقي» فكل من تبع النبي كه فهو من آله. وهذا هو المراد بقول الله تعالى: <وَيَوْمٌ تَقَومُ آلسَاعَة أدْجُِوَأ ءَالَ فِرْعَوَْ أَشّدٌ آلَعَذَّاب4 [غافر: 43] آل فرعون: يعني أتباعه الذين يسيرون على طريقته» وبهذا لم يدخل الرجل المؤمن فيهم في هذه الآية. الثاني: أن المراد به ذريته أو قرابته» واستدلوا على ذلك بقوله عر وجل: «وقال رَجَِلَ مُؤْيِنُيّنْ َال فِرَعَوَرت يَكتمُ مك4 [غافر:78] مع أنه لم يكن من أتباعه. * قوله: «وَصَحْبهِ): الصحب المراد بهم من لزم النبي يميه مدة مؤمناً به ومات على ذلك. فإن قال قائل: الأحاديث لم يذكر فيها الصلاة على الأصحاب» فكيف تصلون عليهم؟ الجواب عن هذا بأن الله عز وجل يقول: «ه وَّالذى يُصَل عَلَيكُمْ وَملبِكَتُهُه لِمُخْرجَكر مِنََلظْلمَ إلى أَلنُورِ» [الاحزاب:4] فأثبت لهم الصلاة» ثم إن النبي يق إنها خص الصلاة به وبآله في مكان خصوص وهو التشهد الثاني فحينئذ في التشهد الثاني نقتصر على الوارد ولا نأتي بزيادات ولا نصلي على الصحابة في التشهد الثاني؛أما في غير ذلك الموطن فلا بأس أن نصل على الأصحاب. * قوله: «وَسَلَّمَ تسليً) مَزِيدًاا: الأظهر أن قوله: (وسلَّم) مأخوذ من السلام أو من السلامة. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الهج 4)777 3 ا 1 ٠.‏ 3 23 ز] ١‏ 9 3“ اميك الم م د الا 8 6 إل 0-7 و غم | 5 ق ام |! 6 | 2 ميلا 59 * قوله: «فَهَذَا اعْتَقَادُ»: المراد بالاعتقاد: التصديق القلبي الجازم» سمي اعتقاداً كأنه قد ربط القلب عليه؛ يقال: عقد الحبل: أي وضع فيه عقدة وربطه؛ والقلب عندما يربط على تصديق معين» يقال له: اعتقد ش * قوله: «الْفِرْقَة: الفرقة: القسم من الناسء قال تعالى: وما كارح آلْمُؤْينُونَ لَِْفِرُوأ كان فَلَرْل تَقَرَّمن كُل فِرقَوِ مِبِّم طَاِفة لَمتَفقَهُوا فى آلترين وَلِمَذِرُوا قَوْمَهُرَه [التوبة:؟17] 2 2 22 22. مسو مداه‎ 031 ٠6 00 2 2ر2‎ 8 ٠ وورد في الحديث: (افتَرَقتٍ اليَهودُ عَلى إِحدّى أو ثُنتئِنٍ وَسَبْعِينَ فِرقَة» وَتَفْرقَتٍ النصَارّى‎ ىو ...56 موذي د عَلَ إخدى أ نين وَسَبْعِنَ وِقة وكففُ أي عل كَلاثِ وَسَبْعِينَ فزْقة)”". * قوله: «التاجيّة»: أي تنجو من دخول النار ابتداءً؛ لأن النبي ف 3 ذكر أن هذه الأمة تفترق على شلاث وسبعين فرقة قال: كلها في النار إلا واحدة”'"» فهذه الطائفة الواحدة هي الناجية. وليس المراد مبذا أن بقية الفرق تخلد في النار ى) هو اعتقاد الوعيديّة؛ وإنها هذه الفرق يعذبون في النار مدة ومآهم الجنة» وقد يعفو الله جل وعلا عنهم ابتداء بكرمه وشفاعة الشافعين. * قوله: الْنُصُورَةِ: يعني أن الله ينصرهم في الدنيا وقد تقدم ذكر عدد من النصوص الدالة على أن الله ينصر أهل الحق» وإذا نظرنا في النصوص السابقة وجدنا أنها تعلق نصر الله على الإيهان ول تكتف بوصف الإسلام؛ قال تعالى: «إنا لَتَحِصُرُرُسُلَنَا وَالِيرت عَامَنُوا )١(‏ أخرجه أبو داود(4095) وابن ماجه(8897) وابن حبان (/51721) وأحمد (/ال8719). (؟) أخرجه أبو داود (/4091) وابن ماجه (*79497). 66 شرح متون العقيدة فى الحيوة آلدَنْيَا وَيَوْمَ يَقومُآلْأشْهَدٌ4 [غافر:51] ومن خصائص أهل الإيان أنهم يعتقدون المعتقد الصحيح فقد جاء في حديث جماعة من الصحابة في الصحيحين أن النبي فق قال: (لاتَرَالُ طَائِفَةٌ منْ أمتي ظَاهِرِينَ عَلَ الخُنٌّ لايَضُدْهُمْ من حَدَهُ حَنَّى يَأ مر الله وَهُمْ كَذَّلِكَ)'". انظر كيف ساهم طائفة» ووصفهم بالظهور» فلا بد أن يكون في كل عصر من يقيم الحجة على الناس فيظهرهم الله ليقيموا الحجة» وقد يتعرضون لشيء من الابتلاء والاختبار ليظهرهم الله عز وجل وليمكنهم بعد ذلك؛ هذه سنة لا تتخلّف »ء ولذا وصفهم بوصف الظهور و وصفهم بوصف أنهم منصورون؛ ويدلك على أن أهل الحق قد يعترضهم ما يعترضهم من الابتلاء والاختبار أن النبي 626 قد بقي في مكة سنين عديدة لم يؤمن معه إلا النزر اليسير» ثم بعد ذلك انظر كيف نصره الله عز وجلء وانظر في أمور من هذا الجدس قد تستغربها العقول ابنداءً » مئل وعده يِه سراقة بن مالك في الهجرة بسوار كسرى”"» والنبي ييه يطارده أهل مكة ليأتوا به حياً أو ميتاًء وفي غزوة الخندق اجتمع أهل الكفر ليستأصلوا الإسلام وأهله؛ ليس مرادهم المال ولا مرادهم الغنائم ولا مرادهم أن يكون لهم سلطة: إنها مرادهم القضاء على الإسلام وأهله حتى وصف الله جل وعلا حالة المؤمنين بقوله: (إِذْ جَآاكوكم من فَوْقِكُمَ وين أُسَفل مِنَكُمْ وَإِذْ زاغ تٍالأَتِصَرٌوَبَلمَ تِالْقُلُوس ٌأَلْحَتَاجِرٌَوَتَطسُونَ الله آلظنُوتَا» [الأحزاب:١٠]‏ وتعترضهم صخرة في الخندق فيضربها 8# ويقول: ( أب ويعد أصحابه بنتح الدائن مدائن كسرى وقصور قيص ” ". وهم في ذلك الال حتى أن المنافقين كانوا يستهز تون بالمسلمين - (1) أخرجه البخاري (141): ومسلم (1970). (؟) أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ »)4١‏ والبيهقي (1/ /اه7). (") أخخرجه ابن جرير الطبري(١1؟7/ ١15‏ )والطبراني )١1١705(‏ وابن سعد(58/4). شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مَِمَاشَده أفل السحة وَالْجَمَاعئقة*.... -ويقول قائلهم: (وَإذْ يَقُولُ الْمُتَفِقُونَ وَالذرينَى قُلُويم مَرَض ما وَعَدَنَا لله وَرَسُولَهُ: إلا عُرُورًا» [الأحزاب:7١]‏ وبعد سنوات قليلة تفتح مكة ثم بلاد الروم وفارس» والإسلام قد جاء أهلّه من الابتلاء ما ليس في زمننا الحاضر في هذه الغزوات سواء لما كان المسلمون في مكة» أو في بدر عندما قال 222 : : (اللهُمَ أَنْجِرْ بي مَاوَءَ عدتني: اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدّني اللهمّ إن مبْلِك هَذْهِ لِْصَابةمِنْ َمل الإشلام لا بد في الأرض)”". وفي أحد حيئما جاء المشركون بأعداد غفيرة ووقع ما وقعء فكان النوف على أهل الإسلام في ذلك العصر أكثر من النوف على الإسلام وأهله في عصرنا الحاضرء وإذا نظرت في حال الصحابة وبعد وفاة النبي #6 عندما وقع الاختلاف في سقيفة بني ساعدة في المدينة» والعرب ارتد أكثرهم ولم يبق على هذا الدين إلا قلائل » وطمعت الروم في الإسلام وأهل الإسلام؛ فكان هذا وقنّا عصيبًا على الإسلام وأهل الإسلام م يصل المسلمون في عصورنا الحاضرة إلى تلك الحال» ومع ذلك في سنوات قليلة ينقلب حال أهل الإسلام لأنهم متمسكون بدينهم ومن ثم فنصرة الله جل وعلا لهذه الطائفة أمر مشاهد. * قوله: «أهل السنة والجماعة»: إذا نظر الإنسان إلى أحوال أهل السنة وأحوال أهل البدع وجد أن بينهم فروقاً كثيرة يمكن أن نجملها فيه يأتي: الفارق الأول: أن أهل السنة عندهم من اليقين والثبات ماليس عند غيرهم. فالمبتدعة عندهم من التردد والشكوك الشيء الكثير» وكلما ازداد الإنسان في التعمق في علم بدعته - )١(‏ أخرجه البخاري(1541) ومسلم(1970). شرح متون العقيدة -كثرت الشكوك عنده؛ ولذلك تجهد أرباب هذه الفرق لولا ما يستفيدونه من أمور دنيوية من مال أو شهرة أو نحو ذلك لتركوا طريقتهم؛ لأن عندهم من الشك والحيرة الشيء الكثير» بخلاف أهل السنة والجماعة كل ازداد الإنسان منهم علا ازداد بصيرة وازداد يقيناً وثباتاً وطمأنينة؛ انظر إلى حال النبي يه عندما عرض عليه المشركون الدنيا قالوا بأنهم سيزوجونه؛ وسيملكونه؛ وسيعطونه من المال مايريد, وثبت يق على ماهو عليه؛ قال تعالى: «(وإن صكَادُوا ليَْيدُوتك عن أذ أوْحَيك للك لتفترى عَلينا َيه ودوك ليلا وَلَولك أن تمت كَلَقَدَ كدت تَرَكَنُ إِلَيْهِرْ سينا قليلاً» [الإسراء: «/.04]. الفارق الثاني: في نصر الله عز وجلء فإن أهل السنة ينصرهم الله جل وعلا في الدنيا مع ما ينتظرهم من ثواب جزيل في الآخرة» وإن تعرضوا للابتلاء فقاد يموت بعضهم وهو لم يدرك هذا الزمان؛ لكن يبقى هذا المعتقد ويستمر انتصار أصحابه بخلاف غيره. ومعتقد أهل السنة لا يؤثر فيه الاضطهاد ولا يؤثر فيه التوسع والانتشار بخلاف بقية عقائد أهل البدعء فهناك عقائد بدعية كلما اضطُّهِدَ أصحابه المبتدعة تركوا عقائدهم وهئاك عقائد بالعكس إذا اضطهدوا تمسكوا بعقيدتهم؛ وإذا اتتصروا تركوها. الفارق الثالث بين أهل السنة والجماعة وغيرهم: أن عند أهل السنة رحمة بالعباد حتى بالمخالف لهم ومن مقتضى رحمتهم أنهم قد يحاولون عدم فعل المخالف للبدعة رحمة به لا من باب التسلط والتجبر وإنما طاعة لله ورحمة بعباد الله» بخلاف أهل البدع فإنهم متى كان لهم ولاية وسلطة فإغهم يظلمون من يخالفهم ويعتدون عليه؛ وقد أوردت قبل قليل موقف الشيخ لَه من علماء عصره وموقف هؤلاء منه حتى قال قائلهم: ما رأينا مثل ابن تيمية نسعى في سفك دمه ويسعى في حقن دمائناء وانظر لموقف النبي #6 في الحج- 02 شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مله -يدعو العرب للإسلام قبل ال هجرة وما حدث ك ترويه عائشة وك أنهَا قَالَتْ لِلمبِيٌ :حل أنى عَليِكَ َم كاد دمن يم أخيء الَ: (لَقد لقت ون قَوِْكِ ملت وَكَانَ أسَدّ ما لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ اعبت إِذْ عَرَضْتٌ تَفْسِي عَلَ ابْن عَبْدِ يَلِيلَ بْن عَبْدٍ كُلآلٍ ص © مم ص 0-5 كَلَمْ تبني إِل مَا أَرَدْتٌ فَانْطَلَةٌ نُطَلَقتٌ وَأَنَا مَهِمُومٌ عَلَ وَجْهِيء فَلَمْ أ' سَفِقُ إلا وَأَنَا بِقَرْنِ وت سال سل 2 ص وري ارس امس 017 سكور” سك* سس ع إكإمر” سياه م َك نْ الله قد سَمِعَّ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَء وَمَا رَدُوا عَلَيْكَء وَقَد بَعَتْ إِلَيْكَ مَلَكَ الحسّالٍ لِتَأْمُرَهُ با م 00 ركث )روسن سكس رص ع ج > رودم م مه > + 1 ٍ- شِعْتَ فِيِهمْ فَتادَاني مَلّك الجبَالٍ فَسَلَمَ لَ» نْمَ قَالَ: يا تُحَمَدٌ فَقَالَ ذَِكَ فِيَا شِنْتٌ إِنْ ص ب - 33 -_ | شِمْتَ أنْ أَطبقّ عَلَيِهمُ الأَخسَانِ؟”" كَقَالَ لين طق : بَلْ أَرجو أَنْ يخْرِجَ الله مِنْ أَصْلآميمْ مَنْ يَمْبدُ لله وَحْدَهُ لأَمُشْرِكُ به شَيَْا)!'". فهم قد ضربوه وحقروه وفعلوا به ما فعلوا ومع ذلك رحمهم النبي ينه ورحم ذريتهم. الفارق الرابع بين أهل السنة والجماعة وغيرهم: وسطية أهل السنئة والجاعة. ومن خصائص هذه الطائفة المنصورة: إظهار الشعائر الإسلامية. ومنها: الأمر بالمعروف والنهي عن المتكر والصلاة والزكاة كما قال سبحانه:<الذينَ أَخْرجُوأ ين دِيَرِهم بقث حَيْ لآ أن يَقُولُوا ريا اله وَلوْلَادَفْعُ الله ماس بَخْطهم يِبَقَضٍ مكمه و 1 4 هو 24 -“ 0 - ص 32 حب 07م --.. يَصُرُةة إرت الله لَعَوِفتٌ عزيز © الْنينَ إن مَكَنِهُمْ فى الأرض أقَامُوا آلصّلّوة وَدَانوا ألرَكَرة وَأَمرُوا بالْمَعْرُوفوَنَهَوأ عَن الْمُمْكْرِ وله عَمِبَهُالْأمُوري» [الحج: ٠‏ 15 4]. )١(‏ وهما جبلان عظيهان يحيطان بمكة. (؟) أخرجه البخاري(771) ومسلم(1786). قفد شرح متون العقيدة وَهُوَ الإيمانُ بالله وَمَلابِكتِه وكَببه وَرْسْلِه وَالْبَمْثٍ بَعْدَ الْمَوِْء والإيان يِالْقَدّر خيره شرو . وَمِنَ الإيمان يالله: الإِمَانُ يما وَصف به فْسَهُ في كتايه العزيز*» رَيمًا وَصَفَةُ يِه * قوله: وَهُوَ الإيمانٌ بالله وَمَلاَدِكَيِو وَكُتِو وَرُسَلِو وَالْبَمْيِ بَمْدَ انُوْتِ والإيمانٍ بِالْقَدّرِ خِيْرِهِ وَشَرٌه: هذا مجمل معتقد أهل السئة والجماعة» وهذه ستة أركان سيأتي لها تفصيل في القسم الثاني من هذه الرسالة» ويمكن إعطاء موجز عام عن هذا بأن الإيمان بالله يتضمن اعتقاد ربوبية الله جل وعلاء ويتضمن اعتقاد وجوب إفراد الله بالعبادة, ويتضمن اعتقاد اتصاف الله بالأسماء الحسنى والصفات العلاء ويدخل'في مسمى الإيمان المعتقد والقول والعمل» وسيأتي تفصيل ذلك. وأما الإيهان بالملائكة والكتب والرسل فهناك إيمان إجمالي بأن نعتقد أن لله ملائكة وكتباً ورسلا هم أعمال مخصوصة قد جعلهم الله عز وجل ينفذون أمره ويدعون عباده إلى عبادته» وهناك إيهان تفصيلي بالإيهان بمن سمى الله من هؤلاء. وأما البعث بعد الموت فيعتقل العبد أنه سيبعث بعد موته» وأن الموت ليس آخر المطاف عنده؛ وأنه سيحاسب على أعماله وسيجازي عليها. وأما ما يتعلق بالإيمان بالقَدَّرِ فيعتقد العبد أن الله علم بالوقائع قبل وقوعهاء وأنه يعلم مالم يقع من هذه الوقائع» ويعلم بها سيقع بها لولم تقع؛ ويؤمن بأن الله جل وعلا قد شاء هذه المقادير» وأنه قد كتبهاء وأنه جل وعلا قد خلقهاء وقوله: خيره وشره: يتضمن الشكر والصبر وما يوصل إليهماء وسيأتي تفصيل ما يتعلق بالإيهان بالقدر فيما يأتي. * قوله: 'وَمِنَ الإيّانٍ بالله الإيَانُ با وَصَففّ بهِ نَفْسَةُ»: يعني من الإيمان بالله الإيمان بالأسماء والصفات والقاعدة في هذا الباب: إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله. ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله يِه بدون تحريف. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بََكالنَّه ع رام دوم م ل مه ازور ا 6٠م‏ -لذّعم" (») م 1 . ( رَسُولَهُ مُحَمّْد 6؛ مِنْ عبر تخريف ولا تعطيل”* وَمِن غْبْر كيبفب* * قوله: «مِنْ غعَبْرِ تخريفي»: المراد بالتحريف: التغيير» يقال: حرف» بمعنى غير» ومن هنا نقول: حرف اليهود والنصارى كتبهم يعني غيروها. والتغيير قد يكون للفظ. كما قال قائلهم: حنطة» بدل حطة.؛ وقد يكون التحريف للمعنى كما قال قائلهم في معنى استوى: استولى؛ وهذا المعنى يخالف معنى هذه اللفظة في لغة العرب فهذا تحريف في المعنى»؛ وقالوا في قوله تعالى: ورَكلَم آنَّهُ مُوسَئ تَحكلِيمًاة [النساء:174] أي جرحه بجروح الحكمة؛ وهذا تحريف للمعنى. * قوله: «وَلا تَعْطِيلٍ»: التعطيل: نفي صفات الله وإلغاء معناها ومدلونها ومنه تفويض النصوص بأن نقول: لا تفسر الصفات بمقتضى اللغة والله أعلم بهاء بل الصواب أن نقول: لها معنى و نؤمن بها بناء على هذا المعنى اللغويء. مثال ذلك لو قال قائل: السميع ليس ها معنى» قلنا: هذا تعطيل أو قال: لما معنى لكننا لا نعرفه ولاايصح أن يفسر بمقتغى لغة العرب فهذا أيضا تعطيل» فإذن عندنا التعطيل إما أن يكون بإلغاء المعنى بالكلية بأن يقول: ليس لها معنى» وإما أن يكون بالتفويض بأن يقول: لها معنى لكنه لا يفسر بمقتضى لغة العرب. * قوله: وَمِنْ غَيْرِ تككييفي: التكييف هو تعيين كنه الصفة بأن يجعل لها كيفية معلومة» فالتحريف والتعطيل إلغاء لمدلول النص أو نقصان منه بين التكييف والتمثيل زيادة» والتكييف قد يكون في الهيئة» وقد يكون في العدد» وقد يكون في الحال والطريقة» ومن أمثلته ما لو قال: صفة اليد لله عز وجل حجمها كذا وطوطا كذاء هذا والعياذ بالله تكييف». وقلنا: إن التحريف والتعطيل حرام لأنبها (مضادان وتخالفان) لمعنى النصء وكذلك- عن اعري. «جرلئ لح ددس (بزوئيسى لاعس ل ترح متونالعقيدة وَل 6 ثم ١‏ َك -حرام؛ لأنه من القول على الله بلا عله" . * قوله: وَلاَثِيلِ: أي: لا تشبيه له بشيء من المخلوقات من كل وجه؛ وكان في أصل النسخة: (ولا تشبيه) فلما أ مبذه العقيدة في مصر بدل الشيخ هذه اللفظة وجعلها (ولا مثيل) وذلك لأمرين الأمر الأول: أن النص قد ورد بنفي المثل قال الله تعالى: <لَيِس كمِفله- شت 42. وأما التشبيه فلم يرد في النص فنسكت عنه. المعنى الثاني: أن الشبه كلمة واسعة المالول وقد يراد بها الشبه في مجرد الاسمء وقد يراد بها الشبه في أصل الصفة» وقد يراد بها الشبه في تمام الصفة» ومن ثم فإن كلمة التشبيه تحتمل معاني مختلفة فتوقفنا عن إطلاقها. والتمثيل حرام؛ لما ورد في قوله تعالى: ليس كمئلهء ع وَمُوَاَلكمِيعُ بصي [الشورى:١١]‏ فأثبت الصفات في قوله: <وَ هِوَآَلسَمِيعُ الْبَصِير> ونفى التمثيل في قوله: «ليس كمئلي شو * )٠١‏ وتمااشتهرفيهذاما أخرجه اللالكائي في السسنة(8/ 94 ”) والبيهقي في الأسماء والصفات ص (206): أن رجلاً جاء إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله. قال الله تعسالى؛ (َاَلرَحْمَنٌ على الْعَرْشٍ أَسْتَرَئ» [طه: 6]. كيف استوى؟ فما رؤي مالك وججد مسن شيء كوجده من مقالته هذه وعلاه الرحضاء .يعني العرق ‏ وأطرق ملياً فسري عنه. وفال: «الكيف غير معقولء. والاستواء غير مجهرل. والايهان به واجبء والسؤال عنه بدعة؟. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية َكانه ار بَلْ يُوْصُونَ بأن الله لَمسَ مكل م ء وَمُوَاَلصمِيعٌ الْبَصِمُه [الشورى:11]. قلا يَنْفُونَ عَنْها' مَا وَصَف به نفس وَلا يُحَرفُون الكَلج”” عن مُرَاضِعو”*» وَل يُلْحِدُونَ في أسلماء الله وآيَاته*. وَل يُكَيُقُونَ ولا يُمكْلُونَ صِفَاتِهِ يصفات خَلْقه؛ لآلهُ سَبْحَاهُ: ل سَمِي لَه وَلآ كفاء لَه وَلاَ نِدَ له ولا يُقَامن بَخْلْقِهِ مْبْحَائه وعالى©". 0 موك ل لوطاه) سروظ سس مر * قوله: «قَلا يَنْهُونَ عَنْهُ مَا وَصَف به نَفْسَةُ): ولاما وصفه به نبيه يَتكيظه بل يشبتون لله سبحانه ما صح من الأسماء والصفات, لكنهم ينفون عنه مشابهة المخلوقات. * قوله: «وَلاَ يحرّفُونَ الْكَِمَ»: التحريف هو التغيير وقد يكون التغيير للمعنى» وقد يكون للفظ» فأهل السنة والجماعة لا يحرفون الكلم عن مواضعه أي لا يبدلون اللفظ في ذاته ولا في معناه. * قوله: اعَن موَاضِعِهِ»: يعني عما يراد به. »* قوله: وَلايُلْحِدُونَ ني أَسْمَاءِ الله وآياتِ: الإلحاد على أنواع إما أن يكون بالتعطيل» وإما أن يكون بالتمثيل» وإما أن يكون بتحميلها مالا تحتمل من المعاني» قال تعالى: «إنَالنينَ يُلحِدُونَ 09 فى ءَايتِنَا لا فون عَليئَا4 [فصلت:٠:]»؛‏ وقال تعالى: (وَللّهِ الأسماء الحسى فاذعوة يا وَذْرُوأ 8 و - ع8 - ١‏ ساس سام كسوسم - الذِين يلحدور - فَأسْمَتيهء سَيَجِرُون ما كانوأ يَعْمَلُونَ» [الأعراف: 9 18]. ع * قوله: «وَلاَيُكَيُْونَ وَلاَُمَيُْونَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتٍ خَلْقِِه: سبق الكلام قريباً على معنى التكييف والتمثيل. إذن القاعدة: إثبات ما أثبته الله ورسوله. ونفي ما نفياه» يبقى هنا القسم الثالث وهو: مالم يثبته الله ولم ينفه ما موقفنا منه؟ ما سكت الله عنه نقف منه أحد موقفين: الموقف الأول: أن نسكت عنه كما سكت عنه الله ورسوله فإن الله جل وعلا لو علم أن . في إثبات هذا الوصف أو نفيه فائدة للخلق لأثبته أو نفاه. - ع + ل _ ل شرح متون العقيدة -الموقف الثاني: أن نستفصل عن معنى ذلك الوصف فإن قفُسّر بمعنى مثبت في النصوص أثبتنا المعنى» وإن قُسّر بمعنى منفي في النصوص نفيناه. لماذا سرنا على هذه الطريقة؟ ٠‏ لعدد من الأدلة: الدليل الأول: أن الله لا سمي له. ولا كمأ له. ولا ند له؛ فلا يوجد من يساميه أي يوائله» ولا يوجد من هو كفؤ له في منزلته» ولا يوجد من يشاركه وياثله؛ فحينئذ هو جل وعلا أعلى من عقولناء ومن ثم نتوقف على ما وصفه جل وعلا لنفسه. الدليل الثاني: أنه سبحانه وتعالى لا يصح أن يقاس بالخلق بقياس تُشيلٍ يستوي فيه الخالق والمخلوق» ومن هنا فالعقول لا تنطلق في تصوراتها إلا من شيء مشاهدء فالدليل العقلي لا بد أن ينطلق من شيء مشاهد محسوسء أنت تشاهد هذه النار تحرق فتستدل به على أن كل نار محرقة» وأحرقت هذ النار الخشبء. فتستدل به على أنها تحرق الثياب فهذا استدلال عقلي» لكن في صفات الله الله جل وعلا لا يصح أن يقاس بالخلق حتى ندخل القياس العقلي وندخل العقول في هذا الباب» ونعلم بأن ما ورد في النصوص لا يمكن أن يكون معارضاً لما تدل عليه العقول؛ لكن النصوص قفد تأتي بأشياء لا تتمكن العقول من إدراك حقيقتها. الدليل الثالث: أن الله الأعلم بصفاته فهو أعلم بنفسه» ورسوله يت أعلم به مناء فحينئذ هل نترك خبر الأعلم بنفسه لننطلق إلى استدلالات عقلية ليست منطلقة من علم مستند لدليل. الدليل الرابع: أن الله صادق في أخباره؛ فإذا أخبر بخبر فلا بد أن يكون صحيحاً ولا بد أن يكون صدقآء فمن جاءنا وعارض خبر الله بشيء غيره كأنه يشكك في صدق الله عز وجل. 5 شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية #اللنه --- هع بن -الدليل الخامس: أن الله عز وجل لا يعجزه البيان ولسنا أقدر ولا أبين في الكلام من الله عز وجلء حينئذ لو كان متصفاً بصفة لبينهاء ولو كانت هذه الصفة لا يتصف بها الله فلا يمكن أن يتكلم الله بإثباتها لنفسه وهو قادر على البيان» فالذي يخطئ في الكلام هو من عنده عجز في معرفة الألفاظ ودلالتها؛ لكن الله جل وعلا لا بيان أحسن من بيانه. ولا أوضح ولا أكثر تفصيلاً؛ ولذلك وصف الله جل وعلا هذا الكتاب بأن فيه آيات بينات» وبأنه مفصل . الدليل السادس: أن الأنبياء رسل الله؛ والله جل وعلا لا يمكن أن يكذب على رسله. ومن مقتضى رسالتهم أن يكونوا صادقين فلو كان شيء من ألفاظ الوحي كنباًء لكان نقضاً لرسالة الرسل ومهالفاً لمقتتضى مراد الله عز وجل في تصديق الناس واتباعهم لهم. الدليل السابع: أ هم مايل لا يمكن أن يكذبوا فلا يمكن أن يأتي حديث من النبي يقي في صفة الله عز وجل وهو كاذب فيه. ولذلك قال جسل وعسلا: «سبْحَنَ رَيْكَرَ ب الْهرَّة عا يَصِفُورت (6 وَسَلمْ على لْمْرَسَلِيرت © وَآخْحَمَد ينه رَبأَلْعَسَمِيرتَ؟ [الصافات:181-180] فسبحان: أي تنزه جل وعلا عن صفات النقص. ثم قال: رب العزة: فيه إضافة كلمة رب إلى الصفة؛ فرب بمعنى صاحب ومالكء عما يصفون: أي يتنزه عن الأوصاف التي يصف أهل الباطل الله بها. وهذه الآية وردت في آخر سورة الصافات لا ذكر الله الأنبياء مَأوَاتَلايْ وما قابله به أقوامهم؛ ثم قال: وسلام على المرسلين؛ لماذا سلم على المرسلين؟ لأهم صادقون فيم| أخبروا به عن الله عز وجل لا نزه نفسه عن الصفات التي يذكرها أولئك المبطلون سلم على المرسلين؟ لأن ما وصفوه به من الأوصاف صدق وحقيقة» ثم قال: والحمد لله رب العالمين. 5 90 -سيذكر المؤلف رحمه الله تعالى العديد من الآيات القرآنية الواردة في صفات رب العزة والجلال وذلك لأن القرآن هو المصدر الأصيل في معرفة صفات الله عز وجلء لأن الله أعرف بنفسه من غيره» وهو سبحانه أقدر في البيان من كل متكلم؛ وهو جل وعلا صادق في كلامه لا يمكن أن يخبر بها هو مخالفٌ للواقع والحقيقة» ثم لولم تكن هذه الصفات صفات حقيقة يتصف الله مها لما كان من العقل ولا الحكمة ولا المناسبة أن يخاطب الله بهاء والله جل وعلا حكيم إذ لو لم يكن متصفاً ببذه الصفات لأغفل ذكرهاء ولا يترتب على ذلك مزيد ثمرة» فلم ذكرها وتكلم بها دل هذا على ثبوتها له تعالى. ولنتكلم عن شيء من القواعد المتعلقة بفهم الآيات القرآنية الواردة في صفات الله جل وعلاء فمن هذه القواعد: القاعدة الأولى: أن أكثر النصوص والآيات القرآنية الواردة في إثبات الصفات قطعية الدلالة » وكذلك قطعيةٌ من جهة إسنادها لأنها من القران المتواتر» وهي أيضًا من جهة حجيتها قطعية » لأن القرآن قطعي الحجية؛ ومن جهة دلالاتها أيضاً قطعية» واستفادة القطعية من نصوص الصفات مأخوذة من أمور أبرزها أربعة: أوها: أن آيات الصفات كثيرة منها ما هو قطعي الدلالة بالنص وهو اللفظ الصريح في معناه الذي لا يتطرق اليه احتمال يسلب اللفظ القطعية في الدلالة» فمثلاً قوله تعالى: ووَكلمَ آله مُوسَئْ تَكلِيمَا [النساء: 174].. نص في إثبات صفة الكلام لله عز وجل فمن أراد تفسير هذا اللفظ بغير معنى إثبات صفة الكلام لله فإنه قد أتى بتفسير يدل اللفظ على إبطاله؛ لأنه قال: كلم تكلياً. الأمر الثاني: تكرار ذكر الصفة في مواطن متعددة دليل على أن ثبوت الصفة جاء بطريق قطعيء وقد أورد المؤلف في هذا أمثلة منها مثلاً صفة الاستواء ففي سبعة مواطن كلها- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مله -تؤكد إثبات صفة الاستواء لله عز وجل وتكرار اللفظ واستعمال المعنى أكثر من مرة يؤدي إلى استفادة القطع والجزم بإثبات الصفة. الأمر الثالث: أنه لم يرد دليل يدل على عدم إثبات الصفة استدلالاً هذه الننصوص فالنصوص لولم يكن المراد بها إثبات الصفة لوردنا أدلة أخرى تدل على صرف هذه الألفاظ عن مدلولها لكن هذا لم يرد البتة. الأمر الرابع: ما يدل على صراحة دلالة هذه الآيات وقطعيتها إجماع أهل العصور الأول على إثبات مدلول هذه الألفاظ؛ ولذلك قال المؤلف لمن خالفه: أمهلكم السنين العديدة لتأتوا لي بها يخالف هذه النصوص من أهل القرون الثلاثة التي فضلها النبي يق فعجزوا عن ذلك مع تطاول السنين» ولو قدرنا أن هذه الآيات القرآنية تدل على إثبات الصفات من جهة الظاهر لا من جهة النص» وهو الصريح في معناه أو تكون بدلالة الظاهر وهو النفظ الدال على أكثر من معنى لكن أحدها أرجح من غيره» لو قدرنا أن دلالة هذه الآيات على إثبات الصفات من باب الظاهر لكان تعاضد النصوص ينقلها من كونها ظنية الدلالة إلى كونها قطعية الدلالة؛ والقول بأن الصفات لا تثبت إلا بالطريق القطعي يحتاج فيه إلى معرفة ما المراد بالقطع» ومن ثم النظر في الأدلة الظنية هل يصح الاستدلال ها في مباحث العقائد؟. فنقول القطع هو الجزم فالدلالة القطعية هي التي يجزم بتضمن اللفظ لها وإفضائه إليها ولا يشترط في حجية اللفظ أو الدليل أن يكون قطعي الدلالة بل الدليل ظني الدلالة دليل صحيح يجب العمل به؛ ويجب اعتقاد مدلوله ظاهراًءخلافًا لبعض المتكلمين في العقائد يقولون: لا يصح إثبات العقائد بالأدلة اللفظية» يريدون بذلك الكتتاب والسنة» قالوا: لأها ظنية ولا يوجد في النصوص ما هو قطعيءقالوا:لأن النصوص القرآنية ترد عليها احتهالات- 3 شرح متون العقيدة -عديدة فيمكن أن يرد إليها نسخ» ويمكن أن يرد إليها تخصيصء ويمكن أن يرد إليها الاشتراك في المعنى» إلى غير ذلك من الاحتمالات التي يذكرونهاء وهي عشرة. وهذا الكلام باطل من أوجه متعددة أبرزها ما يأتي: الوجه الأول: أن مجرد الاحتمال الذي يرد على الأذهان لا ينفي القطعية بل الاحتهالات إذا لم يكن معها دليل فإنه لا يلتفت إليهاء والناس في حياتهم يقطعون بأشياء مع ورود احتمالات عليهاء لكنها غير مستندة إلى دليل» مثال ذلك: تقابل زميلك في الجامعة الذي تعرفه من أشهر وتجزم بأن هذا فلان مع أنه يحتمل أن يكون الذي واجهك الآن أخ توأم لزميلك. هل الاحتمال نفي قطع؟. نقول: هذا الاحتمال لا يلتفت إليه عاقل» فمجرد ورود الاحتمال لا ينفي القطع وإنما يكون الاحتهال مؤثراً متى كان مستنداً إلى دليل. الوجه الثاني: أن هذا يعني أن النصوص القرآنية والنبوية الواردة في الكتاب والسنة عبث متى كانت متعلقة بالصفات» وهذا لازم باطل فما أدى إليه فهو باطل؛ لأنهم يقولون: الصفات لا تستفاد من الكتاب والسنة, لأنها أدلة لفظية محتملة» فتكون آيات الصفات عبثًا وهذا لازم باطل قد دلت النصوص على نفيه؛ فالله جل وعلا حكيم؛ومن مقتضى حكمته ألا يتكلم إلا باللفظ الذي له ثمرة وفائدة. الوجه الثالث: أن كل مبحث أو نوع من العلم يرجع فيه إلى الأدلة المناسبة لذلك العلم فالمباحث الشرعية يرجع فيها إلى أدلة الشرع؛ كما أن المسائل اللغوية يرجع فيها إلى الأدلة اللغوية» والعقليات يرجع فيها إلى أدلة العقول» فهكذا المباحث الشرعية يرجع فيها إلى أدلة الشريعة» وصفات رب العالمين مبحث شرعي فيرجع فيه إلى الأدلة الشرعية» فالقول بأن الأدلة الشرعية لا يلتفت إليها لأنها لفظية» يخالف هذه القاعدة التي يقر بها كل العقلاء. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية #االلل سج 77 )هل -الوجه الرابع: أن الله عز وجل قد أوجب على العباد أن يجزموا بأشياء بناء على الدليل الشرعي كما في قوله جل وعلا: لِلِتَعَلَمُوَا أنَآلَهيَعلمُ مَافى َلسَمَدوت وما فى الأرض وَأرتٌّ لَه َكل سَْءِ عَلِيِمْه [المائدة:147]» وقوله: «فَاعَلَرْ نهد لآ لَه إلا أله وَاَسْتَغْوِرْإدَنْيلك » [محمد:9١]‏ والمراد بالعلم الجزم والقطع بمدلول المعلوم؛ فدل هذا على أن القطع بهذه المطالب المتعلقة بصفات الله أمر مطلوب شرعاًء ولاايمكن أن يطالب الناس بالجزم بشيء؛ لا يوصل إلى الجزم» ولو سلمنا أن دلالة آيات الصفات من باب الظاهر. وليست من باب النصء فإن الظاهر إذا تعاضد أوصل إلى الجزم؛ والظاهر إذا وقع إجماع عليه فإنه يكون قطعياء وقد أجمع على دلالة آيات الصفات القرون الأول فكان قطعياء ثم لو قدرنا أن الصفات لم يرد مها إلا أدلة ظاهرة فحيتئذ يجب أن يكون عند الإنسان إدراك يتناسب مع هذه الظواهرء أما أن يقال بأن الآيات الظواهر لا ثمرة للمخاطبة بها فهذا نسبة عبث إلى الله جل وعلاء وندزه رب العزة والجلال عنه؛ فإن قال قائل: دلالة هذه الآيات معارض بأدلة أقوى منها وهي دلالة العقل فإن العقل دل على نفي هذه الصفات» فالجواب عن هذا أن يقال بأنه لا يوجد في العقل مايدل على نفي هذه الصفات» وكون عقولكم لم تتمكن من الوصول إلى إثبات هذه الصفات لا يعني أن العقل يدل على نفيها ثم إن العقول متفاوتة» بل العقل الواحد تتفاوت مداركه بين وقت وآخرء فكون عقل المخالف عاجرًا عن إدراك ثبوت الصفة لا يعني أن عقل غيره ياثله في هذا العجز ثم إنه لا يمتنع أن تأتي الشريعة بما تعجز العقول عن إدراكه لكنه لا يخالف مافي العقولء فالشريعة قد تأت بمسائل ومطالب تحار العقول فيها ولا تتمكن من الوصول إليهاء لكن لاايمكن أن تأتي الشريعة با تحيله العقول الصحيحة؛ مثال ذلك: تفاصيل يوم القيامة تعجز العقول عن الوصول إليه لكنه لا يعارض ما في العقل» فهكذا ما يتعلق بالصفات. والجواب عن قوهم هذا أن نقول: إن العقول قددلت على إثبات هذه الصفات من أوجه متعددة: ١‏ لشن شرح متون العقيدة -الوجه الأول: أن هذه الصفات صفات كمالء والله الخالق أولى بالكمال من غيره. الوجه الثاني: أن هذه الصفات توجد في المخلوق بخلق الله فالله خلق هذه الصفات في العباد. فإذا كان العباد يتصفون بها فإن الخالق لها قادر على الاتصاف بهاء فصفة مثل صفة السمع أو البصر هي في المخلوقات والذي خلقها هو رب العزة والجلال؛ فالموجد لهذه الصفات قادر على الاتصاف بها فالعقل لا يحيل اتصافه بها جل وعلا. الوجه الثالث: أن العقل ليس المرجع في هذا الباب فإن العقول آلة يتوصل بها إلى معرفة المعلومات وإدراكهاء وذلك أن لفظ العقل لفظ مشترك يطلق على معان متعددة: المعنى الأول: أن يراد به العقل الغريزي الذي خلقه الله عند المخلوقات للتميبز فهذا لا يصح أن يرجع إليه؛ لأنه موجود عند الصغير والكبير بل عند البهائم شيء من هذا العقل فتميز هذه البهائم بين أنواع البهائم وتميز بين الطعام وأنواعه. المعنى الثاني: أن تسمى التجارب والخبرات بهذا الاسم فيقال: فلان عنده عقل كشير» بمعنى مرت به تجارب متعددة» وهذا لا مدخل له في هذا الباب لأنه لا خبرة للإنسان ولا تجربة في| يتعلق بصفات الله إلا من خلال معرفة آثار هذه الصفات. المعنى الثالث: أن يراد بلفظ العقل معرفة العواقب وإدراك المآلات وهذا أيضاً لا يصح أن يكون معياراً على نصوص الصفات فمن ثم لا يصح أن نقول بأن العقل يدل على نفي الصفات مهما فسرنا لفظ العقل بأي معنى من هذه المعاني. فإن قال قائل: إن إثبات هذه الصفات يؤدي إلى إثبات المشابهة بين الخالق والمخلوق والله جل وعلا منزه عن المشامبة. فالجواب عن هذا من أوجه: الوجه الأول: أن نفي المشابهة لا يستلزم نفي الصفات» ونضرب مثلاً بسيطاً لتقريب الأمر للأذهان فالإنسان عنده يد والدملة عندها يدء ولا يعني هذا أنهها متماثلان أو متشايبان » ولا يلزم منه نقي صفة اليد عند الانسان. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الله ج جج7)# ل الوجه الثاني: أننا نجد أن المخالف لا بد أن يثبت صفة لله مع وجود مشابهة بينها وبين شيء من صفات المخلوقات» فهناك طائفة تثبت الصفات السبع؛ وهناك من يثبت صفة العلم مع كون المخلوق يتصف بصفة العلم فيقال للمخالف: كيف أثبتٌ لله هذه الصفة والعبد متصف بصفة العلم؟» فمهما كان جوابه عن هذا الإيراد يكون جوابنا عن الإيراد في غيره من الصفاتء إذا قلنا بأن الله يرضى ويحبء قالوا: هذا يستلزم أن يكون مشاباً للمخلوقء قلنا: أنت تقول بأن الله عالم ويآن الله موجود, والمخلوق عنده علم» والمخلوق موجودء فهل يعني هذا وجود التشابه؟ أو يلزم من ذلك أن ننفي الصفة عن الله عز وجلءفإذا قال: لا يلزم ذلك. قلنا: ما السبب في ذلك؟ فإذا أجاب. قلنا: ما أجبت به عن هذا الإيراد على قولك» نجيب به عن الإيراد الذي أوردته علينا عند إثبات صفة الرضا والمحبة. الوجه الثالث: أن النصوص ل تأت بنفي المشاببة بين الخالق والمخلوق ولا بإثباتهاء وذلك لأن المشاءبة فيها معان مختلفة؛ ولأن المشابهة قد تكون في الشيء اليسير وقد تكون في الشيء الكثير» فالتشابه في الاسم يقال عنه: تشابه والتشابه من جميع الأوجه أيضاً تشابه» ولذا سكتت النصوص عن هذا اللفظء فإن قال قائل: إن الله يقول: «الَيسَكمئليه شت 45 [الشورى:١١]‏ قلنا: هذا نفي للممائلة» والماثئلة مشابهة خاصة؛ لأنها مشاببة من كل وجه. ش الأمر الآخر مما يتعلق بياب الصفات: أن الله جل وعلا متصف بصفات ثبوتية» وهناك صفات منفية عن الله عز وجل فقد اجتمع النفي والإثبات في أوصاف الله تععالى» لكن آيات الصفات المثبتة جاءت على التفصيل بخلاف آيات النفي فإنها تأتي بالإجمال إلا في المواطن التي تقع عند الناس فيها شبهة أو يظن أنه قد يوجد عند الناس شبهة وقد مثّل المؤلف لذلك بسورة الإخلاص. ا شرح متون العقيدة وَقَدْ دَخَلَ في هله الْجُْمْلَةٍ مَا وَصّف الله به نفْسَّهُ في سُورَةٍ الإخلاص التي َعِْلُ تُلْثْ الْقرآن» حَيث يَقُول: (قُل هوّأَنه أَحَدْ (ه آنه آلصَّمَدُ (© لَمْ ين وَلَمْ يُولَد ك4 © وَلَميَكْن لد كقُوًا أحَدْ4 [سورة الإخلاص]”*. * قوله: قل هو الله أحد: يعني أنه واحد سبحانه. * قوله: الله الصمد: أي يصمد لحوائج الخلق فيقضيهاء ويصمد الخلق له في حوائجهم فيطلبونها منه. * قوله: لم يلد وم يولد: هنا نفي لكنه ليس نفياً مجملاً وإنما نفي مفصل؛ لأن إثبات الولد لله وجد عند بني آدم في طوائف كثيرة قالت طائفة: عزير ابن الله. وقال آخرون: المسيح ابن الله. وقال آخرون: الملائكة بنات الله. فاحتجنا هنا إلى النفي التفصيلي. * قوله: ولم يكن له كفوا أحد: هذا نفي للممائل على جهة الإجمال. والصفات المنفية التي جاءت في النصوص ا معنى غير النفي فإنها تتضمن الإثبات» فصفات النفي تتضمن إثباتاً فإن قوله: لم يلد ول يولد؛ يتضمن إثبات قدرة الله عز وجل وعدم احتياجه إلى الولد والمعين وفي آيات النفي إثبات كمال الضدء فمثلاً في قوله تعالى: دإِنَّاللّهَ لا يَظْلِمْ مِْقَالَ ذَرّة» [النساء:٠4]‏ إثبات لكمال عدله جل وعلا. فإن قال قائل: إن نصوص الصفات تحتمل التأويل» ويمكن أن تفسر بغير ظاهرها مثل ما قال قائلهم في قوله تعالى: (آلرَحمنُ عَلى الْعْرَ شٍآسْتَوَى4 [طه:0] قال: استوى: يعني استولى. فنقول: الأصل في فهم الألفاظ أن يكون على مقتضاها اللغوي فمن فسرها بخلاف مقعضاها اللغوي فقد خالف قوله سبحانه وتعالى: (إِنا أَنَلْسَهُ قرِء'نًا عَرَيًا َعلّكمْ تَعْقأُورت» [يوسف:؟]. ثم إن تأويل اللفظ لا بد أن يكون له دليل ولا يوجد دليلٌ هذه التأويلات. - دثم إن هذه التأويلات قد دلت الأدلة على بطلامها فإن الله تعالى قال: «َآَلبَحْمَنٌ عَلى لْعَرْ شٍآسَتَوَئ4 [طه: ه] فلو قلت: استولى؛ لكان تخصيص العرش بالاستواء لا فائدة له؛ لأنه ىا استولى على العرش استولى على السماوات والأرض وبني آدم والبهائم فهذا التأويل يخالف ظاهر النص في الآية الأخرى:«ثُمَ أسْتَوَئ عَل الْعَرْشٍ» [الأعراف: 04] فلو فسرناه بالاستيلاء للزم أن نقول: إنه لم يستول على العرش إلا بعد أن فعل هذه الأمور المذكورة في أول الآية» وهذا قول باطل. لك سْتَوَى عَلَْ سُوقِهِ4 [الفتح:14] ومثل قوله: (ثُمَ آَسْتَوَئ إلى أَلسَمَاءٍ وَهىَ دُّحَانُ» اتصلت:!1) وقد تس روماب مني آحر مدير هذا المي اللي ذكرشوء فل و تفسرها هذه النصوص بذلك؟ 0 فيقال: اللفظ العربي لا بد من النظر في سياقه» ومن نظر إلى الألفاظ المجردة وقع في فهم مغاير لمراد المتكلم» ومن أمثئلة ذلك لو نظرت إلى لفظة: (قال) كما في قول النبي ينقه: (إِنَّا مهلي وَمََلْ الدنْا كَمَدّلٍ راكب ثَالَني ظِلُ شَجَرَةَني يَوْم حَانٌ نُعَرَاحَ وَترَكهُ)''' فلو جاء أحد وقال: لفظة (قال) معناها: تكلم؛ لكان هذا تخالفاً لمدلول اللفظ في لغة العرب» ولو سمعه أحد من العرب لضحك منه» فهكذا أيضاً إذا نظرنا لهذه الاستعمالات. في قوله: ؤثُمَ آسْمَوَئ إلى أَلسَمَآءِ4 [البقرة:4؟] فهناك فرق بين التعدية بإلى والتعدية بعلى» وأما قوله: «فَآسْتَوّئ عَلَىْ سُوقِي4 [الفتح:14] فإنها على نفس سياق آيات الصفات بأن المراد بها الارتفاع والعلو. - ومن هنا نعرف أن القاعدة الشرعية في تفسير آيات الصفات أن نفسرها بمقتفى معناها اللغوي ملاحظين سياق الكلام» وأن ننظر إلى آيات الصفات فنفسر هذه الآيات بمقتضى مدلول الآيات الأخرى الواردة في الصفات. - )١(‏ أخرجه الترمذي(771717) وابن ماجه(9 ٠١‏ 5) وابن أبي شيبة(1/ )١86‏ واللفظ له. -فإن قال قائل: إن جمهور المسلمين ينفون الصفات» وقد يستدل بأن يقول: الجامع الفلاني أو الجامعة الفلانية لها انتشار في العالم أجمع» والقائمون عليها ينفون هذه الصفات ما يدل على أن أكثر المسلمين ينفون الصفات ومن ثم يلزمنا نفي الصفات. فيقال في الجواب عن هذا: بأنه لا عبرة بالأكثرية والأقلية بل المرجع في هذا إلى دلالة الدليل» قال تعالى: 9وَمَآ أُكْتْراَلئَاس وَلَوْحَرَصْتَ بِمُؤْيِنَ4 [يوسف:"١٠]‏ وقال سبحانه: (إن م أحْرَمّن فى الأ زض يُضلوكَ عَن سَبلٍ أله [الأنعام:*1١١]‏ ولو سرنا على مقتضى هذا لقال قائل بأنه كان يلزم النبي متك أن يسير على معتقد الوثنيين لأنهم أكثر» ولقال قائل في عصرنا يجب اتباع النصارى لأن النصارى أكثر. والوجه الثاني في الجواب عن هذه الشبهة أن يقال: إن أكثر المسلمين يثبتون هذه اللصفات». وأن نفاتها قليل» فإن المسلمين يقرؤون كتاب الله ويسمعون مدلول هذه النصوص فيفهمونها على مقتضاها اللغوي ولا ينفون ذلك ولا يشككون فيه» ومن هنا فإن العامي من المسلمين يقرأ قوله تعالى: (إن أله سيِيعٌ عَليم» [البقرة :4 وقوله تعالى: إن آله قوئ عَزِيرٌ» [الحديد:0؟] ويفهمها بمقتضى معناها اللغوي ولا يؤوهاء بل لو قيل للواحد منهم بأن الله لا يسمع أو بأن الله لا يحب المتقين» أو بأن الله لا يعلم» لضرب المتكلم له بذلك» وعده مكذباً لله عز وجلء فالقول بأن جمهور المسلمين ينفون هذه الصفات قول باطل؛ بل جمهور المسلمين يثبتونها. والوجه الثالث في هذا أن يقال: إن العبرة بدلالة الدليل» فالجواب الأول: أنه لا يلتفت إلى الكثرة» والثاني: أن أكثر المسلمين يثبتون هذه الصفات, والثالث: أن المرجع إلى دلالة الدليل؛ لأن الله عز وجل يقول:ففَإِن تََرَعَم فى سَنْء َودُوه إل أللَّهِوَآَلرَسُولٍ إن كم تُؤيئُونَ شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ب##لألله ----‏ ج777 ل الله وَآلْيَْ مِالآبخر ذلك حَوْروَأحْسَنُ تَأويلاً» [النساء:9] فهذا هو المرجع وليس المرجع الاعتماد على قول الأكثرية. وقد ذكرنا قبل قليل أن مستند كشير ممن ينفي هذه الصفات ظنه أن آيات الصفات تقتضي التشبيه» وهذا يدلك على أن نفاة الصفات لا يصلون إلى نفي الصفة إلا بعد أن يشبهوا الله بخلقه؛ وبعد أن يظنوا أن النصوص تدل على مشابهة الخالق جل وعلا بالمخلوق. - يبقى هنا الكلام فيا يتعلق بأنواع الصفات فإن كشيراً من أهل العلم نظر إلى الصفات فقام بتقسيمها أقساماً متعددة: القسم الأول: صفات إثبات»؛ مثل قوله تعالى: «ه وَّالأوَلَ وآل9ا وَهِوَ َكل سَىْء عَلِيم4 [الحديد: ]. القسم الثاني: صفات نفي كم في قوله: «لا تَأَحْدَُهُء َموَلَا نوْمْ» [البقرة:706] وقوله: رَتَوَكَل عَل أَلْحَيّ الى لا يَمُوثُ4 [الفرقان:58]. ويمكن تقسيم الصفات باعتبارات متعددة منها: أولاً: صفات فعليه؛ مثل محيء رب العزة والجلال ومثل استوائه على العرش. انياً: صفات خبرية؛ مئل إثبات صفة اليد أو صفة الوجه أو نحو ذلك. وهكذا أيضاً هناك تقسيمات متعددة» وهذه التقسيهات يذكرها العلماء من أجل حفظ هذه الصفات بالنسبة للإنسانء والنظر في ترابط هذه الصفات بعضها بيعض فهذه التقسيهات قائمة على الاستقراء لهذه النصوص. - ومن القواعد المتعلقة بإثبات الصفات لرب العزة والجلال أن يلاحظ أن الصفة ده حر وَآَلظُور وَالْبَاطِنٌ الواحدة قد يكون ها أنواع متعددة» ويرد إثباتها في نصوص مختلفة يراد بكل نص أحد- شرح متون العقيدة المعاني من مثل لفظ :(الإرادة) فإنه مرة يراد به الإرادة الشرعية التي قد يقع المراد فيها وقد لا يقع. من مثل قوله تعالى: ؤرَآلَهيُرِيدُ أن يَعُوب عَلَيِكُجْ) [النساء:؟] هذه إرادة شرعية. ويرد لفظ الإرادة مرة ويراد به الإرادة الكونية القدرية التي لا بد أن يقع المراد فيها من مثل قوله عز وجل: «إِنَّ أشّهححَكُمُ مَايُرِيدُ4 [المائدة:١]‏ فلا بد من التمبيز بينهما لأن الخلط بينههما أدى إلى ضلال كثير من الناس في المعتقدء ومن هنا نفت طائفة الإرادة الشرعية» قالوا: لأن كل نصوص الإرادة يراد بها الإرادة الكونية» ورتبوا على هذا نفي عموم القدر؛ لأن الله عز وجل في الإرادة الشرعية قد يريد الشيء إرادة شرعية لكنه لا يقع؛ مشل: وله يُرِيدُ أن يَمُوب عَلَيْحكُحْ4 [النساء:7؟] فمن هنا قالت المعتزلة: يريد الله ويريد المخلوق فتقع إرادة المخلوق دون إرادة الخالق جل وعلا وتنزه عن قوهم؛ لأنهم غلوا في إثبات الإرادة الشرعية وفسروا نصوص الإرادة الكونية بأن المراد بها الإرادة الشرعية. وفي المقابل غلت طائفة في إثبات الإرادة الكونية» ومن هنا قالوا: إن كل ما يقع» وكل ما أراد الله كونه فإنه راض بهء مريد له إرادة شرعية. فجعلوا جميع أفعال العباد بم فيها المعاصي طاعات» فعئدما لا نفرق بين هذين النوعين من أنواع الإرادة تقع إشكاليات كبيرة» وهذا في مواطن عديدة في نصوص الصفات وفي غيرهاء مثال ذلك لفظ: أولياء الله» مرة يراد بها الولاية العامة التي تشمل جميع المؤمنين» كما في قوله: «اللْهُ وَنُ اليرت ءَامَئُوأ» [البقرة:/701]. ومرة يراد بها الولاية الخاصة التي تختص بأهل التقوى» كا في قوله تعالى: «ألآ إن أولَاء آله لا خؤف عَليْهِْ وَلَا هُمْ حَرنُوت (© انيت :َامَنُوا وَكَانُوا يَكقُوَ» [يونس:57-557]. - ءار شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مَكْلَنه -ويقابل هذا أن الصفة الواحدة قد يراد بها معان مختلفة كلها مرادة» ولا يمتنع أن يراد باللفظ الواحد المعاني المتعددة» بل هذا من بلاغة القرآن» ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: «إِنّ آنه سَيِيعٌ عَلِم» [البقرة:81١1]‏ فإن المراد بقوله: سميع؟ أنه يدرك المسموعات كما في قوله تعالى: (وَآَلّهُ يَسْمَعُ تحَاوْرَكُمَآ4 [المجادلة:١]؟‏ وكذلك يراد أنه يحفظ أولياءه المؤمنين» كما في قوله تعالى: ؤِقَالَ ل انا إنّى مَعَكُمَاأَسْمّعٌ وَأرَى» [طه:45]؛ وكذلك يراد به إجابة الدعاء» | في قوله: (إِتلك ميم آلدّغَآءِ4 [آل عمران:78]؟ فجميع هذه المعاني مرادة بهذا اللفظ (السميع). ومن أمثلته أيضاً قوله تعالى: إإنّ رَنَكَ عَلِيمدٌ حَكييٌ» [يوسف:5] ما معنى كلمة: (حكيم)؟ هل هي من الحكمة التي هي وضع الأمور في مواطنها اللائقة ببا؟ أو هومن الحكم والقوة؟ كلا المعنيين مراد بهذه الآية؛ ولذلك نجد طوائف ضلت في هذا الباب بإثبات أحد المعاني للفظ دون المعاني الأخرى. ومن هنا قالت طائفة كالأشاعرة: الله حكيم: بمعنى أن له الحكم: فلا يريد شيئاً إلا وقع؛ لكنهم نفوا عنه الحكمة فقالوا: من تمام كونه حكيياً أن يفعل ما يشاءء وبالتالي قد يفعل أموراً ليس فيها مصلحة ولا حكمة. تعالى الله عما يقولون. وفي المقابل غلت المعتزلة في إثبات الحكمة حتى قالوا: يجب على الله فعل الأصلح. وترتب على ذلك أنهم لم يفسروا قوله: حكيم, بأن المراد به الحكم» ولذلك نفوا عموم قدرة الله» وعموم خلق الله للمخلوقاتء وقالوا بأن العبد يخلق فعل نفسه. وأوجبوا على الله الأصلح ونحو ذلك. -أما منهج أهل السنة والجماعة فهو: تفسير اللفظ بجميع معانيه» وأن اللفظ الواحد قد يدل على معان متعددة» ولا يمتنع أن يكون رب العزة والجلال قد أراد باللفظ الواحد المعاني المتعددة» بل هذا من بلاغة القرآن. - ومن الأمور المتعلقة بهذا أن إثبات الصفات يستلزم إثبات متعلقاتها ويترتب على إثباتها ثمرات» فإذا أثبتنا الصفة ترتب عليها أيضاً فعل عبادات شرعية كثيرة فعندما ننظر إلى قوله عز وجل: «وَآنَهُ عَلَىْ كَل نح ., فَدِيرُه [آل عمران:174]» نرتب على ذلك العديد من العبادات منها: الإيهان والتصديق الجازم بمقتضى مدلول هذا اللفظ» ونرتب على ذلك أيضاً الخوف منه سبحانه وتعالى بحيث نخاف من عقوبة الله متى عصيناه» ونخاف منه جل وعلا بسبب ذذوبنا ومعاصيناء وكذلك يتعلق به عبادة الرجاء فإذا كان سبحانه على كل شيء قدير رجوناه جل وعلا وأمّلنا فيه سبحانه وتعالى» ومن تعلق بالله فإنه لا يخيب» وكذلك يجعلنا هذا الاعتقاد نعرف أن قدراتنا محدودة» وأن الذي عنده القدرة التامة هو رب العزة والجلال» فعرفنا قيمة أنفسناء وأننا إلى قلّ وضعف» وهكذا هناك فوائد متعددة نستفيدها من إثبات كل صفة من صفات رب العزة والجلال. وما يتعلق بالعبادات سؤال الله جل وعلا بهاء فإن التوسل إلى الله بصفاته من أسباب إجابة الدعاء. - ومن الأمور المتعلقة بهذا أيضاً أن الناظر في النصوص الشرعية الواردة في الصفات؛ وفيها ينسب إلى الله جل وعلا يجد أنها على أربعة أنواع: النوع الأول: الأسماء مشل: (لطيف ‏ سميع) وهي التي يصح التعبيد لهاء فيقال: عبدالسميع» عبد اللطيف». عبد ال رحمن» وهذه الأسماء يمكن أن يؤخذ منها صفات ويمكن أن يؤخذ منها أفعال» ويمكن أن ننسب إلى الله أخباراً بناءً عليهاء فمثلاً: (الرحمن) نثبت به صفة الرحمة لله ونثبت به لله فعل (يرحم) ونخبر عنه جل وعلا بأنه رحيم. ‏ - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية #الآن يج ج47 لب -النوع الثاني ما ينسب إلى الله جل وعلا: الصفات» ومن أمثلة ذلك صفة العزة. والصفة يؤخذ منها خبر» ويؤخذ منها فعل؛ ولكن لا يؤخذ منها أساء. ومن هنا فإن الآيات التي ورد فيها صفات. والأحاديث التي ورد فيها صفات فإننا ثبت هذه الصفات» ولكئنا لا نثبت أسماء بناء عليهاء ومن أمثلة ذلك: صفة (شهيد) نثبت لله بناءً عليها أنه سبحانه يشهد وهذا فعلٌ ‏ ولكننا لا نثبت لله اسم الشهيد. النوع الثالث ثما ينسب إلى الله جل وعلا: الأفعال» فإذا نسب إلى الله تعالى فعسل فيصح أن نخبر عنه به» لكن لا يصح أن تأخذ منه اس ولا صفة» فمثلاً قوله تعالى: 9آَلرَحْمَنُ على لْعَرْ شٍ آسْتَوَى4 [طه:0] لا يصح أن نقول بناء على ورود الفعل استوى: إن من أسماء الله المستوي. لكن أثبتنا صفة الاستواء بناءً على نصوص أخرىء ومن أمثلته أيضاًء قوله تعالى: (وَأَكِيدُ كَيّدّا4 [الطارق:7١]‏ لا يؤخذ من هذا الفعل اسم ولا صفة. النوع الرابع بما ينسب إلى الله: الأخبار» فهذا يخبر به عن الله عز وجل لكن لا يصح أن نأخذ منه اساً لله ولا صفة ولا فعلا» ومن أمثلة ذلك قوله جل وعلا: ؤقُلَ أى سَىْء أَكبرٌ ده كل أله [الأنعام:9١]‏ فلا يمتنع أن نخبر عن الله بأنه شيء ليس كالأشياء؛ لكن لا يصح أن نأخذ من ذلك اس ولا صفة ولا فعلاً. وهذا يقع فيه لبس كثير؛ لأن الخبر مرة يأني بالإطلاق» ومرة يأتي بالتقيبد؛ فلابد أن يلاحظ هذاء ومن أمثلة ذلك أيضاًء قوله عز وجل: لَألهُنُوُلكمَعوست والأزض» [النور:6"] هذا خبر» وليس اسماً ولا صفة» وإن كان يستفاد إثبات الصفة من أدلة أخرى» وهذا أيضًا ليس فعلاً وإنما هو خبر» لكنه خير مقيد (نور السهاوات والأرض) ومن ثم لا يصح أن نجعل كل نور هو الله ىا يقول بذلك طائفة من الضلال؛ ولا يصح أن نجعل- شرح متون العقيدة -من أسماء الله النور» وإنما نشبت الصفة من قوله يقة: (نُورٌ أَنَى أَرَاهُ)'"2. ونحو ذلك. - الأمر الآخر: الذي يلاحظ من هذا الباب: أن هناك صفات يؤتى مها على جهة المقابلة فلا بد من تقييدها بذلك؛ ومن أمثلة ذلك قوله جل وعلا: إِجم يَكيدُونَ كيدا( وَأَكِيدُ كد41 [الطارق: 15-14] فهذه الصفة لم يؤت بها إلا على جهة المقابلة» وذلك أن بعض الصفات إذا أوتي بها على جهة المقابلة يكون ها معنى مقبول مغاير لما لو أتي بالصفة على جهة الابتداء» ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ؤقَمَنِآَعْمَدَ عَدَى عَلَيِكحَ فأعْنَدُوأ عَلَمَهِ بِمِئْلٍ ماأَعْمَدَى عَلَيِكُمْ4 [البقرة:144] أصل الاعتداء مذموم؛ كما قال تعالى: «ولا تَعْتَدُوَاإتٌ أله لا يحب لْمُعْتَدِيرت» [البقرة:140] ولكن إذا كان الاعتداءعلى جهة المقابلة لم يكن مذموماً. - ويلاحظ أيضاً فيا يتعلق بالصفات المتقابلة أن الله جل وعلا متصف بصفات متقابلة تدلّ على كمال قدرته ومن كاله جل وعلاء ومن أمثلة هذا: يخفض ويرفع؛ يعز ويذلء فإنهبا صفات متقابلة. يبقى هنا مسألة: قدم الصفات؛ هل صفات الله قديمة أو لا؟ إن النصوص دلت على قدم نوع الصفات فهو جل وعلا خالق قبل أن يوجد الخلق وهو جل وعلا متكلم في الأزل هذه صفات قديمة أزلية ولم يزل كذلك؛ ولا يعني هذا أن ننفي الصفات ا حادثة التي هي جزء من الصفات الأزلية» فصفة الكلام قديمة أزلية» والله جل وعلا متى شاء أن يتكلم تكلم. ومن هنا نعلم خطأ منهجين: المنهج الأول: منهج المعتزلة الذين يقولون: لا يوجد هناك صفات أزلية» والصفات حادثة لثلا يلزم تعدد القدماء» وهذه شبهة باطلة؛ لأن الواحد يعتبر واحدًا بذاته وصفاته.- (1) أخرجه مسلم(17/8) من حديث أب ذر كه . شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية #اللنه ع ج47 لب -فالصفات ليست مغايرة للذات بل الذات والصفات تكون شيئاً واحداًء ولذلك لما أوردوا على الإمام أحمد هذه الشبهة قال لهم: هذه النخلة فيها جمار وفيها سعف وفيها جذع كلها نخلة ليست متعددة. المنهج الثاني: منهج طوائف رأوا إثبات الصفات القديمة ونفوا أفراد الصفات الحادثة؛ ولذلك قالوا: إن الله تكلم في الأزل ثم لم يعد يتكلم» سمع في الأزل ثم لا يسمع كما هو قول الأشاعرة؛ وهذا يلزم عليه لازم باطل يلزم عليه قدم العالم فإن الله قال:<«قَد سَمِعَ لله قَوْلَ ألْتى تحتدِل كف زَرْحِها4 [المجادلة:٠]‏ فلو كان قد سمع في الأزل لكان قول المرأة أزلياً» ولكانت المرأة موجودة في الأزل وهي قديمة؛ وهذا قول باطل دون شاك. - وهناك قاعدتان: الأولى: أن بعض الناس قد ترد عليه شبهة أن بعض الصفات يضاد بعضها الآخر كما في صفة العلو وصفة المعية» فإن النصوص قد جاءت بإثبات علو الله كا في قوله: لَإليْه مَصْعَدُ آلكلِمُآلطيْبُوَالْعمَلُ آلصّلِحٌ يَرفعُهُ [فاطر:١٠]‏ وجاءت أيضاً بإئبات معية الله للعباد» وذلك أن المعية على نوعين: النوع الأول: المعية العامة التي من معانيها العلم والإحاطة كما في قوله تعالى: ْوَهَوَ مَعَك أن ما كُنّمْ4 [الحديد:؛]. والنوع الثاني: المعية الخاصة» وا معان منها التأيبد كا في قوله: «إِن الله مَعَ ألصَّيبرِينَ» [البقرة:617١],‏ فقد يأي بعض الناس ويظن أن بين العلوٌ والمعيّة تعارضاً كيف نصفه بالعلو ثم نقول بأنه مع العباد» وهذا ناشئ من عدم الفهم الصحيح لدلالة أحد النصينء فإن المعية - -لا تقتضي مماسة ولا مقاربة ولذلك نقول: إنك مع المسلمين في جميع بقاع الأرض بمعنى أنك تؤيدهم وتحبهم وتدعو لهم» ولو قال لك قائل: هل أنت مع المسلمين في ذلك البلد البعيد أو مع المعادين لهم؟ فإن جوابك: أنك مع المسلمين» وهذا لا يقتضى مماسة أو مقاربة. - الأمر الثاني أن يعض الناس قد ينزل النص على غير المراد به فيظن أن ذلك النص يخالف مدلول أدلة أخرى من فطرة أو عقل أو نحوه؛ ومن أمثلة ذلك ما قد يقوله القائل بأن إثبات صفة الوجه أو اليدين الواردة في مثل قوله تعالى: لوَيَبَق وَجَهُ رَتَلكَدُوالَْلَلٍ وَآلإكرَامه [السرحمن:77]» وقوله: «لِمًا حَلَقَتَبِيَدَىّ4 [ص:70] يقتغي أن لله أبعاضاً وأجزاء» ومن ثم يقول قائلهم: يجب نفي مدلول هذه الصفات. فنقول: كلمة: (الأبعاضء والأجزاء) كلمة يحملة, ولها معان متعددة, ولم يرد في النصوص إثباتها ولا نفيها» فلا يصح أن نترك مدلول النصوص الواضح الصريح من أجل نفي أسهاء مجملة (الأبعاض » الأجزاء)وهي أساء لم يأت ينفيها أو إثباتها النص. - أمر آخر أن بعض الصفات قد تتعاضد أدلة متعددة متنوعة على الدلالة عليها ومن أمئلة ذلك صفة العلو, فإن الله جل وعلا قد أثبت في كتابة صفة العلو لنفسه؛ وكذلك جاءت السنة بإثبات هذه الصفة» وثبت عليها إجماع الأمة في عصور متعددة» والعقل يدل عليها فإن العقل الصحيح يدل على إثبات هذه الصفة, ولا يعني أن جهة العلو تكون محيطة بالله تعالى لكن صفة العلو غير منتهية أصلاً حتى يقال بأن الله محصور فيهاء وهي ليست منحصرة. ثم إن الفطرة تدل على إثبات صفة العلو لله فهناك داع في النفوس يتوجه إلى جهة العلو كلما ناجت هذه النفوس رب العزة والجلال» إلى غير ذلك من أنواع الأدلة الدالة على إثبات هذه الصفة. ار خودت ع اميه ؛ صوييسى شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مله قصل م في سنة رَسُول الله 2 فَالسَئةٌ ؛ تُفسبر القسرآن. و سنة وكذل عَلَيْه 0 مر») عبر عنّه " . * أورد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى هنا نهاذج من الأحاديث النبوية الواردة في صفات رب العزة والجلال وذلك أن السنة النبوية مصدر من مصادر التشريع» ومصدر من مصادر تلقي العقيدة فإن النبي متي مبلغ صادق, ولا يتكلم إلا عن وحيء قال تعالى: (وَمَا يَطِقُ عَنٍَطوَئَ ( إن هَوَِلَا ووه يُوحى4 [النجم: '-4] وهو مقط لا يقول على الله ما لا يعلم وهو مي أعرف بربه منا كما قال: (إِنَّأَنْقَاكُمْ وَأَْلَمَكُمْ ياه أنا)"". ثم إن سنة رسول الله يت تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه» وقد دلت النصوص على حجية السنة النبوية» وأنه يلزم الأخذ با فيهاء قال تعالى: «وَّمَآ مَاتَدَكُم ألوَسُولُ فَُدُوه وما يََكُمْ عَنَهُفَنتهُوا4 [الحشر:/] ؛ وقال تعالى: (مُحَكْدٌ رسو ل أيه [محمد:9؟]» فمن مقتضى كونه زسول الله وجوب تصديقه والويهان به وتصديق ما ورد عنه يق ويدخل في هذا ما يتعلق بأخبار الآحاد فإن السنة الآحاديّة قد تتعدد طرق روايتها فتكون من قبيل المتواتر الذي يفيد العلم الضروري والقطع الجازم؛ بأن النبي يت قد قال ذلك» وقد ترد بطريق الآحاد وليس كل بر آحاد يكون مقبولاً» لأن أخبار الكذابين والوضاعين والضعفاء ليست مقبولة» ولا يؤخذ منها لا حكم ولا معتقد, وإنما المعول عليه صحة الإسناد» وعدم وجود المعارض للخبر؛ لنسلم من الشذوذ والتكارة في الأخبار فإذا كان الخبر النبويٌ صحيحاً فإنه ب يفيد العلم والجزم والقطع على الصحيح من أقوال أهل العلم» ولو كان من رواية الآحاد» ويدل على ذلك أدلة كثيرة منها: - . أخرجه مسلم(17/6) من حديث أب ذر فإ‎ )١( 08 حرلء. 1- شرح متون العقيدة -الدليل الأول: أن الله عز وجل قد ضمن حفظ هذا الدين» ومن مقتضى ذلك أن يحفظ الله مصادر هذا الدين ومنها سنة النبي #26 بحيث لا يمكن أن يوجد كذب في الأحاديث ولايعرف بأنه كذب. فقد يوجد الكذب لكن ببيئ الله من يكشف حقيقة هذا الكذب. الدليل الثاني: أن سنة النبي لتقي عليها من البهاء والضياء والجلال ما يجعل الإنسان يفرق بينها وبين غيرها من كلام البشر والأحاديث المكذوبة؛ ولذلك إذا عرض على المرء الكثير القراءة في السنة الأحاديث الضعيفة يجد في قلبه نكارة هذه الأحاديث بمجرد عرضها عليه. الدليل الثالث: أن هذه السنة قد تتابعت عليها جهود العلماء الكثر الذين يصلون إلى مئات الألوف تمحيصاً هذه السنة وتبيينا لها وحكاً على أحاديثها وتنقية لها ما ليس منهاء فإذا جاءنا من لا يعرف السنة وشكك فيها قيل له: هذا لبعدك» فالذي لا يعرف البيت لا يمكن أن يعرف خفاياه» وهكذا السنة من لا يعرفها ولا يميزها ولا يشتغل بها إذا وجد عنده شك فهذا لكونه بعيداً عنها. ويدلك على هذا توافق كلام الأئمة في الغالب فيا يتعلق بالحكم على الأحاديث,. وإذا كان هناك اختلاف فهو اختلاف يسير قليل. فإن قال قائل: ألا تجيزون الغلط والخطأ والشك على الرواة؟ قلنا: نجيزه؛ لكئنا لا نجيز أن يخفى ذلك على الأمة كلهاء قد يوجد خطأ لكن لا يمكن أن يخفى على الأمة كلها. وإن قال قائل: إننا نجد في الأحاديث اختلافاً في الرواية» فهذا يرويه بلفظ وذلك يرويه بلفظء ونحن نجزم بأن النبي متت لم يقله إلا بأحد هذه الألفاظ. قيل: إن كانت هذه الألفاظ متضادة فإن أهل العلم قد محصوها وبينوا الراجح من المرجوح» وتتبعوا أحوال الرواة» وعرفوا متى يضبط ومتى لا يضبط» فيقولون: فلان إذا روى عن أهل بلده فروايته مقبولة بخلاف ما إذا روى عن غيرهم» كإسماعيل بن عياش. - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية تنه ع 27 >وفلان إذا روى في بلده قبل وإذا روى في غير بلده لم يقبل؛ لأنه في بلده كان معه الكتتاب كما قالوا في معمر وأنه يقع له أوهام في غير بلده. ى! إذا روى في العراق» وفلان تقبل روايته إلى سئة كذا؛ لأنه اختلط بعدهاء وميزوا من روى عنه قبل الاختلاط ومن روى عنه بعد الاختلاط» مثل عطاء بن السائب وغيره. ما يدل على أن الجهود قد تتابعت وتعاقبت على حفظ هذه السنة» وأما إذا كانت الروايات المختلفة لا تعارض بينها فلا شك أن النبي صلَّ الله عليه وسلَّم لم يقل إلا أحد هذه الألفاظ؛ لكن الرواية بالمعنى ما يجيزه جميع العقلاء» ولا يهانعون منه متى ما كانت الألفاظ مؤدية إلى معنى واحدء ومن هنا فإن الناس لا زالوا يقبلون ترجمة المعاني من لغة إلى لغة أخرى. فإن قال قائل: إن بعض هذه الأحاديث غير مقبول عقلاً. قيل له: أحد أمرين: إما أنك تظن أن الحديث يؤدي إلى معنى والحديث لا يؤدي إليه. وإما أن ما ادعيته من عقل إنه| هو عقَلٌّ فاسد ليس بصحيح. ومن أمثلة ذلك جاء في الحديث إثبات نزول الله إلى السماء الدنياء فقد يقول قائل: هذا يلزم عليه أن يخلو العرش منه. قيل: هذا إنها جاء من فساد عقلك؛ لأنك ظننت أن الله مماثل للمخلوق» فإن عقولنا لا تحيط بالبارئ جل وعلاء وكوننا لم ندرك كيفية الصفة لا يجعلنا ننفي هذه الصفة» بل الواجب أن نثبتها على مقتضى معناها في لغة العرب. فإن قال: يلزم عليه أن يستمر نزوله في جميع الوقت؛ لأنه ما من وقت إلا وهو ثلتٌ أخيرٌ على جزء من أجزاء الأرض. قيل: ما المانع من مثل هذاء لا يوجد إثبات ولا نفي. فإن قال قائل: إذن لماذا خصصتم الثلث الأخير؟ قيل: لأن النبي متك خصه. فكون عقلك لم يدرك الصفة لا يعني أن تنفيها. 1 شرح متون العقيدة وما وْصّفّ الرُسُولُ به ريه عر وَجَلْ مِنَ الآحَادِيث الصُحاح التي تلَقَاهًا أهل المغرقة بالقئوله وجب الإمان بها كدِك قم ذلك: قوله 1 () يَنْزِلَ ربنا ِلَى السّماءٍ الدنيًا كل لَيْلَةِ حين يه يَقَى ثلث اليل الآخرء قيَمُول: مَنْ يَدْعُوني فاستجيب لَهُ؟ ع يلي فاضي ير يسك يفني فَاغْفِرَ لَه؟). فق عَلَيْهِ وَقَوْلَهُ ع : (لَلهُ شد فَرَحًا خا بية يده مؤي لابو مرك كم براقي مذر: .وله لك: (يفخلك له إلى رين ينح هما الآخَرَ؛ كِلاهُمًا يَدْْلُ الْجِنة) مُتْفْقَ عَلَيِّ. وَقَوْلَهُ: : (عَجِب رَبنًا مِنْ قُنُوط عِبَادِه وَقُرْبهٍ خَيْرِىو يَنْظرُ إلَيِكُم أزْلِين فَِطِينَ» يل يلحك يَعْلَمُ أن َرَجَكُم قريب حَلِيِث حَسَنْ. وقوه طفق : (لا تزّال جَهَئُمُ يُلْقَى فِيهًا وَهِيَ تقول: هَل مِن مَزِيد؟ حَتّى يَضَم ب زو فيها رجلة. ص روايةٍ: «عليها قَدَمَهُ. فَيْزو زوي بَعْضهًَا إلى بَمْضء ُتَقُول: قط قط). مُتْفْقَّ ع1 و اي 0 فيقول: لَبِيْكَ وَسَعْدَيِك. قيناوي يصوت: إن الله يَأْمُرُكُ لصت بك إلى ا فق عَلَيهِ. وَقَوْلَهُ: (مَا مِبْكُمْ مِن أحَدٍ إلا سيُكَلّمُة سَيُكلمُهُ رَيهُ ربه وَلَيْس بِيئه وَبِيْتَهُ ترْجُمَان ). وَقَوْلُهُ فِي رَقيَةٍ المَريض: (رَيْنَا الله اللي في السَّمَّاءٍ تقَدّسَ اك أمْرُكَ فِي السّمَاءٍ والآزضء كما رَحْمَتُك فِي السسّمَّاء اجعَل رَحْمَتَكَ فِي الآزضء اغْفْرْ لَْنَا حُوِبَنًا وَخَطَايَاناء نت رب الطْيْبينَ» أئِل رَحْمَةٌ مِن رَحْمَتِك وَشيفاءً من شيفَائِك عَلَى هَذَا الْوَجمء فَيبْرَا). حَلدِيثُ حَسَرن) رَوَاهُ أبُو دَاوْدَ وَغيرُة. وَقَوْلُهُ: (آل أنثونيٍ وَأَنا أَمِينُ من فِي السلّمَاءِ). حَدِيتْ صِحِيحٌ وَقَوْلَهُ: (وَالْعَرْضُ فَوْق الْمَاِ وَاللْهُ فَوْقَ الْعَرشء وَهُوَ يَعْلَم مَا نّم عَلَيْهِ). حَدِيثُ حَسَنْ رَوَاهُ أَبُو دَاوْدَ وَغِيْرَة. ا وَقَوْلَهُ لِلْجَاريةٍ: (أيْنَ الله؟). قَالّت: فِي السّمّاء. قَالَ: (مَنْ أنا؟. قَالَت: ألت سول الله. قَال: (أطيفها فلا مُؤْيئةً). رَوَاهُ صْْلِم. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ماشه 6 وَقَوْلُهُ: (أفضَلٌ الإجّان أن تَعْلَم أن الله مَعَكَ حَيْئُمَا كثت) حَدِيثْ حَسَن. قَْلَُ: (إدا قَامْ أحَذَكُمْ إلَى المئلاة؛ ذلا يَيْصْعَنُ قِبَلَ وَجْههء ولا عن يَمِيِه؛ فَإنُ له ِل وَجْهوء وَلكن عَنْ يسار أ نت قَديو) متْفَقَ عَلِه. وقوه فلك : (اللهم وب السَمَوَات السيع والآرض ررب الْمرْشٍ الْمَظِيمء ربكا وَرَبْ كُلَ شيم فَالِقَ الْحَبُ وَالئوَىء مُنِْلَ الُوْرَاٍ والإنجيل وَالْقُرْآنء أَعُودُ بك مِنْ شر في وَمِنْ شر كل داب أت آخية يكاصيتهاء ألت الأول فلَيْسَ فبك ثتيء وَأَنْتَ الآخيرٌ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شي وَأنت الظَاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شي وأنت الْبَاطِنْ فَلَيْسَ دُوئك شيء؛ اقْضٍ عي الذَيْنَ وَأْغَنِنِي مِنَ اْفَقر) رواية مُسْلِم. وَقَوْلْهُ ينيقي لما رَقَم الصّحَابَةٌ أصوائهُمْ بالذكر: (أيْهَا النّاس! أرْيعُوا عَلَى ألْفُسبكم؛ فإِلَكُمْ لآ ئدْعُونٌ صم وَلا غَاَِا لما دْمُون سَمِيمًا بَصيرًا قرِيبَاء إن الذي تذْعُوئهٌ أفْرَبُ إلى أحَدِكُمْ مِن عَنْق رَاحِلَيِهِ) متْفَقَ عَلَيها”. ** فإن قال قائل: «المؤلف أورد عدداً من الأحاديث الحمسنة»» وأنتم تعرفون أن أهل العلم يقسمون الأحاديث إلى صحيح وحسن وضعيف وضعيفي جداً وموضوعء فهل يصح أخذ العقائد من الأحاديث الحسئة؟ ْ نقول: المؤلف أثبت هذه الصفات باعتضاد أدلة متعددة منها هذا الحديث الحسن الذي ذكره» ولا يمتئع متى ما كان الحديث مقبولاً أن نثبت به الصفة على مقتضى ذلك الحديث الذي تلقاه أهل المعرفة بالقبول؛ وذلك لأن المعول عليه في قبول الحديث هم أمل الاختصاص. وقد ذكر المؤلف عدداً من هذه النصوص وفي بعضها تفسير لما في القرآن من آيات الصفاتء وقد يقول قائل: إن هذه الأحاديث في بعضها معان لا تليق بالله» كقوله: (حتى يضع رب العزة فيها رجله أو عليها قدمه) كيف يضع الله قدمه في النار؟ 35 © شرح متون العقيدة إن الْفرقة َهَ الَاجيّة هل السك وَالْجَمَاعمَ ة يُوْمِنُونٌ يدَلِك؛ كما يُؤيِئُونَ يما أخبرَ الله به في كتَابه؛ من غَيْر تخريف ولا تغطيل» ومن غَيْر ييف وَل تمثيل؛ بَلْ مُمْ الْوَسَطُ فِي فرق الأمََة؛ كَمَا أن الأمة ة هي الْرَسَطُ ِي الأمم 6 -فنقول: ليس هذا معنى الحديث» وفهمك فهم خاطئ» وكون الشيء على النار ليس معناه أنه يدخل فيها. وفي النظر في نصوص الصفات في السنة النبوية من حياة القلوب وتعلقها بالباري جل وعلا ما يجعل الاتصال بهذه النصوص يزيد إيهان العبد. فإن قال قائل: إن دراسة هذه النصوص قد تورث الشبهة عند الخلق وتوجد عندهم الشكوك فالأولى عدم دراستها. قلنا: هذا قول خاطى؛ لأن النبي © تكلم ببذه النصوص بكلام واضح فصل؛ وخاطب بها الكبير والصغير» الذكر والأنثى» المتعلم وغير المتعلم» فدل هذا على أن. الخطاب بها خطاب عام للجميع. وكما تقدم أن في إعادة هذه النصوص وتذاكرها فوائد عظيمة وثمرات عديدة» فالقول باستحباب ترك قراءة هذه النصوص قول خخاطئ. * وذكر المؤلف هنا ثلاثة أمور: الأمر الأول: وسطية أهل السنة والجماعة. الأمر الثاني: صفات للرب سبحانه قد يظن أنها متضادة وليس الأمر كذلك. الأمر الثالث: ذكر المؤلف شيئاً ما يدخل في الإيهان بالله عز وجل. * قال المؤلف: «إن أهل السنة والجماعة وسط في فرق الأمة»: والوسطية تتضمن ثلاثة أمور: الأمر الأول: الخيرية» فإن الخير وسط بين شرين. - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مُه -الأمسر الثاني: العدل؛ فهناك لما قال تعالى: «وكدَلِكَ جَعَلتَكُمْأمَة وَسَملاه [البقرة:477١]»‏ فسّره بأن المراد بهذا أنهم خيار عدول. الأمر الثالث: التوازن» بحيث لا يكون هناك انحراف. وليعلم بأن الوسطية قد يستعملها بعض الناس لتحقيق أغراضهم ومقاصدهم بدعوى كاذية ليست صحيحة؛ وذلك أن بعض الناس عندما يدعون لأمر مخالف للشريعة مما ترغبه النفوس المريضة وتهواه؛ قد يسمي ذلك وسطية؛ وليس هذا من الوسطية في شيء؛ بل هو مضاد للوسطية؛ فإن الشريعة قد جاءت بإخراج النفوس عن دواعي الهوى إلى طاعة الرب المولى جل وعلاء قال تعالى: (وَلَا ند تيع آلْهَوَى َيُضِلكَ عَن سَبِيلٍ أَللّه4 [ص: ؟]. وقال تعالى: َكَرَت مَنِأَتخدَ لهَهُ هَوّنْهُ4 [الجائية:77]. ومن هنا فاتباع المهوى ورغبات النفوس ليس من الوسطية في شيء. والوسطية تكون بموافقة مدلول النصوص الشرعية» فقد يكون هناك طائفتان منحرفتان في باب انحرافاً متقارباً فيظن أن الوسطية أن يكون الإنسان بينهما وليس الأمر كذلك. مثال هذا: هناك طائفة أنكرت جميع الصفات» وهناك طائفة أثبتت سبع صفات» هل الوسطية أن أثبت ثلاث صفات ونصف صفة؟ هذه ليست الوسطية» لأنك نظ رت إلى طائفتين منحرفتين انحرافاً متقارباً في هذا الباب» ومن ثم ليس هذا هو الوسط المطالب به شرعاً. كذلك قد يظن بعض الناس أن المراد بالوسطية التسهيل والتخفيف على الناس» فنقول: الوسطية تسعى إلى تحقيق مصالح الخلق ولو كان بتكليف العباد في بععض الواجباتء إذ ليس من العقل ولا من الديانة ولا من المروءة أن يترك العبد مصالح نفسه- شرح متون العقيدة -من أجل دعوى التخفيف على الناس» نمثل هذا بمثال: شخص ينام الضحى ولا يؤدي الأعمال المناطة به يقول له قائل: لم تفعل ذلك ؟ فيقول: أريد أن أخفف على نفسي» وأسهل عليها. قلنا: ليس هذا هو التخفيف والتسهيلء هذا هو إلقاء في الملكة؛ لأن عمل الإنسان ودأبه في مصالح آخرته ودنياه هو التسهيل الحقيقي الجالب لمصالح الدنيا والآخرة. كذلك قد يظن بعض الناس أن من معنى الوسطية: المداهنة في المعتقد أو في الدين» فتجده يتنازل عن أحكام شرعية باسم الوسطية؛ وهذا ليس من الوسطية في شيء بل هذا هو التخاذل» واتباع رضا الناس في سخط الله وانظر إلى فعل النبي ميق عندما عرضوا عليه ما عرضوا من متاع الدنيا. ملك؛ ومالء ونساء . من أجل أن يترك طريقته فلم يستجب لذلكء وم يقل هذه إمكانات سآخذها وأستغلها في الدعوة إلى الله» ولو أسقطت جزءاً من الأحكام الشرعية. فالمقصود أن نحذر من استعمال بعض الناس من مصطلح الوسطية في غير المقصود الشرعي؛ وترتيب بعض المفاسد على هذه الدعوى بإسقاط الأحكام أو الدعوة إلى إلغاء هذه الأحكام. وأنا أضرب لذلك مثلاً: اسمع لوصف الله للمنافقين: <مُذَبَذَبينَ بَيْنَدلِكَلَا إن هَؤْلَآءِ وآ إل هَتَؤْلَآ 4 [النساء:4١]؛‏ لأنهم يقولون: نحن وسط نريد أن نرضي المسلمين» ونرضي الكفار. ولكن هذا لم ينفعهم عند الله رب العزة والجلال. وانظر إلى قول أولئك الذين قالوا: : وَقَالت طايقَةٌ من أَهْلٍ الكت "اموأ بالندى أل عَلى الذيرت ءَامَبُوأ وَّجَه التهَارِ وَأكفرُوأ َاخْرَهُه لَعَلَّهُمْيرْحِعُونَ» [آل عمران :"لا يقولون: نريد أن نكون وسطاً نكون مع طائفة في الصباح؛ وطائفة أخرى في المساء» حتى نكون مع الجميع ويحبنا الجميع» ونكون مقبولين عند الجميع» فلم ينجهم هذا عند الله عز وجلء وم يصبحوا ببذا: الفرقة الوسطء بل أصبحوا فرقة الكذب والنفاق. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الله سج ع6 فهم» يعني: أهل السنة والجماعة وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين أهل التعطيل الجهمية وأهل التمثيل المشبهة/*. * «أهل الصفات على نوعين منهم من ينفي الصفات أو ينفي بعضها فهؤلاء هم النفاة»» فعندنا صفات مثبتة في النصوص وصفات منفية في النصوصء فغلت طائفة في النفي فنفت الجميع وهؤلاء غلاة وغلا آخرون في الإثبات فأثبتوا الجميع حتى ما نفاه النصٌ وهؤلاء غلاة» وقد يكون الغلو بالتمثيل تمثيل صفات الله بصفات المخلوق. أما أهل السنة فساروا على مدلول النصوص إثباتاً ونفياً فأصبحوا هم الوسط. قال: «وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية»: الجبرية يقولون: ليس للعبد فعل وكل هذه الأفعال منسوبة إلى الله فذهابك وإيابك من الله» الله هو الذي فعله. فهذا فعل الله وليس فعلاً للعبد؛ ولذلك قالوا بأن الإنسان في الحياة مثل الورقة في مهب الريح, ليس له اختيار ولا إرادة ولا فعل» حتى قيل لمم: إن الله قد نسب الأفعال للعباد. قال تعالى: ويل كَآقتّهُآلّىَ أُرِنْمُمُوهَا يما كُشْرْ تَعْمَلُورت» [الزخرف:977]. قالوا: إن نسب الفعل للعيد لأنه كسبه. فإذا قيل طم: ما كسبه؟ قالوا: فعل لله تعلق بالعبد. وهذا تناقض» كيف يكون كسباً للعبد ويكون فعلاً لله؟ إذا قلت بأنه فعل لله فلا يصح أن تقول: كسب للعبد. ولذلك قالوا: ثلاثة لا حقيقة للمها: كسب الأشعريء وأحوال أي هاشم؛ وطفرة النظام. وفي المقابل هناك القدرية الذين ينفون تعلق فعل العبد بالله» ويقولون: هذا الفعل من 2ه العبد لم يخلقه الله ولم يقدره الله. غ6 شرح متون العقيدة وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهه”. وكلاهما قول فاسد خاطى؛ لأن هذا الفعل فعل العبد لكنه واقع تحت مشيئة الله وخلقه؛ فالفعل فعل للعبد وخلق لله؛ وبهذا تجتمع النصوص. قال تعالى: < وَآللّهُ حَلَقَي: وَمَا تَمْمَلُونَ4 [الصافات:47] أثبت أن للعباد أعمالاً منسوبة إليهمء والأصل في الكلام الحقيقة» وأثبت أن هذه الأعمال مخلوقة لله فالمعتزلة نظروا إلى عمل العبد فأثبتوا فعل العبد لكنهم نفوا خلق الله له. والجبرية أثبتوا عموم الخلق ونفوا فعل العبد. وأهل السنة أثبتوا الأمرين. لماذا وقعت هذه الطوائف في الخطأ؟ لأن عقوهم ضعيفة وإن ادعو بأنهم أصحاب العقولء إذ لم تتمكن عقوم من إدراك الجمع بين كون الفعل فعلاً للعبد» وكونه مخلوقاً للرب ولا تضاد بينهياء فلم لم تدرا عقوهم ذلك نفى كل منهم جانباً. وأما أهل السنة فانطلقوا من النصوص فاستوعبت عقولهم ذلكء ولم تر فيه نكارة» فالله الخالق القادر على كل شيء لا يعجزه مثل هذا. * «يعني هم وسط بين المرجئة الذين يخرجون الأعمال من مسمى الإيمان والمرجئة على طوائف مختلفة ومراتب متعددة فمنهم من يقول»: الإسلام هو المعرفة» فمن عرف الله فهو مسلم. هذا قول شنيع يلزم عليه أن إبليس مسلمء والعياذ بالله لأنه يعرف الله. ومنهم من يقول: تصديق بالقلب فقط» ومن هنا وقعوا في ضلال في هذ الباب» وبالتالي قالوا بأن العبد يكون مؤمناً منذ ولادته إذا كان سيموت على الإيمان» فهذا - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية #الله# ع وج -شخص حارب الإسلام والمسلمين ستين سنة يقولون مادام أنه مصدق بالله وبرسله فإنه مؤمن؛ كيف يكون مؤمناً وهو يأتي بنواقض الإسلام؟ قالوا: إذا أسلم بعد ذلك تبينا أنه كان مسلا منذ ولادته. كيف وقد كان يحارب الله ورسوله كيف يكون مسل! في وقت محاربته لله ورسوله؟ إذن المراد بالمرجئة: من يؤخر ويرجئ العمل عن مسمى الإيهان فيصححون الإيهان» ولو لم يكن معه عملء ولا يدخلون العمل في مسمى الإيهان» والله تعالى ذكر الإيهان في كتابه وأدخل في مساه العمل الصالح قال تعالى: «وَمَا كان أله لِيُضِيعَ إيمتكم» [البقرة:1477]. أي الصلاة التي صلوها تجاه بيت المقدسء وقال النبي 28 : (الإيَانُ بضعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَدٌ فأعلاها قول: لا إله إلا الله » وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . وَاْيّاءٌ شُعْبَة ين الإيانٍ)”'" والحياء من أعمال القلوب؛ وإماطة الأذى عمل ولا إله إلا الله قول والجميع داخل في اسم الايهان » وقد جاءت النصوص بأن العبد قد يكفر بسبب عمله؛ وقد يكفر بسبب قول قاله. قال تعالى: «قل أَبالَه وَءَايَجِهِء وَرَسُوإوء شر نُشتركوت ©» لا تَعْعَذِرُوأ قد كُفرْتم بَعْدَ إيمَسِكُمْ» [التوبة: 17-10]) وقال تعالى: «تلِفُون بالل ما قَالُوا وَلَقَدَقَا أكلمَة الكفر وَكَفَرُوابَعْدَ إِسْلسِغِرٌ» [التوبة:74]. فدل هذا على أن العبد قد يكفر بالعمل ويكفر بالقول؛ لا لأن هذه الأفعال دالة على الاعتقاد» لكنه يكفر بذات الفعل» ودلت النصوص على أن الحبد قد يكون مؤمناً في وقت كافراً في وقت كيا قال تعالى: «إِنَ الْنينَ اموأ ثم كفرُوا تمنو شم كفرُوا ثُمأزدَ ادو كفرا ليك آله لِيَغْفِرَ هُمَ وََا لدجم سّبِيلاً» [النساء:/ا15]. )١(‏ أخرجه البخاري(5) ومسلم(0©) من حديث أبي هريرة قأقّه؛ واللفظ لمسلم. .- 1 65 شرح متون العقيدة وني مقابل هؤلاء الوعيدية» وهم الذين يكفرون بالذنوب والكبائر من الخوارج والمعتزلة» فيقولون: صاحب الكبيرة في نار جهنم خانلدا مخلداً وفِي ياب أسْمَاء الإيمَان والدّين بَيْنَ الحَرُورية وَالمُمْتزِلَق وبَئْنَ الْمُرْجكةٍ وَالْجَوئة”. * وكذلك أهل السئة وسط في باب الحكم على الفسّاق والعصاة أصحاب الكبائر» فيحكمون بأن لديهم انا ناقصّاء فهم وسط بين المرجئة الذين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب » وبين الوعيدية الذين يقولون: لا يبقى مع الكبيرة إيهان » وبعضهم يقول: هو كافر وهؤلاء هم الخوارج » وبعضهم يقول: هو في منزلة بين المنزلتين وهؤلاء هم المعتزلة. وهذا الخلاف بين المعتزلة والخوارج خلاف لفظي بينهم وإلا فحقيقة قوهما واحدة؛ لأهم يجعلونه خالداً مخلداً في نار جهنم. وترتب على هذا اشتراك الطائفتين الوعيدية والمرجئة في بدع مشتركة» من تلك البدع مثلاً: إنكار الشفاعة فإن الوعيدية يقولون: لا شفاعة؛ لأن أصحاب الكبائر في نار جهنم خالدين فيها. والمرجئة يقولون: أصحاب الكبائر إلى الجنة مباشرة» فلا يضر مع الإيمان ذنب» ومن ثم لا يحتاجون إلى شفاعة. فهم اشتركو في بدعة نفي الشفاعة» وإن أثبتها بعض المرجئة قولاً لكنه ينفيها حقيقة. قال: «وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة»: كتسمية هذا مؤمن, وهذا كافر» وهذا مبتدع» وهذا موحدء وهذا فاسق» وهذا تقي» فأهل السنة وسط بين الحرورية والمعتزلة من جهة؛ لأهم يسلبون اسم الإيمان من أهل الكبائر» وبين المرجئة والجهمية الذين يقولون: أصحاب الكبائر كاملو الإيمان» إيماخهم كإيهان أبي بكر وعمر وكإيمان جبرائيل وميكائيل. أما أهل السنة والجماعة فهم وسط فيقولون: هؤلاء مؤمنون فساق فلم يسلبوا عنهم اسم الإيمان كما قالت الوعيدية؛ ولم يجعلوهم كاملي الويمان كا قالت المرجئة والجهمية. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية لله وَفِي أصحَاب رَسُول الله غ3 بَيْنَ الرّافضة وَالخوارج”. * قال: «وفي أصحاب رسول الله ميقي هم وسط بين الناصبة الذين يناصبون الععداء للصحابة كلاً أو بعضاً»» وبين أهل الغلو الذين يغلون في بعض الصحابة. فأهل السنة يثبتون أن الصحابة خيار الأمة» وأن الصحابة أفضل الأمة بعد نبينا 8 ويثبتون هذا لجميع الصحابة» أما الرافضة فإنهم لا يوالون إلا نفراً يسيراً من الصحابة» يرفعونهم عن مكانتهم» ويجعلونهم معصومين. ويقدحون في غيرهم, والخوارج يتكلمون في الصحابة ويكفرونهم. إذن ما هو منهج أهل السنة والجماعة في هذه المسائل التي عرضها المؤلف؟ - منهج أهل السنة والجماعة في صفات الله: إثبات ما أثبته الله ورسوله من صفات الله جل وعلا ونفي ما نفياه» والسكوت عما سكتا عنه؛ بدون تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. - ومنهجهم في باب أفعال الله: يثبتون للعبد الفعل» ويثبتون الخلق لله عز وجل» ويثبتون للعبد مشيئة ويجعلونها تابعة لمشيئة الله» كما قال تعالى: وما نَسَآءُونَ إل أن يَمَآء أللّه4 [الإنسان:٠7].‏ - وفي باب الوعيد: هم وسط؛ لأنهم جمعوا نصوص الوعيد جميعاً فقيدوا الننصوص المطلقة بالنصوص المقيدة» وخصصوا عموماتها بالنصوص الخاصة فهم قد جمعوا بين النصوصء ولم يفعلوا مثل ما فعلت الطوائف الأخرى التي احتجت ببعض النصوص وتركت بعضها الآخر فإن الوعيدية نظروا لحديث: (لا يزني الزاني....) والمرجئة نظروا لحديث: (من قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة)؛ وأهل السنة والجماعة نظروا إلى النصوص جميعاً. - وني باب الأسماء والدين توسطواء فالفاسق ليس كافراًء وليس مؤمناً كامل الإيهان. 0-0 شرح متون العقيدة فصل وَقَدْ دَخَلَ فِيمَا ذكركاة مِنَ الإجَان بالله الإِمَانْ بِمَا أخبَرَ الله به في كِتَابهِه وكوَائرٌ عن رُسُولِه وَأجْمَْ عَلَيْهِ سَلْفَْ الأمَةِ؛ مِن ألهُ سسْبْحَائهُ فُوْقَ سَمَاوَاتِهه عَلَّى عَرْشِيِهه عَلِي 7 8 . مك 0007 7 ]ماله َك مل رت موري اله 7 في قَوْلِه: «ه وى عَلَقَأَلسَمَوتٍ والأضفى ينه أَيَامِثُمَ أسْتوَئ على العترشٍ يَعَلمٌ ما 43 ده - م اي حشرا سات #2 رج رسا سرهم . را را“ سس سم سالر د وو يلج فى الأرْض رَمَا حرج مِها وما يَزِلَ مِنَأَلسَمَآء وَمَايَعَرُحٌ يبنا وَهَوٌ مَعك مين مَا كُنشُم 2 ِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ4 [الحديد:؛]. -وأما في الصحابة فأهل السنة والجماعة يوالون جميع الصحابة» ولا يفرقون بينهم» بل 5 04 0 الس بير #- مهو ل كلهم عدول خيار» كما قال تعالى: «ِمْحَمَدٌ رَسُولُ اند وَاذِينَ معد أَشِدَآء على الْكُفَارٍ يتآ روم : 1 - سي خش سهد ترام ل كله ب سشق؟] > لا م بيََجم» [الفتح:14]» وكيا قال تعالى: «وَالسبقون الأولونَ مِنَ المهدجرين َال نصار وَالْذِيينَ عدو #2 2-0 سل وه سه م .الور 5 5 > 00 أنبعُوهم بإحسين رَؤِىت لله عَنْهُم وَرَضِوأ عَنْهُ4 [التوبة:١٠٠]»‏ وكما قال تعالى: «لقّد نانب الله عَلَ ابي وَالْمُهَدجريت والأنصَارٍ أأزيرى أتَبَعُوهُ فى سَاعَةٍ آلعُسْرَة مِنْ بَعْدِ ما كاد يَرِيعٌ ُنُوبُ قريق يَنْهُر ثُرتَاب عَليهم إن يهم رَمُوُرحِيم4 [التوبة:7١1]‏ فلم يغلوا فيهم فيرفعوا درجتهم, ويعتقدوا فبهم أنهم معصومون لا يقع منهم زلل ولا خطأء ولم يقصروا في رتبتهم بأن ينسبوهم إلى الخيانة والكفر. بل هم وسط في هذا الباب يعتقدون أفضليتهم, ثم نهم يعتقدون أن هؤلاء الصحابة لهم فضل علينا وعلى الأمة لأخهم بلغوا الرسالة ونقلوا الدين. 03 # «ذكر المؤلف نموذجاً من نهاذج الصفات التي قد يقع اخلط فيها"؛ نتيجة عدم الفهم لاء ألا وهي مسألة الاستواء والعلو من جهة مقابلة المعية» والقرب» فإن النصوص قد دلت على أن الله فوق خلقه, كما قال سبحانه: <نحَافُونَ رُم مِّن فَرَقِهِمْ» [النحل:150]» وكما قال تعالى: «تنزيل الكتّب4» [السجدة:؟]» وكا قال: «وَالْعَمَلُ أَلصّلحٌ يَرْفَعْهُده [فاطر:١٠]؛‏ إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الدالة على إثبات علو الله وكذلك أثبتوا ماجاءت النصوص- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بواللله -ج )4 وَمَا ذكِرَ فِي الْكِتِاب وَالسَنة مِن قُرْبهٍ وَمَعِيْتِهِ 1 به لأثنافي ا لكر ين لو وََوقِيْته؛ فَإِلْهُ سبحا سسحاء هُ ليس كَمِِلِه شيءٌ في جمِيع نُعُوتَه 4؛ وَهُوَ عَلِيْ فِي لوه قريب في علو . -بإثباته من استوائه على العرش: طيحن عَلَ الْعَرْشٍ أسْتّوئ4 [طه:ه]» <ثُمّ آسْتوَئ على لْعْرَشٍ4 [يونس:]» إلى غير ذلك من النصوصء وكذلك أثبتوا معيّة الله لخلقه لقوله: «وَهو مَعَكْرْ» وم يُفسّروا ذلك بمخالطة الله لعباده » فإن هذا لا توجبه اللغة. وفي المقابل جاء عن أهل اللغة تفسير الاستواء بأنه العلو والارتفاع والاستقرار, وكذلك جاءت النصوص بإثبات المعية لله» وأنه مع خلقه» وجاءت النصوص بأن معيته على نوعين: الأول: معية خاصة لأهل الإيمان والتوحيد والسنة والإخلاصء وتكون بالنصرء والتأييد؛ والإعانة» والظهور على العدوء كا في قوله سبحانه: إن آله مع النينَ أنقوأ وَالَذِينَ هم ححسبُورت4 [النحل:178]» وقوله تعالى: (إِنّ نّمم آلصّيرِينَ» [البقرة:168]. الثاني: معية عامة تكون مع الجميع مع المسلم والكافر» لكنها معية العلم» والإحاطة كما قال تعالى: لوَهُوَ مَعَكُمْأَينَ ما كنك وَآلَهُ ما تَعْمَلُونَ بم [الحديد:؛]. #* هل هناك منافاة بين صفة المعية» وصفة الاستواءء أو العلو؟ نقول: لا تنافي بينه|؛ لأن المعية لا تقتضي منافاة العلو» إذ أن المعية لا تقتضي المخالطة بالمخلوقين» ولا الماسة لهم, كما لو قلت لك: أنا معك؛ وأنت هناك في آخر المسجد لست بقري» ولكئني أقف مؤيداً لموقفك؛ ويحزنني ما يحزنك» ويسرني ما يسرك؛ هذا معنى: معيتي لك. وإذا اقتتلت الطائفتان» قلت: أنا مع الطائفة الأولل؛ و أنت بعيد عنهم بالمسافات البعيدة» هذه معية خاصة: لا تقتضي تخالطة ولا مماسة. 5 0 -فحيتئذ لا تنافي بين إثبات المعية» سواء الخاصة أو العامة التي لا تقتضي مخالطة ولا مماسة. فحينئذ لا تنافي بين إثبات المعية سواء الخاصة أو العامة؛ وإثبات العلو؛ وكذلك لا تناقض بين إثبات القرب. فإن القرب لا يقتضي مماسة ولا مخالطة» ومثل المؤلف لذلك بمثال قياسي» فقال: بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته» وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينها كان. أي أنه آية» وهناك مخلوقات أعظم من القمرء والقمر موضوع في السماء ومع ذلك هو معك» تقول: سرت مع القمر» وهذا لا يقتضي مخالطة أو مماسة » وهكذا فيا يتعلق بمعية الله. وتظهر هنا مسألة وهي: هل يصح الاستدلال بالقياس في باب أسماء الله وصفاته, أو لا يصح؟. لأن المولف هنا استعمل قياساًء فنقول: القياس على ثلاثة أنواع: النوع الأول: القياس التمثيلي: وهو الذي نثبت به حكم]ً لمحلين لتائلهما في المعنى» سواءً كان في القياس الشرعي كا تقول: الغسل طهارة كالوضوء, فشرع له البسملة. هذا قياس تمثيل» استوت فيه أطرافه وأفراده؛ والقياس التمثيلي الذي تتساوى فيه أفراده لا يجوز أن يستعمل في حق الله سبحانه لأنه تعالى ليس شيء من مخلوقاته مثيلاً له. النوع الثاني: القياس الأولوي: وهذا يمكن أن يستخدم في حق الله تعالى؛ بل إن أهل السنة يقرون قواعد في هذا الباب مأخوذة من النصوص. مثال ذلك قولهم: كل كمال ثبت للمخلوقء لا يتطرق إليه النقص بحال فا خالق أولى به. وهذا الدوع لا بأس باستخدامه في الصفات بشرط التحقق من شروطه وأركانه؛ لأن الباب مزلة. النوع الثالث: القياس الشمولي. وهو عند الأصوليين يسمى (العام) وهو اللفظ العام؛ الذي تدخل فيه أفراد كثيرة. ٍ- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مله 6 ١ت‏ -المؤلف في قوله: «فإن هذا لا توجبه اللغة». أشار إلى قضية مهمة» وهي أن الكتاب والسنة نزل بلغة العربء فلا يصح أن نفهم ألفاظ الكتاب والسنة إلا بمقتضى هذه اللغة» قال تعالى: «إِنًا جَعَلتَهُ ءا عَريئ لمكم تَعْقلُورت4 [الزخرف:*]. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرشء وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف» ولكن يصان عن الظدون الكاذبة» مثل أن يظن أن ظاهر قوله: <فى لسَمَاءِ4 أن السماء تظله أو تقله» وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان. فإن الله قد وسع كرسيه السماوات والأرض» وهو يمسك السموات والأرض أن تزولاء ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه. هنا قضية ثالثة» وهي أن النصوص الشرعية لا بد وأن تصان عن الظنون الكاذبة» فإن بعض العباد قد يفهمون من نص وارد أنه يقتضي معنى كاذياً باطلاً. فنقول: هذا خطأء لا بد من إثبات ما ورد في النض, ونفي ما دل عليه الظن الكاذب. ومثال ذلك: أن يسمع أحد قوله تعالى: <ءَأمِدتم من فى ألسَمَاءِ أن عحس فيكم الأرض» [الملك:١]‏ فيظن أن المراد بالسماء البناء المحكم السبع السماوات؛ وهذا ظن كاذبء لأن السماوات مخلوق ضئيل» ورب العزة والجلال لا يمكن أن يحويه شيء من المخلوقات» بل إنه أكبر» فكرسيه وسع السماوات والأرض» وقد ورد أنها فيه: «كحلقه ملقاة في فلاة».أي: دائرة حديد صغيرة ألقيت في صحراء كبيرة فكيف يقال إن قوله تعالى: 9 مّنفى آلكَمَاءِ» يدل على احتواء السهاوات لله» تعالى الله عا يقولون. ومثله أيضاً: من ظن أن إثبات المحبة» كما في قوله: لفَإنَّ اله يحب الْمُتّقَونَ4 [آل عمران:75] يتفي الضعف عند الله عز وجلء والخنور ونحو ذلك؛ فهذا ظن كاذب. ومن أمثلة ذلك أن يقول القائل: إن الحياء انكسارء وتذلل» ونحو ذلك» فهذا ليس من مدلول الحياء في لغة العرب. وإنما الحياء الترفع عن الدنيء والتفرة منه. ع3 شرح متون العقيدة وَمِنَ الإيّان بالله وَكَتُبِهِ الإمان أن الْقرآن كَلام الل مُتَزّل؛ غَيْرٌ مَخْلُوق©*. * تكلم المؤلف هنا عما يتعلق بالقرآن العظيمء وهذا ينبني على مسائل: المسألة الأولى: هل من صفات الله الكلام؟ وهل يتكلم رب العزة والجلال حقيقة؟ فنقول: قد دلت النصوص عل أنه سبحانه يتكلم» قال تعالى: 9وَقَال أله لا نَكَخِدُوَا هنين نما هوَّإِلَنه و جد فَإئّىَ قَأَرَهَبُونِ4 [النحل:١0]؛‏ وقوله: (ِوَقَالَ رَبحكم أَدْعُونَ أَسْتَجِ ب لكرْ» [غافر:10]» والذي قال هو الله تعالى. المسألة الثانية: القول إن| يكون قولاً إذا كان بصوت وحرق؛ فإذا لم يكن معه صوت فهذا ليس قولاً ولا كلامآ وإنما هو خواطرء أو معانٍ في النفوس. كذلك نؤمن بأن كلام الله تعالى صفة هو كلام بصوت وحرف: فإنه قد ورد في الحديث: (مُحْشَرٌ النّاسٌ يَوْمَ الْقَِامَةٍ هُرَاةَ غُرْلاًيج]) قال: قلنا: ما بهما؟ قَالَ: (لَيْسَ مَعَهُمْ َي نمام ِصَوْتٍ يَسْمَعْهُ منْ بعد كا يَسْمَعْهُ من قرب: أن اليك أنا الديان...)7". المسألة الثالثة: هل صفة الكلام بالنسبة لله تعالى صفة أزلية فقطء بحيث نقول: تكلم في الأزل» ثم لم يعد يتكلم بعد ذلك؟ أو نقول: يتكلم سبحانه متى شاءء بها شاء؟ فنقول: إنه قد أخير أنه سبحانه تكلّم بعد خلق المخلوقات؛ قال تعالى: 9قَدْ سَمِعٌ َه قَوْلَ آلتى تجن لك فى رَوْحِهًا وَتَشْتَىَ إلى آنه [المجادلة:1]» فلو قلنا بأن الكلام صفة في الأزل» للزم عليه أن يكون قول المرأة قديرأً لأن كلامه سبحانه إنما حصل بعد سماع قوها. )١(‏ أخرجه ابن أبي شيبة(7/ 7141) وأحمد(؟/ 145) وابن أبي عاصم في السنة(015) وحسنه الألباني. ا شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الله قل ِنْهُ بَد]”*» وَإَيْه يَعُوذ"* وَأنْ الله تكلم به حَقِيقة» وَأ هذا الْقُرْآنَ الذِي ألرَلَه على مُحَملٍ مق مر كلام الله حقيقة؛ لأ كلام يرو*. ولا يَجُودْ إطلاق الْقَل بألهُ كَية عن كلام لله حيار َل إدا قَرَأه الا أو كبُوهُ في الْمَصّاحِف؛ لَمْ يَحْرْج بدَلِك عَنْ أن يَكُونْ كلام الله تعَالَى حَقيقَة فَإنْ الكَلامَ لما يَُافُ حقيقة إلى مَنْ فَالهُ متقيكاء لا إلى من اله ْنا موكيا 0 * «ثم نؤمن بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا هو بعينه كلام الله»» فلا نقول: هذا مثل كلام الله أو عبارة عنه» أو حكاية عن كلام الله» بل هو بعيئه كلام الله الذي هو صفة من صفات الله ويترتب على ذلك أنه غير مخلوق؛ لأن صفات الله ليست مخلوقة. * قوله: «منه بدأ»: أي أن الله تكلم به حقيقة» فهو المبتدئ بالكلام به» وجبريل ومحمد لم يتكلما به على جهة الابتداء وإنما نقلاه وبلغاه. * قوله: «وإليه يعود»: أي أن القرآن والكتاب يعود إلى الله» قيل: يكون ذلك في آخر الزمان عندما لا يكون في الأرض إلا من لا يعبد الله وإلا فإن الأصل أن هذا الكتاب محفوظ باق» قال تعالى:(إنًا نحن ترلَكا آلذّكْرَوََِا لَه لحَفِظُونَ» [الحجر:ة]. وقيل: إن قوله: وإليه يعود: أي وقت قيام الساعة. يأتي القرآن يحاج بين يدي ربه عن أصحابه الذين يقرؤونه؛ ويقومون به يصلون آخر الليل. وقيل: يعود إلى الله أجر عامليه وثوابهم. - وما كتب من هذا القرآن في المصحف كله كلام الله» وما تلي كله كلام الله. وما سمعته من القرآن فهر كلام الله. فإن قال قائل: إن الله قد قال عن جبريل: «إنه لَعَوْلُ رَسُولٍكريم» [الحاقة:٠‏ ]0 يعني أنه قول جبريل. قلنا: قوله: رسولء يشعر بأنه مبلغ عن الله والعادة جارية بأن الكلام ينسب إلى المتكلم به ابتداء» ولا ينسب إلى الناقل» إذا جاء في نشرة الأخبار» وسمعت المذيع يتكلم- ال شرح متون العقيدة -ويقول: قال فلان: كذا وكذا. فلا يصح لك أن تنسب هذا القول للمذيع؛ فالمذيع مجرد مبلغ. الحروف أو المعاني أيهما كلام الله ؟ الجميع كلام الله الحروف والمعاني» وليست المعاني التي فهمها السامعء بل المعاني التي أرادها المتكلم. فإن قيل: هل في إثبات كون القرآن من كلام الله حقيقة مضادة للنصوص؟ أو إثبات للنقص لله؟ أو تناقض وتضاد؟ فنقول: بل إثبات كون الله سبحانه وتعالى قد تكلم» هذا الذي فيه إثبات الكمال لله. فإن قال قائل: هذا يتضمن تشبيه الله بالمخلوقات المتكلمة؟ قيل: ونفي الكلام عن الله تعالى يقتضي تشبيهه بالجمادات الناقصة» ولا شك أن المتكلم أعلى من غير المتكلم. فإن قال قائل: قولك في صفة الكلام: أنه يتكلم متى شاء يلزم منه حلول الحوادث بالله؟ قيل: هذا مصطلح لا نعرفه. لم يرد في الكتاب ولا في السنة» لا إثباتاً ولا نفيأء ومن ثم لايصح أن نجعل مثل هذه الجمل وهذه الألفاظ هي الحاكمة على النصوصء بل نجعل النصوص هي الحاكمة على غيرهاء ثم إن هذه الكلمات تحتمل معاني حقة ومعاني باطلة» ومن ثم لا بد من تجلية المراد بهذا اللفظ لنحكم عليه هل هو حق أو باطل. فإن قال قائل: إذا أثبتنا أن الكلام قديم أثبتنا أن القدماء كثر. قلنا: صفة الكلام ليست قائمة بنفسهاء وإن| هي تابعة للمتكلم؛ ومن ثم لا يلزم ما ذكرتموه من تعدد القدماء لأن الصفة تابعةٌ للموصوف جزءٌ منه » فالصفة والموصوف شئ واحد؛ إلى غير ذلك من شبهاتهم التي يوردونبهاء ولا قيمة لها حقيقة. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ا 2ت وقد دْخَلَ أنِضا فِيمًا ذكرئاه مِنَ الإمّان به وبكتيه وَبمَلاَتِكَتَهِ وَبِرُسلِ: الإيَانُ أن الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْئهُ يَوْمْ الْقِيَامَةٍ عيّائا بأبْصَارهِم كما يَرَوْنَ النشمْس صخا ليس بها مَحَابُ» وَكَمَا يرو الْفَمَرَ ْله الْبَذر لا يُهَامُون في رُؤيَنو'*. * قوله: «وقد دخل أيضاً فيما ذكرناه..إلخ»: ذكر المؤلف هنا ما يتعلق برؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى» كما جاءت النصوص بإثبات رؤية المؤمنين لله تعالى» قال سبحانه: - <وجُوه يَوْمل َاضِرَةٌ 29) إِلَ ربا َاظِرَةٌ» [القيامة:77-17]» وقال:طَلَذينَ أَحْسَئُوا الحُسَى وَزِيَادَة» [يونس:17]» حيث فسر النبي ؤَتق: الزيادة» برؤية الرب سبحانه وتعالى» وكان من دعاء النبي 26 : (وَأَسأَلكَ لَذَّة النَطَر إل وَجهِكَ وَالشّوْقَّ ِل ِقَانِكَ)”'؛ وقال : (إِنَكْمْ سَترَْنَ رَبَكْمْ كما تروْنَ هذا القَمرَ لآنْضَامُونَ في رُؤْييِهه فَإنِ استَطَمْتُم أن ص عبر اموت أَتدْلبُوا عَل صَلاَةٍقَبْلَ طُنُوع الشَّمْس وََبْلَ عُرُويها قَاْمَنُوا)”". وقال تعالل: َلآ ْم يميم حجُوبُونَ» [الملففين:16]» هذا في الفجار» فدل على أن الأبرار لا يحجبون؛ وهناك أدلة كثيرة متتابعة تدل على رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة. فإن قال قائل: هذا الكلام باطل من أوجه: الوجه الأول: أن الله تعالى قال: طلا تَدَرِ كه الأْبِصَرٌ» [الأنعام:"١٠1].‏ فيقال: النفي هنا ليس للرؤية» وإنما النفي للودراك» والإدراك ليس رؤية مجردة» بل رؤية بإحاطة» ونفي الأخص لا يعني نفي الأعم الذي هو مطلق الرؤية. الوجه الثاني: أن الله تعالى قال لموسى: «آَن تَرَننى» [الأعراف:81١]»‏ ولن تفيد التأبيد. فيقال: إذا رجعنا إلى أهل اللغة وجدناهم لا يطلقون (لن) ويريدون بها التأبيد؛ ولذلك نص أهل اللغة على أن (لن) لا تفيد تأبيد النفي» قال ابن مالك: 3 (1) أخرجه النسائي(/ 04) وابن أبي شيبة(1/ 44؟) وصححه الألباني. (1) أخرجه البخاري(0064) ومسلم(777). 6 1 شرح متون العقيدة ومن رأي النفي بلن مؤبداً فقول هارددوسواهفاعضدا بل إن (لن) قد تقترن بلفظ التأبيد» ومع ذلك لا يشمل هذا الحكم يوم القيامة» فإن الله تعالى قال: «وَلَن يَحَمَكوْهأبَدا بم قَدّمتْأَيْديِج» [البقرة:40] أي لن يتمنوا الموت أبداً» ثم قال في الآية الأخرى: مَوََادوَأيَمَلِكُلِيَقَض عَلَيمَاربُلفَع [الزخرف:77]» فتمنوا الموت وطلبوه ورجوه؛ مع أنه قد نفى عنهم تمني الموت ولم يقتصر على النفي بلن بل جاء بعدها ب(أبداً). الوجه الثالث: قالوا: إن إثبات إمكانيّة رؤية الله يقتضي إلحاقه وتشبيهه بالموجودات المشاهدة. قلنا: ونفي رؤيته يقتضي إحاقه بالمعدومات التي لا يمكن رؤيتها. وحينئذ فنفي هذه الصفة أو نفي غيرها من الصفات إنما جاء من ترتيب الظئون الكاذبة على هذه الأدلة وليس من مقتضاها. | ما حقيقة مذهب أهل السنة والجماعة في إثبات صفة الرؤية؟ أولاً: يقصرون الرؤية على يوم القيامة» فيقولون: لا يراه أحد في الدنيا. ثانياً: يقولون: يرونه حقيقة لا مجازء ولا يرون ما يخيل إلى أنفسهم بأنه ربهم. ثالثاً: يقولون: إنهم يرونه بأبصارهم؛ لأن هذا هو مقتضى اللغة في فعل الرؤية؛ قال طفق: (ليس دونها سحاب)7". رابعاً: يثبتون أن هذه الرؤية لا يلحق الرائي ببا الضررء بل يلحقه الخير والصلاح ونضرة الوجه. خامساً: يثبتون أن الرؤية متكررة؛ فيرون الله في الجنة» ويرون الله في عرصات القيامة» كما يشاء تعالى. وهذه قضايا أوردناها كنماذج للتعرف على مذهب أهل السنة والجماعة في المسائل العقدية» وبقية مسائل العقائد يعاملونها على هذا النحو. (1) هذا جزء من الحديث المخرج في الصفحة السابقة. ا جعت انهم مت ممدمع محمد سناكم شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية َكانه وَمِنَ الإمان بِالْيَوْم الآخير: الإِمَان يكل ما أَخْبَرَ به الب 22 مِمًا يَكُون بَعْدَ الْمَوْسو فَيؤُِْونْ بفِْة الْقَبْر وبعَدَابِ الَْبْرِ وَلعِمِهء فَأمًا اليئئة؛ فَِنْ 3 2 2. الئاس يُمْتَحَنُونَ في قبُورهِم» فَيُقَالُ للرّجل: من رَبك؟ وما ويشك؟ ومن 0 0 اليك / * قوله: «فصل: ومن الإيمان باليوم الآخر ..إلخ»: تكلم المؤلف هنا عن شيء من الإيهان بالأمور الغيبية المتعلقة بالآخرة ومقدماتهاء وهذه الأمور لا مدخل للعقول فيها البتة» ومبنى الأمر فيها على التسليم؛ وقد جاءت النصوص بالثناء على الذين يؤمنون بالغيب» فإذا أخبر الله بشيء قلنا: سمعاً وطاعة تصديقاً ويقيناً وإيماناً بدون شك ولاريب ولا تردد» هذا هو شأن أهل الإيمان» بخلاف شأن المنافقين وشأن الكفار» ولعلنا إن شاء الله تعالى نعرض إلى هذه الطوائف من خلال حديثنا عما يدخل في الإيهان باليوم الآخر. - فيم| يتعلق بالإيهان بالغيبيات المتعلقة باليوم الآخر والقبر؛ فأهل السنة والجماعة يقابلون ما ورد من أخبار المغيبات بالتصديق واليقين والإيهان والجزم به بدون شك فيه ولا تردد. فإذا أخبر الله جل وعلا بشيء نصدقه؛ وإذا أخبر نبيه يك فلا يرد على نفوسنا أدنى خلجة أو ومن هذا ما ذكره المؤلف من فتنة القبرء والمراد بالفتنة: الاختبارء وذلك أن الرجل يُسأل في قبره: من ربك؛ ما دينك» من نبيك؟ ولذلك حسن تعليم عوام الناس هذه الأصول الثلاثة» ومن هنا آلف الإمامٌ الشيحٌ محمد بن عبد الوهاب كتابّ الأصول الثلاثة ليكون منطلقاً لتدريس الناس هذه الأصول التي يسأل العبد عنها في قبره. “لكا شرح متون العقيدة فيكت الله الْزِين آمنُوا بالْقَوْل القابت فِي الْحَبَاةٍ اليا وَفِي الآخِرّق فَيَقُولٌ المؤمر”: رَبِي الل والإسلام ديئي» وَمحَمد ةي 6 يبي . ش وأما الْمُرْئاب؛ فِيقُول: هاه هان؛ لأأثري سبشت اشاس ؛ يَقَولونٌ شيا فَقَلثُفة ٠‏ صرب بمرزبة مِن حلي فر وُصَيْحَة يَسْمَعُْهًا يَسْمَعْهًا كل شيم؛ إلا الإنسان» َو سيتهاالإسلا؛ لعئيق. كا ثم بَعْدَ هذه الْهئكَة إما عِيم وَإِمًا عَدَابُ إلى أن تقوم الْقِيَامَة قري" قماة الأرواح إلى الأجْسَاد. * قوله: «فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا»: يعني قبل الموت» وفي الآخرة في القبر هذا الصحيح. فيقول المؤمن: ربي اله» والإسلام ديني» ومحمد م نبيي؛ وأما المرتاب فيقول هاء 0 هاه لا أدري7". وني استعمال لفظ: المنافق ما يدل على أن العبد ينبغي به أن يحذر من الارتياب في خبر الله وخبر رسوله ويحذر من النفاق. والقبر روضة من رياض اممئة أو حفرة من حفر النار؛ كما قال تعالى عن آل فرعون: ٍآلثَارُ يُعَرَضُورت عَلَيَا عُدُوَا َعَيه” وَيَوْمّ تَهُومُ آلصَاعَةٌ أُدْجِلُوَا ءال فِرَعَوْ أَشَّدٌ لْعَذَّاب4 [غافر:4] فالنار الأولى نار القبرء وقد جاءت الأخبار عن النبي 2# متواترةً بإثبات عذاب القبر ونعيمه. (1)كهافي حديث البراء بن عازبء أخرجه أبو داود (4767) والنسائي(74/4) وابئن ماجه .)١6869( شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مَجَدلدنُه 3 قوم الام الي بر بر الله بها في كايو وَعَلَى سان سوه تع علي الْمُسْلِمُونَ فَيْقُومُ النّاس مِن قُبُورهِم | لِرَبّ الْعَالَمينَ حَفَاةٌ عرَاة عرلا وكذلو مِنْهُمُ الشمس. وَيُلْحِمُهُمْ الْعَرّق. قَتْئْصَ نُنْصَبْ الْمَوَازِين» فَنُورَنُ بها أَعْمَالُ الْعِبَاد ؤِقَمَن تقلت مَوَزِيئهء / أوقبك هم مورت هع مرت حَفْتْ ميته َلك نين حبرو أَنفْسَهُمْ فى جَهَكُمَ حَطِدٌونَ» [المؤمنون:008-17]**.. #* قوله: «وَنَقُومُ الِْيَامَةُ الي أَخْيَ الله.. إلخ»: ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالقيامة» وأن الناس يقومون من قبورهم عراة لا ثياب عليهم» حفاة لا نعال لهم غرلاً غير مختوننين» وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق: أي أن العرق يصل لمواطن كشيرة حتى يصل إلى موطن اللجام في الدواب. فتنصب الموازين: والموازين توزن بها ثلاثة أشياء: الأول: أعمال العباد. فإن قال قائل: كيف توزن الأعمال وهي عرض والأعراض لا يمكن وزنها إنما يكون الوزن للأجسام؟ نقول: هذا من ضعف عقل المتكلم بهذ!؛ لأنه قاس قدرة الله على قدرة نفسه؛ فظن أن ما يعجز العبد عنه يعجز الله عنه» وهذا نقص في العقل» كيف يقاس القادر على العاجز؟! وما المانع أن يجعل الله هذه الأعراض أجساداًء وما المانع أن يجعل الوزن للأعراض بقدرته سبحانه؛ ما المانع؟! وقد جاء في الحديث أن النبي مَتقطية قال: (كَلِمَتَانِ حَفِيفَتَانِ عَلَ اللْسَانِ نَقيِلََانٍفي الميرانِ حَربكانِ ِل الرْمَن: سُبْحَانَ الله المتظيم سُبْحَانَ الله وَبحَميو)”". الثاني: الوزن للعاملين كما قال مك عن ابن مسعود: (تعجبون من دقة ساق عبد الله هي أثقل في الميزان من جبل أحد)'" . )١(‏ أخرجه البخاري(5407) ومسلم(5144). (؟) أخرجه أمد(١1/ )١ ١5‏ والطيالسي (00*؟) وابن سعد(/ )١166‏ والبزار (5537/4؟) "زوائد"» وأبو يعلى )07٠(‏ و(08876)» والشاشي(5537)) والطبراني في "الكبير"(8167). القهشظك شرح متون العقيدة وَنْشرُ الدواوين وَهِيّ صحَائِفْ الأعْمّال» فَآخيد كِنَابَهُ ينه وآخيد كِتَابَهُ بشِمَالِهِ أو مِن ؤراء ظَهْرِ؛ كما قَالَ سبْحَائَهُ وتعالَى: <وَكل شين أَلرَمسَهُ طَتِيرَهه فى عق وغْرِجُ هيوم الِْوسَة صقا يله مسُورا وج آفرأ تبك كلق يفيل الهم عَلَيَكَ حَسِيبًا4 [الإسراء:0]141* . وَيُحَاسيب الله الاق ويَُْو بده الْمُؤْينِء فبقَرْرْهُ بذثوبه؛ كَمَا وُْصِف لِك في الكتاب وَالسكؤ'". ْ > الثالث: الوزن للصحائف التي تسجل فيها الأعمال؛ كما في حديث البطاقة عندما يؤتى لعبد بتسعة وتسعين سجلاً قد كتبت فيها أعماله ثم يؤتى ببطاقة لا إله إلا الله فتوضع في الكفة الأخرى... الحديث”". * قال: «وتنشر الدواوين وهي صحائف الأعمال»: وعندئذ ينقسم الناس إلى قسمين: الأول: من يأخذ كتابه بيمينه» فيقول: ظهَاوْمُ آقرَهوأكِتدِيَة» وهذا في عيشة راضية. الثاني: من لا يأخذ كتابه بيمينه» وهذا يأخذه بشماله من وراء ظهره إهانة له. وبعض الناس يقول: إن العباد يوم القيامة على ثلاثة أصناف: آخذ كتابه بيمينه» وآخذ بشهمالهء وأخذ من وراء ظهره؛ وقد ورد ذلك في سورة الحاقة» وفي سورة الانشقاق» ففي سورة الحاقة ذكر الأخذ بالشهال» وفي سورة الانشقاق ذكر الأخذ من وراء الظهرء ولم يجمعهها في محل واحدء وهذا القول خطأ؛ لأنه قد قسم الله الناس يوم القيامة إلى صنفين لا ثالث لههاء فدل هذا على أن الآخذ بشماله هو الآخذ من وراء ظهره. * قوله: «وَيُحَايِبٌ الله الخَلائِقَّ؛: والناس في الموقف لا يحصيهم إلا ربهم خالقهم: فيحاسبهم جل وعلا كلهم بدون استثناء» وقد ورد أن ذلك في وقت واحدء كل منهم- )١(‏ أخرجه الترمذي (679؟) و أحمد (؟/ 317؟) وابن حبان(7370). شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الله | ج ااا وَأمًا الْكُفَارٌ؛ فَلا يُحَاسَبُونَ مُحَاسْبّةَ مَنْ تُورْنُ حَسَكائةُ وَسَيَكَائُ؛ فَإِلَهُ لآ حَسئات لَهُمْء ولكين ثعَد أعْمَالَهُم؛ تتَخصّىء فَيُوقفُونَ علا ويقَرْرُونَ يها". وَفِي عَرَصات الْقِيَامَة م وض ) الْمَوْرُودُ لِلئْبِي 22 ماؤه أذ بَيَاضًا مِنّ لبن وَأخلى مِن الْعَسَلِء أيه ينّهُ علد نج نُجُومِ السْمَاتٍ طُولُهُ شهرٌ وَعَرْضُهُ شُهن من برب يك شري ليما بشتها 94 ديرى أنه لا يحاسب أحدًا سواه في ذلك الوقت» فصفات الله وقدرته أعلى ما يدور في أذهان البعض» فيحاسب الله الخلائق ويخلو بعباده» قال يَتي: (ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إلا يلهال وم الي م لَنْسَ بَْنَ الله وَبَئَهُترجحَانٌ تم ينْظرٌ قَلايَرَى طًَْا قُدَامَهُ د يَنْظرٌ بين يَدَد َيه تله الما فَمَنِ استطاع مِنْكُمْ أن يَتِيَ الَارَ ولوب بشِقٌ )7 . ١‏ + تره: نوا كلك لخ" أما الكفار فعندهم سيئة الكفر فتجعل الأعمال باطلة» قال تعالى: (وََدما إن مَا عَمِلُوأ ين عَمَلٍِفَجَعَلتَهُ هَبَه مسر ]4 [الفرقان:17]؛ لاأن شرط صصسحة العمل لم يوجد عندهم؛ فلم يخلصوا لله» وليس عندهم إسلام وتوحيد» فلم يصح لهم عمل. فإن قال قائل: هل يتفاوتون في النار؟ نقول: نعمء تفاوتهم بسبب معاصيهم., فإنهم يؤاخذون على المعاصي» وتتفاوت درجاتهم بسبب ذلك؛ لأن الكفر يزداد بازدياد المعاصي» قال تعالى: <إِنْمَا أَلنْسِىَءٌ زِيَادَة فى الكفر» [التوبة:/1]. * قوله: «وفي عرصات القيامة الحوض. .إلخ»: تكلم المؤلف هنا عن النوض وقد قال النبي : (حَوْضِي مَمِيرَةٌ شَهْرِ مَاؤَه أَبِيضُ ٠‏ مِنَ اللّبَنِ وَريحَهُ أَطْيَبُ مِنَ اليك وَكِيرَانهُ نهُ كشجُوم السّمَاءء مَنْ شَّرِ ب مِنْها فَلايَظْمَا آبَ))”". .)1٠١15(ملسمو أخرجه البخاري(5675)‎ )١( أخرجه البخاري(101/9) ومسلم(747؟) من حديث عبد الله بن عمر فَلف.‎ )1( َف شرح متون العقيدة وَالصرَاطٌ مَنْصُوب”* عَلَى مَدْنِ جهنم وَمُوَ الْحِسْرْ الذي بَيْنَ الْجَنُةِ وَالئار يَمُرٌ الئاس عَلَيْهِ عَلَى قر أعْمالِهِم لمهم من مكُح الصرء ويم من يدر كَالْبَرق» وَمِنهُم مَن ير كَالرّيح؛ ومِنْهُم مَن يَمُرْ كَالْفْرَسِ الْجَوَادٍ وَمِنْهُم من َم كراب الإيل» ومِنْهم من يَعْدُو عَدْوَاء ويلهم من يَمْثِي مشاء وَمِنْهُم من يَرْحَفُ رَحْفَاء وَمَنهُم مَن يُخْطَفْ خخَطْفًا ود َيُلْقَى فِي جَهَنُمْ تَهَئم؛ فَِنْ الجسر عَلَيِهِ كَلالِيب”* تخطف الئاس يأْعْمَالِهِم» فَمَنْ مَرْ عَلَى الصرّاط؛ دَحخَلَ الْجنة. ذا عَبرُوا عليه و رَقَُوا عَلَى قَنْطرَةٍ بَيْنَ الْجِنةٍ وَالئَار فيُقَمَصْ لِبَعْضِهم من يَمْضٍء فَِدَا هُدْبُوا لوا أن لَهُمْ في دخول الجلة"©. -قال أهل العلم: إنه دائري وقد قال تعالى: «إنا أغطيكلك الْكوئرَ» [الكوثر:١‏ ]» والمراد به بر في الجنة قيل: إنه هو الذي يصب في الحوض: فسأن الله جل وعلا أن يسقينا جميعاً منه. * قوله: «والصراط منصوب..إلخ»: ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالصراط ومرور الناس عليه» واختلافهم في كيفية المرور على مقدار ما لديهم من إسلام وإخلاص وعمل صالح. * قوله: «كلاليب»: أي أن الجسر عليه كلاليب» وهي الحدائد معكوفة الرأس تستخدم لأخذ اللحم وتعليقه ورفعه خصوصاً عند طبخ اللحم الكثير غير المقطع. * قوله: يمر الناس على قدر أعمالهم»: أي أن كيفية المرور على مقدار ما لديهيم من إسلام وإخلاص وعمل صالح. ثم ذكر أن من تجاوز الصراط دخل الجنة» لكن بعد أن يقفوا على قنطرة - وهو مكان متوسط - بين الجنة والنار» فيقتص لبعضهم من بعضء كما في الحديث: (أَتَذْرُونَ مما الفْلِسٌ؟) قَالُوا: الْفْلِسٌ فيا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ ولا ممَاعٌ» قَالَ: (إنَّ الْْيِسَ مِنْ أمبي يَأْن يَوْمَ الْقَِامَة بصَلاق: وَصِيَام؛ وَرْكَاق وني د َعَم هذا وَقَدَفَ هَذَاء وَأَكَلَ مال هَذّاء وَسَفَكَ- ممم ا 0 شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية دنه 1 وَأَوْلُ مَن يَستَفْتِح بَاب الْجَنةِ مُحَمْدْ فق*, وَأوْلُ من يَدْخُْلُ الْجَنةَ مِنَّ -َدَمَ هذاه وَصَرّبَ هَذَّاء فَيُعْطَى هَذَّا مِنْ حَسََاتِهِ وَعَذَا مِنْ حَسَنَاتِه فَإنْ قث حَسَتَانَهُ قَبْلَ أَنْبَُْى ما عَلَْهِ أَخدَ ِنْ حَطَايَامُمْ قَطْرحَتْ عَلَي نُّ طح في الَارِ)!"". والقصاص يكون في أنواع من الحقوق: النوع الأول: حق بدني. النوع الثاني: حق متعلق بالقول. النوع الثالث: حق متعلق بالمال. فتصور نفسك لو كنت في هذا الموقف, يقول النبي #2 : (لَتوَدنَ الحُقُوقَ إِلَ آَهْلِهًا يَوْمَ الْقِيَامَقه حَتَى يُقَادَ لِلشَاةٍ الجُلْحَاءٍ مِنَ الشَّاةٍ الَْرْنَاءِ فيقتص للشاة عديمة القرون من الشاة القرناء» فمن كان عنده لأخيه مظلمة فليؤدها اليوم قبل ألا يكون درهم ولا دينار)70 , * قوله: «وَأَوّلُ من يَسْتَفْتيحٌ»: ذكر المؤلفء ما يتعلق بالشفاعة؛ والمراد بالشفاعة مخاطبة أحد العباد للرب جل وعلا لمصلحة أحد من العباد» إما ني الدنيا أو في الآخرة» والشفاعة لا تكون مقبولة إلا بشرطين: الشرط الأول: إذن الله للشافع» قال تعالى: من ذَا لذ يَشْفُعٌ عِندَهُة إل بِإِذنهِ» [البقرة:66؟7]. الشرط الشاني: رضاه عن المشفوع له» قال تعالى: ووَلَا يَشْفَعُو نَ إلا لِمْنأَرْتَضَئْ» [الأنبياء:8؟]. (1) أخريجه ملم 09615) سن حديث أن هريرة 1 . (؟) أخرجه مسلم (7087) من حديث أبي هريرة فلن . الأمَم مت , و له جيه في الْقِيَامَةٍ لات شفَاعَات”*) أما الشفاعَةٌ الأوؤلى: دنم ني أئل الترف حلى فعس تبلق نفد أ يَتَرَاجَمْ الألبيَاء؛ آدَمُ؛ ونوح وَإبْرَاهِيم» وَمُوسىء وعِيسى ابن مَرْيمَ عن الشفاعة وَأمًا الشَفاعَةٌ الكايّةٌ: فَيِشْقَعُ في أل الْجِةٍ أن يَدْخْلُوا الْجَنّة وَهَائَانَ الشتُفَاعَئان خَاصْتَان لَهُ. وَأمًا الشَفَاعَةٌ الكالكة: يع يمن استخق الا وَهَلِهِ الشفَاعة لَهُ وَلسَائر بين وَالصديقِين وَْيْرِهِمْ» فيتقع فيمنٍ اسح َقْ الكارَ أن لأ يَدْخْلَهَاء وََِْقَمٌ يمن دَخَلَهَا أن يَخْرَجَ مِنهاء ويُخْرج الله مِنَ الثار أفْوَامًا يغير شَفَاعة بَلْ يفل وَرَحْمَتِهِ وَيَبْقَّى فِي الْجَنّةٍ فَضل عَمُنْ َخَلَهَا م بِن أل الذياء فَيُنْشِئٌ الله لَهَا أَوَامًا فَيَدْخِلُهُم الْجَنة. * وذكر المؤلف ثلاث شفاعات: الأولى: الشفاعة العظمى التي يكون الناس فيها في الموقف تدنو منهم الشمس» فيرغبون أن يقضى بينهم إما إلى جنة وإما إلى نار لما يرونه من هول الموقف»ء فيذهبون إلى الأنبياء واحداً واحدً» فيعتذرون حنى يأنون إلى ابي محمد يق فيسجد بين بدي اله. ويفتح الله عليه من المحامد, ثم يقال له: (يا محمد ارفع رأسك. وَاشفَعْ ند نُشَفَْ وَسَلْ تغطّه)7". الثانية: يشفع لأهل الجنة ليدخلوا الجنة. الثالثة: يشفع لأناس وجبت لمم النار ألا يدخلوها. 5 )١(‏ أخرجه البخاري(٠77771)‏ مسلم(1970). ار شرح العقيدة الواسطية لابن تيميد دنه -وهناك شفاعات أخرى غير ما ذكر المؤلف منها شفاعة النبي مق لأناس في الجنة لترفع منازلهم» ومنها شفاعة النبي يلق لأناس في النار ليخفف عنهم كما ورد في أبي طالب فإن النبي يِف يشفع لعمه فيخفف عنه حتى توضع تحت قدمه جمرتان يغلي منهما دماغه. الشفاعة كما تقدم ينفيها المعتزلة؛ لأنهم يرون أن أهل الكبائر مخلدون في نار جهنم وأنهم كفار. ومقتضى مذهب الأشاعرة والمرجئة نفي الشفاعة أيضاً لأهم يقولون: أصحاب الكبائر كاملو الإيمان. إيماءهم كإييان الرسل والملائكة» ويقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب. والصحيح أن كليهما مذهبٌ باطل» لأن النصوص قد تواترت بإثبات الشفاعة فقد قال النبي وني : (مَنْ قَالَ - حِينَ يَسْمَعٌ الندّاة: : اللّهمَرَبّ مَذِ الدَّعْوَةَا لتَامَق وَالصَّلاَةٍ القَائِمَة آتِ مُحَمّدًا الوَسِيلَةَ وَالمَضِيلَة وَابِعَنْهُ مَقَامَا حْمُودًا الَّذِي وَعَذْئَكُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتي يوم القيامة)"". وهناك تفاصيل كثيرة لما يكون في يوم القيامة أشار المؤلف إلى شيء منها. والقاعدة في هذا الباب أننا نؤمن بها ورد في الكتاب والسسنة من أحوال يوم القيامة» فكلٌ ما صحٌ سنده آمنّا به وجزمنا به وأيقنا به ولم يققع في نفوسنا أي تتردد» ولم نعرضه لثقافة أمة من الأمم ولا ام زعبلات طائفة من الناسء ولالما يسمى بالمعقولات» ولا التأملات ولاغيرهاء وإنما موقفنا موقف المصدق لله ولرسوله الموقن بصحة خبرهما. )١(‏ أخرجه البخاري(5 )١١‏ مسلم(7814). لخ ويلىمس ااا الم ا ااا شرح متون العقيدة وَنوْمِنْ الْفِرْقَةَ النّاجِيَةٌ مِنْ أهل السسنّةِ وَالْجَمَاعَةٍ بِالْقَدَر خَيْرو وَشرو. * قوله: «وتؤمن الفرقة قة الناجية...إلخ»: ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالإيهان بالقدر. - والإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان لا يكون العبد مؤمئاً ومن أهل السنة والجماعة إلا إذا آمن به» وقد تتابيعت النصوص القطعية على إثباته» فإن بعض الناس حاول أن يشكك في هذا المعتقد - معتقد الإيمان بالقدر - وذلك لأن عقوهم لم تفهمه فأنكروه» وقالوا بأن النصوص الواردة في القرآن لم يذكر فيها الإيمان بالقدر, مشل قوله مث ال دس تعالى: «وَمَن يَكفر اله وَمَلبِكَيو وَكتيه» وَرُسُلِوء وَآليَوْ مِالآحِرِفَقَدَ صِل صللا بَعِيدًا [النساء:177]» قالوا: لم يذكر الويهان بالقدر. وهذا كلام ضعيف؛ فإن الإيهان بالقدر قد دلت على إثباته نصوص من القرآنء كما في قوله تعالى: <إِنا كل سَىْ نء حَلَّقَسَهُ يقَدَرِه [القمر :4 وقد ذكر المؤلف عدداً من الآيات القرآنية الدالة عليه وعلى أركانه. - القاعدة الثانية المنعلقة بالقدر: أن الإيهان بالقدر يشتمل على أركان: الأول: الإيهان بعلم الله بالوقائع والحوادث قبل وقوعها. الثاني: الإيهان بأن جميع ما في الكون مكتوب في اللوح المحفوظ. الغالث: الإيهان بأن الله قد شاء وأراد إرادة كونية كل ما يقعء وأنه لا يقع شيء إلا بإرادته سبحانه وتعالي. الرابع: الإيمان بأن الله خالق للمخلوقات وخالق لأعاللهاء وأنه لا يقع شيء من المخلوقات إلا بخلق من الله. وقد دلت النصوص على هذه المراتب» فمرتبة العلم في مثل قوله تعالى: <أَلَن تَعْلَم أرث الَهيَعلمُ مَافى آَلسَمَاءِ والأررض» [الحج: ]ء ومرتبة الكتابة: <إِنّ ذل بلك فى يتب إِنّ ذَلِكَ عَل الله يَسِيرٌ4 [الحج:٠2]7‏ وقوله: لمآ أْصَاب مِن مُصِيبَةٍ فى الأض و ف أنفسِكم شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية لله إلا فى صكدّمب مِّن قَبَلٍ أن برأهَا4 [الحديد:77]) وأما مرتبة المشيئة ففي مثل قوله تعالى: لِوَمَا تَشَاءُونَ إل أَنَيْشَاءَ آله [الإنسان:٠],‏ وأما مرتبة الخذلق ففي مشل قوله تعالى: «قلٍ آلَّهُ حَطِقٌ كل شَىّء» [الرعد:5١]»‏ وقوله سبحانه: ٍوَآننّهُ حَلَقَم: وَما تَعْمَلُونَ4 [الصافات:95]. - قاعدة أخرى من قواعد القدر: أننا نؤمن بالقدر خيره وشره؛ وأن الله كما قدّر الخير قدَّر الشر؛ لكن بينهما فرق من جهتين: الجهة الأولى: أن الشر لا ينسب ابتداءً لله» وإنها ينسب إليه الخير»فتقول: بيده الخير وهو على كل شيء قديره لماذا لا ننسب إليه الشر وحده؟ لماجاء في الحديث: (وَالشَيٌ لَبْسَ إِلَيْكَ)”"2» الجهة الثانية: أنه لا يوجد في الدنيا شر محضء والله جل وعلا خلق جميع المخلوقات؛ لأن ها نفعاً في الجملة قد يكون هناك مضرة جزئية» لكن يترتب على ذلك مصلحة كلية. ونضرب هذا أمثلة: المرض يصاب به العبد ليس شرا محضاًء بل فيه مصالح ومنافع أعظم, ومن تلك المنافع: الأمر الأول: تكفير الذنوب والسيئات» قال يلة: (مَا يُصِببُ لمم مِنْ نَصَبِ ولا وَصَبء وَلآَهَمٌ وَلَآحْنٍ وَلآَأَذى وَلآَعَمٌ حَنّى الشَّوْكةٍ يُشَاكهَاءإِلّا كمّرَ الله با مِنْ خَطَاباة)7". الأمر الثاني: ظهور عبادة الصير» وعبادة الصبر عبادة عظيمة الشأن كما قال تعالى: نما يُوَىَ ألصَّدبرُونَ أَجِرَهُم بير حسَاب4 [الزمر:١٠].‏ والثالث: ظهور عبودية الرضا بالله ربأء فنرضى عن الله أن قدر لنا المرضء ونعلم أنه يقدره علينا إلا لمصلحتناء وأنه لا يريد بنا إعناتاً ولا سوءاًء ولا شرأء وإنما يريد بنا الخير والإحسان. 5 (1) أخرجه البخاري(0141) مسلم(7017) من حديث عائشة فَإظُه . للسعجه#عمددلدلد مدلل ل شرح متونالعقيدة -الأمر الرابع: أن تظهر عبودية فعل الأسباب لجلب التداوي بإذن الله إلى غير ذلك من العبادات في هذا. مثال آخر: وجود الكفار» وكون هؤلاء الكفار عندهم دول كبرى؛ وكوتهم يعادون الإسلام وأهل الإسلام» ليس شراً محضاًء بل فيه مصالح عظيمة من معرفة نعمة الله عليك يا أيها العبد إذ لم يجعلك مثلهم؛ وهداك لدين الإسلام الذي تسعد به في الدنيا والآخرة. ومن ذلك معرفة أن السعادة في الدنيا والآخرة ليست بوجود الأسباب الدنيوية فهم عندهم من الأسباب الدنيوية الشيء الكثير ومع ذلك لم يسعدوا في حياتهم إذ عندهم من الشقاء والبؤس ما الله به عليم. وهكذا أيضاً تظهر عبودية الدعوة إلى الله لدعرة هؤلاء الأقوام إلى دين الله وتعريفهم بشرائع الإسلام؛ وفضل هذا الدين» وعظم نفعه في الدنيا والآخرة. وكذلك نظهر عبودية تمسك الإنسان بدينه مع وجود الكيد والمكر من هؤلاء الأعداء لصرف الناس عبن دينهم» فعندما يوجد من العبد عبودية الدعوة إلى الله والتمسك بالشرع؛ ونصيحة المسلمين للتمسك بدينهم مع هذه الدملات الشنيعة لصد الناس عن الدين هذه مصلحة عظيمة. هكذا أيضا في ذلك إظهار العبودية لله بالتقرب إليه بالعبادات المتعلقة بغير المسلمين وأعداء الملة والدين سواء فيها يتعلق بمهادنتهم أو مصاحتهم, أو ما يتعلق بالتفاوض معهم لاستجلاب مصلحة الإسلام والدين» أو ما يتعلق بجهادهم, أو ما يتعلق ببذل الأسباب لإبعاد الناس عن شرورهم. أو ما يتعلق بتمني دخول هؤلاء في دين الإسلامء إلى غير ذلك من العبوديات العظيمة التي تظهر ببذاء حتى خلق إبليس ليس شرا محضاً بل- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بل وَالوِمان ِالْقدّر عَلَى ذرَجتّين؟ 10 دَرْجَةٍ ُتَضْمِنْ شيكين. فَالدَرَجَةٌ 5ُ الأولى: الإمَانُ بأد الله تعَالّى عَلِيم بالْخْلْق وَهُمْ عَامِلُونَ بِعِلْمِهِ الْقَيمٍ الْذِي هُوَ مَوْصُوفُ به أزلاً وَأبِداء وَعَلِمَ جَمِيمَ أحْوَالِهم م من الطَّاعَات َالْمَعَاصِي وَالآرْزاق والآجال» ثم كبا الله في الوح اْمَحَقُوظٍ مَقَاوِيرَ الخلق. فَأوّلُ مَا خحَلَقَ الله الْقَلَم قَالَ لَهُ: اكتّب. قَالَ: مَا أكتُبْ؟ قَال: اكتب مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يوم الْقِيَامَة فَمَا صاب الإِلْسَان لَمْ يكن لَيَحْطِتَهُ وَمَا أخطأه لَمْ يكن َيُصِيبَةُ» جَفْت الآفلآم وَطْويَت المحُف؛ كَمَا قَالَ تعَالَى: «ألد غلم أ الله يعْلَمُمَ فى آلسَمَآء وَالأرَضٍ إن ذَ! للك فى كتسي إِنَّذَلِكَ عَل همير [الحج:١٠‏ 17 وقَال: لمآ أَصَاب ين ُصِمِبَةفى الأرَض وَلَا فى أنفْسِكُح إلا فى تس ين قَبَلٍ أن تاها إِنَّ ذلك على لوم [لحديد:؟ "له وَهَدَا التْقَدِيرُ الابع لِعِلْمِهِ سبْحَائهُ يَكُونُ في مُواضِع جُمْلَةَ وتفصيلاً: فَفَدْ ككب ِي اللوح الْمَحْفُوظٍ مَا شاءً. وَإذًا خَلَقَ جَسَّدَ الْجَين 1 تفخ الروح و فيه فيه؛ بَعَث إِلَيْ ملكاء فَيُؤْمَنُ بأربَع كلاس فِيُقَال لَّهُ: اكتب: ِزْقَك وَأجَلَه وَعَمَلَكُ و رَشَقِيْ أم سَعِيدٌ.. وحْوَ ذَلِك. فَهَدَا التٌقَدِير قد كان ينكره غلا | َقَدَريةٍ قد با وَمُنْكِرَهُ الْيَوْمَ قليل. -تظهر به منافع كثيرة من وجود التجاء العبد إلى ربه ليحميه من هذا العدو, هذه نعمة عظيمة من وجدت عنده فقد حصل خيراً كثيراً. وهكذا أيضاً نعمة مجاهدة أولياء الشيطان؛ ومجاهدة الشيطان في النفس وعدم اتباع وساوس الشياطين. وهكذا أيضاً تقرب الإنسان إلى ربه جل وعلا بإبعاد الخلق عن إغواء الشيطان» إلى غير ذلك من المنافع أو المصالح العظيمة التي تحصل بهذا الأمر. شرح متون العقيدة 5 الدرَجَةٌ ىه جه الكانية” هي مَشِْيئَةٌ الله النَافِدَة وَقُدْرَئهُ الشَامِلَة وَهْوَ هُوّ: الإمَانُ أن ما 7 ما ثناء اله كان وما لم يَأ َم يَكُْه وآله ما في السموَات وما ف في الآرْض ين حَركَةٍ ولا سكُون؛ إل بِمَشِيكَةِ الله سبْحَائكُ نه لأ يكُون فِي مُلكِهِ مالآ يُرِيِكُ وَأئهُ سْبْحَائهُ عَلَى كل شيء قَدِيرٌ مِنّ الْمَوْجُودَات وَالْمَعْدُومَاتِ ما مِنْ مَخْلُوقَ في الآررض وَلا فِي السْمَاءِ إلا الله خَالِقُهُ سْبْحَائك لا َالِقَ غْيْرَهُ وَلآرَبْ سيوأة. وَمَمَ َلِك؟ فَقَد أمرَ الْعِبَادَ يطَاعتِه وَطَاعَةَ رُسْلِه وَنهَاهُم عَنْ معْصِيتِهِ. * قوله: «وَأَمَا الدّرَجَةٌ التَانَُ»: : من القواعد المتعلقة بالقدرءأن التقدير على أنواع وقد أشار المؤلف إلى شيء من أنواع التقادير» فإن الله عز وجل قد قدر في الأزل ما هو كائن وما سيكون. وهذه التقادير تابعة لعلمه» وكتبها في اللوح المحفوظ» ثم بعد ذلك يوجد هناك تقدير عمري يرسل به الملك للجنين» وهناك تقدير سنوي في ليلة القدرء وهناك تقدير يومي إلى غير ذلك من أنواع التقادير التي جاءت النصوص بإثباتها. أيضا من القواعد المتعلقة بهذا: مسألة العلاقة بين المشيئة والقدرة والعلم والإرادة» فإنه نتيجة عدم التمييز بين هذه المصطلحات وقع خلط كبير» ووقعت فتنة وضلال. ما الفرق بين المشيئة والقدرة؟ القدرة أعم من المشيئة؛ لأن الله يقدر على ما يشاء» ويقدر على ما لا يشاء» وهو سبحانه قادر على كل شيء؛ لكنه شاء ما سيقع دون مالم يقع. فالمشيئة تتعلق بالموجودات وما سيوجد, والقدرة تنعلق بالموجودات وتتعلق بالمعدومات وبغير الموجوداتء ولو كانت لم تقع. وأما الفرق بين المشيئة والعلم: فهناك فروق كثيرة منها أن المشيئة تتعلق بها الأمور الواقعة» أو الأمور التي ستقع فقط. بين| العلم يتعلق بالموجودات ومالم يوجد فإن الله يعلم ما لم يوجد بعد ويعلم الاأمور التي لن توجدء لو وجدت كيف ستوجدء لو بقي جدك حياً فإن الله سيعلم لو بقي حياً- شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية دنه -ماذا سيعمل» بخلاف المشيئة فإنها لا تتعلق إلا بالموجودات؛ ولذلك قال تعالى: «لَِ حَرَجُوأ فِيَكُرمَا رَادُوَكمْ إلا حَبَالاً [التوبة:47]؛ هم لم يخرجواء لكن الله يعلم أنهم لو خرجوا ما زادوهم إلا خبال» وقال تعالى: (رَلَوَرُدُوأ لَعَادُوأ لِمَاجُوأ عَنَهُ4 [الأنعام:78]» يعني لو ردوا إلى الدنيا لعادوا إلى أحواهم السابقة من الكفر والمعاصيء هم لم يردوا إلى الدنيا ولن يردواء ولكن الله يعلم أنهم لو ردوا لن يسلكوا طريق الاستقامة. والمشيئة سابقة لوقوع الوقائع» بخلاف العلم فمنه ما هو سابق ومنه ماهو لاحق على الصحيح. فالله جل وعلا يعلم ما سيقع قبل وقوعه وهذا العلم الأزلي السابق» ويعلم الأشياء بعد وقوعها علماً لاحقاًء قال تعالى: (ِعَلِم أن سَيَكُونُ يدك ممرَضَئْ4 [المزمل:١7]»‏ وقال في النوع الثاني: (وَلَمًا َل آنَهلذِينَ جَهَدُوا مِدَكُم ويَعْلَمَ آلصَّيرِينَ» [آل عمران:41١]؛‏ وقال تعالى: (ِوَلَتبَلْوَدكُمّ حَهَ تَعلَمَ لْمْجَمهِدِينَ يدكز وَالصَّيرنَ وَتبلوَاأَخْبَارَو» [عمد: .]*١‏ وأما الفرق بين المشيئة والإرادة فإن الإرادة على نوعين: النوع الأول: إرادة كونية» فإن الله قد أراد وقوع الوقائع والحوادث» وهذه هي المشيئة أو الإرادة الكونية» ومن أمثلتها قوله تعالى: (إنْمَا أمرَةة إِذآ أَرَادَ سَيعًا أن يَقُول لَهُ كن فَيَكُونُ4 [يس:41]. والنوع الثاني: إرادة شرعية» وهذه الإرادة الشرعية قد يقع المراد فيهاء وقد لا يقع» من أمثلة الإرادة الشرعية قوله تعالى: ليرِيدٌ آنه بكم آلْيْسْرّ4 [البقرة:18]) وقوله: «وَآللّهُ يُرِيدُ أن يَنُوبِ عَلَيِكُمْ» [النساء:/1؟]. - ومن القواعد المتعلقة بالقدر أن خلق الله شامل لجميع المخلوقات»؛ فلا يوجد شيء في الدنيا من المخلوقات إلا والله خالقه» وليس لأحد خلق سواه. 3 -ومن هنا لا يصح أن تقول: إن العبد يخلق فعل نفسه. بل الله خالق للعيد ولفعله.» قال تعالى: (وَآَنّهُ حَلَفَيٌ وَمَا تَهْمَلُونَ4 [الصافات:85]. ومن هنا نعلم أنواع الضلال في هذا الباب فإن الفرق على ثلاثة أنواع: النوع الأول: قدرية» يقولون بنفي القدرء وأن العبد يخلق فعل نفسه: وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم» ومن ثم يقولون: العبد يخلق فعل نفسه؛ وليس فعل العبد مخلوقا لله تعالى الله عيا يقولون. النوع الثاني: الجبرية من الأشاعرة ومن نحا نحوهم» وهؤلاء يقولون: أفعال العباد منسوبة إلى الله» فالله خالقها وفاعلهاء والعبد لم يفعلهاء ولشناعة قوهم, قال بعضهم بمسألة: الكسب. قالوا: فعل المكلف ينسب إليه لأنه من كسبه. فإذا سثل: ما معنى كسبه؟ قال: يعني أنه متعلق به» وليس فعلاً له؛ ولهذا قالوا: الإنسان ليس له إرادة ولا يفعل الأفعال بمشيئة منه ولا إرادة. والصواب في هذا أن نقول: فعل العبد فعل له لأنه فاعل له حقيقة» فإن ذهابك ذهاب لك وهو فعلّك حقيقة» وجلوسك جلؤس لك حقيقة» خلافاً للأشاعرة وفي نفس الوقت هذا الفعل المنسوب إليك هو خلق لله. فالله خلقك وخلق عملك. فأثبتنا الجهتين. يبقى عندنا مسألة: أثر الأسباب في القدرء وهذه مسألة تشكل على كثير من الناس»؛ وقد تكون سبباً من أسباب الضلال» يقول القائل: سأترك التداوي اعتاداً على القدر والاعتهاد على القدر لا يجوزء إنما تعتمد على الله؛ وذلك لأن القدر يطلق مرة ويراد به التقدير الذي هو فعل الله» ويطلق مرة ويراد به المقدور, والمقدور لا يجوز إسناد شيء هما لله إليه. والأمر الثاني: أن العبد يشرع له أن يسعى في الأسباب فالسعي في الأسباب مطلوب شرعاً وعقلاً» أما من جهة الشرع فقد تواترت النصوص بطلب فعل الأسباب قال- عي شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مده - ف : (مَرَوٌجُوا الْوَدُود الوَنُودَ كَل ماد بِكُمْ الأهم)”". هذا أمر بسبب. وهو الزواج» والأثر وجود الولد» فلو قال قائل: أنا لن أتزوج؛ وإن كان الله سيكتب لي ولذّاء فسيأتيني ولو م أتزوج. لقيل: هذا مخالف للنصوص وللشريعة» وفي نفس الوقت مخالف للعقل. ماهو أثر الأسباب في القدر؟ نقول: الأسباب جزء من القدر» ومن ثم لا يقال: هي مؤثرة فيه وإنها مي جزء منه؛؟ لأن الله يقدر أن فلاناً يعمل العمل الفلاني فتحصل له نتيجته. و يقدر الله أن فلاناً لا يعمله فلا تحصل ها النتيجة» والجميع بقدر. ومن هنا ينحل لك الإشكال الذي في مثل قوله يتقة: (من سَرْهآنْ ينْسَط لَهُني رْقِ أوْمُنْسالَهْني نر َلْيَصِلْ رَجَهُ)". يقول القائل: الأقدار ووقت الموت مسجل في الأزل» فكيف تقولون بأن صلة الرحم مؤثرة فيه؟! وقد يقول القاتل: الله قد علم وميز أهل الجنة من أهل النار» فلماذا نطالب الناس بالطاعة؟ وهكذا في بقية الأسباب. فنقول: الشريعة أمرت بفعل السبب فإنك تفعله أولاً: للتقرب لله وثانياً لآن السبب جزء من القدر والله يقدر أن فلاناً يزوج فيأتيه ولدء وأن فلاناً يصل الرحم فيطال في عمره؛ وأن فلاناً لا يصل رحمه فيقصر عمره» ويقل ماله. كا أن الله جل وعلا يقدر نزول المطر ويقدر أن السحاب ينزل منه المطرء فلا يقول قائل: لا بد أن نؤمن أن المطر ينزل بلا سحاب؛ لأن السحاب والمطر كلّ منهما بقدر الله. ومن هنا نعلم أن احتجاج بعضهم بالقدر على كل حال لا يسوغ. فالاحتجاج بالقدر على نوعين: الأول: سائغ» بل مطلوبء مثل الاحتجاج بالقدر على المصائب بحيث إذا نزلت بك مصيبة استندت إلى الإيهان بالقدر في الرضا ببا» ولو عاتبك معاتب فإنك تقول: ولكن الله- 1) أخرجه أبو داود(00١؟)‏ من حديث معقل بن يسار 9# . (1) أخرجه البخاري(077؟) ومسلم(/1651) من حديث أنس فك . 5 1-12 ل الاااايممممطسس سس 8 شرح متون العقيدة -قدر وما شاء فعلء (قدر الله وَمَا شَّاءَ فَعَلّ)”". ومنه احتجاج موسى مع آدم عليهما السلام؛ قال ق: (احتّجٌ آم وَمُوسَىء كَقَالَ له مُوسى: أَنْتَ آدمُالَّذِي أَخْرَجَنْكَ حَطِيكَكَ مِنَّ الجَنَةه فَقَالَ لَهُ آدمُ: أَنْتَ مُوسى الَّذِي اصطَفَاك الله برسَالاهِ وَكَلِهِ نم تومي عل مر قُدَرَ َل قبل أَنْ أخلَق. كَقَالَ رَسُْولُ الله جتفية: فَحَحٌ آدَمْ مُوسَى)”". النوع الثاني: الاحتجاج بالقدر على المعائب والذنوب والمعاصي» وهذا أمر محرم غير جائز» وني نفس الوقت لا يفيد العبد؛ لذلك أخبر الله عن المشركين أنهم يقولون: (وَقَالَ ليرت أَشْرْكوأ لَوْسَآء هما عَبَدْكا مِن دُونهِء يم غَىْء نحن وآ دَابَآوَْا ولا حَرّمْنَا ين دُونِهِء مِن شَىْء» [النحل:70]. ثم قال: «كدّلك فَعَلٌ اليرت ين قَتلهين فَهَلَ عَل الدْسْلٍ إلا الْبَلَمُ الْمُيينُ» [النحل:75] بمعنى أن هذه الكلمة؛ وهذا الاحتجاج لم يغن عنهم من الله شيئاء بل نزلت بهم العقوبات في الدنيا مع ما ينتظرهم من سوء المآل يوم القيامة. ومنه احتجاج إبليس: «قَال رَبِيآأَعْوَبْتتى لَأريَكنٌلَمُمْنى الأرض وَلَأَغْوِيم أجميين» [الحجر:ة *]؛ ولم ينفعه هذا الاحتجاج. وكما أن الاحتجاج بالقدر على المعاصي تواترت النصوص الشرعية على أنه غير مقبول ولا يفيد صاحبه؛ يدل العقل على هذا المعنى من جهات: الجهة الأولى: أن الغيب والقدر أمر يخفى على العبد فكيف يحتج على المعصصية في مستقبله بأمر خفي عليه. الأمر الثاني: أن العباد يطالبون بأفعاههم ولا يطالبون بأفعال الله وأوامره» فأنت مطالب بأداء الطاعة» وأما كونها تقدر عليك أو لا تقدر عليك؛ فهذا ليس من شأنك وإنما هو إلى الله جل وعلا. - )١(‏ أخرجه مسلم(5774؟) من حديث أ هريرة قلق . (1) أخرجه البخاري(9 5٠‏ ؟) ومسلم(7707) من حديث أبي هريرة فإلقه. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية َه -الأمر الثالث: أنه لو قدر أن شخصاً اعتدى على هذا المحاج بالقدر لم يرض منه الاحتجاج بالقدر, كأن قال له: يا فلان ملا تصلي؟ قال: لم يقدر الله في أن أصلي. فضربه ضربة شديدة حتى احمرٌ جلده. فقال له: لم ضربتني؟! قال: لأن الله قدر علي أن أضربكء فكما احتججت بالقدر على تركك للصلاة» أنا أحتج بالقدر على ضربي لك. ٠‏ قال هذا لا يقبل. قلنا: وجوابك أيضاً لا يقبل. مثال آخر: أخذ منك ماثئة ريال» قلت: لماذا؟ قال: قدره الله علي وعليك. فإنه لا يقبل منه هذا الادعاء بل هذا لا يقبل به عاقل. إذن الاحتجاج بالقدر على المعائب ليس من شأن العقلاء, أما الاحتجاج به في المصائب فهذا مفيد ومثمر. وهذا يجعلنا نشير إلى فوائد الإيان بالقدر: الفائدة الأولى: أن الإيمان بالقدر يجعل العبد تستقر نفسه وتطمئن مهما أصابه من المصائب» ومن ثم لا تؤثر فيه هذه المصائب ولا تعطله عن عمله. الفائدة الثانية: وجود الرجاء عند العبد» ومن ثم تكون نفسه متفائلة ترجو الخير وتبذل الأسباب الموصلة إليه. الفائدة الثالثة: أن العباد يفعلون الأسباب المؤدية إلى ما يقصدونه. ولا يعجزون ولا ٠‏ يكسلون. لعجىمملدلدلدلددلدلبللل لي شرح متون العقيدة : 3 2" وَسِنْ ؛ أصّول آهل السنةِ وَالْجَمَاعَةٍ أن الدّينَ وَالإمَانَ قَوْلَ وَعَمَلَ» قَوْلَ الْقَلَب وَاللْسّانء وَعَمَلُ الْقَلب وَاللّسَان د * قوله: افصل: ومن أصول أهل السنة..إلخ»: ذكر المؤلف هذا الفصل المستقل توضيحًا لحقيقة الإيهان» ومباحث الأسماء الدينية فالإيهان: قول وعمل كما دلت على ذلك النصوص» كم في قوله تعالى: <وَماكان هضيع إيمَسَكُْ» [لبقرة:45١]‏ أي: صلاتكم» كما في قول النبي 9: (الإتان بطع وَسَبعُونَ أو بضْعٌ وَسِنُونَ ‏ سمب فَأْصَلْهَا قَوْل لاإلّة إلاالله وَأدنَامَا إِمَاطَة الأَذّى عَنِ الطريق» وَالْيَاهُ شُعْبَةٌ ِنَ الإييان)''' فالأول: : قول. والثاني: فعل. وكيا في قوله يي لما سئل: أي الإيهان خير؟ قال: (يُطْعِمُ الطّعَام وَتَفْرَأالسَّلامَ عَلَ مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ 1 تَعْرِفْ)”'' فأدخل إطعام الطعام» وإقراء السلام في الإيمان» وقتال ف : : (لأَيؤِْنُ أحَدُكُم حََّى يِب لأبحيه ما يِب لَفْسه)7". وكذلك أدخل في مسمى الإيان ترك المعاصي كي في قوله ا : (لايَدْخُلٌ المَنَةَ مَنْ 1 أن جره بَوَائقهُ)! “أي شروره وعواقبه. إذن الإيهان يتكون من أقوال وأفعال واعتقادات. * هل العمل شرط كمال الإيهان أو شرط صحته؟ نقول: هذا السؤال خطأ؛ لأن العمل ركن من أركان الإيهان وليس شرطأء لأن الشرط يكون خارج المشروطء سابقا له» فالوضوء شرط الصلاة» فلا يكون جزءا من الصلاة؛ لأنه خارج عنهاء مفارق لهاء بخلاف الركوع فهو جزء من الصلاة فيكون ركنا فيهاء هكذا العمل ركن في الإيهان وليس شرطاً» فليس شرط صحة؛ ولا شرط كمال وإنما هو ركن. )١(‏ أخرجه البخاري (9) ومسلم(70) من حديث أب هريرة فلَقُه واللفظ لمسلم. (1) أخرجه البخاري (17) ومسلم(74) من حديث عَبْد لله بْنِ عَمْرِو لقع . (6) أخرجه البخاري (17) ومسلم( 4) من حديث أنس فإ . (4) أخرجه البخاري )5١15(‏ من حديث أبي شريح ف#َألكَهُ وأخرجه مسلم(47) من حديث أبي هريرة فق وهذا لفظ مسلم. ل م شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية +5 الله وَأنّ الإيمان يزي يد بِالطّاعَة وَبَنْقفْصْ بِالْمَخْصية©. وَهُمْ مع ذلك لا يقرو 7 الْقبْلَةٍ يمُطْلق الْمَعَاصِي وَالكبَائر؛ كُمَا يَفعَلَهُ لاب بل الأخوة الإِمانِية َه مم الْمَعَاصِي؟ كما قَالَ سمُبْحَائهُ: «قَمَنْ عْنىَ ين أَحيه ّ عنم تايماع بالْمَعْرَوفٍ 4 [البقرة:178]. وَكَالَ: ؤوَإن طَيِقَتَانِ مِنَ أَلْمُؤْمِيينَ توا دلُو ما إن بت إحدَدهُمًا على الأخرئ فقدجلوا الى تتنى حَق ي:: إق معو » 5-8 إن فَآءتْ فَأَصَلِحُوا بَيِّجِمَا بالْعَدَلٍ وَأَْسِطُوا الي المُفيطيرت © إثما لْمُؤْمُونَ إِخْوَةٌ قَأصَلِحُوا بَيْنَ أَحْوَيك» [الحجرات:9-١٠].‏ وَلاَ يَسْلْبُونَ الْقَامِِقَ اليلي امم الإيمّان ِالْكُلْيَق وَلا يُخْلُدُوئهُ فِي الثّار؛ كَمَا 1 لقُولُ الْمُعتَرِلفُ بل الْقَاسِيق يدل فِي امم الإيمّان”*؟ كما فِي قَولهِ: «كتخريررَقبَة مؤّمِئَةِ4 [النساء:97]. * قوله: «وَآَنَ الإيانَ بَِيدُ بِالطَاعَة وَيَنْقصٌ.. إلخ»: ومن قواعد أهل السنة والجماعة فيا يتعلق بالإيان أنه يزيد وينقصء يزيد بالطاعة قال تعالى: (وَإذا ليت عَلييِمْ َايَنتُهم زَادَيجُم إِيمَدمًا4 [الأنفال:1]. وهذا يجعلنا نبحث في أسباب زيادة الإيمان» ونبذل الأسباب المؤدية إليىه وأهل السنة مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج؛ بل الأخوة الإيوانية ثابتة مع المعاصي»؛ كما قال سبحانه في القاتل: لفَمَنْ غفىَ لَهُد مِن أيه سَئْء فََيْبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة:1074]. * قوله: «ولا يسلبون الفاسق»: ومن قواعد أهل السنة في هذا الباب عدم تكفير أهل الذنوب والمعاصي ولو كانت كبائر» فإن النصوص قد دلت على عدم كفرهم؛ ومن تلك 2 مصم مر النخصوص قوله تعالى: «وَآلسَارِق وَآلسَارقَة فَافْطَعُوَاأ َر يَدِيهُمَا» [المائدة رةه فالسرقة كبيرة- اللدلا شرح متون العقيدة وَقَ ذلا يَدْخْلُ في انم الإيّان الْمُطْلّقَ"؛ كما في قَوِلِهِ عَالّى: ومع ذلك لم يأمر بقتل السارق باعتبار أنه مرتد» وإنما أمر بقطع يده. فدل هذا على أنه مسلم» ومشل قوله تعالى: «آلرَانيهُ وَآلرَانٍ فََجْلِدُوا كل وحِدرِمِّهُمَا مِأنَةَ جَلدَق4 [النور:؟]. وقوله: (ٍَوَالْنِينَ يَرْمُونَآلْمُحَصَنَتٍكُم لَزْيَأَتُوا برْبَعَةِ سَُدَآاء فَأَجْلِدُ وهر تْمَيِينَ جَلدَةٌ» [النور:4]» ولو كان مرتكبها كافراً لما اكتفى بالجلد. ولا يسلبون الفاسق ا لي اسم الإيهان بالكلية» ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة» بل الفاسق يدخخل في مسمى الإيهان كما في قوله تعالى: «وَمًا كارت لِمُؤْيِنِ أن يَقَثلٌ مُؤِْنا إلا خَطَعًا4 [النساء:97]. فهو مؤمنٌ لكنه ناقص الإيمان» أو مؤمن بإيهانه فاسق بكبيرته. فلا يعطي الاسم المطلق» ولا يسلب مطلق الاسم. أما قوله: الفاسق الل فإن الفسق هو الخروج عن الطاعة؛ والملي أي: أنه لا زال باقياً على ملة الإسلام» و لا زال على اسم دين الإسلام» وحكمه في الدنيا أنه مسلم له أحكام المسلمين» لكنه ليس عدلاٌ فلا يأخذ أحكام أهل العدالة» بل يأخذ أحكام أهل الإسلام من كونه يصليء ويُصَلٌ عليه؛ ويُصَل خلفه؛ ويعطى من الزكاة إن كان فقيراً؛ ويرث ويورث من قبل قرابته المسلمين» لكن أحكام العدالة لا تثبت له» فلا تقبل شهادته ولا يؤتمن على مال ولا ل * وقوله: «وَقَدُ لأيَدْحْل خُلُ..إلخ» : واسم الإيهان في النصوص الشرعية يطلق على أربعة معان: الأول: الإيهان الكامل» المستجمع لخصال الإيمان» ومن هذا الإطلاق قوله تعالى: (إنّ مر شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ب النه لسن لَنى حشر ! إلا الَذِينَ ءَامَتُوأ وَحَمِلُوأ لصّلِحَنتِ وَتَوَاصَوَا بِلْحَقْ وَتَوَاصَوَا بالصّترٍ» [العصر»-7]» وقوله سبحانه: دِإنًا لَتَنصُرٌ وُسُلَنَا والذيرت ءَامعُوأ فى ألَْيؤة ألدّئْيًا وَيَوَم يَقُومُ 2 لأَشْهَدُ4 [غافر:01]ء وقوله: (يَكايا لذن ءَمموَأ امكو اله وَرَسُولِهِ وَالكتبالنرى نَل عَلَىْ رَسُولِف والحكتب الى أَنرّلَ ين قبل وَمِن من يَكفر باه وَملليِكته- وبي وَرُسُلِف وَآلْيَوْمٍ لخر فَقَدَ ضَلّ صَّلَادُ بَعِيدًا4 [النساء:177]. أي: استكملوا خصال الإيهان. الثاني: المقدار المجزئ الذي لا يأثم الإنسان بغيره» بأداء الواجبات وترك المحرمات؛ ولو كان عنده مكروهاتء أو ترك للمستحبات» ولعل هذا أيضاً يدخل فيه النتصوص الواردة بإثبات الأجر المرتب على الإيمان» كقوله تعالى: «إِنّ الّذيرت ءَامَنُوأ وَعَمِلُوا ماع نا وة# آلصّطِحَت سَيَجَعَل لَهُم الرَحمَنْ ودا© [مريم:37]؛ وقوله: «إرث الذِينَ ءَامَُوأ وَعَيلُوا ألصّلِحَدتٍ أُوْلتيكَ م حَثْرالْبرية» [البيئة:/ا]. الثالث: إطلاقه على ما يكون بحسب الظاهر فيشمل المؤمنين والمنافقين» فإن المنافقين يخاطبون بالأوامر الموجهة للمؤمنين؛ مثل قوله تعالى: «يَتايجا الِْينَ ءَامَمُرَا إذّا ثُوووت ِلصّلة ين يَوْمِالْجمَعَةٍ فآ سْعُوًأإىد ذِكر الله وَذرُوأ آلْبَيمَ4 [الجمعة 4]. الرابع: إطلاق لفظ الإيمان على مطلق الإيهان» بها يشمل أيّ جزءٍ من الإيهان» ولو كان فيه نققص وترك لواجبات» ومن أمثلته قوله م عن يوم القيامة: (فيخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيهان)”". والننصوص التي ذكرها المؤلف من مثل قوله تعالى: «قْتَحْرِير رَقبَو مُؤَيِئقِهِ [النساء:87]. هذا يراد به مطلق الإيمان» فلو أعتق فاسقاً عاصياً في رقبة اليمين الواجبة عليه أجزأه ذلك. )١(‏ هذا جزء من حديث طويل أخرجه البخاري(41794/!) ومسلم(187). شرح متون العقيدة ل <إِنّمَا الْمُؤْيئُورت الْذِينَإذًا ذكِرَآئَهوَحِلَتْ قُلُوجُمْ» [الأنفال:0]*". َقَوَلَهُ 2: (لا يَرْنِي الرّاني حين يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِن””» ولا يَسْرِقْ السّارِق حين يرق وَهُوَ مُؤْيِنء وَلآ يرب الْحمَرٌ حين يَشربهَا وَهُوَ مُؤِْنُ» ولا يَنتَهبْ نهيةٌ قات شرف يَرْقَمٌ الئاس إِلَيّهِ فا أبْصَارَهُمْ جين يَتَهِبّهَا وَهُوَ مُؤْمِنْ). وَيَقُولُون: هُوَ مُؤْيِنٌ ناص الإيمّان, أن مُؤْمِنُ بإِمَانِهِ فَاسِق بِكبِيرَتدء قلا يُعْطَى الاملم الْمُطْلقَ ولا يُسلَبْ مُطْلَقَ الاملم. - * وقوله: لَإِنْمًا آَلْمّؤْيبُورت الْنِينَ إِذَا ذكِرَآعّهُ وَحِلَّت قُلُوجِةْ4 [الأنفال:7]. المراد به المعنى الأول وهو الإيهان المطلق» وقد يراد به المعنى الثاني الذي يقتصر فيه علل الواجب. * وقوله خَتقة: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)"'' نفي الإيمان هنا المراد به الأول والثاني. )١(‏ سبق قريبا. جر يي < جلي لوكس د «مروويسى شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ©/ائكه د اللي اي قو وَمِنْ أصول أهل السنّة وَالْجَمَاعَةٍ سَلامَةَ قُلُوبهِم وَألميئيهم لآصْحَاب رَسُول الله ين. كما وَصَفَهُمْ الله به في قَوْليه تعَالّى: «والذزيرت جاو مِنْبَنْدِهِمْ 2 ره كا املس عر س مك اليل سا صه 7 ِو س2 عو لبننة 7# يَقُولُورت ربكا آَغْفِرْلَمَا وَلِخْوَانِنَا اليرت سَبَقُونًا بالإِيمّس وَلَا تجَعَلَ فى قُنُوا غلا لأَذِينَ وَامَكٌ أدكما املق -* . 5 5 َامئوا رَبدا إنك رَءوفرحم4» [الحشر: .*]1٠١‏ * قوله: «فصل: ومن أصول أهل السنة..إلخ»: ذكر المؤلف هنا معتقد أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بصحابة رسول الله يك وجمل هذا الاعتقاد أن الصحابة لهم مزية ليست لغيرهم؛ فوجب علينا تجاههم مالم يجب مثله تجاه غيرهم وذلك لأمور: أولاً: أن نصوص الشريعة قد وردت بفضل طبقة الصحابة فَقاُ وأثبتت لهم حقوقاً فوجب علينا أن نصدق بمقتفى هذه النصوصء وأن نعمل بناءً عليهاء قال تعالى: «وَالسَبِقُون” الْأولُونَ مِنَ الْمُهَدجِربنَ وَالأنصَارٍ والْذين أنْبَعُوهُم بِإِحْسَن رض الله عَجُمَ وَرَضُوا عَنْهُ وَأعَدّ ّم جَنس تَجْرى كَتَهَا الأثهَرُ حَطِدينَ فآ أَبَدا ذَلِكَ الْفورٌ ألْعَظِمُ» [التوبة:١٠٠].‏ انياً: أن هؤلاء الصحابة قد شرفوا بصحبة النبي محمد #6 وهذا يثبت لهم حقاً ومزية ليست لغيرهم. ثالثاً: أن هذا الجيل هو الذي نقل لنا أحوال النبي مق وأقواله. فله فضل علينا بنقل العلم إلينا. رابعاً: إن هذا الجيل قد بذلوا من أنفسهم ومهجهم وأمواهم ما استحقوا به رتبة التقديم مع ضعف الإسلام في ذلك الوقت وقلة ناصره؛ وهذا يوجب عدداً من الحقوق هم منها: - شرح متون العقيدة -أولاً: عدم إيذائهم بسبهم أو بجعل القلوب تحمل غلاً عليهم. وثانياً: أن ندعوا طم وأن نثني عليهم وأن نذكرهم بأحسن صفاتهم» قال تعالى: رم م 2 . 2 1 كام 0-3 21 - اين م 0 «واليت جَاءُو مِنْ بَعَدِهِمَ يُقولوت رَبَّنا آَغْفِرٌ لَنا وَلِإِحْوَانِنَا الزيرت سَبَقَونًا - آلإِيمَن وَلَا تجعَل فى قُلُويتا غِلا لَلَِينَمَامتُوأ ينآ إِنكَ رَءُوفٌرّحِمٌ) [الحشر:١٠1].‏ - ومن هنا فنحن نتقرب إلى الله بذكر فضائلهم ومحاسنهم وبتعداد سيرهم ومناقبهم وقراءة هذه السير. - وكذلك نتقرب إلى الله باتباعهم على طريقتهم؛ قال تعالى: «وَآلسَنقُوت الأولون نَ ألْمْهَجِرِبنَ وَآلأنصَار وَاآلْذِبنَ آنبَعُوهُم بحسن رض أللَهُ عنم وَرَضُوأ عَنْهُ وَأُعَدّ هُمْ جَعْسو تَجرى خا الأثهَرٌ حَدِينَ فآ أبَدا ذَلِكَ الْقَورُ آلعَظِمُ» [التوبة:١٠1].‏ فهم المهاجرون والأنصارء وقال تعالى: وَآتّبعٌ سَبِيلَ مَّنْأَتَاب إِلَّ4 [لقمان:5١].‏ وأعظم من أناب إلى الله هم صحابة رسول الله ي. - وما يتعلق بهذا أن نصدق بالنصوص الواردة في فضائلهم سواءً كانت قد وردت بفضائل آحادهم, أو بفضائل جملة منهم, أو بفضائلهم على الجملة» وقد اعتنى الأئمة بهذا الباب» وألفوا فيه المؤلفات» فهذا الإمام أحمد ألف فضائل الصحابة؛ والإمام النسائي أيضاًء ويجد الإنسان في كتب الأحاديث من الصحاح والسئن أبوابًا متكاملة في فضل ذلك الجيل. - لكننا لا نعتقد أنهم معصومونء فالعصمة لا نثبتها لأحد إلا من ورد في الدليل الشرعي بإثبات العصمة لهمء وورود الخطأ من العبد لا يجيز القدح فيه أو السب له. وما فيح به في الصحابة لقت لا يخرج عن أربعة أشياء: الأول: كذب لا تصح نسبته إليهم. - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية الئاه 1 ينون من أل م قبل القنح” ‏ وَهْوَ ملح الْحُدِية -وقَائلَ على من ألفْق مِن بَعْد وقائل, وَيُقَدْمُونَ الْمُهَاجِرِ ين عَلَى الآنصار, وَيُوْمِنُونَ بأن الله قَالَ لآهْل بَدْرِ - وكا ثلاث يال ويضلئةرب:(اطتلوا ا ينثم» فنا قز لكم). نه لا يَدْخْلْ الثارَ أَحَدُ حَدٌ بَابَعَ حت الشُجَرَةٍ؛ كُمَا أَخْبَرَ به لبي وفك بَلْ لْقَدْ رَضِي الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْكُ وكانوا أككرٌ مِنْ ألفي وأرتعمائة. وَيَثْهَدُونَ بالْجنةِ لِمَنْ نهد لَهُ رَسُولَ الله ية. كَالْعَشَرَة وكابت بْن قِيْس بن شمّاسء وَغْيْرهِم مُنَ الصّحَابَةٍ. - الثاني: مسائل توهم المتوهم أنها خطأ منهم وليست كذلك بل هو صوابء فيقدح في الصحابي لأنه فعل الفعل الفلاني» وهذا الفعل ينبغي أن يثنى عليه بسببه. الغالث: أفعال أخطأو افيها لكنهم معذورون, لأن هذا مبلغ اجتهادهم. وإذا كان الحاكم إذا اجتهد وأخطأ له أجر واحد, فمن باب أولى هؤلاء الصحابة. الرابع: ذنوب» لكن هذه الذنوب لا توجب خروجهم من الملة» ولا تسقط فضيلتهم وفضيلة صحبتهم للنبي يتقو وعندهم من الفضائل ما يفوق هذه الذنوب والمعاصي. * وقوله: «ويفضلون من أنفق..إلخ»: ومما يتعلق بهذا أن نؤمن أن الصحابة ليسوا على رتبة واحدة» بل هم متفاوتون في الرتبة» فهناك مهاجرونء وهناك أنصارء وهناك من شهد بدرء وهناك من أسلم قبل الفتح ومن أسلم بعد الفتح هذا تفضيل حسب الصفة. وقد يكون تفضيلاً بالأسماء لورود النص بالتفضيل؛ نقول: فلان أفضل من فلان من الصحابة لورود النص بهذا. كما يشهد أهلٌ السئة بالجنة لكل من شهد له النصٌ بأنه من أهل الحنة فكل من حكم له النبي متي بأنه من أهل الجنة حكمنا له بأنه من أهلها. 15:4 شرح متون العقيدة يدون يما وائرَ يه النقل””* عن أمير ير الْمُؤْينِينَ عَلِيْ بن أبي طالب 8 وليه َغَيْرو من أن ير هذِو الأمّةِ بَمْد ئييْهنا: بُو بكر ثم عُمَر يدون يمُْمَانَء يُرَبّمُونَ بعلي ظافق؛ كَمَا دلْتَ علي الآثار وكّمَا أجْمَمَ الصّحَابة بَدُ عَلََى تقد حل في الت يم الا نض أل الك كالوا قم احتلثوا نبي خلا ول وَقيع - بَمْد هم على ثقديم أبي بكر وسو - أبْهُمَا أفُضَل؟ فَقَدُمَ قَوْمْ عَلْمَان: سكو ا بعبي» وَقَدّم قَوْمٌ عَلِيَاء وَقُومْ م وَققُوا؛ لكن اسْتقَرٌ أمْرْ آهل اللة على تقدِيم عُمَان» ثم عَلِي. وَإنا كانت هَذره الْصَنْالَةُ ‏ سَنْالَةُ عُِمَانْ وَعَلِي" - لَنْسَتا مِنَ الأصّول الِّْي يُضَلكُ الْمْحَالِفُ فيهًا عِنْد جُمْهُور أهل اللكد؛ لكن التي يُضَلْلُ فيها: سَنالهُ الْخِلاقْتٍ لِك ألهُّم يُؤْيئُونَ أن الْخْلِيفَة بَمْدَ رَسُول الل جلك: أبُو بكر وَعْمَر م علمَانُ ؛ م عَلِي. َع طمن في بأد مر هلاب فهر أضل ب مار أخلوا». #* قوله: «ويقرون بما تواتر به النقل..إلخ»: وقد أشار المؤلف إلى مسألة التفضيل بين الخلفاء الراشدين؛ وقال: أن هناك خلطًا من بعض الناس في الترتيب بين الخلفاء الراشدين في الفضيلة» وفي الترتيب بينهم في الخلافة» فإن الترتيب بين الخلفاء في الفضيلة بأن يقال: أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ته . لكن من قال بتفضيل علي على عثران أخطأء وإن كانت المسألة ليست قاطعة؛ ولذلك لا نؤثمه ولا نقدح في معتقده بخلاف من قال بإنكار خلافة أحد من هؤلاء الخلفاء ىا لو قال: عثمان ليس خليفة ولا نقر له بإمامة المسلمين. فهذا ضلال لأنه قد وقع الإجماع على صحة خلافته قله والإجماع من الأدلة القاطعة؛ ومن طعن في خلافة أحد من الخلفاء الراشدين الأربعة فهو من أهل الضلالة والبدعة وليس من أهل السنة. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية موده ع ٠‏ َبُحِبُونَ أل بَيْس رَسُول الله 82 ”*, روي و َيَحْفَظُونْ فيهم رَصِيّة رَسُول اشم 8 حَبْث قَالَ يَوْم غَلِير خم: ): (أَذكْرَكُمْ الله فِي أهْلٍ بَيْتِي). وَقَالَ أيْضمًا لِلْعباسِ عَمه - وَقَدٍ اشتكى إِلَيْه أن بَنْض قُرَيْشٍ يَحْقُو بَنِي هاشم فَقَالَ: : (وَالْلِي نفسبي بِيَدِه؛ لأ يُؤْمِئُونَ حَتّى يُحِبُوكُم؛ لله وَلِقرَابتِي). وقا: (إنْ الله امطقى بَنِي إِسْمَاعِيل» وَاصْطْفى مِن بَنِي [سْمَاعِيلَ كِنَائة» وَاصْطْفَى مِنْ كئائة فُرَيْشمَاء وَاصْطْفَى مِنْ | قُرَيْش ب بَنِي هاشم وَاصْطْفَانِي مِن بَنِي هَائيم). َعولُوْنَ أزواج رَسُول الثم يق أمهَات الْمُؤينين» يوسو بَالهُنْ أْوَاجُة في الآخيرة: خخْصُوصا خدعة فط أ' أككر أؤلادى وَأوْل من آمَنَ به وَعَآَضَدَهُ عَلَى أمْرهء وَكَانْ لَهَا مِنْه المَنِْلة الْعَالِيكُ وَالْصّديقَة بت الصديق فيه الْبِي َال فيها الببي ةا : : (َملَ عَايِشّة َلَى النْسّاء كَفَغمْلٍ الكرياد عَلّى سَائر الطّعام). * قوله: «ويحبون أهل بيت رسول الله تط..إلخ»: تكلم المؤلف عن آل بيت رسول الله يقي وأن لهم من الفضيلة ما ليس لغيرهم» وقد جاءت النصوص بإثبات أحكام لأهل البيت النبوي يخالفون به غيرهم» ومن هنا مثلا منعوا من أحذ الزكاة لأن الزكاة أوساخ الناس فلا تحل لمحمد تق ولا لآل حمد. والواجب تجاههم محبتهم وولايتهم والحرص على صلاحهم وكونهم تمن يقتدى بهم في الخير وليس معنى هذا أن آل البيت النبوي معصومون لأننا لا نثبت العصمة لأحد إلا بدليل ولم يرد بذلك دليل» وأما ما ورد في الحديث أن النبي ؤت قال: (إني تارك فيكم ثقلين كتاب الله تمسكوا به)» ثم قال: (أذك ركم الله في أهل بيتي). هذا الحديث في صحيح- عبسم للد شرح متونالعقيدة -مسلم» لكنه لا يعني أن أقوال أهل البيت حجة؛ لأنه قال في القرآن: تمسكوا به. ولم يقل ذلك في أهل البيت» وإنا أمر بحفظ حقهم. وهناك أيضا طوائف لما حقوق خاصة تزيد على حقوق بقية الناس ومن أمثلة ذلك الوالدان لهم حق على الإنسان ليس لغيرهما وجيران المرء لهم حق عليه وأضياف المرء لهم حق عليه؛ ويعظم الحق لطائفتين: الطائفة الأولى: علماء الشريعة الذين يبلغون شرع الله» ويكونون من أسباب هداية الخلق ويبذلون من أنفسهم, ولا يقدمون رغبة أنفسهم ولا أهوائهم على دين الله ولا يقدمون أمر الدنيا على أمر الآخرة» فهؤلاء لهم من الحق ما ليس لغيرهم؛ وعلى المرء أن و يتقرب إلى الله بمعرفة منزلتهم فإن الله قد أعلى منزلتهم» قال سبحانه: «يرفع الله الذذين ءَامَُوأ مِدَكُمْ وَاأنيينَ أُونُوأ الِْلمَ دَرَجَسيه [الجادلة:١١]»‏ وقال: ؤقَل هَل يسَعَوى الْنينَ يَعَمُونَ وَالذنَ لا يَعَلَمُونَ» [الزمر:9]» واستشهد بهم في مواطن كثيرة فقال تعالى: «سهِدَ لَه أنه لد لَه إلا هو وَآلْمَلْبَكَه وَُوْلُوأ هلم فَآِمًا بألْقسْطِ) [آل عمران:18]. وحجة الله على العباد تقوم ببؤلاء العلماء ويجب الرجوع إليهم في السؤال عن أحكام الشرع ولا يقولن قائل: نكتفي في ذلك بالأجهزة الحديثة التي تعرض العلم فإن هذه الأجهزة قد تخدع الإنسان» وتجعله ينزل النصوص على غير محلهاء ويحملها ما لا يراد منها؛ ولهذا قال تعالى: «ومًا كارت الْمُؤِينُونَلِيَعِرُوا كاه كلكا تقر ين كل ورقوَ مجم - - دهى > مب مره "و .و أضصات 27 سوا عت 2 ر 2 طَأبِفَة لِيَعَقَفَهُوا فى ألدّين وَلِيُسذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوَ ليح لهم حَذَرُورت؟ [العربة:؟؟1]» وقال تعالى: <فَسْعَلُوَا هَل آلذّكْر إن كُنْرْ لا تَعلَمُونَ» [النحل:7:]. - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية وله ع 1 -وعند وقوع المدلهمات» واختلاط المسائل» واشتباه الأمور» يجب الرجوع إلى علماء الشريعة قال تعالى: (وَإِذًا جَاءَهَمَ أَمرُ من الأمن أو آلْحَوْ فٍِأَذَاعُوأ بد ولو رَدُوهُ إل أَلرّسُولٍ إل أزل الأ مه لعَلِمَهُ أأزين يمشتنيموتة. ينج" ولولا فطل أله عَليَكُمْ وَختئه. لَاتبَعْثمُ آلْسْيْطنَ إلا قَليلاً» [النساء:81]» والذين يستنبطونه: هم العلماء. والواجب على العلاء تبليغ الشريعة وعدم المداهئة فيها وأن يوضحوا الحق بدليله. الطائفة الثانية: ولاة الامور فلهم حق السمع والطاعة كا قال عز وجل: (يَتيا الْينَ ام أ موأ له ويح ألوّسُول وأؤى آلأض مدت فَإن تَترَعُمٌ فى سَئْء دوه إلى اله وََلرَسُولِ إن كم تؤْمُِونَ بأل ليو الجر ذلك حَبرُوَْحْسَنُ تَأويلاً» [الساءنةه]. وكما قال طيق: (السَمْعٌ وَالطَاعَةٌ عَلَ المَرْءِ امْسْلِم فِيَ أَحَبٌ وَكَرِة مَا1َيُؤْمَرْ بِمَعْصِيَد فَإذَا مر ِمَعْصِيَةِ فَلآسَمْعَ وَلآَطاعَّة)"'". وكيا قال ةا : (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)”". وجاءت النصوص بتحريم الخروج عليهم كما قال ظقية: (مَنْ خَرّجَ مِنَ السَّلْطَانٍ شا مَاتَ ميته جَاهِليةُ)”. والواجب على ولاة الأمور النصح للأمة بحماية بيضة الإسلام وتحكيم الشريعة؛ وأن يكونوا قائمين عليهاء حامين لاء داعين الناس إلى شرع الله وأن يكونوا ممن يحرصون على استجلاب الخير للخلق. )١(‏ أخرجه البخاري(4 07١5‏ ومسلم14179) من حديث ابن عمر ظإا. (1) أخرجه مسلم(1847) من حديث حذيفة فلقه. (*) أخرجه البخاري(67١/1)‏ ومشلم(1848) من حديث أبي هريرة فللكه . 546 شرح متون العقيدة فصل وَمِنْ أصول أهْلٍ السنّة: النُصلوِيق يكرَامَات الْآولِيَاء وَمَا يُجْرِي الله عَلَى أبلريهم م من خَوَارق الْعَادَاتِ في ألواع الْعُلُوم وَالْمُكَاشَفَات وَألوَاع الْفَدْرَةٍ وَالتَأئيرَات” * كالْمَأثُور عَنْ سَالِف والأمم في سُورة ة الكيف وَغْيْرِهَاء وَعَنْ صدر هَل الأَمةِ مِنَ المْحَابَةٍ وَالتَابعِينَ وسائر ثرون الأَمَةِ وهِي مَوْجُودَة فِيهًا إِلَى يَوْم الْقِيَامَةِ. * قوله: «فصل: ومن أصول أهل السنة..إلسخ»: ذكر المؤلف هنا ما يتعلق بالإيهان بكرامات الأولياء» فإن رب العزة والجلال يجعل بعض الخنوارق التي تكون خخارجة عن المعتاد لبعض أولياء الله سواء من العلماء أو العباد أو الولاة أو غيرهم من يقوم بشرع الله ويسير على وفق الشريعة:؛ فإن الله يعطيهم مالا يعطي غيرهم» ويبارك لهم في أمورهم. وهذا نجده واضحاً جلياً» فأولئك الذين بذلوا من أنفسهم نجد أن الله يبارك في أوقاتهم؛ فرغم قلة أعمارهم إلا أنهم أنتجوا شيئاً كثيراء وانظر إلى أولئك الأئمة الذين أعمارهم قرابة الخمسين أو الستين سنة عندهم مؤلفات بالآلاف» فضلاً عا قاموا به في حياتهم من اتصال بالناس» ووعظ همء وإجابة عن أسئلتهم» ونحو ذلك. وهكذا يبارك الله لهم بتفهيمهم المسائل العريصة في الأوقات القليلة ما يتعجب الإنسان منه. وهكذا يجعل الله لهم قبولاً في الخلق فتجد بعض الناس في الزمن القصير ينتشر ذكره في الناس» ويسمعون له» ويستجيبون لدعوته» ويقبلون كل ما جاء به. وإذا نظر الإنسان في علمائنا الأوائل» ومن أدركناهم من العلماء وجدنا شيئاً عجيباً» فعالم في مذيئة صغيرة من مدن هذه البلاد يتتشر ذكره في الآفاق» ويسير على طريقته ودروسه من في مشارق الأرض ومغاريهاء هذا خارق ومن الأمور التي يتعجب منها الإنسان وهذا كله بركة من عند الله تعالى. ِ- رقع جل يجي كه دن ؛ روميس شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية مَِوئَنه قصل" م بن طَرِيقَةٍ أل الس وَالْجَمَاعَةٍ الْبَاعْ آكار رَسُول اشم يف بَامِئًا وَظَاهِراء وائباعٌ سبيل السايقين الآوَلين من الْمُهَاجِرِينَ والآْصّارء واتبَاعٌ وَصيّة -وهكذا أيضاً ننجد في حال أولئك الذين يضادون علاء الشريعة وأولياء الله نجد أن الله جل وعلى ينزل العقوبات ببم في الدنيا قبل الآخرة» كما قال مَتقيه: (مَنْ عَادَى لي وَلِيا َمَد آدَنهُ با حزب)"'" ومن آذنه الله بالحرب فليبشر بالخسارة في عاجل أمره وآجله.. والولاية يست بالكرامة وإن) الكرامات يعليها له لبعض عباده وقد يعطى امفضول ولا يعطى الفاضل» ومعيار الموازنة: الإيهان والتقوى» قال جل وعلا: يتما آلَاسُ إِنَا حَلْقَدَك ين ذكر وأن وَجَعَلتَكُمْ شعُوبًا وََبَابِلَ لتَعَارُوَ إن أكرَمَك عِندَ أله أ اكب [الحجرات:7١‏ ]. وإذا وجد عند بعض الئاس خوارق للعادات لكنهم يخالفون الشريعة فهذه الخوارق ليست كرامات بل أحوال شيطانية تعينهم الشياطين على أمورهم ليلبسوا على الناس ولا يكون المرء وليا لله تعالى إلا بشرطين الإيمان والتقوى» ىا قال سبحانه: «ألآ إ رح أُوَلِمَاء ها حَوفك عَليِهِر ولا هم كَرَيُورت (© أأزيرت ءَامَنُوأْوَكانُوأ يَكٌقَورت» [يونس:1.67]. * قوله: «فصل: ثم من طريقة أهل السنة والجماعة..إلخ»: ذكر المؤلف ماده في هذا الفصل ما يتعلق بالأدلة وما يصح الاستدلال به. فذكر أن أدلة الشريعة هي: أولاً: الكتاب ك) قال سبحانه: هِذَلِكَ اكيب لا رَيْبٌ فيه هدٌّى لِلمُتّقِينَ» 2 [البقرة:؟]» وقال: «قَد جَآءَكُم يَرََ > أللّه ُ ؤُوَحسَبٌ ميرك (2) يهددى به الله مي أامر 7 ارم ان # ا أنْبَعَ رِضْومَهُء سبْلَ آَلصَلّمِه [المائدة: 1١6:‏ 16 ]وقال: «كِتنثأنرَلْسَهُ إلَيكَ مبرك ليد بروا , أخخرجه البخاري(5607) من حديث أب هريرة فق‎ )١( إللدلل لل شرح متون العقيدة سول الله لفقت حَيث قَالَ: (ملبكُم بسي منتِى وَسْنةِ الْخْلْفَاءِ الرَاشيدِين الْمَهِدِيِنْ ن بَعْاِيء تُمَسَكُوا بهَاء وَحَضُوا عَلَيَْا النْوَاجِل واكم وَمُحَدَئات الأمُور؛ فَإِنُ 1 بدعة ة ضَلالة)*. وَيَعْلَمُونُ أن أصدق دق الكلام كلام الى وَخير رَ الذي هَدي مُحَمّدٍ 86 وَيُؤْئِرُونَ كلام الله عَلَى غَيْرِِ مِنْ كَلامٍ أصتافه النّاس» َيُقَدْمُوةٌ هَذي مُحَمَدٍ و عَلَى هَذي كُلّ أحَدٍه وَلِمَدَا سْمُوا هل الْكتَابِ الس وَسُمُوا أهل الْجَمًا عَةِ؛ لآنْ الْجَمَاعَةَ هِيّ الاجْتِمَاءٌ وَضِدمَا الْفَرْقَةٌ َإِنْ كَانَ لَفْظْ الْجَمَاعَةَ قَدْ صارَ اسلْمًا نفس الْقَوْم الْمُجِتَمِعِينَ. َايُجهِ وَلَِتَذْكْرَ أَوْلُوا الألْبّب» [ص:15] إلى غير ذلك من النصوص الدالة على وجوب التمسك بهذا الكتابء إذا نظر الإنسان لهذا الكتاب وجده قد بلغ أعلى درجات البلاغة مما لم يصل إليه عربي» وانبهر العرب وهم أصحاب اللغة من هذا الكتاب, ثم إن فيه من الحقائق التاريخية والحقائق العلمية ما يجعل الناس في كل زمان يكتشمون صحة هذا الكتاب؛ ثم إن الله سبحانه قد سلمة من التناقض فلا تضاد بين أياته ولا تعارض حقيقي بينهاء مما يدل على صدق هذا الكتاب, وأنه لو كان من عند غير الله لوجدنا فيه اختلافاً كثيراًء قال تعالى: لأفلا يَتَدَيرُونَ آلْقُرْءَانَ وَلَوْكانَ مِنْ عند غَيْر لله لَوَجَدُوأ فيه أخْيَلَقًا كخيرًا» [النساء: 47]. * النوع الثاني من أنواع الأدلة: سنة النبي ييه ى) قال جل وعلا: «وَمَآ ءَاتدكُم لسو لُ فَحُدُوه وَمَا ببدكم عَنَهُ فَآتَهُوأ» [الحشر:/]» وقال تعالى: «من يُطِع آَلرَسُولَ فَقَدَ أطَاعٌ لله : ومن تَوَل فَمَآ أَرَسَلتَكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا» [النساء: »]8٠‏ وقوله: <وَمآ أَرْسَلئَا من سو إلا لماع بإذري آله [النساء 1 وقوله. وما 0 مُؤْمِئَةِ إِذًا قَضَى لله وَرَسُولَهُ: أمرًا أن يَكُون لَهُمْ آخيرَة مر ِنْ أَمرِهِمَ وَمَن يَعْصٍ أله وَرَسُولَهُ فَقَدَ صَلّ صَلََلاً مُّبِيمًا4 [الاحزاب:77]. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية !لله : الاش َالإِجِمَاعٌ هُرَ الآصل الكالث الْلِي يُعْمَمَدُ عَلَيْهِ فِي الِْلْم وَالدينء وَهُمْ يَزئُونَ بهاوم الأصُول الكلائة جَمِيع ما عَلَيْه الئاس مِن أَفُْوَال وَأعْمّال بَاطِئَةٍ أو ظاهِرَةٍ م ِما لَه علق بالدين: َالإجْمَاع الَذِي يَنضَِطُ هو مَا كَانْ عَلَيْهِ السُلف الصّالِح؛ إذ بَعْدَهُمْ ككرٌ الاخختلآف» وَالْتَشْرَ في الأمة. * النوع الثالث من أنواع الأدلة: إجماع العلماء فإن العلماء إذا اجتمعوا في عصر من العصور على حكم شرعي فهو واجب الاتباع تحرم مخالفته؛ لقوله جل وعلا: ومن يَُاقِقٍ لرَسُول ِنْ بَعْدِ مَا تين لَهُ لْمُدَى وَيَكْبِعْ غَبَرَ سَبِيلٍ ألْمُؤْيِيِنَ نول مَا تو وه له جَهَكَ وَسَآءَتٌ مَصِيرًا4 [النساء ياد وقد قال تعالى: (يتايًا الْذِينَ ءَاممُوَأْ أَطِيعُوأ أله وَأَطِيعُوأ لرسُول وى الأ يدك إن تَرَعْمٌ فى شَىْء فَرَدُوهُ إلى لَه وَاَلرَسُولٍ إن كم تُؤِْعُونَ باه وَآلْيَوْمِالآجِر ذَّلِلكَ حَيروَاَحْسَنُ تَأويلاً) [النساءنةه]. فهذا الآية فيها: دلالة على حجية الكتاب ودلالة على حجية السئة لأن الرد إلى الله هو الرد إلى الكتاب والرد إلى الرسول هو الرد إلى السنة وفيها دلالة على -حجية الإجماع لأنه قال: <فإن د تَكَرَعْم» فدل هذا على أنه إذا حصل اتفاق وم يكن هناك خملاف ونزاع فإنه يكتفى بالاستدلال بهذا الاتفاق» وقد قال النبي 2 : (إنّ الله لايخْمَعْ مُ أميِي - أو قَالّ: مه حك مقي - عَلّ ضَلالَ ويد الله َع اللاعة)7". ثم هناك طرائق لفهم الأدلة إنما يعرفها علماء الشريعة» يعرفون أنواع الدلالات» وأنواع المفاهيم؛ وأنواع القياسات يقاس على ما في الكتاب والسنة» وهذه الطرق إنما يعرفها علماء الشريعة» بما يدلك على عظم مكانة علماء الشريعة» وعظم الواجب عليهم؛ وفي المقابل ابتدع الناس أموراً صدوا بها الخلق عن دين الله ودعوا الناس إليهاء ومن ذلك على سبيل المثال: - )١(‏ أخرجه الترمذي(71717) من حديث ابن عمر فَقتها. عع لشف ب ب _ لل للب ريح منونالعقيدة - المنامات والأحلام» فإن كثيراً من الناس صدوا عن دين الله بهذه المنامات» فلان رأى وفلان رأى» وهذه المنامات لا يجوز التعويل عليها في حكم شرعيء ولا يجوز لإنسان أن يأخذ من منام حكياً شرعياًء وكم من عداوات حصلت بين الناس بسبب هذه المنامات» وفي الصحيح: (رُوْيَا المؤْمنِ جر مِنْ يسن وَأَْبَِينَ جُزْءًا ِنَ النبُوّه)''"» لكن ما يدريك أن الذي شاهدته في منامك من الرؤيا الصالحة وقد يكون من تخبيط الشيطان بك ومن وساوسه وإلقائه في نفسك وأنت نائم» ومن ثم أنت لا تتأكد من صحة تفسيره. وهكذا أيضا ما استدل به بعض الناس من الإلهام» ومما يقع في النفسء وقد يقول قائلهم: حدثني قلبي عن ربي. ويسمونه كشفاً وإلهاماً ونحو ذلك» وقد يكون من وساوس الشياطين فإن الشياطين تلقي في قلوب بعض العباد وساوس» قال تعالى: (وكد يك جَعَلنا ل بهن عدوا شبن الس وَآلْجنٍ يُوج بَعْضْهُمْ إل بَعْضٍ رُحْرفَ آلْقَوْلٍ 0 وَلَوْ شَاءَ رَرٌ بك مَا كلوه َذَّرْهُمْ وما يَفَيرُو رت » [الأنعام:7١١]ء‏ فلا يجوز للإنسان أن يعتمد في بناء حكم شرعي على مثل ذلك. هكذا أيضاً من أسباب الضلال عند كثير من الناس التعصبء إما لشخصء أو لمذهبء أو لكتابء أو لجماعة أو نحو ذلكء مما يجعل العبد يترك دلالة النصوص من أجل هؤلاء فهذا من أنواع الضلالء قال تعالى: دِأْبَعُوأ مآ أنل إِلَيكُم ين ركم وَلَا تَتعُو من دونه أَولِيَاء قَلبيلاً ما تَذَكْرُونَ4 [الأعراف:7]» نبى عن اتباع الأولياء بترك الكتاب والسنة» وأوجب اتباع ما أنزل. وكل من دعا إلى غير الله وإلى غير رسوله فقد دعا إلى ضلالة» ومن ذلك من دعا إلى تقديس أشخاصء» واعتقاد عصمتهم» وتقبل ما جاء عنهم ولو عارض النصوصء فهذا من أسباب الضلالء ومن أنواع ال موان. . أخرجه البخاري(598/8) ومسلم(157١1) من حديث أبي هريرة #إقق‎ )١( شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية بِيَمئَنه قضن*» ثم هُم مع هَل الأصول يَأمرُونَ بِالْمَعْرُوفي وَيَنْهَونَ عن الْمُكْر عَلَى ما وجب الشريعة: يرون إِقَامَة الْحي وَالْحهَادٍ والْجْمَع وَالآعبادٍ َم الأمَرَاءِ أَبْرَارا كَانُوا أ فُجَارَاء وَيُحَافِظُونَ عَلَى الْجَمَاعَاتِ. وَيَدِينُونُ بِالنْصِيحَةٍ للأمّة وَيَعتَقِدُونَ مَعْتَى فَولِه 2 (الْمُوْمِنْ لِلْمُؤْين كَالْمْيان ن الْمَرْصُوص؛ يشل بَعْضَهُ بَعْضًا)؛ وَشْبّك بَيْنَ أصابعي وَقَوْلِهِ . (مكل الْمؤْبِئنَ في وَادّهِْ كراشيم وَعَاطْفِهِمْ كَمكلٍ الْجَسَّدِ؛ٍ إِذَا اشتكّى مِنْهُ عُمْنُوٌ؛ تذَاعَى لَهُ سَائِرٌ الْجَسَّدٍ بُالْحُمى وَالسَّهّر). َيَأمْرُون بِالصبْرٍ ند البلا وَالشكْر عند الرحَاء وَالرْضًا يمر الْقَضَاء. وَيَدعُونٌ إلى مَكَارِم الآخلاق» وَمَحَاسِنٍ الآعْمّالء وَيَحْتْقِدُونَ مُعتى قله 2422ة: (أكْمَلُ الْمُوْمِنينَ انا أحْسَئهُم خلقا). * «هذا هو الفصل الأخير»» من هذه العقيدة المباركة» وقد عقده المؤلف في مكارم الأخلاق» فإن الشريعة مبنية على الخير والإحسان, وال رحمة بالناس أجمعين» قال تعالى: ؤَوَمَآ أَرْسَلتَلك إِلَّا رَحْمَة للفتييت» [الأنبياء:7٠]»‏ وقال تعالى: «إنّ آله يَأمرُ بالْعَدَلٍ َآلإحْسَنٍ وإبتآي ذى افر وين عَنٍ الْفَحهَاء والْمُكَرٍ وَالْبَفي يَمِظكُمْ لَعلَكُمْ تذَكرُورت» [النحل:٠4]»‏ وقال تعالى: «إِن آله مَمَ م الذرين اتقو وَالْنينَ هم نينو » [النحل:178]» وقال سبحانه: «وأحسئوا إِنّ آسَهَسنحِْبُ الْمُحْسِيِينٌَ» [البقرة:1140]» في نصوص كثيرة متتابعة تدل على هذا المعنى. فالإحسان إلى الخلق نما جاءت به الشريعة» والإحسان إلى الخلق ليس بتحقيق مرادهم» والسير على مقتضى ما تهواه نفوسهمء بل قد يكون من الإحسان إلى الخلق إبعاد- للعوم#عملد للب ل شرح متون العقيدة -الإنسان عن هواه؛ وعدم تحقيق مراده» فكم من إنسان يرغب فيا يلحق السوء والضرر بنفسه. كي يفعله أصحاب المخدرات والمسكرات» فالإحسان إليهم يكون بردعهم عن ذلك؛ وأمرهم بالمعروف وإلزامهم به ونبيهم عن المنكر وإلزامهم بتركه. ظ وهكذا في تربية الأولاد. يتقرب الإنسان بالإحسان إلى أولاده بجعلهم على أكمل الأمور وأتمها بها يعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهمء أما ترك الأولاد مع ماتهواه نفوسهم فهو غش هم؛ وليس من الإحسان في شيء؛ بل هذا إساءة إليهم. ومن هذا أيضاً التعامل مع غير المسلمين» فإننا نتقرب إلى الله بالإحسان إليهم؛ ومن أوجه الإحسان إليهم عدم تمكينهم من إضلال الخلق» وعدم الاستجابة لخططهم ومكرهم يصد الناس عن دين الله والوقوف في وجه ذلك. وهذا من الإحسان إليهم. قد يقول قائل: ما حكم الدعاء على الكفار؟ الدعاء على الكفار إذا كان المرء محسناً به إليهم فهو مشروع» وذلك أنه إذا كان هناك من يصد عن دين الله فتدعو الله بأن يبعد عنه قوته وقدرته ولا يمكنه من الاستمرار في إضلال الخلق» فهذا من الإحسان إليه مع أنه دعاء عليه لكنه إحسان إلى ذلك المدعو عليه؛ فقد تدعو عليه حتى بالموت من باب الإحسان إليه حتى لا يستمر في كفره ومعاندته ومضادته لله تعالى» كيا أنك تحسن بذلك إلى من يتوجه إليهم بالضرر والسوء, فتدعو الله أن يخلصهم من شر من يسيء إليهم فهذا من باب الإحسان. وهكذا أيضاً فيه| يتعلق بالدعوة إلى الله» ندعوا إلى الله تقرباء ورغبة في رضاه؛ وإحساناً لعباد الله فلا يدعو الإنسان إلى نفسه؛ أو ليكون له مكانة» أو ليبقى اسمه؛ أو يدعو لترتفع درجته عند الناس؛ لأن الله قد أمره بالدعوة؛ ولأنه بذلك يحسن إلى الخلق» وقد أمر بذلك. شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ب#اللله مهل يَنْدْبُونَ إلى أن تصيل من قَطَعَكء وَبُعْطِي مَنْ حَرَمَكء وُعْفْوَ عَمْنْ ظَلَمَك”". * فإن قال قائل: «ما الموقف الشرعي عند حصول أذية على المسلم من قبل غيره؟»: فنقول: الشريعة قد جاءت ببيان أن الموقف عند وجود أذية من الآخرين عليكء. لا يخرج من أربعة أمور على الترتيب: الأول: مقابلة الإساءة بالإساءة فتعامل من أساء إليك بمثل فعله» بشرط ألا يكون فعلك معصية في ذاته» قال تعالى: ؤفَمَنٍِ أَعْتَدَى عَلَيكُمَ فأعْتّدُوا عَلَيْهِ بِمِئْلٍ ما آَعْعَدَى عَلِكُمْ وَنقُوأ أله وَآعْلَمُوَأأنَّآلَهمَعَ آلْمُتقينَ4 [البقرة:195]» فيشترط ألا يكون هناك زيادة ويشترط أن يكون فعلك على جهة المقابلة وألا يكون ممنوعا لذاته ومثال هذا أنه جاء في الحديث أن النبي مَتق قال: (أدٌ الأَمَائة إل مَن الْتَمَنَكَه وَلا تحُنْ مَنْ ححا لا تقل: بها أنه قد خانني فسوف أخونه؛ لأن الخيانة ممنوع منها لذاتها. ومثله أيضاً لو اعندى عليك الإنسان بالسب أو القذف فلا يجوز أن تقابله بمئل فعله 0-0 ك0 2, فهذا محرم لذاته. الأمر الثاني: الصبر على تلك الأذية فتصبر وترجو أن تحصل على أجرك في الآخرة والصابر أعظم من المكافئ في الشر والسوءء وإن كان الفعل الأول بمقابلة السوء بمثله جائرًا لكن الصبر على الأذيّة أفضل ويحصل بسببه أجر عظيم؛ ولذلك وردت النصوص بالترغيب في الصبر قال تعالى: (إِنْمَا يُوَى أَلصّيرُونَ أَجَرَهُم بقث حِسَابي» [الزمر:١٠1].‏ الأمر الثالث: العفوء فتتجاوز عمن آذاك وظلمك تتقرب بذلك لله عز وجل» وإن كنت تبذل الأسباب لإيقاف شره لثلا يؤذي الآخرين كا آذاك فقد قال جل وعلا: <وَلَّمَن صَبْرَ وَعَفَرَ إن َل كَلَمِنْ عر مِآلأمُور» [الشورى:147]» وقال تعالى عن الجنة: - . أخرجه أبو داود(64) والترمذي(114١) من حديث أبي هريرة له‎ )١( )2 شرح متون العقيدة -دِوَسَارِعْوَأ |[ مُغْفِرَقٍ هّن ربكم وَجَنْةِ عَرْضْهًا آَلسَمَوَتٌ وَآلأرْضٌ أُعِدَّتْ لِلمُتّقينَ هم لذن يُحفِقُونَ فى السّرَآءِ والصواء وَاَلْكَظِمِنَ الْقيْط وَالْعَافينَ عن الئاس وَلَهُ نْب لْمُحَْسِيِيرَتَ؟4 [آل عمران: 4177 1]. الأمر الرابع: الإحسان إلى من أساء إليك وهذه لا يصلها إلا نوادر من الناس قال تعالى: <ِأَذْقَعْ بالْتى هِىَ أَحْسَنٌ آلسَيكَةه [اللؤمنون:47]. وقال سبحانه: (وَلَا تشعو الَْسَنَهُ وَِِ لصي دقع بالتى هي أَحْسَنُ فَِذَا الى بِيْتَك وَبيَتهد عداو كأنهر وَل حَمِيممٌ © وَمَا يُلْقَهَآ إلا الذي صَبَرُوأ وما يُلَقدهَآ إلا ذو حَظ عَظِيمٍ)» [فصلت:0.4*]. واناظر في سنة البي 9 يبد أن أكمل اهدي في هذا الباب هو هدي ابي ل فإن أعداءه أساءوا إليه لما جاءوا تائبين أحسن إليهم » وأما موقف أهل الإيهان عند ورود نعم الله عليهم فتكون بأمور: أوها: بالاعتراف بأن هذه النعم من عند الله. وثانيهها: بحديث اللسان بنسبتها إلى الله جل وعلا: ١ه‏ أمَا بِيِعْمَةِ رَبَكَ فُحَدِفْ» .]١١:ىحضلا[‎ وثالئها: بعدم استعمال هذه النعم في معاصي الله. ورابعها: باستعبال هذه النعم في طاعة رب العزة والجلال وبذلك يحصل الشكرء قال تعالى: «عَْمَلُوَأ َال ذَاوُددٌ شككا وَكَليلمّنْ عِبَادِىَ الشّكُوئ»ه [سبأ:؟١].‏ وقال جل وعلا. «لين شََكَرْتَمْ لزيد نكُم4 [إبراهيم:7]. وأما الموقف عند إحسان الآخرين إليك فيكون بمكافئتهم على إحسانهم والدعاء لهم» وذكر هذا الإحسان عند الآخرين: قال النبي : (وَمَنْ صَنَعَ إَِيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِتُو - شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ماشه َيَأمُرُونَ بير الْوَالِدَيْنِء وَصِلَةٍ الآرْحَا وَحُسْن الْجوار» والإخسيان إلى الْيقَامى وَالْمَسَاكين وَابْن السبيل» وَالرفق بِالْمَمْلُوك. بون عن الفَخرء وَالْخيلاءء والبشي, والامنبطالة على الخلق بح أن يغير حق» وَيأمُْوُ بسَعَالِي الآخللاق وَيَنْصَوْنُ عَنْ سسَفْسإفها. وَكُزا مَا يَقُولُوئة ويَفْعَلُوئَُ من هَدا وَعَيْرِوه فَإِلْمَا هم فيه مُتمُون لكاب وَالسنة وَطْرِيِقَتُهُم هِي دين الإسملام اللي بَعَث الله به مُحَمّدَا ##ك, لكن لما أخْبَرَ اللبي ينف أن منهُ سَتفرِقٌ عَلَى ثلاث وَسَبْعِينَ فِرْقَة؛ كُنّمَا فِي الثّار؛ إلا وَاحِدَة وَهِيَ الْجَمَاعَةٌ وَفِي حَدِيثِ عَنْهُ أله قَالَ: (هُمْ مَنْ كَانْ عَلَى مِثل ما أنا عَلَيْهِ الّْيَومَ وَأْصْحَابي). 1 صَارَ الْمُتَمَسَكُونَ بالإمئلام الْمَخْضٍ الْحَاليِصِ عَن الشُوْب هُمٌ أل الس وَالْجَمَاعَة!*» وَفِيهِمْ الصديقُون» وَالشْهَدَاتِ وَالصالِحُونء وَمِنْهُمٌ أغلامٌ الْهُدَى وَمْصَابِيمٌ الشجى» أو لو المَناقبِ الْمَأنُورَةه وَالْفضَائِل الْمَدَكُورَق وَفِيهمْ الآبْدَال وَفيهِمٌ أيِمّةُ الذّينِء الَلِينَ أجِمَمَ الْمَسلِمُونَ عَلَى هِدائتِهم وَدرَائَتِهم؛ وَهُمُ الطَائِفَةُ لْمَنْصُورَةٌ الْذِينَ قَالَ فيهم الي ف#ك: (لا ئزالُ طَائِفَة مِن أُمّبِي عَلَى الْحَقَّ مَنْصُورَة لا يَضرُهُم من حَالفَهُم ولا مَنْ خَدلَهُم حَتّى ُقُومٌ السنّاعة). -َنْ 1 تجدُوا ما كافون قَاذعُوا لَه حَتَّى ترا أنَكُمْ قَذ كاقأتوة)”". * ومما جاءت به الشريعة في هذا الباب النهي عن التفرق والاختلاف. قال تعالى: «إنّ الْذِينَ فقوأ ديم وَكَانُوأ شِيَكًا لست نكم فى شئْ.» [الانعام:2]109 وقال سبحانه: وَاَعْتصِمُوأ يبل اله جَمِيعًا وَلَا تَفرَقُوأ4 [آل عمران:١٠]2‏ وقال: «وَلَا تَكُونُوا كالذرينَ تََدقُوأ وآَخْتلَهُوأ مِنْبَحْدِ ما جَآءَهمٌآلْيَيَمَتُ وَأوْلَتبكَهُمْ عَذَّابُ عَظِيمٌ4 [آل عمران:6١٠].‏ - )١‏ أخرجه أبو داود(17177) من حديث ابن عمر فلفتكا. 707 شرح متون العقيدة -ومن هنا فكل أمر يؤدي إلى اجتماع الناس وتآلفهم فإنه مأمور به شرعاًء ومن ذلك الإحسان إلى الخلق» وترك قدح الناس بعضهم في بعض.ء فإذا وجدت على أخيك ما يكون مخالفاً منهج أو لعقيدة أهل السنة» فيجب عليك نصحه وإرشاده ودلالته إلى الصوابء. وإذا حذرت الآخرين من فعل فلا تذكر فاعله» حذر من المعتقد الفاسد ليجتنبه الناس. ش ومن هنا نعلم أن مما يجمع الناس النصح لكل الفرق مع عدم المداهئة في الحق؛ فالعالم يبين ويوضح الحق ويعرف الئاس بدين الله نصحاً للأمة؛ وإبعاداً للتفرق والاختلاف. ومما جاءت به الشريعة في هذا الباب تخصيص أهل الضعف بمعاملة تجبر خواطرهم فاليتيم والمسكين والمرأة يتقرب إلى الله جل وعلا بإلانة الجانب معهم, قال 2 : (اللّهمَ 9 حرج حَقَّ الصَّعِبِفَينِ: امه وَامج 1 وفي المقابل حذرت الشريعة من تفاخر الإنسان وتكبره وتعاليه» يقول النبي 2882ك: - يذ حا 2< (وَإنَّ الله أَؤْحى إل أن تَوَاضَعُوا حَنَى لا بَفْكَرَ أَحَدٌ عَلَ أَحَدِ وَلايَنفِي أَحَدٌ عَلَ أحد)”". هذه هي صفات أهل السنة والجماعة ويجمعها حمس صفات: الصفة الأولى: اتباع النصوص الشرعية» وعدم تقديم أي شيء عليها إثباتاً ونفياً. الصفة الثانية: أنهم يعظمون الله ويؤهُونه ويعلقون قلوبهم به سبحانه رجاء وخوفاً ومحبة وتوكلاً. الصفة الثالثة: أنه وسط في جميع الأبواب. الصفة الرابعة: أبم أهل رحمة للخلق وخصوصاً أصحاب الفضل والضعف. (1) أخرجه ابن ماجه (731/8) وأحمد (474/7) من حديث أبي هريرة فإله. (1) أخرجه مسلم (1876). شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية يَمالَنه 1 تسأل الله أن يَجَعَلَنَا مِنْهُم وَأن لأ يُزِيع كُلُوبَنا بَعْدَ إِذ هَدائاء وأن يَهَبَ لَنَا بن "يوم د علمك هعم ميروة 0 لذلهُ رَحْمة إنه هو الوهاب. 32 لي 2 - 7 4 02 2 م 7< م اماه - ءءء أي إىئ 0 وَاللّه أعلم, وَصَلَى الله عَلَى مُحَمُدٍ وَآلِهِ وَصَحْيهِ و تسليما كثيرا. 5 الحمد للّه رب العالمين عد عإد عاد عند عد -الصفة الخامسة: تحليهم بمكارم الأخلاق. و أسأل الله عز وجل للجميع التوفيق لخيري الدنيا والآخرة » كما أسأله سبحانه لكل من قرأ هذا الشرح العلمَ النافم والعملّ الصالح » وصلّ الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسلا كثيرًا. - عله رشع جر يجري (ساس (د («رومسيى 1-7 ات بباكدت حر . بحاييدييا رق جر يجري لوكس جسن ««زوي يس لارايايا معقفجم |لسمسكح- 2-0 » عه القواعد الأريع لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بع الله رح معطت اككجى - مع رم جل 9اضي (اجرَيَ (سكس ١ديخ‏ (زومسيى ان اماج بباعت 001 برايواييا َقَخ شرح القواعد الأريع محمد بن عبدالوهاب الله ج 4)777 + مقد مي الشارح الحمد لله رب العالمين» نحمده على نعمه. ونشكره ونثنى عليه؛ أنعم علينا بنعم عظيمة متوالية؛ وخيرات متتابعة» ومن أعظم نعم الله علينا أن هدانا لدين الإسلام المبني على إفراد الله جل وعلا بالعيادة» وقد تواترت النصوص ببيان أن العبادة حق خالص له جل وعلا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليماً كثيرا إلى يوم الدين. وبعل: فإن الله جل وعلا خلق العباد حنفاء؛ وأوجدد عندهم الفطرة التي تكون سبباً لجعل الناس من أهل التوحيد وإفراد الله بالعبادة» فإن النبي 62 لما ذكر أن الناس يفطرون على التوحيد, وأن أباءهم يهودونهم أو ينصرونهم أو يبمجّسونهم''» لم يذكر مع ذلك: (الإسلام) مما يدل على أن الإسلام هو الفطرة. ولقد اجتالت الشياطين بني آدم فصدتهم عن هذا الأصل الأصيل وهو إفراد الله بالعبادة» واتخذت لذلك وسائل قد يظن بعض الناس في أول الأمر أنها سهلة هيئة؛ ولكنها مع مرور الزمن تجر إلى ما هو أعظم منها حتى سهل على القلوب صرف شيء من العبادات لغير الله عز وجلء فبعث الله الرسل مبشرين (1) أخرج البخاري(170) ومسلم(704١)‏ من حديث أب هْرَيْرَةَ لله قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله يطققة: ئا م 1 لدم الفما>: و2 مواد تكد اذ 2001 سس ك2 لوس شم َك (مَامِنْ مَولودٍ إلا يُولد عَلى الفطرّة. بواه مبتودانه» وينصرَائه» و يمَجَسَانْه» كما تنتج البْهيمَة جَِيمَة 2577 م" ع ك سايسر ١‏ سمس عسرم/ # هسه 4 2-1 واف : عسل مهس سم ماهر لشي ]ده حَمْعَاء هَل تجسون فيها مِنْ جدعاءً). ثم يُقول بو هريرة ##يعنة : «فطرت الله التى فطر الناس عَليًا لا تَبَدِيل لِسَلْقٍاسه ذلك الدّيرث الْقيْمُه [الروم:٠‏ 7]. سخ مو )للم سسب بش ريج تون العقيدة ومنذرين يدعونهم إلى إفراد الله بالعبادة كما قال جل وعلا: (َوَلَقَدْ بَعَنْئَا فى كُلْ أُمَو رَسُولاً أري أَعَبْدُوا آله وَآجْتَنبُوا آلطّشُوتَ» [النحل:17]. ثم بعد ذلك عمت أنواع الشرك في الناس قبل بعثة الني أ كما جاء ٍ الحديث: (وَإنْ الله نَظرَ إلى أهلٍ الآرْض» فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُم إلا بَقنَايًا مِن أهْلٍ الكقابي)2". ثم بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم؛ وأنزل عليه هذا الكتاب العظيم ‏ القرآن الكريم ‏ فيه الحدى. وفيه البيان» وفيه الدلائل القطعية التى تذعن لها العقول السليمة» تدعو إلى إفراد الله جل وعلا بالعبادة؛ ولهذا كان أول أمر يواجهه من يقرأ القرآن هو قوله جل وعلا: (ِيَناجًا الئاس آَعْبُدُوأ رَبَكُمْ الى َلَفَكُمَ وَاذِينَ من فَبَلكُمْ ََلكُمْ تَكُونَ» [البقرة:11] فهذا خطاب ونداء موجه إلى جميع الناس. وفيه أمر بإفراد الله بالعبادة. وفيه بيان دليل من الأدلة الدالة على وجوب إفراد الله بالعبادة ألا وهو أنه سبحانه المتفرد بخلق المخاطبين وخلق من قبلهم » ومن كان كذلك فيجب إفراد العبادة له. وفيه بيان شيء من الثمرات الى يحصلها العبد بإفراد الله بالعبادة في قوله: لَعَلكُمَ تَكٌقَونَ»4. (1) هذا جزء من حديث أخرجه مسلم(1870) عَنْ عياض بن جما مجاهي نر شول اه مق َل ذا يَوْمِ في خطيية: (ألاإنَي أكون ممم ما هلم ا َلْمَنِييَؤِْي هذه كُلْ مال نَحَلْبْهُ عَبْدًا خلال» ِل لفت عِبَادِي اخن له يكم أنَنْهُحُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالََهُمْ عَنْ ينهم وَحَدَمَتْ مث عاتو ع أخكلث هوأر أن بُهْرِ كُوابي ما أَنْولُ به سَلْطَانه وَإِنَّ لله مَنَظَرَ إل أَهْلٍ ا الأزضء فَمَقتَهُمْ عَرَء مهم وَعَجَمَهم... شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبدالوهاب م ننه 11 ثم وردت الآيات بعدها ببيان شيء من الأدلة الدالة على هذا الأصل الأصيل» فدعا الناس إلى إفراد الله بالعبادة» فاستجاب الناس له يق زرافات ووحدانا. ثم إن التوحيد انتشر في الناس, فأفردوا الله بالعبادة» ومع مرور الزمن بدأ الناس يستهينون بأشياء ووسائل مؤدية إلى الشرك؛ وكان الني يي قد سد الطرق المفضية للشرك؛ لكن تهاون الناس فيهاء فمع الزمن صرف كثير من الناس العبادة لغير الله جل وعلا. وني القرن الثاني عشر الهجري انتشرت عبادة غيرالله في الناس في أقطار الأرض وخصوصاً في هذه البلاد» فصرفوا شيئاً من العبادة لبعض الناس ولبعض الأشجار ولبعض الأحجارء وظنوا أنها تنشع وتضر من دون الله عز وجلء فعبدوها دعاءً وخوفاً ورجاءً وصلاءً لها وعندها؛ فوفق الله جل وعلا الإمام العلامة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى إلى دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة؛ وعدم صرف شيء من العبادات لغيره سبحانه وتعالى» وهذه المعاني كما تقدم هي أساس دعوات الأنبياء عليهم السلام» فكان الناس قد ابتلوا بصرف شيء من العبادات لغير الله فصعب عليهم ترك ماهم فيه فقارعهم الشيخ ودعاهم إلى الله؛ ونشر طلابه في الناس ليدعوهم إلى إفراد الله بالعبادة» وألف المؤلفات والرسائل المتعددة التي تناسب أحوال المدعوين؛ فألف كتاب التوحيد الذي فيه الدلائل على وجوب إفراد الله بالعيادة» وذكر تماذج مما صرفت فيه العبادة لغير اللّه مع بيان الدليل الدال على وجوب إفراد الله تعالى بهذه العبادة؛ وكذلك بيان شيء من الوسائل الى كانت مؤدية إلى الشرك في الزمان الأول لثلا يتخذها الناس كذلك في الزمان الثاني» وألف الشيخ مؤلفات أخرى أغلبها من الرسائل التى تكون قليلة اللفظ لكنها كثيرة المعنى» وذلك أنه ال شرح متون العقيدة راعى أحوال المدعوين. فأرسل لكل طائفة ما يناسبهم من الدعوة إلى الله ومما ألفه الشيخ هذه الرسالة المتعلقة بالقواعد الأربع» وهي رسالة عظيمة النفع كبيرة الأثر» وقد نفع الله بها في أزمان متعددة» والرسالة قائمة على الدعوة إلى إفراد الله جل وعلا بالعبادة» وبيان بعض الشبهات والرد عليهاءلعلنا نقرأ هذه الرسالة ونعلق عليها بعض التعليقات. عي يري ١‏ جلي دناس دين ««رومييى شرح القواعد الأربع لمحمد بن عبدالوهاب واه 0 ع ام يسلم الله الرّحْمَن الرحِيو”* * ابتدأ المؤلف هذه الرسالة بالبسملة» وذلك لأن الرسائل يشرع أن تبدأ بالبسملة» وقد كان النبي ينققه في رسائله التي يرسلها لملوك زمانه ولغيرهم يبتدئها بالبسملة دون أن يكون فيها حمد» ومن هنا اكتفى المؤلف بذكر البسملة في أول هذه الرسالة ولم يعقبها بحمد الله عز وجل لأنها رسالة وليست خطبة؛ فالمشروع في الرسائل أن تبدأ بالبسملة'"''» والمشروع في الخطب أن تبدأ ببحمد الله تعالى» كي كان النبي تفط يبدأ خطبه”"» والمؤلفات التي تكتب فيها شبه بالرسالة وفيها شبه بالخطبة» ولذلك لا زال المؤلفون يبتدثونها بالأمرين مع وأما هذه الكتابة فإن المؤلف جعلها رسالة» ومن ثم اقتصر على البسملة فيها. * قوله: بسم الله: هنا جار ومجرور تعلق بكلمة محذوفة»كأنه قال: أستعين باسم الله» وأستمد العلم من الله جل وعلاء وأطلب منه جل وعلا الوصول للحق. فاسم الله صفة من صفاته؛ ولذا لا بأس من أن يعلق الإنسان به استعانته. فنقول: أستعين باسم الله» وأطلب العلم باسم الله» وأعوذ باسم الله» وأحتمي باسم الله من الشياطين ونحوهم ونحو ذلك. * قوله: الله: علم على رب العزة والجلال. قوله: الرحمن الرحيم: اسمان من أسماء الله جل وعلا تدل على صفة الرحمة» وقد قيل بأن الرحمن يكون للمؤمنين وللكافرين؛ والرحيم: يكون للمؤمنين لقوله تعالى: «رَكان بِالْمُؤْمِيِينَ رَحِيمَا4 [الأحزاب:47]. وقيل بأذ: الرمن صيغة مبالغة في الرحمة» والرحيم اسم صفة في الرجمة تدل على تكرارهاء وعلى كل فصفة الرحمة لله عز وجل من الصفات التي ثبة ثبتت له جل وعلاء فهو أرحم بالخلق من أنفسهم لأنفسهم. وابتدأ المؤلف هذه الرسالة بدعاء الله جل وعلا. (١)ك)‏ في كتابه غ2 إلى هرقل عند البخاري 0077 4) ومسلم(1771) من حديث ابن عباس فَقتةاء وفيه: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم). (5) ىا في حديث خطبة الحاجة» حيث كان النبي متي يفتتح خطبه بقوله: (إن الحمد لله.....) ينظر: رسالة: خطبة الحاجة للشيخ الألباني قله ع1 شرح متون العقيدة قال المؤلف مَ#َماشَّه:«أسأل الله الكريم” رب العرش العظيم*أن يتولاك في الدنيا والآأخرة*, * قوله: أسأل الله الكريم: يعني أدعوه وأطلب منه جل وعلاء وأتى باسم الكريم؛ لأنه يناسب هذه الدعوة, فإن العبد إذا توسل بأسء الله في دعائه ينبغي أن يختار الاسم المناسب لدعائه؛ فلما كان السؤال هنا طلباً ناسب أن يؤتى بصفة الكريم ليستعين ويتوسل العبد هذا الاسم عند ربه جل وعلا. * قوله: رب العرش العظيم: رب العرش العظيم أي صاحبه ومالكه والمتصرف فيه والعرش مخلوق من مخلوقات الله عز وجل»؛ وهو أعظم مخلوقات الله؛ ولذا وصفه الله بقوله: العظيم» وقد جاء في عدد من النصوص ربط هذا الاسم (الرب) بالعرشء فمن ذلك ما ورد في دعاء الكرب أن العبد يقول: (لا إِلّهَ إلا الله العَظِيمٌ اليم لا إِلَهَ إلا الله َب السّمَوَاتٍِ وَالأَرَْضِء وَرَبّ لعش العَظيم)”". * قوله: «أن يتولاك في الدنيا والآخرة»: أي يقوم بشؤونك في الدنيا والآخرة» وذلك أن العبد إذا لم يكن له عون من الله؛ فإنه إلى خسارة وإلى قال وضعف. وأما إذا تولى رب العزة والجلال العبد» فإنه سيكون من أسباب جلب السعادة له في الدنيا والآخرة؛ وأهل الإيهان جميعاً تثبت لهم ولاية الله جل وعلاء كما قال سبحانه: (آللّهُوَنُ الذريرت ءَامَنُو يُخْرجُهُم من الظلُمتٍ إل ألثُور» [البقرة: /11]. وولاية الله على نوعين: النوع الأول: ولاية خاصة؛ وهذه تكون لمن جمع مع الإيهان التقوى؛ كما في قوله سبحانه: (أل إن أَوْلِيَاء آله لا خوك عَلَيْهِرَ وَلّا هُمْ تَكْرَنُوتَ © أأنيرت ءَامَنُوأ وَكَانُوا يَكَقُورتَ»4 [يونس:17-17]. وهذه الولاية المخاصة لاايصح أن نشهد لأحد بها. النوع الثاني: الولاية العامة التي تكون لكل مؤمن» وهذه يصح أن نثبتها لكل مؤمن» وأن نثبتها لأنفسناء ومنه قول المؤمنين في دعائهم الله سبحانه وتعالى: «أنتّ مَوَلَدنا فَأَنْصّرًَا على الْقَوَِالكفريرت؟ [البقرة:187]. )١(‏ أخرجه البخاري(75140) ومسلم(71770). شرح القواعد الأريع محمد بن عبد لوهاب :#6 الله ج4)777 ل وأن يحقعللك مسبباركة» أينزدجبا كنت >وقد تواترت النصوص بأن ولاية الله للعبد سبب من أسباب حماية الله له وكفايته لأموره في الدنيا والآخرة. د قوله: «وأن يجعلك مباركا»: المؤلف لَه هنا يدعو لكل من قرأ رسالته بأن يجعله رب العزة والجلال مباركاً» والمبارك هو الذي فيه الخير والنفع لنفسه ولغيره» والمخلوق يصح أن يوصف بأنه مبارك» ويجوز أن يوصف العبد بوجود البركة فيه؛ لكن كلمة: (تبارك) وصفة: (تبارك) لا تكون إلا لله عز وجل”'", لأن تبارك صيغة مفاعلة» فلا يكون مبارك للأشياء إلا رب العزة والجلال» ومن شم فإن كلمة (تبارك) على الصحيح تختص بالله عر وجلء قال تعلى: ترك أنزى نَل مقن عل عتده. ون للقي تذير» [الفرقان:١].‏ وقال تعالى: دِتَبَرَكَ اأنذى بيده الْمُلكوَ هَرَّعَلىْ كل نَىْء قَدِيرُ» [الملك 1 ]. 3 قوله: «أيني) كنت»: أي يجعلك الله مباركاً في كل بلد تكو فيه» وفي كل موطن تحل فيه؛ ولا شلك أن العبد يطلب من ربه عز وجل أن يحميه وأن يباركه وأن يجعله من أسباب الخير والنفع في كل موطن يكون فيه. ظ )١(‏ قال ابن القبم مله تعالى في بدائع الفوائد(1/ 180): وأما صفته " تبارك ": «فمختصة به تعالى كما أطلقها على نفسه... أفلا تراها كيف اطردت في القرآن جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره» وجاءت على بناء السعة والمبالغة كتعالى وتعاظم ونحوهماء فجاء بناء تبارك على بناء تعالى الذي هو دال على كيال العلو ونهايته فكذلك تبارك دال على كمال بركته وعظمها وسعتها... إلخ؟. وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان(1/ 117) بعد نقل الأقوال في معاني تبارك: «الأظهر في معنى (تَبَارَكَ) بحسب اللغة التي نزل بها القرآن: أنه تفاعل من البركة» كما جزم به ابن جرير الطبري» وعليه: فمعنى (تبَارَكَ): تكائرت البركات والخيرات من قِبّله؛ وذلك يستلزم عظمته وتقدسه عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله؛ لأن من تأي من قبله البركات والخيرات ويدرٌ الأرزاق على الناس هو وحده المتفرّد بالعظمة» واستحقاق إخلاص العبادة له والذي لا تأي من قبله بركة ولا خيرء ولا رزق كالأصنام؛ وسائر المعبودات من دون الله لا يصمٌ أن يعبد» وعبادته كفر مخلّد في نار جهتم»... اعلم أن قوله: (تَبَارَكُ) فعل جامد لا يتصرف فلا يأتي منه مضارع, ولا مصدر. ولا اسم فاعل؛ ولاغير ذلك؛ وهو مما يختصّ به الله تعالى» فلا يقال لغيره '" تبارك "». وأن يمعحلك ممن إذا أعطي شك لين وإذا ابتلي بره» * قوله: اوأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر»: الإعطاء هنا: ما يسديه الله جل وعلا للعباد من نعم. والمراد بالشكر: القيام بحق نعم الله عز وجل؛ وهذا يشمل عدداً من الأمور: الأمر الأول: الاعتراف بأن هذه النعم من الله عز وجلء وأنه هو الذي وهبهاء وهذا يكون بالقلب. الأمر الثاني: التحدث ينعم الله عز وجل مع نسبتها إلى الله سبحانه وتعالى» قال تعالى: ٍِوَأْمًا بيِعْمَةِ رَنَكَ فَحَدِِتٌ» [الضحى:١١].‏ الأمر الثالث: صرف هذه النعم في مراضي الله عز وجل. فالشكر يتضمن أموراً قلبية ويتضمن أقوالاً لسانية» ويتضمن أعمالاً بالجوارح قال تعالى: ِأَعْمَلُوَاْ ءَالَ ذَاوْددَ شم وََلِيلُ مِّنْ عِبَادِىَ ألشّكُورُ» [سبأ:١].‏ فدل هذاعل أن العمل يدخل في معنى الشكر. * قوله: «وإذا ابتلي صبر»: الابتلاء هو الاختبار» فابتلاء العباد يكون بحجب شيء من النعم عنهم؛ أو بوصول ما لا يرغبون فيه إليهم؛ والابتلاء ليس دليلاً على قلة درجة صاحبه؛ بل يكون دليلاً على أن الله جل وعلا أراد أن يمحص العبد وأن يخلصه من ذنوبه؛ وهذا قال الله جل وعلا للنبي يقي وللصحابة الكرام ولنا من بعدهم: «وَلْتَبلْوَنْكُم بِسَىْء ين اَْفٍ وَآلْجوع وتقصٍ بِّنَ الأول والأنشسي لتر فق الصّبررت » [البقرة:180]» وقال تعال: (ِلَمُبَوْرَُ ب أمْولِكُمَ نسح وَلَتَسْمَعٌ من انين أُونُوا الْكتَبَّ من فَبِلكُم و مِنَ زيرت كن وَإن تَصَيرُوأ وَتَكْقُوأ قن ذلك مِن عَرّمِ لْأمُور» [آل عمران:185]. 5 شرح القواعد الأريع محمد بن عبد الوهاب أنه ج4777 -وقد جاء في الحديث أن النبي متي قال: (أشد الناس بلاءٌ الأنبياء ثم الأمثل فالأمئل)”". * قوله: صبر: أي أن المؤمن الذي يبتلى يكون المشروع في حقه أن يصبر على ما يأتيه من الابتلاء. والصبر من أعظم العبادات التي نتقرب بها إلى الله جل وعلاء فقد قال تعالى: «وَدَشِرِ آلصّيريرت © الْذين إِذَآأْصَبَتهُم مُصِيبَة انوا إِنايلَهِ إن إِليْهِ رَحِعُونَ © أُولَتبِك عَلَهِمْ صَلَوتٌ من رَيَهِمْ وَرَحْمَةٌ وأوتبلىك هم الْمُْهْتَدُونَ» [البقرة:166-/1617]» وقال سبحانه: َإِنْمَا يُوَق لصَّدرُونَ أُجَرَهُم بقَيرحِسَابي» [الزمر:9؟]. والصبر ثلاثة أنواع: النوع الأول: الصبر على طاعة الله والدعوة إليه. النوع الثاني: الصبر عن معصية الله. النوع الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة. كيف يكون الصبر في حال الابتلاء؟ يكون الصبر في حال الابتلاء بعدد من الأمور: الأمر الأول: أن يكون الصبر لله عز وجلء ولا يقصد به ثناء الناس» قال تعالى: وِوَلِرَبَلك فَأَصِيرٌ» [المدثر:/ا]. الأمر الثاني: بالرضاء ويكون بعدم الجزع من قضاء الله وقدره المؤلم» فلا يتسخط قضاء الله» ولا يتتجزع منه وإنما يرضى به ويقر له. .)5 ٠7؟(هجام أخرجه الترمذي(17898) وابن‎ )١( لعج بج ل شرح متونالعقيدة وإذا أذنب استخفر»*". - الأمر الثالث: أن يكون الصبر في أوانه عند الصدمة الأول؛ لفوله يِنقه: (الصَّده عِْدَ الصَّدْمَةِ الأو)0". #* قوله: «وإذا أذنب استغفر»: أي أن المؤلف يدعو الله جل وعلا للقارئ الذي يقرأ هذه الرسالة بأنه إذا حصل منه ذنب استغفر. والمراد بالذنب: المعصية والخطيئة التي يعصي بها المؤمن ربه جل وعلاء والعباد ليسوا بمعصومين مهم بلغت درجتهم إلا من عصمه الله جل وعلاء ولذا قال 2 : (وَالَمْصُومٌ مَنْ عَصَمَّ الله)”". وحصول الذنب من العبد ليس دليلاً دائاً على نقصان درجته وإنما يكون دليلاً على نقصان درجته إذا لم يستغفر ويتب منه؛ أما إذا استغفر وتاب من ذلك الذنب» فإنه حيئذ قد يكون أعلى لدرجته. ولذلك أثنى الله تعالى على المؤمنين أهل التقوى بأنهم يذنبون فيستغفرون قال تعالى: «إري النويرت انوا إِذَامَ مَسكمْ طَتَب فين آلشْيْطنٍ تَدَكرُوأ قدا هم مُبَصِرُونَ4 [الأعراف:701]. وقال جل وعلا في وصف أهل الجنة: <وَسَارِعْوَأ إل مَغْفِرَةٍ ين بكم وَجَنَةِ عَرَضْهًا آلسَمَيوَتُ وَالأرض أُعِدَّتْ لِلمُكَقنَ 2 انين يُنفِقُونَ فى السَّرَآءِ وآلصّرَاء عطي كد آلْعَيظ َآلْعَافِينَ عن الئاس آهب الخبسيت © والذيرت إِذَا فَعَلُوأْ فحِشَّةٌ فحشة او ظَلموَأ أَنفسَبُمَ ذَكرُوأ ا لله فَاسْتَغْفْرُوأ لوبهم ومن يَف ردوب إلا آله و ل عَلُوأوَهُم يََلّمُورت © أُوؤْلتبك جَرَآوُهُم مَغْفِرَة ين رهم وَجَكتٌُ جَرى ين خََتهَا الجر خَييت فسا وَيْممَ أجرٌآلْعسمِلِينَ» [آل عمران:1175-177]. والمراد بالاستغفار: طلب مغفرة الذنب» والغفر: هو تغطية الشيء ومسح آثاره. )١(‏ أخرجه البخاري(1707) ومسلم(487). (؟) أخرجه البخاري(7١17).‏ شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبدالوهاب اله قال المؤلف: «فإن هؤلاء الفلاث”*' عنوان السعادة»”". قال المؤلف ج#ملئته: «علم أرشتذدك الله لطاعجوي*: # قوله: «فإن هؤلاء الثلاث»: يعني الشكر والصبر والاستغفار. * قوله: #عنوان السعادة»: المراد بالسعادة تلك الصفة التي تتصف بها النفوس وتكون سبباً من أسباب زوال الهموم والغموم عنها مع راحة بالحاء والله جل وعلا قد بين أن أهل الإيهان تكون هم العاقبة الحسنة في الدنياء وفي الآخرة قال تعالى: «وَآلعَقبّةلِلمُتّقِيرتَ» [الأعراف:178]. * قوله: اعلم: هذا فعل أمر يطلب فيه المؤلف من القارئ العلم بها سيذكره فيا يأقي» والمراد بالعلم: معرفة الشىء على حقيقته وعلى ما هو به؛ ولا يكون العلم علماً عند الجماهير إلا بتوفر عدد من الأمور: الأمر الأول: الجزم؛ فإن غير الجازم ليس بعالم» بل هو ظان. الأمر الشاني: أن يكون المعلوم موافقاً لما في الواقع؛ فإن كان ما في اعتقاد الإنسان وإدراكه يخالف ما في الواقع؛ فإنه لا يسمى علماً. الأمر الثالث: أن يكون ذلك الإدراك مبنياً على دليل؛ وهذا اشترطه يعض الناس» وهناك طائفة من أهل العلم لا يشترطون بناء العلم على الدليل. * قوله: «أرشدك الله لطاعته»: هذا دعاء من المؤلف لكل من قرأ كتابه ‏ نسأل الله جل وعلا أن يجعلنا من شملتهم هذه الدعوة وأن يستجيب هذه الدعوة فينا وفي غيرنا . والرشد يقابل الغيء والمراد به: السلوك المستقيم المبني على علم صحيح. والمراد به هنا: الدلالة والتوفيق. وقوله: أرشدك الله لطاعته: أي هيأ لك سبل الطاعة» ثم وفقك لسلوك سبيلها. المراد بالطاعة: موافقة الأمر واجتئات النهى. والمراد ب مو مرو ب النهي 46 شرح متون العقيدة 2 5 0 0 0 لي - 90 ل 9 و ْ أن الحَنِيفِية" ميلة الراهيتده"*: أن تَعُْبد الله"*) #* قوله: أن الحنيفية: أي الملة المائلة عن الشرك إلى التوحيد, فإن الَنّف في اللغة: الميل» ومنه يقال لمن مالت قدماه: الأحنفه والمراد بالحنيفية في النصوص: الميلان من الشرك إلى التوحيد. * قوله: «ملة إبراهيم»: أي الشريعة والمعتقد الذي سار عليه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام؛ وإبراهيم من أفضل الأنبياء» ومن أولي العزم من الرسل» وقد جاءت النصوص بالثداء عليه يك منها قوله تعالى: إن إِيَرَعِيمَ كارت أَُمَه قَاِكَا ل حَدِيقَ وَلَرْ يك مِنَ لْمُسْرِكِنَ » شَاكِرا لَأَنْعُمِه آَجْتَبَددُوَهَدَئهُ إل صراطر مُسْتَقمٍ» [النحل:١7١].‏ # قوله: «أن تعبد الله»: المراد بالعبادة: التذلل والخنضوع في طاعة الله عز وجل ولا تكون الطاعة عبادة إلا إذا اشتملت على أركان: الركن الأول: المخضوع والتذلل» فإن معنى العبودية في لغة العرب: الخضوع والتذلل» تقول العرب: طريق معبد أي مذلل ميسر للسلوك فيه. الركن الثاني: الخوف. بأن يخاف الإنسان من الله عز وجل أن يعاقبه بتركه للعبادة» ووقوعه في المعصية» وقد جاء الأمر بالخوف في قوله سبحانه: «وَحَاقُون إن كنم مُؤِيِينَ» [آل عمران:11/86]. الركن الثالث: الرجاء؛ بحيث يرجو ربه وثوابه؛ قال تعالى: «إنَّ اليرت ذَامَكُوأ وَآلَذِينَ هَاجَرُوأوَجَهَدُوا فى سيمل أله وليك يَرْجُونَ رَحْمْ تله [البقرة:714]. الركن الرابع: المحبة» فيكون العابد محباً لله عز وجلء قال تعالى: لَوَآَلَذِينَ ءَامَنوَا أَسَّدُ حَكا يِه [البقرة:116]. شرح القواعد الأريع محمد بن عبدالوهاب َكانه 20701 رمه يي وَمْدَه” غلصاً له الدين”” كما قال تعالى: «رَمَا حَلَفَتُ لَلَنَ ولس إل ِيَعْبّدُون4 [الذاريات: 5ه])!*'. * قوله: «وحده»: يعنى أن تفرد العبادة لله وحده؛ ولا يصرف العبدٌ شيئاً منها لغير الله . * قوله: «مخلصاً له الدين»: أي مفرداً الطاعة على وجه العبودية لله عز وجلء قال تعالى: «فَاعَبّرٍ شه نخلِصًا لَه اليرت؟ [الزمر:؟]» فالمراد بالدين هنا: الطاعة؛ فهذا المعنى هو الذي بعثت الرسل من أجل تحقيقه؛ والدليل قوله تعالى: (وَلَمَد بَعَدَْافى كُلِ أمةٍ َسُولا أرب أَعَبدُو لَه وَآجِمَنبُواآلطْهُوتَ4 [النحل:75]. وقال سبحانه: 9وَمَآأَرْسَلئَا ين قَبَللَك مِن رّسُول إل تُوحن إِلَيَهِ أنه لآ إِلَدَ إل أنأ َآغبدُون» [الأنبياء:6؟]. وكان كل نبي إذا دعا قومه قال لهم: دأعَبْدُوا آسَهَ مَاَكم مِنْ إِلْهِ غَيرة» [هرد:٠6].‏ وهذا المعنى هو الذي خلق المخلق من أجله كما قال سبحانه: وما خَلَقَ تان وَآلإِنسَ إلا لِيَعْبْدُون» [الذاريات:505]. # قوله: «ما»: هنا نافية» نفت أن يكون لخلق الإنس والجن معنى مقصود إلا عبادة رب العزة واللجلال و-حده. * قوله: «الجن»: هم خلق من خلق الله خلقوا من نار» منهم المؤمن ومنهم الكافر. * قوله: «الإنس»: هم أيضاً خلق من خلق الله خلقوا من طين أبوهم آدم كا منهم المؤمن ومنهم الكافر. * قوله: إلا ليعبدون»: هذا بيان المقصود. والمعنى من خخلق الجن والإنس» والاصل أن الاستثناء بعد النفي يفيد الحصرء وكأنه حصر سبب خلق الجن والإنس» بكونه يريد منهم عبادته وحجله. :كلشف شرح منون العقيدة قال المؤلف #تأقته: «قَِدًا عَرَفت أن الله لفك لِعِبَادَتِه؛*؛ فَاعَلَمْ أن الْعِبَادَةَ لا تُسَمّى باد إلا مَعَ التُوْجيد”*؟, كما أن الصّلاة لا تسَمّى صلاة إلا م الطّهارق©. * قوله: «فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته»: أي إذا ميزت يا أيها القارئ أن الله خلقك لعبادته وحده؛ لأنك واحد من الإنس» ومن ثم فأنت ممن يدخل في هذه الآية. * قوله: «فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد»: يعني أنه إذا تقرر أنك ممن وجبت عليه عبادة الله فينبغي لك أن تعلم أن العبادة لا تكون صحيحة معتبرة شرعاً إلا مع التوحيد. والمراد بالتوحيد: إفراد الله بالعبادة» وعدم صرف شيء منها لغيره سبحانه. فمراد المؤلف هنا أن العبادة لا تكون صحيحة شرعاً معتبرة إلا مع التوحيدء أما إذا كان هناك شرك فإن العبادة لا تكون صحيحة ولا تكون مقبولة عند الله عز وجل لقوله سبحانه: «لنْ أشْرْكتٌ لَيَحْبَطنّ عَمَلْلك4 [الزمر:18]. * قوله: «كما أن السصلاة لاتسمى صلاة إلا مع الطهارة»: أي أن الصلاة لا تكون صلاة مقبولة إلا مع الطهارة» ولو صلى إنسان بدون طهارة قيل: هذه صورة صلاة؛ لكنها ليست صحيحة شرعاً» ويؤاخذ الإنسان عليها إذا صلاها بغير وضوء متعمداً لأنه يكون قد وقع في كبيرة من الكبائر؛ لكنها تسمى عبادة إذ لو لم تسم عبادة لما ترتبت عليها العقوبة» وهكذا من عبد غير الله يقال: هذه عبادة؛ ولذلك توجهنا له باللوم: كيف تعبد أحداً سوى الله؟! ومراد المؤلف هنا الاصطلاح الشرعي الذي يقبل عند الله عز وجل. فخلصنا ما سبق أن العبادة يشترط لصحتها شرطان: الشرط الأول: أن تكون خالصة لله فمن صرف عبادة لغير الله فإن فعله يكون حابطاً- شرح القواعد الأربع محمد بن عبدالوهاب ماله قال المؤلف: اذا دَخَل الحيِرْك فِي الْعِبَادَةٍ فسسَدت0* كَالْسَدَث ذا دحل في الطهَآر ينا -باطلاً» وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أَغتَى الشرَكَاءِ عَنِ الَّرِكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلا اَم شْرَكَ به مهي خَبْرِي. تَرَكْنْهُ وَشِرْكَهُ)7". الشرط الثاني: متابعة النبي مت؛ لأن التقرب لله بعبادة لم يأت بها النبي الكريم 279 تكون بدعة» والمراد بالبدعة الطريقة المخترعة في الدين» أو التقرب لله بعبادة لم ترد في الشريعة» هذا يكون بدعة» لو قدر أن إنساناً تقرب لله بها هو بدعة قيل: لا يجوز لك هذا وأنت آثم فيه» لكنه لا يخرج من ملة الإسلام. ٠‏ وكما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة» فلما صلى سألناه: هل كان متطهراً قبل الصلاة ؟ قالوا: لا» فحيتئذ لا تصح صلاته» هكذا أيضاً بالنسبة للتوحيد مع عبادة الله لا تكون صحيحة إلا بشرطين: أن تكون لله وحده؛ وأن تكون موافقة لمدي النبي يق فكها أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة فالعبادة لا تكون عبادة بالمعنى الشرعي إلا . مع التوحيد» فمن عبد غير الله وأشرك في عبادته؛ فإننا نسميها أيضاً عبادة لكن بالمعنى اللغويء أما في الاصطلاح فهي ليست عبادة صحيحة؛ وليست مقبولة عند الله جل وعلا. * قوله: «فإذا دخل الشرك في العبادة فنسدت»: وذلك لأن الله تعالى يقول: لبن أشْرَكْت لَيَحَبَطَنٌ عَملْلَه [الزمر:0]. * قوله: «كالحدث إذا دخل في الطهارة»: فكما أن الطهارة إذا دخل عليها الحدث أفسدها وأبطلهاء فكذلك العمل إذا دخل عليه الشرك أفسده وأبطله. )١(‏ أخرجه مسلم (946؟). : 6 78 شرح متون العقيدة فَإِدَا عَرَفْتَ أن الكْبّرْكَ إذا ختالط الْعِبّادَة أَفْسَّدَهَا*' وَأحبّط الْعَمَل؛ وَصّار صَاحِبّه مِنَ الْخَالِدِينَ فِي الئاه عَرَفْتَ أن أهَمَ ما عَلَيِكَ مَعْرِفَةُ ذليك”* لَعَلُ الله أن يُخلصك من هذه الشبكة'*» وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: «إِنّ أله لا يَغهِرٌ أن يُشَرَكَ بو وَيَغْفِرٌ مَادُورت ذَلِلك لِمَنَيِسَاه4 [النساء:117])** . * قوله: «فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها»: مما تقرر سابقاً أن التوحيد رك في ملة ابراهيم:لأن العبادة هي ملة إبراهيم؛ والتوحيد هو أحد أركانهاء فإذا عرفت ذلك عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل» مثال ذلك: من صلى يتقرب بصلاته لصاحب القير» فهذه صلاة باطلة حابطة يأثم صاحبهاء ويكون من الخالدين في نار جهنم؛ فمن أدى العبادة بشرك؛ فعبادته ياطلة )ا سبق. * قوله: «عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك»: يعني إذا عرفت هذا الأمر العظيم الذي هو أساس دين الإسلام؛ وهو أساس دعوات الأنبياء» وهوالذي يترتب عليه الدخول في الجنة أو في الناره ومن ثم فهو من أسمى ما ترك إليه الهمجٌ لتعلمه. واستدل المؤلف على أهمية الموضوع بقوله تعالى: «إنَّآمَهَا يَغْفِرٌأن يُشْرَكَ به ويَغْفرٌ ما دُورت ذَلِات لِمَن يَشَاءُ4 [النساء:15١].‏ * فقوله تعالى: َْإِنَّائهَلا يَقَوءْ ن يُشْرَّك بي4: يعني أن الله تعالى لا يغطي الشرك ويستره. والمراد بالشرك هنا الشرك الأكبر» وهو صرف شيء من العبادة لغير الله جل وعلا. * وقوله تعالى: 9وَيَغْقِرٌ مَادُور ذَالك4: أي يتتجاوز ويصفح عا كان دون الشركء لمن يشاء. شرح القواعد الأريع محمد بن عبد الوهاب ب#الله_.. ج4225 قال المؤلف: «وذلك بِمَعْرفَة أَرْبَع قَوَاعِدَ ذُكرَهَا الله هُ عََالَى في كِتَايهِ: -هل يؤخذ من هذه الآية أن ما دون الشرك يغفر؟ نقول: ما دون الشرك معلق بالمشيئة» قد يغفر الله لصاحبه وقد لا يغفر. ما المراد بقوله: «أن يُشَرَكَ بٍ4؟ هل المراد أي شركء أم المراد الشرك الأكبر ؟ الشرك يطلق على معنيين: الأول: الشرك الأكبر: وهو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله فهذا يخلد صاحبه في نار جهنم كما قال تعالى: «إنْهُ مَنَيُشْرِك باه قَقَدَ حَرّمَ أله عله لْجَئَة وَمَأوَنهآلكارٌ وم ِلظطِييرت مِنْ أنصّارِ» [المائدة:1/1]. النوع الثاني: الشرك الأصغر: مثل قول الإنسان: ما شاء فلان» ولم ينسبه إلى الله. هل الشرك الأصغر يدخل تحت قوله: «لا يَغَفِرُأن مُشْرَكَ ب-»؟ هذا موطن خلاف بين العلاء؛ والجمهور يقولون: إن الشرك الأصغر يدخل في قوله: <وَيَغْفِرٌ مَاذُورت ذَاللك لِمَنيِشَآمُ4 فقد يغفره الله ابتداءً. - ما حكم من تاب من الشرك؟ التائب من الشرك معفو عنه؛ إذ التائب من الذنب كمن لا ذنب له» بل قد يبدل سيئاته حسنات.. وبهذا ننتهي من هذه المقدمة التي تضمنت دعاءً وثناءً» وتضمئنت بياناً لملة إبراهيم بيك التي هي إفراد الله بالعبادة» ويتضمن كذلك أن العبادة لا تكون عبادة إلا بالشروط الساد بقة» وتتضمن أن العبادة لا تصح شرعاً إلا مع التوحيد. لهج . هاو و بماك هج 1 بعرييا الْقَاعِدَةَ الأولى*: * قوله: «القاعدة الأولى»: أي من القواعد التي تنقض أصول دعاة الشرك» ودعاة من يدعو إلى عبادة غير الله معرفة أن توحيد الربوبية والإقرار به لا يكفيء بل لا بد من الإقرار بتوحيد الألوهية» والمراد بتوحيد الربوبية: إفراد الله بأفعاله هو سبحانه؛ والمراد بتوحيد الألوهية: إفراد الله بأفعال العباد» بحيث تكون عبادة الناس لله جل وعلا وحده؛ ولا بد من الأمرين. والقسم الثالث من أقسام التوحيد: توحيد الأسماء والصفات. فإن قال قائل: من أين أتيتم بهذا التقسيم؟ قلنا: أتينا بهذا التقسيم من أدلة كثيرة متضافرة في الكتاب والسنة منها: الدليل الأول: استقراء النصوص الشرعية:» فإنها ى) دلت على توحيد الله بأفعاله» دلت على توحيد الله بأفعالناء فعندما يقرأ الإنسان أي سورة في القرآن يجد ذلك ظاهراً جلياً قال تعالى: < الْحَمْدُ ينه رسي العطّييرت © آلبَحن أَلرّحِيمِ () مَلِكِ يَرْمِ اللرير:.ي» هذه كلها متعلقة بالله وأسمائه وصفاته فتكون قسلأء ثم لما قال: «إيّالف تَعْبْدُ وَإِيّالفَ تَسْتَعِي» هذه متعلقة بأفعالنا نحن» فهذا هو القسم الثاني. الدليل الثاني: أن الله جل وعلا ميز بينهما في مواطن من كتابه؛ فقال سبحانه: «رّبُ يه راسم 2-2 5 يب ا ا 25 دمو 5-5 7 و ات ع السّمَوةتِ وَلأرْضٍ وما بَيْجُمَا فأعبَده وَأَصَطيرٌ لِعِسَدَتَهِء هَل تَعَلّمُ لَه سَمِيّاِ [مريم:55]. فقوله: رب آَلسْمّيوت وَآلأَرْض وَمَا بَيَجَمَاهِ هذا فيه توحيد الربوبية. وقوله: (فََعَبَّدَهُ وَآَصَطَيرٌ لِعِبَدَتِهِء» هذا فيه توحيد الألوهية» وفي قوله: «هَل تَعْلَّمُ لَهُد سَمِيا4 هذا فيه ما يتعلق بالأسماء والصفات. شرح القواعد الأربع لمحمد بن عبدالوهاب بوالقنه ع7 لب أن تَعْلّم أن الْكْفَارَ الْذِينَ فَائلَهُمْ رَسُولْ الله ينق مُقِرُونْ بأنّ الله تعَالى هُرُ الْخَالِقَء الْمُدَبْرُ وَأَنّ ذُلِك لم يُدْخِلَهُمْ في الإسللام*, وَالدَلِيل قولَهُ تعَالى: الدليل الثالث: أن الله عز وجل قد أخبر أن أهل مكة والعرب والناس يقرون بتوحيد الربوبية؛ وأن هذا الإقرار لم يدخلهم في دين الإسلام كما في قوله جل وعلا: «ولين سَأَلتَهُم مْنْ خَلَقَ آلسَمَيوتٍ والأزض وَسَحْرَ الشمسن وَالْفَمْرَ ليقُولنَ لّه» [العنكبوت:11]. وقوله سبحانه: #وَلين سََلتَهُم من نْرْلَ يت آلسَمَآءِ مآءُ فَأَحَيَا به الأزض يِنْ بَعْد مَوْتِها ليَقَولىٌ أي قل آلْحَمْدُ لَه بل أصك مز ل يَعْقلُونَ4 [العنكبوت:1]. في نصوص متتابعة تدل على أن الكفار الذين في عهد النبوة كانوا يقرون بتوحيد الربوبية» ومع ذلك لم يدخلهم هذا في دين الإسلام. * قوله: «أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله ميقي مقرون بأن الله هو الخالق الرازق»: فهم يقرون بأن الله هو خالقهمء ويقرون بأن الله هو خالق أفعالهم» ويقرون بأن الله هو خالق الكائنات جنها وإنسهاء جمادها وحيهاء ما يكون في برها وبحرهاء هم يقرون بأن الله قد خلقها جميعاًء فلم يدخلهم ذلك في دين الإسلام» ويقرون بأن الله هو الرازق» وأنه هو المدبر وأورد المؤلف دليل ذلك من سورة يونس في قوله سبحانه: 9قُلَ مَن يَرْرُفُكُم مِنَأَلسَمَآءٍ والأض» أي اسأهم يا أيها النبي» ويا أتباع النبي»|سألوا هؤلاء القوم من يرزقهم من السماء والأرضء أي من يوصل إليهم الأرزاق» ويخلق هذه الأرزاق ويدبرها حتى تصل إليهم من السماء والأرض» بعض الرزق يكون من الأرض كا في الكنوز التي تكون في الأرض» وكم في الزراعة» وبعسض الأرزاق تأتي من السماء كما في الأمطار ونحوها, لسلحخ ولبلم لت تمرح متونالعقيدة .م و ل 22 * ِ- .0 4س ره ا قم سر ]ل له لره ‏ 54 2 7 (ثُل من يَررُفُكُم من آَلسَمَآءِ وَالأر ضأمن يَعْلِ كُآلسَمَعَ وَالأبِصَرٌوَمَنْرِجُ ألْحَىّ مِنّ 2 فَقْلَأَئَلَا تكَقُونَ» 1 32-08 م 02 00 9 2 مث 7 لْمَيْتِ ورج آلْمَيتَ مر الْحَيّ وَمَن يُدَيِرٌالأض فَسَيَفُولُونَ الله [بونس:00]1*. * وقوله تعالى: <أَمن يَمْلِكُآَلسَمَعٌ وَآلأتِصَرٌّ4: أي اسأهم من هو الذي يملك السمع والأبصار» فيعطي السمع من يشاء ويمنعه من يشاء, يجعل بعض الناس مبصرين» وبعضهم لا يتمكنون من الإبصار. وقوله تعالى: «وَمن حرج ألْحَى ون الْمَيَتِ ورج آلْمَيتَ رس ألْحَي4: أخرج الله كائناتٍ حية كثيرة من الميت كما أخرج الفرخ من البيضة» ويخرج الميت من الحي إذ هناك حي من الأحياء يخرج منه أشياء ليست بحية. وقوله تعالى: « وَمَن يُدَيْرٌ الأ فَسَيَفُولُونَ آل فَقلَأقَلَا تَتَقُونَ» فهو يتصرف في الكون كيف يشاءء فإ:هم سيقرون بأن فاعل ذلك هو الله هو الذي يرزق ويملك ويخرج ويدبر» فحينئذ قل لهم: «أَثَلَا تَكَقَونَ» أفلا يدعوكم إقراركم بتوحيد الربوبية إلى الإقرار بتوحيد الألوهية» فعاب الله جل وعلا عليهم عدم إقرارهم بتوحيد الألوهية» مع إقرارهم بتوحيد الربوبية. وفي هذا دلالة على عدد من الأمور: الأمر الأول: أن الإقرار بتوحيد الربوبية لا يكفي عن الإقرار بتوحيد الألوهية. الأمر الثاني: أن توحيد الربوبية يدل على وجوب إفراد الله بالعبادة. الأمر الثالث: أن من أقر بتوحيد الربوبية» ولم يقر بتوحيد الألوهية لم يدخل في دين الإسلام. الأمر الرابع: أنه لا يصح تفسير كلمة: (لا إله إلا الله) بأن المراد بها الإقرار بتوحيد الربوبية» فإن طوائف من الناس يقولون: معنى قوله: (لا إله إلا الله) أي لا خالق ولا رازق ولا مدبر إلا الله؛ وهذا التفسير تفسير خاطئ؛ قال تعالى عن المشركين: «إتْجج كَانُوَأ ١‏ مر شرح القواعد الأربع لمحمد بن عبدالوهاب +5 اللكه قال المؤلف: «الْقَاعِدَةٌ الثَانيَة: | لهم يَقُولُون: ما دَعَوْاهُمْ وكوّججهكا إِليْهِمْ إلا لطَلَبِ الْقَرْبَةِ وَالشفاعة فَدلِيل الُْرْبَةِ؟ قَْلهُ تعالى: «والأنريرت أَخحْدُوا ين دُويهة أَولِمَه ما دهم إلا مُرَيُوا إلى أله رق إِنّ لله حَكُمْ بَبََهُرْ فى ما هُمَ فِيه تحْمَلِفُورت إن أله لا يَهدِى مَنْ هو كِب كفارٌ» [الزمر:"]. وَدَلِيلُ الشُفَاعَة قَوْلُهُ عَالَى: «وَيَعْبدُورتَ ين دون أله ما لا 2 يَصُرْهُمٌ ولا يَشَعْهُمْ وَيَفُولُورت هَنَوْلَآءٍ شفْعَتوْنَا عِددَ أَلَّهِ4 [يونس:8١]»‏ إِذَا قبل لهُمْ لآ إلنه إلا آَهُ يسَتَكِرُونَ © وَيَقُولُونَ أيمًا لَعَاركوَا َالهَينَا لسَاعِيٍ جْنُون» [الصافات:7.70] وما ذاك إلا لأنهم يعرفون أن معنى هذه الكلمة هو إفراد الله بالعبادة» وعدم صرف شيء من العبادات لغير الله جل وعلاء ومن هنا فإنه لا يصح لأحد أن يفسر هذه الكلمة: (لا إله إلا الله) بأن المراد مها توحيد الربوبية» بل المراد مها توحيد الألوهية. الأصر الخسامس: أن الإشراك في توحيد الربوبية قليل أو نادر؛ بخلاف الإشراك في توحيد الألوهية» ولذلك كانت بعثة الأنبياء لتحذير الناس من الشرك في توحيد الألوهية» ولا يتطرقون لتوحيد الربوبية إلا للتعريف بالله والانطلاق من ذلك إلى تقرير توحيد الألوهية؛ لأن الناس في غالبهم يقرون بهذا النوع من التوحيدء ومن ثم لم يحتاجوا إلى دعوتهم إليه. إلا في لوازم الأمور. * قوله: «القاعدة الثانية»: يعني من قواعد نقض طرائق المشركين» بيان أن الحجج التي يحتجون بها في دعوى شفاعة من يصرفون له العبادة دعوى باطلة ولا قيمة لهاء فهذه القاعدة تنقض أساساً من أسس أهل الشرك؛ وتبين أن ما عندهم من الدعاوى باطلة؛ وحججهم متهافتة» وذلك أن المشركين الذين يتوجهون إلى الأولياء والقبور بالعبادة» إذا قيل لهم: العبادة حقٌّ خالصٌ لله. فلماذا تتوجهون طؤلاء بأنواع العبادات» تدعونهم؛ وتنذرون لهم» وتذبحون لهم» وتصلون لهم؟ 2 > كلاق شرح متون العقيدة -قالوا: هؤلاء أولياء لهم منزلة عند الله جل وعلاء فهم يقربونا إلى الله أو يقولون: نحن نحتاج إلى من يشفع لنا عند الله» فنحتاج إلى واسطة بيننا وبين الله جل وعلا يشفع لناء وهؤلاء صالحون فيشفعون لنا عند الله فنتقرب بهم إليه في العبادة من أجل أن يشفعوا لناء وقد نقض الله جل وعلا هذه الشبهات, وبين أن هذه الشبهة ليست جديدة» بل قديمة قد تكلم بها المشركون الذين بعث إليهم النبي صل الله عليه وسلّم؛ فإنه عندما نسأل أولئك المش ركين لماذا صرفتم العبادة لغير الله عز وجل؟ قالوا: هؤلاء رجال صا حون نتقرب بهم إلى الله جل وعلاء فإن من المعلوم أن قوم نوح الذين بعث إليهم نوح كان فيهم رجال صالحون. لما ماتوا اتخذ الناس على قبورهم تماثئيل تذكرهم بطاعة الله عز وجلء ومع المدة انقلب الناس إلى عبادة هذه التهاثيل من دون الله وكانوا يقولون: هؤلاء يقربونا إلى الله؛ لأخهم أولياء وصا حون فصرفوا العبادة لغير الله فبعث إليهم نوح عليه السلام» قال تعالى: 9لَقَدَ أَرْسَلئَا تُوحَا إل قَوَيِه فَقَالَ يَقَْ مِاَعْبُدُوأ لَه ما لَكُم مِنْ َو غبَرُه إن أحَا ف عَلَيَكُمْ عَذَابَ يوم عَظِيِمٍ» [الأعراف:09] في آيات متتابعة» وهكذا أيضاً في أصنام العرب التي كانوا يعبدون. فإنهم كانوا يقولون: لاما تَعَبُدُهُم إلا لِمقرَبُونآ إلى آله زُْمَنْ4 [الزمر:]» فاللات رجل صالح من أهل الطائف كان يلت السويق للحجيج؛ فيقدم عملاً صا حاً ويطعم الطعام؛ فلما مات اتخذوا قبره مكان عبادة من دون الله بدعوى أنه يقربهم إلى الله جل وعلاء ومع ذلك لم يقبل منهم» فهكذا هؤلاء الذين يذهبون إلى قبور من يسمون بالأولياء» يقولون: نذهب إليهم ليقربونا لله؛ فإنهم أولياء لله فنطلب منهم أن يشفعوا لنا عند الله عز وجل» فهذه حجة من جنس حجج أهل الجاهلية الذين بعث النبي يك بلسانهم قال الله تعالى: «والذيرت أَخنَدُوأ ين دونه أَوْلِيَاْ4 [الزمر:"7] أي جعلوا من دون الله أولياء يتقربون إليهم من دون الله. فهذا يدل على أن تسمية بعض الناس باسم الأولياء لايغني من الحق شيئاء ولا يغير من الحكم- شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبدالوهاب مده : للاااااخح وم ل -الشرعي شيئاء ما همي حجتهم؟ قالوا: اما تَعْبدُهمَ إلا لِيُقرَيُونَا إل اله زُلْمْ» [الزمر:*] أي لا نتوجه إليهم بصنوف العبادة» فنذبح لهم وننذر لهم وندعوهم إلا ليكونوا وسائل نتوسل بها إلى الله وإلى رضوان الله فهذا الحجة ليست بحجة مقبولة عند الله عز وجل» ولذلك رد الله عليهم فقال: #إإِنَّ أله عحَكُم بَيَْهُمْ4 أي يفصل بالحق بين الناس «فى ما هم فِيهِعَْتَلفُو إِنَّآلَه لا يَهَدِى مَنْ مْوَكَدِبُ كَفَارُه [الزمر:7] سماهم كذبة لأنهم يدعون أن هؤلاء الأولياء يقربونهم إلى الله» وهم لا يقربونهم إلى الله وجعلهم كفاراً لأنهم صرفوا شيئاً من العبادات لغير الله جل وعلاء وإذا نظرنا في حال هؤلاء الذين يتوجهون للأولياء بأنواع العبادات يزعمون أهم يقربونهم إلى الله» بل وصل الحال بهم إلى أن أشركوا في توحيد الربوبية» فيقال لهم: لماذا تذبحون هذا الولي؟ يقول قائلهم: ليدفع عني الشرء فهذا أعظم من شرك أهل مكة في عهد النبوة» فإن أولئك إنما أشركوا في توحيد الألوهية» هؤلاء أشركوا في توحيد الربوبية؛ ولذلك لما قيل لأحدهم: كم إله تعبد؟ قال: سبعة؛ واحد في السماء» وستة في الأرض. قيل له: من الذي تعد لنوائبك وشدائدك ؟ قال: الذي في السماء'''» وهؤلاء يتوجهون بالعبادة لهؤلاء يطلبون منهم تصرفاً بالكون وتحقيقاً لرغباهم؛ فشركهم أعظم من شرك أولئك الذين ماعبدوا أصنامهم إلا من أجل التقرب إلى الله. )١(‏ أخرج الترمذي(181؟) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنِء قَالَ: قَالَ الي يفي لأبي: (يَا حُصَيْنٌ كم تَعْبُدُ الوم إَِا؟) قَالَ أبي: سَبْعَة سه في الأزض وَوَاحِدًا في الَمء. قَال: (تَايهمْ تمد لِرَغْبِكَ وَرَهْبَاكَ؟) ثَالَ: الذي في السَّيَءِ. قَالَ: (يَا حُصَيْنُ آما نك لَْ أسْلّمت عَلّمتُكَ كَلِمَتئنٍ تَْفَعَاِكَ). كَال: قَهَا أسْلَمَ واسءى" 5 يس 01 ل 200 ,سس مس ٠.2 2 ٠.‏ 8 حُْصَيْنٌ كَالَ: يا رَسُولَ الله عَلّمِْيَ الكَلِمَتَيْنِ اللََينِ وَعَذْئَد ثَقَالَ: (قل: الهم أَهِمْنِي رشدِيء وَأَعِذْنٍ مِنْ شَّرٌ نَفَيِى). وضعفه الألباني. للجبهمحعم_للللللبسبب لب ششرح متونالعقيدة قال المؤلف: «وَالشْْفَاعَةُ شَفاصكان*: فَالشفَاعَةٌ الْمَنْئِيُّ: مَا كانت تُطَلْبْ مِنْ غَيْر الله فِيمًا لا يقَدِرُ عَلَيِهِ إلا الها" َالدَلِيلُ قَولْهُ تعَالَى: (ِيَنايهَا ألذرينََامنْوَا أنفِقوا مِمًارَرَقْتكُم ين قَبلٍ أن يان يَوْملا بيع ص 1 - مد ايه مر - 7 7 فِيهِ وََا خْلَةٌوَلَا سّفعَةٌ وَالْكَفِرونَ هم آلظَلِمُونَ» [البقرة:2)104. * وهكذا في مسألة الشفاعة فإن الله جل وعلا قال في سورة يونس: (وَيَعْبدُورتَ مِن ذُو الله مال يَصُرْهُمْ وَل يَشْعْهُرْ وَيَعُوأُورتَ هَتوُلآءِ سفوا عند أله [يونس:18]. يعبدون: أي يتوجهون ببعض العبادات لغير الله عز وجلء والعبادة ما تضمن الذل والخضوع والمحبة والخوف والرجاء؛ فهم يتوجهون بالعبادة لبعض هؤلاء الأولياء والأصنام؛ وهم في الحقيقة لا يملكون ضراً ولا نفعاء وإذا خوطبوا بهذا قالوا: هؤلاء يشفعون لنا عند الله جل وعلاء لأن لهم مكانة عنده ومنزلة. * قوله: فالشفاعة المنفية ما كانت تطلب من غير الله فيها لا يقدر عليه إلا الله: يعني أن الشفاعة التي وردت النصوص بإبطالها ونفيها: هي أن تَطلْبَ من غير الله شيئاً لا يقدر عليه إلا الله» وهذه الشفاعة لا يتتفع بها صاحبها ولا تكون سبباً من أسباب نجاته فالشفاعة المنفية لا ينتفع بها طالب الشفاعة؛ ولا تنجيه يوم القيامة. ولا تكون سبباً من أسباب رفع درجته عند الله عز وجل:والدليل قوله تعالى: (يَتأيُهَا آلذِينَ ءَ! موا أَنفِقُوأ يما رَرَفتَكُم من قَبَلٍ أن يَأن يَومٌ لا بيع فبد ولا له ولا سَفَحَة وَآلكِرُونَ َم الطَلِمُون» [البقرة: 4 0 1].فقوله: (ولا شفاعة)نفى هنا الشفاعة وهناك مواطن أخرى وردت الأدلة فيها بإثبات الشفاعة» ما يدل على أن من الشفاعة ماهو منفي ومنها ما هو مقبول. شرح القواعد الأربع محمد بن عبدالوهاب مانم ع ب و . قال المؤلف: «وَالشفاعَة الْمَمْبَتَة: هي الّتِي تُطْلّبْ مِنّ الل وَالشَافِعْ مُكرمُ بالشفاعة وَالْمَشْفُوعٌ لَهُ مَنْ رَضِي الله قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ بَعْدَ الإذن ؛ كُمَا قَالَ تعَالّى: <مَن ذَا اذى يَسْفَعٌ عِدَهْة إلا بإذّيِف) [البقرة:ه7]”", 0 قوله: «والشفاعة المثبتة»: يعني الشفاعة النافعة التي أثبتتها النصوصء فهذه يقال ها: الشفاعة المثبتة؛ وهي الشفاعة الصحيحة والشفاعة الحقة» من أمثلتها شفاعة النبي يقني أهل الموقف أن يقضى بينهم, فإن الناس إذا اجتمعوا في الموقف يوم القيامة ودنت منهم الشمس ملوا من ذلك الموقف الطويل واليوم العظيم وبحثوا عن من يشفع لهم عند الله عز وجل فيأتون الأنبياء واحداً واحداً فلا يستجيبون لهم حتى يأتوا إلى نبينا محمد شق فإذا طلب منه ذلك سجد تع بين يدي ربه وحمده بمحامد عظيمة يفتحها عليه ربه» ثم يقول له رب العزة والجلال: (يا محمد ارفع رأسك, واشفع تشفع. وسل تعط. وقل يسمع لك). أو ىا ورد في الحديث. فهذه شفاعة مثبتة» أثبتناها لأنها قد جاءت في النصوصء. ولأنها قد وجدت فيها شروط الشفاعة المقبولة» فإذا انتفى أحد الشروط المقبولة كانت شفاعة منفية لا يتتفع بها لا الشافع ولا المشفوع. ما الفرق بين الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية؟ الفرق بينهما في أمور: الأمر الأول: أن الشفاعة المثبتة تكون برضا من الله عز وجلء فلا بد أن يكون المشفوع له مرضياً عند الله عز وجلء فلا يصح للشافع أن يشفع لأحد دون أن يرضى عنه رب العالمين. الأمر الثاني: أن الشفاعة المثبتة فيها إذن من الله عز وجل للشافع أن يشفع» بخلاف الشفاعة المنفية قال تعالى: من ذا اذى يَمْفَعٌ عِندَهُ إلا بِإِذِْه» [البقرة:06؟]. فقوله: من ذا: هذا استفهام إنكاري» كأنه قال: لا يوجد أحد يشفع عنده إلا بإذنه» وقوله: إلا بإذنه: استثناء» والقاعدة أن الاستثناء من النفي إثبات. ٍ- لق شرح متون العقيدة الْقَاعِدَةَ الكالكة: الْمَلائِكَقَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبّدُ الآنييَاءَ وَالْصَالِحِينَ وَمِنْهُمَ مَنْ يَعْبّدْ الآسْجَارَ وَالآحْجَانَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْبُدْ التشمس وَالْقَمَنَ وَقَائلَهُمْ رَسُول الم يتف وَلَمْ فرق بَيْنَهُم؛ وَالدليل قَوْلْهُ تعَالى: ووَقَِلُوهُمَ حَت لا تكو إفِتَكةوَيَكُونَ لين كله يده [الأنفال:4 77]. -الفرق الثالث: أن الشفاعة المثبتة تطلب من الله فلا تقل: يا رسول الله اشفع لي» وإنا الشفاعة المثبتة تطلب من الله» فتقول: يا رب شفع ف نبيك. والشفاعة المنفية لا يستفيد منها صاحبها شيئاء بخلاف الشفاعة المثبتة فإن طالبها ينتفع بها عند الله عز وجل إذا طلبها من الله سبحانه وتعالى» ولا يصح للإنسان أن يطلب الشفاعة من غير الله عز وجل. - سؤال: ما الفرق بين قوله تعالى: ذوالنريرت أَمْحْدُوأ مس كُونه أَوليَا مَا تَعْبْدُهمْ لا لِمُقرْبُونَا إل اله رُلْقَمْ4 [الزمر:"]. وقوله تعالى: (وَيَعْبُدُورت من دُو ري الله مَالَا يَصُرُهُمْ وَلَا يَفَعْهُمْ وَيَقُولُوَ هَنَؤولَآِ سْفعَتوْنًا عند أله [يونس:118]. الجواب: هؤلاء قالوا: نعبد أولياءنا ليقربونا إلى الله» والآخرون قالوا: ليكونوا شفعاء لنا عند اللهء والفرق بينهما أن الشافع لا يفعل شيئاً إلا الشفاعة؛ بينم! الصنف الأول زعموا أنهم يقربونهم إلى الله» والشافع قد يستجاب له وقد لاا يستجاب» بخلاف الذي يقرب فإنه ينتفع به مطلقاً حسب زعمهم. * قوله: القاعدة الثالنة»: هذه القاعدة في رد شبهة توجد عند بعض من يصرف العبادة لغير الله مفادها أننا إذا توجهنا بالعبادة للصا حين فإنه لا يكون شركاًء بل هذا من احترام أولياء الله وتقديرهم» ويعدون كل تعظيم لهؤلاء الأولياء نوعاً من أنواع الأمور المحمودة» ولو كان ذلك التعظيم على جهة الشرك وصرف العبادة لغير الله فبين الله جل شرح القواعد الأريع لمحمد بن عيدالوهاب هات 7ح كك قال المؤلف: «وَدَلِيلٌ الشُمْس والْقَمَر؛ قَوْلْهُ تعَالّى: لوَمِنَ دَايَجِهِ ألْيْلُ وَآَلتْهَارُ ره 30 رصع ده ا 2 لير ل 5 ص "سل دام 5 م 207 وَالشمس وَالْقَمَرَ لا تسجِدُوأ للشمس وَلَا لِلقَمَر وَأَسَمدُوا ينه الرى حَلتهِرك إن كنثم 22 ياه تَعبدُورت»**' [فصلت: 7ا7]. -وعلا أن الأنبياء والملاتكة ومن لهم مكانة ومنزلة عند الله عز وجل فإن علو درجتهم لا يعني صرف شيء من العبادة لهم» فالعبادة حق خالص لله عز وجلء والنبي 2626 لم يفرق بين من صرف العبادة للصاحين والأنبياء والأولياء» وبين من صرف العبادة للأحجار والأشجار والأصنام» وجعل الجميع مشركين وقاتلهم على حد سواء. ودلّل المؤلف على ذلك بقوله تعالى: ووَقَتنُوهُمَ حَي للا كور فبَكة وَيَكُونَ آلدِينُ كله يت [الأنفال:.]. الدين: المراد به العبادة والطاعة فلا بد أن يكون جميع الدين كله لله بحيث لا يصرف العبد شيئًا من العبادة لغير الله جل وعلاء وقوله تعالى: لِحَيَ ل تكورت فِتَئَة4: يعني حتى لا يوجد من يفتن الناس ويصدهم عن طاعة الله وإفراده بالعبادة» وقيل المراد به: حتى لا تكون هناك فرقة واختلاف في أنواع المعبودات» والقول الأول أظهر لأنه ظاهر الآية. أقام المؤلف الأدلة بعد ذلك على بطلان عبادة بقية المعبودات التي تعبد من دون الله. فمن ذلك الشمس والقمر: فهما آيتان عظيمتان من آيات الله كما قال النبي 42: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله...)7'» والله جل وعلا هو المتصرف فيهاء ليس لأحد تصرف فيهاء لا بذهاب ولا بإياب كما قال ابراهيم ظلكَكعْ للنمرود حين قال: «أتأ أخيء أت فَال تحسم قإرك آلياق اهمس من الْمَشرقٍ تيم َالْمَفْب قب تَالِى كقه [البقرة:104] ومع كونها آية يختص الله بتصريفهاء إلا أنه لا يجوز صرف شيء من العبادة لهاء بل العبادة حق خالص لله كها قال سبحانه: (وَمِنْ َيه اليل وَالتهَارُوَآلشّْمْس وَالْفَمَر 4 ١!/(ملسمو)١‎ ٠07(يراخبلا أخرجه‎ )١( شرح متون العقيدة وَدَلِيلُ الْمَلائِكَةٍ؛ٍ قَلُهُ تعالَى: وَل يَأمْرَكُمْ أن تَكَخِدُوا الطتيكة وَالتَريسنَ أزيَائا...> الآية [آل عمران:4]*'. ْ وَدَلِيِلْ الآنْبياءِ؛ قَوْلْهُ تعالى: (َوَإِذْ قال أله يَعِيسَى آَبْنَ ميم َأنتٌ قلت لِلئَاسِ 2 مث ابلا مه ار لت صر ص عاض :2 .4# رش #2 ع عدون وَأ لَهَيْنِ ين دُونٍ أَهِ قَالَ سْبحَدمَكَ ما يَكُونُ إىَ أن أَقُولَ مَا ليس لى يحي إن ءءء * وص«دو و َعْلَمُ ما فى تَفَيى وَل أعَلَمُ ما فى تَفْسِلكَ إِنْكَ نت عَلَمُ الْْيُوبِ» تثرو ممم م ِ- كنت قلتّهد فقَك عَلِمَِةُ ال لا تَسجِدُوأ لِلشمس وَلآا قمر وَآسَجْدُوأ ِلَّهِ الى حَلَقَهْرى إن كد إِيَاهُ تَعْبُدُورت» [فصلت:77]. والآيات هي العلامات الظاهرة البينة التي يذعن العقلاء عند التمعن فيها لاء ويستجيبون لمدلوهاء قوله تعالى: (وَمِنْ مَايَجِهِ ألْيْلُ وَآَلتهَارُ4: فهما آيتان عظيمتان» والشمس والقمر كذلك؛ ثم قال سبحانه: 9لا تَسْجَدُوأ لِسْمْسٍ وَل لِلقَمَر»: وذلك لأن السجود عبادة» والعبادة مما يختص الله به» والشمس والقمر مع كونم) آيتين إلا أنه لا يجوز صرف العبادة أو شيء منها لهماء قوله: 9وَآَسْجدُوَِهِ الى حَلَقَهُرك إن دم إِيَاهُ تَعْبُدُورت»4: أي إن كنتم موحدين بالعبادة» فلا تسجدوا للشمس ولا للقمرء واسجدوا لله وحده؛ فقوله: إن حنم إياهُ تَعْبُدُو رت » قدم المعمول (إياه)» أي إن كنتم لا تعبدون أحداً سواه. * قوله: «ودليل الملائكة قوله تعالى: ؤوَلا يَأمْرَكُمَ أن تَكَخِدُ وا لِك وَالتَِيحنَأتابًا...»:: أي أن الأنبياء لم يأمروا أقرامهم بصرف العبادة للملائكة أو للنبيين» وإنما أمروهم بإفراد الله جل وعلا بالعبادة» فدل هذا على أنه لا فرق بين صرف العبادة لصا حين أو صرفها لطالحين الجميع يكون شركاًء والجميع يكون خالفاً هدي الأنبياء جل [أيتؤين. * قوله: "ودليل الأنبياء»: الآية السابقة فيها ذكر الأنبياء عليهم السلام عموماًء وهذه الآية الآتية في عيسى بن مريم كنا بخصوصه. فعيسى بن مريم نبي من أنبياء الله» وهو- شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبدالوهاب انه قال ولف «دَلِيلٌ الصَالِحين؛ قَولَهُ تعَالَى: « أُولتيكالْذيينَ يَدَعُوَ يَبْتَفُوَ يك ك4 إل رَيَهِمٌ 1 يسملة أجُح أُقَرَتُ وَيرْجُونَ رَحَمَئَهُ وَكخَافُورت عَذَ ابَهُر.4 [الإسراء لاه ]) -من أولي العزم؛ ومع كونه صاحاً من أولياء الله إلا أن عبادته لا تنجي من الله شيئاً لأن العبادة حق خالص لله فوجب إفراد الله بالعبادة قال تعالى: <وَإِذْ قال اند يتعِبِسَى آبنَ مهم أن قُلْتَ لِلنَاس ميدن وَأَبىَ إلَهَيْنِ مين دون الله4: أي معبودين من دون الله فقال عيسى: «سْبَحَدتَكَ4أي تنزهت ربي عن أن أقول عنك مثل هذا الكلام بأن أدعوا إلى اتخاذ آلحة من دونك. اما يَكُونُ لى»أي: ليس من شأني «أن أقُول ما لَيْسَ لى بِحَقٍ4 فشأني أن أتكلم بالحق لا بالباطل «إن كُدتُ» يا رب قد (قلتُ) هذا الكلام دفَعَدَ عَلِمْتَهْم تَعْلَمُ مَافى تَشَيِى4: فالله جل وعلا لا يخفى عليه خافية؛ (وَّ5 أَعَلَدُ مَا فى نَفْسِكَ إِنكَ أنتّ عَلهُ آلْفْيُوبِ4 فتبرأ عيسى لك من أولئك الذين يصرفون العبادة له أو لأحد من دون الله. ع مج نر * قوله: «ودليل الصا حين قوله تعالى: ( أولَتِيكَأأْنرينَ يَدَعُوتَ يَبَتَغُورت إن رَيوِمُ لْوَييكة ُجُمْ أُقَرَبُ وَيَرَجُونَ رَحْمَتَهُء وَكخَافُورت عَذَابَةد...»»: هذه الآية نزلت في الذين يدعون عزيراً وعيسى والصا حين؛ فإنهم احتجوا وقالوا بأنا إنم| نتوجه بالعبادة لأناس يحبهم الله فنحن نوالي أولياء الله» فكيف تعيبون علينا ذلك؟ فأنكر الله عز وجل عليهم هذاء وبين أن من تدعون يا أيها الناس من دوني يدعون الله. فإن أولئك الأشخاص الذين تدعونهم من دون الله (ِيَبْتَغُورت إل رَبَهِمُ الْوَسسيأَة ولا يصرفون العبادة لغير الله» فسيروا على طريقتهم, أما إذا دعوتموهم من دون الله فإنكم لم تسيروا على طريقتهم؛ وإن كنتم معظمين همء وقوله: «الْوَسِيلَة» أي: أنهم- ع 1*1 شرح متون العقيدة قال المؤلف: «وَدَلِيل الآأشلجار والأشخمارة قَوْلَهُ تعالى: ططأَقْرَءَيمُ آللّت وَالْعرّئ © د مَكَؤة ألعَالِعَة آلا خْرَئ# [النجم ا تيبتغون العمل الصالح الذي يقربهم إلى الله فهؤلاء الأنبياء والصالحون يفردون الله بالعبادة فسيروا على طريقتهم؛ وقوله: يم أفْربُ»: فهم يتنافسون في الخير» ويتنافسون في العمل الصالح» ويبحثون عن الأعمال الصا حة التي تقربهم إلى الله» «وَيَرْجُونَ رَحَمَنَه َكَاُورت عَذَابَمُد4. وقال تعالى: < قُلٍ دْعُوأ الذي رَعَمْتّم ين دُون فلا يَمْلِكُورت كف ألِصْرٍ عَدَكُح وَل تُويلاً» [الإسراء: 7 هؤلاء الذين زعمتم من دون الله لا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويل الضرء أولئك الأشخاص الذين تدعونهم من دون الله لا تنفعكم عبادتمهم» وإن كانوا صا حين إلا أنكم تخالفونهم في الطريق» هم يفردون الله في العبادة وأنتم تشركون فيها. * قوله: «ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى: <أكْرَءَيْمَ آللتَ وَآلْعُرَّئ » وَمَكَوْةَ آلكَالِئَة الْأخْرَى4»: اللات: صنم من أصنامهم أقيم على مكان في الطائف» وذلك أنه كان هناك رجل صالح يطعم الحجيج ويلت لهم السويق؛ ويأتي بالحبوب فيضع معها المياه فيطبخها ويلينها ويطعمها الحجيج؛ فلم| مات اللات أراد الناس أن يتذكروا هذا الرجل الصالح؛ فبنوا على قبره بناء» ومع مرور الزمان عبد من دون الله وصرفت له العبادة» وكان أهل الطائف يعبدونه ويرجونه ويصرفون له شيثًا من العبادة ويدعونه» وبعد ذلك لما صا حوا النبي يَتقه وجاء وفدهم إلى النبي شق قالوا: نستثني. قال: (ماذا تستثنون؟) قالوا: نستئني اللات» تبقى عندنا ثلاث سنين» فرفض ذلك النبي يف قالوا: ثلاثة أشهرء فلم يقرهم النبي ع على ذلك. قالوا: إذن أنت الذي تهدمهاء فقال النبي يق: (أما هذه فنعم)» فأرسل النبي يك المغيرة بن شعبة ومعه جماعة , لأن- شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبد لوهاب ب8/ الله سج ج477 -المغيرة بن شعبة من أهل الطائف من ثقيف. فأراد أن يريهم أنه واحد منهم؛ ومع ذلك متى كان معهم التوحيد لم تستطع هذه الأصنام وهذه المعبودات من دون الله أن تضره بشيء فجاء المغيرة بن شعبة وأخذ المعول فضربه ضرباً خفيفاً ثم سقطء ففرحوا بذلك وصاحوا منتصرينء فقال المغيرة: ما أردت إلا أن أختبر عقولكم؛ حجارة كيف تنفع وتضرء ثم أخذ المعول فهدمه أمامهم'' » فهذا بئاء أحجار أقيمت على قبر رجل صالح كان يطعم الحجيج؛ ومع ذلك لم تغن عنهم من الله شيئاً» ول يقبل منهم صرف العبادة هذه الأحجار المقامة على قبر هذا الصالح. وهكذا العُرَّى فإن العُرَّى شجرة قد وضعوا عليها بناء وستوراًء وهي بين مكة والطائف» وكان أهل مكة يعظمونها ويتوجهون إليها ويطلبون منهاء ويسألونها الحوائج؛ ولذلك لما جاء في معركة أحد؛ قال أبو سفيان للنبي #2 وأصحابه: لنا العُرّى ولا عرَّى لكم. فقال النبي غَتكُ: (أجيبوه)» قالوا: ما نقول؟ قال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم)”"؛ وأرسل النبي 62 لها خالد بن الوليد» فقطع تلك الأشجار» وخرجت منها امرأة عليها شعر نافش» فقتلهاء رضي الله عن خالد وعن المغيرة وعن الصحاية أجمعين. وأما مناة الثالثة الأخرى: فهي صنم لهم بين مكة والمدينة» وكان أهل المدينة يعظمون هذا الصنم» وأرسل النبي يَتتي أبا سفيان فهدمها. إذن هذه المواطن من الأشعجار والأحجار كانوا يعتقدون فضيلتها وأنها مقدسة عند الله فلم يغن ذلك عنها وعنهم شيا وكان الحكم فيها واحداً بالمنع من صرف شبيء من العبادة ها. )١(‏ ذكره ابن هشام في السيرة 8/ 570. وبنحوه أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 8/ 845. )١(‏ أخحرجه البخاري(7079) وهو حديث طويل فيه بعض أنبار غزوة أحد. 1 شرح متون العقيدة قال الم ؤلف: «وَحَليُث أبي وَاقٍرد اللْيْقِي فاه قَال: حرجنا مع لبي 82 إلى حئين كتَّيره د و تُحسن خدثاه عفد بكُفره وللِصْشركين مدر يَعْكُفُونٌ دس*) 31 يكُوَطُون يها أمْلِحَتَهُم َال لَهَا ات الو ينه * ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى حديث أبي واقد قال: (خرجنا مع النبي َف إلى حنين) وحنين موطن حول الطائف حصلت فيه غزوة عظيمة:» قال الله تعالى فيها: («وَيوَمْ رَحُْبَتْ تح ولَيَكُم مُذيرِيرتَ؟ [التوبة:0؟]) بعد ذلك تفضل الله على النبي ميق ومن معه فأنزل السكينة عليهم فانتصرواء وهذا يدلك على أن القلب لا ينبغي به أن يتعلق بشىء من أمور الدنيا إنما يتعلق بالله» فلا تعجب با عندك من مال؛ فإنه قد يضيع في لحظات» ولاايعجب الإنسان بقوته ولا بذهنه بأنه يحفظ, أو غير ذلكء فإن الله جل وعلا قادر على صرف ذهنك عن الخير والطاعة إلى ما يضاده؛ ولا يعجب الإنسان بالأسباب الدنيوية» وإنما يتعلق قلبه بالله عز وجلء فإذا تعلق المرء بالله وتوكل على الله كفاه الله كل شيء؛ ومتى نظر إلى الأسباب واعتمد عليها وكل إليها ووكل إلى عجز وهزيمة ول تنفعه بشيء؛ وهذا مشاهد؛ فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمئين» متى كان الإنسان معتص]ً بالله معتمد القلب على ربه وقاه الله كل سوء ومكنه من كل خير. * قوله' «ونحن حدثاء عهد بكفر»: أي لا زال عندهم نوع من أمور الجاهلية لم يعرفوا حكم الإسلام فيها. #* قوله: ١وللمشركين‏ سدرة يعكفون عندها»: أي يلبشون ويلازمونها والسدرة شجرة. * قوله: «وينوطون بها أسلحتهم»: أي يعلقون الأسلحة عليها يعتقدون بركتهاءوأنها هي التي تعينهم وتساعدهم في اعتقادهم الفاسد. * قوله: «يقال لها ذات أنواط»: لكثرة ما يعلق عليها. شرح القواعد عد الأريع محمد بن عبدالوهاب لَه عدا ١‏ فَمَرَرا بسيدرَة" فَقَلْنَا: يَا رَسُولَ الله اجْعَل لَنَا دَاتَ )! 3 كَمَا لَهُمْ ذات الواط". الست * قوله: #فمررنا بسدرة»: والسدرة شجر النبق ‏ العبري -. * قوله: «فقدلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط": يعنى نعلق عليها أسلحتنا نستمد منها البركة. ١‏ * قوله: ٠كما‏ هم ذات أنواط»: يعني كما للمشركين شجرة يعلقون عليها أسلحتهم ويتبركون بها. فقال النبي يفقة: (سَبْحَانَ الله هذا كا ثَالَ قَوْمُ مُوسَى: «أجعل لَتَاإِلَها كما لَهُرْ اله [الأعراف:178] وَالَذِي َي به بده لم كبن سَئَةٌ مَنْ كَانّ كبُلكْ)7". هم أرادوا أن يستعينوا بالتبرك بالشجرة على الطاعة في ظنهم؛ لأن القعال والجتهاد طاعة من أنواع الطاعات» فهم أرادوا أن يستعينوا بهذا السبب على أمر مشروع؛ ومع ذلك م ينجهم من الحكم الشرعي بتحريم الشرك وتعلق القلب بغير الله» ولم يكن هذا سبيلاً من سبل الحكم بجواز هذا الفعل. ومن ثم فمن قال لنا: أنا سأستعين بجن على طاعة الله» قيل له: هل هذه وسيلة مشروعة حتى تكون من الأمور الجائزة في الشريعة ؟ هل استعان النبي مق بهم أو طلب منهم شيئاً من حوائجه !؟ لو كان هذا الفعل من الأمور الجائزة لفعله النبي يي فإن الحاجة داعية للاستعانة بأي وسيلة في نصر الاسلام في ذلك الزمان أكثر من غيره من الأزمنة. ويدل عليه أيضاً قوله سبحانه: «وَنؤم حَسرْصز حييمًا يَسَطْئ رن قد آستكازثم من الإنس" وَقَالَ أَوْلَِاوُهُم ين الإنس رَبّا أَسْعَمْتمَبَمْضنا ِبَعْض وَبَلَهنَآأجَلَئا آلِىَ أجَلتَلَتاً قال الثَارٌ مَعوَدَكُمَ حَِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا سَءَ الله إنَّ رتك حَكيمءٌ عَلِيةٌ» [الأنعام:118] فهنا أخبر أن الجن والإنس استمتع بعضهم ببعض أي أعان بعضهم بعضاً فتوعدهم بالنار, فدل هذاعل أن الأصل في الاستعانة بهم المنع؛ لكن لو قدّم إنمينٌ خدمة لحني بدون- )1١‏ أخرجه الترمذي (5180)» والنسائي في الكبرى (11151): وأحمد (/71851): وابن حبان ١ 00 شرح متون العقيدة -طلبء أو قدم جني لإنسى خدمة بدون طلب فلا يدخل في هذه الآية» لأن قوله: (استمتع بعضنا ببعض) أي طلب بعضنا من بعض الاستمتاع» فأخذ المتعة من ذلك. وفيما سبق دلالة على عدد من الأمور: الأمر الأول: أن العبادة لا يجوز صرفها لأحد سوى الله. الأمر الثاني: أن صرف العبادة للصا حين والملائكة والأنبياء ليس من الأمور المشروعة» يا كانت تلك العبادة» بل هو من أنواع الشرك. الأمر الثالث: أن ترك صرف العبادة لغير الله كالأنبياء والصا حين ليس تقليلاً لشأنهم. وإنها فيه اتباع لطريقتهم, فعندما يترك المرء عبادة الأنبياء والصالحين يكون قد سار على طريقتهم» وأما إذا عبدهم فإنه قد خالف طريقتهم. الأمر الرابع: أن الاعتقادات الفاسدة لا تغني من الله شيئأًء وفيه دلالة على أن الشرك يستوي فيه صرف العبادة للصالحين» أو صرف العبادة للشياطين. الأمر الخامس: أن الشرك والمعاصي لا يستعان بها على فعل طاعة الله. وقول بعض الناس: الثقة بالنفس . تحتمل معنيين: المعنى الأول: معنى حق؛ لأن المراد بذلك معرفة خاصية النفسء وإعطاء النفس ما يقابلها وما يتناسب معها من العمل. المعنى الثاني: ما ينافي التوكل» وذلك أنه يثق بمعنى أنه لا يستند إلى ربه ولا يعتمد عليه جل وعلا؛ ولذلك فإن الأولى عدم استععال هذا المصطلح. وتركه لاشتاله على معنيين: حق» وباطلء والقاعدة الشرعية أن اللفظ إذا كان مشتملاً على معنيين: أحدهما حق»؛ والثاني باطل» فإنه يؤمر بتركهء ولذلك قال جل وعلا: (يَتأيُهًا آأذيرت ءَامنُوأ لا تَقُولُوا رعِمًا4 [البقرة: 4 ]٠١‏ فإن راعنا تحتمل معنيين: المعنى الأول: من الرعاية» وهذا معنى صحيح. المعئى الثاني: من الرعونة» وهذا معنى باطلء فلم! كانت هذه اللفظة مشتملة على معنيين أحدهما حق والأخر باطل منع منها. جى ري ١اعَرَئّ‏ ع دن ؛ روميس شرح القواعد الأريع لمحمد بن عبدالوهاب بَيَدللنه الْقَاعِدَة الرَابعَةٌ: أن مُشْركي زمَائنا أغلّظ شرا مِن الآوَلِينَ» لآن الآوْلِين يُششركون في الرحَاء وَيَخْلِصون في الحْيّدُق وَمُشرِكُوا رمَاننًا ثيركهم دَائِمْ فِي الرخَاء وَالكْبّدَّة؛ والدليل قَوْلَهُ تعَالى: ذفَإذًا ركبا فى القلك5 عَوا اسه مخْلِصِينَ لَهُآلينَ كلما نَنِهُمْ إلى لْبرِإِذًا هم يُشْرِكُونَ» [العنكبوت:0+]”*) * قوله: «القاعدة الرابعة»: أراد المؤلف مله في هذه القاعدة المقارنة بين أولئنك الأشخاص الذين دعاهم النبي خب إلى الإسلام وحكم عليهم بأهم مشركون وبين من يفعل أفعالاً مخالفة لأصل دين الإسلام ممن يوجد في الأزمان المتأخرة» وضرب لذلك مثلاً ألا وهو ما يتعلق بإفراد الله جل وعلا بالدعاء في الشدة» فإنه من المعلوم أن الدعاء عبادة» وأنه حق خالص لله جل وعلا كا قال سبحانه: «وَأنَ آلْمَسَدِجِدَ يِل لا تَدَعُوأ مَعْ لَه أَحَدَا4 [الجن:18]» ولكننا إذا قارنًا في هذا الباب بين أولئك الموجودين في عصر النبوة والذين حكم عليهم النبي صل الله عليه وسلَّم بالكفر والشرك وبين من يوجد في أزمانناء وجدنا أن بعض من في أزماننا ممن ينتسب إلى دين الإسلام أعظم مخالفة لدين الإسلام في هذا الباب من أولئك الذين حكم عليهم النبي يق بالشرك والكفرء فإن أولئك كانوا في الرخاء يش ركون بالله ويصرفون شيئاً من العبادات لغير الله ومن ذلك الدعاءء وأما إذا جاءتهم الشدائد وادههمت عليهم الأمور فإنهم يتوجهون إلى الله جل وعلا وحده بالدعاء؛ ويخلصون الدعاء له سبحانه وتعالى» وينجيهم جل وعلا حينئذ» ولكن من في عصرنا ليسوا كذلك؛ بل إنهم إذا اشتدت بهم الملمات وحصل عليهم ضغط في حياتهم توجهوا إلى معبوداتهم وإلى شيء من المخلوقات بالدعاء والتضرع والإنابة والسؤال من أجل أن يخلّصرهم مما هم فيه من شدة وبأس» وذكر المؤلف قوله تعالى: طفَِذًا رَحِبُوا فى ألَقْلكِ دَعَوأ عَوَأ لَه مخْلِصِينَ لَهُ الدِينَ فَلَمَا مُنِهُمْ إلى لير إذا هم سُشْرِكون» [العدكبوت:10]. أي- شرح متون العقيدة -يصرفون الدعاء لغير الله جل وعلا بعد النجاة» وكانوا في الشدة يخلصون الدعاء لله» وقد ورد مثل هذه الآية آيات متعددة في سور مختلفة في كتاب الله كلها تأكد على أخهم عند الشدائد يفردون الله بالدعاءء فيعيب عليهم كيف لا يفردون الله بالدعاء في حال الرخاء وهم يتوجهون إلى أصنامهم ومعبوداتهم من دون الله أما من يوجد في العصور المتأخرة فإنهم يشركون حتى في حال الشدة يقول قاتلهم: من لك في الملمات إلا فلان» ويقول قائلهم: إذا اشتدت عليك الأمور فلا غخلص لك إلا الولي الفلاني» وهكذاء فهذا نموذج ما كان به أهل زماننا من المشركين أعظم شركاً من وجدوا في العصور المتقدمة الذين كانوا في عهد النبوة. ونموذج آخر نعرضه في هذا الباب وهو أن المشركين في عهد النبوة كانوا يقرون بتوحيد الربوبية ويعتقدون أن الله هو المتصرف في الكون ويقرون بأن الله جل وعلا مو الذي خلق السماوات والأرضين وأنه هو الذي يمسكها من أن يقع بعضها على بعض» ولذلك استدل الله عليهم بذلك فقال لهم: إذا كنتم تقرون بتوحيد الربوبية وانفراد الله به فيلزمكم أن تقروا بتوحيد الألوهية ووجوب إفراد الله بالعبادة» لكن من كان في العصور المتأخرة وجدناهم أشد حالاً من أولئك الذين كانوا في عهد النبوة» يعتقدون أن أولياءتهم يتصرفون في الكون وأنهم هم الذين يأتون بالولد؛ وأنهم هم الذين يرزقوهم» حتى يقول قائلهم: لولا فلان لسقطت السماوات على الأرضين» ويقول قائلهم: هذا المسجد يمسك الدنيا لو |نهدم لخربت الدنياء ونحو ذلك مما يعتقدونه مرة في أشخاص يسموتهم أولياء ومرة في أحجار قد بنيت على شكل مسجدء أو نحوه؛ ومرة ني أشجار, حتى إن أحدهم: يذهب إلى شجرة أو إلى ضريح فيسأها الولد» ويسأله الرزق» ويسأله تيسير الأمور, ويسأله الخلاص من المشاكل ونحو ذلك»؛ ويتركون رب العزة والجلال الذي يتصرف في الكون حقيقة» وهو المنصرف وحده جل وعلاء وهناك نماذج متعددة تدلك على أن مشركي هذه الأزمان أغلظ شركاً من الأولين الذين كانوا في عهد النبوة. فإن قال قائل: إن أولئك لا يتسمون باسم الإسلام ويرون بأنهم ليسوا من أهل- شرح القواعد الأريع للحمد بن عبدالوهاب ولك _ لعج يم -الإسلام وليسوا بمسلمين» بخلاف هؤلاء فإنهم ينتسبون إلى الإسلام ويقولون بأمهم من أتباع حمد 86. قلنا: العبرة بالحقائق وليست العبرة بالتسميات» فكومم انتسبوا لهذا النبي» أو لهذه الديانة لا يعني أنهم كذلك. وإنما العبرة بحقائق الأمور. فإن قال قائل: إنهم ينطقون بلا إله إلا الله ويتكلمون بهاء بخلاف من كان في عهد النبي لتقي فهم لا يقرون بلا إله إلا الله. قلنا: إن أي فعل أو عبادة لابد من وجود شروطها فيهاء فمن صلى بدون وضوء فصلاته باطلة» وهكذا من صل إلى غير القبلة وهو يعلم جهة القبلة لم تصح صلاته. وهكذا من صل لا للتقرب وإنما رياءً وسمعة أو صلى من أجل أن تكون تدريباً لأعضائه ول يقصد بذلك التقرب لله؛ لم تصح صلاته؛ ولم يؤجر عليهاء وهكذا كلمة: لا إله إلا الله لا تؤدي حقيقتها والمقصود منها إلا بوجود شروطها من العلم بمعناهاء واعتقاد ذلك المعنى» والعمل به والإخلاص فيه ونحو ذلك من شروط لا إله الا الله أما التكلم بهذه الكلمة بدون أن يكون الإنسان متصفاً بشرائطهاء فإنها لا تفيده عند الله جل وعلاء ومن هنا فلا يصح الاستدلال بأن بعض من ينتسب للإسلام يتصرف بتصرفات مخالفة للتوحيد مما يدل على جواز أفعالهم؛ فإن تصرفات الناس يجب أن تكون هي المحكومة بالشرع لا أن تكون حاكمة على الشرع» وإلا لحصل بذلك تبديل الشرائع وتغيرها. فإن قال قائل: إن هذه التصرفات والاعتقادات وجدت من أزمان ولازال علماء الإسلام يرونها ولا ينكرونبها. قيل: هذه دعوى كاذبة؛ بسل لازال علماء الإسلام من كل مذهب ينكرون هذه التصرفات» ويبينون أنها مخالفة لدين الإسلام. وإذا نظر الإنسان في عدد من الكتايات التي ألفت في هذا الباب وجدهم يصرحون بأن هذه الأفعال شركية وهذه الاعتقادات مخالفة لدين الإسلام. ٠‏ ِ- 0 شرح متون العقيدة -وإذا نظر الإنسان في كتب الفقه في أبواب الصلاة أو في أبواب الردة وجد أن هناك نماذج كثيرة يصرح الفقهاء بأنها ردة عن دين الإسلام من الأفعال التي يفعلونها عند ما يسمونه بقبور الأولياء أو بالأضرحة ونح و ذلك. وإذا نظر الإنسان في عدد من كتابات علماء الشريعة التي أفردت هذا الباب وجدها كثيرة متعددة» وكون بعض الفقهاء لم يتكلم عليها ليس فيه دليل على إقرارهاء فإنهم اكتفوا بإنكار غيرهم هذه المظاهر الشركية. فالمقصود أنه لا حجة لهؤلاء ني هذه الأفعال» وهم بذلك يكونون قد أشركوا شركاً أكبر مخرجاً من دين الإسلام, لأخهم توجهوا بالعبادة إلى غير الله عز وجل؛ ومن ثم لا يصح الاستدلال بوقوع هذه الوقائع من المنتسبين لدين الإسلام على جوازها وصحتهاء بل لابد من عرضها على الأدلة الشرعية كتاباً وسنة. خائميني هذه الرسالة على وجازتهاء إلا أنها احتوت قواعد عظيمة ومعاني جليلة تدل على ما آتاه الله عز وجل للشيخ لَه من علم في أصل دين الإسلام؛ ومعرفة به» وتحقيق له؛ فغفر الله للشيخ وأسكنه فسيح جناته؛ وكم من كلام قليل يدل على معانٍ كثيرة» فغفر الله للشيخ. هذا وأسأل الله جل وعلا أن يوفقنا وإياكم لخيري الدينا والآخرة وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين» ى| أسأله سبحانه أن يصلح أحوال الأمة وأن يَرُدّهم إلى دينه رداً جميلاً وأن يبعد عنها الجهل ومظاهر الشرك؛ ى| أسأله جل وعلا أن يصلح الأحوال وأن يوفق ولاة الأمور لكل خير. هذا والله أعلم» وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 8- عى ري ١اجرَيّ‏ هكمس هين رويس 1ه 0ن لماك 0 شرح أصول السنت للإمام أحمد بن حثيل جَباشَه 94-9 تقديم المعتنى بإخراج رسالة أصول السئة 0 ل مقدمة الشارح ال أصول السنة فبم ممم ممم ممم ممم ممم ممم م ةم مو 06 الآ التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله 22 000ل ترك البدع كن الجلوس مع أهل الأهواء. ترك المراء كن الخصومات في الدين لا آثار رسول الله ييه والسنة تفسر القرآن 0 الاتباع وترك ال هوى رن القرآن كلام الله ممم ةمجه ممم ممم مهمو ممم لمم م ل 6 اق الإيمان بالرؤية 0ك الإيمان بالميزان ممما ممم وميم ممم مم م مين ومن ةم نما رم نو ممم م لل 0 ...لع الإيمان بالحوض 0 ل الإيمان بعذاب القير ان الإيمان بشفاعة البي يايق 11000 المسيح الدجال 0 ل الإيمان يزيد وينقص 0 ترك الصلاة كفر 0 خير هله الأمة 0 اتشفقا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة 0 الإيمان بالله واسمائه وصفاته 0 شبهات نفاة الصفات الأمر بالمعروف ومكارم الأخلاق 0 شرح القواعد الأريع لشيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب يدانه فهرس الموضوعات الموضوع الصطحن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد ل اطرض الشرك إذا خالط العبادة أفسدها لومم مم ممه وم لل 31737 توحيد الربوبية وحده لا يكفي كرض عبادة غير الله باطلة مهما كانت الأسباب ترفرفق أقسام الشفاعة 0 اأرفا بطلان توجيه العبادة للصالحين كرض المتأخرون أشد شركاً من المتقدمين 1 خامة اا كن من إصدارات الدار لفضيليّ الشيخ الددكتور سعد بن ناصر الشثري + روضة الناظر وجنة المناظر ومعها شرحها نزهة الخاطر العاطر (مجلدان) + مختصر صحيح البخاري (مجلد) + فقه المناسك( مجلد) + أدب الحوار + شرح المختصر 4 اصول الفقه (مجلد) + حقيقة الإيمان وبدع الإرجاء 4 القديم والحديث + حكم زيارة أماكن السيرة النبوية + مفهوم الفذاء الحلال + اخلاقيات الطبيب المسلم + آراء الصوفية يا اركان الإيمان + مقاصد الشريعة الإسلامية + الطرق الشرعية لإنشاء المباني الحكومية + القواعد الأصولية والفقهية للمسلم غير المجتهد + عبادات الحج + شرح المنظومة السعدية + العثماءالتين لهم إسهام ل علم الأصول والقواعد الفقهية + شرح الورقات # أصول الفقه + قوادح الاستدلال بالإجماع - الاعتراضات الواردة على الاستدلال بالدليل من الإجماع والجواب عنها (مجلد) + المصلحة عند الحنابلة + عقد الإجارة المنتهي بالتمليك + الأصول والفروع - حقيقتهما والفرق بينهما (مجلد) + شرح مقدمة التفسير (مجلد) + شرح رسالة ف أصول الفقه للحسن بن شهاب العكبري (مجلد) + شرح حكتاب قواعد الأصول ومعاقد الفصول (مجلد) + شرح عمدة الأحكام (مجلدان) + شرح الأربعين النووية المختصر (مجلد) + شرح الأصول ل علم الأصول للشيخ ابن عثيمين (مجلد) + أصول الفقه للمتخصصين 4 غير العلوم الشرعية ث ري (عكم (جْ (لزويسى 3131.610 نلا5 70لا . لازنالا 3131.2©)071 /ا/ا 5 1110 . /الالانا انا 2 عن يجري (نكى إن (دزومسسى زنلو2 4ت درزاع 02 #يفيفن